المزيد من الأخبار






هل سيفلح طارق في تشكيل تحالفٍ بين "الجرار" و"المصباح" لتخويل حوليش الرئاسة أم سيُحنّث بوعده؟


هل سيفلح طارق في تشكيل تحالفٍ بين "الجرار" و"المصباح" لتخويل حوليش الرئاسة أم سيُحنّث بوعده؟
بدر أعراب

في أعقاب عملية الولادة القيصرية للمولود المُنتخب مع ظهور التقرير الرسمي لبيانات النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع أمس الجمعة على مستوى بلدية الناظور في صيغتها النهائية، يُساغ للمتتبع للشأن السياسي بالمنطقة، طرح التساؤل حول ما إذا كان سيلعب طارق يحيى رئيس المجلس البلدي المنقضية ولايته، دوراً في تشكيل تحالف بين الحزبين المتضادين المتنافريْن من ناحية الرؤى السياسية والمرجعيات الإيديولوجية، والجمع بالتالي بين الإخوة الأعداء، ضمن توليفة سياسية موحدّة من شأنها تخويل تتويج الرّاكب على كرسي مِقود الجرّار، بمنصب عمادة قصر بلدية الناظور؟

قبل أسابيع قليلة، خرج طارق يحيى بتصريح مطوّل وُصف بالحاسم، عبر يومية أخبار اليوم المغربية، لصاحبها توفيق بوعشرين الذي نقلنا بشأنه آنذاك في موقع ناظورسيتي، قصّاصة خبرية تفيد ظهوره برفقة العمدة، في عشاء فاخر على أطراف الحاضرة، لتنشر بعدها الجريدة الوطنية بدورها، تصريح العمدة الذي وجّه من خلاله مدفعية نيرانه نحو الباميين، حيث أبدى كبير سخطه حيال إجتياح حزب صديق صديق الملك، للرّبع الأكبر من الريف، قبل توّعده بالوقوف بالمرصاد أمام سيل الجرار الزاحف صوب المنطقة.

وتوّعد طارق يحيى بعدم فسح الطريق للباميين لدخول عُقر حاضرة الناظور، ومنعهم من الإستيلاء عليها على غرار ما وقع لشقيقتها الحسيمة على حدّ تعبيره، مبدياً في المقابل إستعداده لدعم حزب "المصباح" وتعبيد الطريق لها نحو رئاسة قصر المبنى الأبيض، إستناداً إلى ما جاء على عظمة لسانه كما هو موثقّ، وطبعاً هذه المساعدة التي لم يُعرف شكلها ولا كيفيتها في ظلّ تراجع أسهم شعبيته، ليست من أجل سواد عيون حزب "المصباح"، بقدر ما إستهدفت شقيقه الأصغر المدلّل، بهدف سعيه إلى الحصول على إحدى كراسي البناية البيضاء قبل أن تلوح الساحة بمتغيّر آخر سنعرج عليه أسفله، يعيد إحداث أجندة أخرى وفق ما اُستُجد في الساحة من معطيات كان طارق بارعاً في قراءتها بمنطق الإصطفاف مع الرّابح ضدّ الخاسر.

بعد قليل، وفي حوار مطوّل أجريناه معه في الجريدة الإلكترونية "ناظورسيتي"، ونشرناه ضمن حلقات ثلاث، يُفاجئ طارق يحيى الذي يحلو للبعض تسميته بالثعلب الماكر، الرأي العام المحلي مرّة أخرى، بتصريحٍ أثار نوعاً ما الإستغراب لدى جلّ المتتبعين، من حيث كونه تصريحاً مغايراً تماماً للسابق ومنافياً لما أورده قبل ذلك بوضوح، عقب إبداء حرصه على مساندة نائبه الأول في المجلس المنتهي الولاية سليمان حوليش، حتى بعد ركوبه الجرار وسط شيوع خبر تزكيته وكيلا للائحة الترّشّح بألوان بامية.

وجرت كلّ هذه الحيثيات في وقتٍ متزامنٍ تلوح فيه الساحة السياسية بمستجد الإنسحاب المُفاجئ إذّاك لشقيق طارق المدلّل، من حزب العدالة والتنمية، وتجميد عضويته من داخل كتابة أمانته المحلية، ما يُرجح وُرود إمكانية إعادة ترتيب أوراق أجندة طارق بخصوص محاربة الباميين، تماشياً مع متغيّرات الساحة، إذ ليس إنقلابا في المواقف مثلما جرت قراءَته في سياق معزول عن ربط الأحداث والتصاريح ببعضها، وأضحت بذلك متعذرة من فرط سرعة وتيرة ديناميتها قبل أشهر من الآن، على إعتبار أن رجلاً "ثعلب" كطارق يحيى، يتوفّر على رصيد وافر من الحنكة والتجربة السياسيتين ما يكفي لتمكّنه من تجويد القراءة السياسية، كان لا بدّ لسياسيّ من طينته التكيّف مع الخلاصات المستتبعة بمنطق خوض القضايا الرابحة.. فمن هذا المنطلق إذاً، وربطاً بالإشكالية المركزية المطروحة، فهل سيلعب طارق يحيى دوراً في جمع الندّين السياسيين ضمن بوتقةٍ واحدة، تفعيلاً لوعده أم سينكُث عهده؟ وهذا بالضبط ما ستُجيب عنه لاحقا الأيام القليلة المقبلة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح