NadorCity.Com
 


مقاصد الكلام في المذهب المالكي ـ الجزء الثالث ـ


مقاصد الكلام في المذهب المالكي  ـ الجزء الثالث ـ
الدكتور عبد القادر بطار

الكلام المحمود والكلام المذموم:

مهما يكن من شيء فإن الاشتغال بعلم الكلام يكون بحسب الحاجة إليه، وفي حدود الرد على الشبهات والبدع، ثم لابد أن يكون المشتغل بالكلام قد بلغ درجة عالية من الفهم لأمور العقيدة، متمكنا من علوم الشريعة، خبيرا بمقالات المتكلمين... وهناك نص يورده الحافظ بن عبد البر يحدد فيه الإمام مالك مفهوم المبتدعة وموقفه من علم الكلام المحمود، يقول ابن عبد البر:
قد بين مالك رحمه الله أن الكلام فيما تحته عمل هو المباح عنده، وعند أهل بلده، وأخبر أن الكلام في الدين نحو القول في صفات الله وأسمائه، وضرب مثلا فقال: نحو قول جهم ... والذي قاله مالك رحمه الله عليه جماعة الفقهاء والعلماء قديما وحديثا من أهل الحديث والفتوى، وإنما خالف مالك أهل البدع المعتزلة وسائر الفرق، وأما الجماعة فعلى ما قال مالك رحمه الله إلا أن يضطر أحد إلى الكلام فلا يسعه السكوت إذا طمع برد الباطل وصرف صاحبه عن مذهبه أو خشي ضلالة عامة أو نحو هذا. (26)

لقد أدرك فقهاء المذهب المالكي خطورة الكلام، ومن ثم وضعوا شروطا صارمة لمن يشتغل بالرد على الشبه والبدع الكلامية التي يثيرها أهل الأهواء في كل عصر ومصر.

يقول القاضي عبد الوهاب في معرض بيان أهمية المناظرة التي يقصد منها رد الشبه:" فأما المناظرة المقصود منها إيضاح الحجة وإبطال الشبهة، ورد المخطئ إلى الصواب، والزائغ إلى الحق، والضال إلى صحة الاعتقاد فإن ذلك غير منهي عنه، بل مندوب إليه، ومحضوض عليه، وقد قال تعالى:" وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [النحل : 125] وقال:" وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [العنكبوت : 46] وقال مخبرا عن قوم نوح:" قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا" [هود : 32] هذه هي المناظرة التي بين المناظرين. (7 2)

يقول الإمام جلال الدين عبد الله بن نجم بن شاس:" وأما القيام بدفع شبه المبتدعة فلا يتعرض له إلا من طالع علوم الشريعة وحفظ الكثير منها، وفهم مقاصدها وأحكامها، وأخذ ذلك عن الأئمة وفاوضهم فيها، وراجعهم في ألفاظها وأغراضها وبلغ درجة الإمامة في هذا العلم بصحبة إمام أو أئمة أرشدوه إلى وجه الصواب، وحذروه من الخطأ والضلال حتى ثبت الحق في نفسه وفهمه، ثبوتا قوي به على رد شبه المخالفين، وإبطال حجج المبطلين، فيكون القيام بدفع الشبه فرضَ كفاية عليه، وعلى أمثاله حينئذ، فأما غيرهم فلا يجوز له التعرض لذلك، لأنه ربما ضعف عن رد تلك الشبهة وتعلق بنفسه منها ما لا يقدر على إزالته، فيكون قد تسبب إلى هلكته وضلال، ونسأل الله العصمة.(28)

ويقول ابن الحاجب في عقيدته:" ولا يجب القيام بدفع شبه أهل الضلال إلا على من تمكن في النظر في علوم الشريعة تمكنا يقوى بها على دفعها وهو فرض كفاية. (29)

وقد ألف الإمام الأشعري رسالة بعنوان "استحسان الخوض في علم الكلام" ومضمون هذه الرسالة كما يدل عليه عنوانها هو التدليل على جواز الاشتعال بعلم الكلام الذي حكم بعض العلماء بتحريمه، دون تميز بين المحمود منه والمذموم وفي أحسن الحالات بتبديع المشتغل به، على الرغم من أهميته وشرف موضوعه.(30)

فقد ألف عبد الله الأنصاري الهروي (تـ481 ﻫ) كتابا سماه "ذم الكلام" للتحذير من علم الكلام والإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي، في كتابه " تحريم النظر في كتب الكلام.(31)

وكان الإمام الأشعري من أوائل من ردوا على دعاوى ذم الكلام والنهي عن الخوض فيه مطلقا في الرسالة السابقة "استحسان الخوض في علم الكلام" فقال: إن طائفة من الناس جعلوا الجهل رأسَ مالهم، وثقل عليهم النظر والبحث عن الدين. ومالوا إلى التخفيف والتقليد وطعنوا على من فتش عن أصول الدين، ونسبوه إلى الضلال... "

وقد نقض الإمام الأشعري دعاوى هؤلاء الرافضين من خلال تفكيك خطابهم التبديعي لينتهي بعد ذلك إلى إقرار شرعية علم الكلام لكون أصوله النظرية مأخوذة من القرآن الكريم." فقد قال تعالى: }لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ{ ] الأنبياء[: 22 وهذا الكلام موجز منبه على الحجة بأنه واحد لا شريك له، وكلام المتكلمين في الحجاج في التوحيد بالتمانع والتغالب فإنما مرجعه إلى هذه الآية. (32)

وقد سلك الإمام الأشعري منهجا واضحا في الدفاع عن مشروعية الكلام، فبعد أن أشار إلى أهم المقدمات التي استند عليها خصوم الكلام والحكم على المشتغل به بالضلال والابتداع قال: الجواب عنه من ثلاثة أوجه:
أحدها: قلب السؤال عليهم، بأن يقال: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أيضا أنه من بحث عن ذلك وتكلم فيه فاجعلوه مبتدعا، فقد لزمكم أن تكونوا مبتدعة ضلالا إذ تكلمتم في شيء لم يتكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وضللتم من لم يضلله النبي صلى الله عليه وسلم.(33)

لقد تطور علم الكلام وأصبح مع المدرسة الأشعرية من العلوم الشرعية بل من أجلها وأشرفها لكونه يبحث في ذات الله عز جل وصفاته وأفعاله، وذوات رسله عليهم الصلاة والسلام وأحوال الآخرة ...

وعن شرف علم الكلام ومنزلته يقول الإمام سيف الدين الآمدي : " وأشرف العلوم إنما هو العلم الملقب بعلم الكلام، الباحث عن ذات واجب الوجود وصفاته، وأفعاله ومتعلقاته، إذ شرف كل علم إنما هو تابع لشرف موضوعه الباحث عن أحواله العارضة لذاته...(34)

ويقول سعد الدين التفتزاني: " ... وبالجملة فهو – علم الكلام – أشرف العلوم لكونه أساس الأحكام الشرعية ورئيس العلوم الدينية، وكون معلوماته: العقائد الإسلامية، وغايته: الفوز بالسعادة الدينية والدنيوية ... وما نقل عن بعض السلف من الطعن فيه والمنع عنه فإنما هو للمتعصب في الدين، والقاصر عن تحصيل اليقين، والقاصد إفساد عقائد المسامين، والخائض فيما لا يفتقر إليه من غوامض المتفلسفين، وإلا فكيف يتصور المنع عما هو أصل الواجبات، وأساس المشروعات.(35)




1.أرسلت من قبل أبو البركات في 22/05/2012 22:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله دكتور عبد القادر بطار
فيما يخص علم الكلام فأنا أخالفك فيما ذكرته جملة وتفصيلا وكنت قد كتبت تعليقا على الجزء الثاني من مقالكم وفيه الفرق بين علم الكلام الذي ذمه السلف بالاتفاق والاجماع وكتاب ذم الكلام لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الذي ذكرته وتحريم النظر في كتب الكلام لأبي محمد موفق الدين بن قدامة المقدسي الذي قال فيه بن تيمية ما دخل الشام بعد أبي عمرو الأوزاعي مثل موفق الدين وكتاب الغنية عن الكلام وأهله لأبي سليمان الخطابي و إلجام العوام لأبي حامد الغزالي و صون المنطق لجلال الدين السيوطي من نظر فيها يجد مذهب السلف رضي الله عنهم واضحا في ذم علم الكلام وتحريم النظر فيه وإجماع السلف الذي نقله أبو عمرو عثمان بن الصلاح في الباب كاف في بيان هذا العلم الجهمي الذي لا خير فيه أبدا ... ويكفي توبة أكابر متكلمة المعتزلة والأشاعرة ورجوعهم إلى الحق بعدما بان لهم أن الاشتغال به لا يهدي إلى حق ولا يفضي إلى قطع بل إلى الحيرة والشك واعتراف الوليد بن أبان الكرابيسي المعتزلي وأبي المعالي الجويني وأبي حامد الغزالي وأبي الفتح عبد الكريم الشهرستاني ومحمد بن عمر الفخر أبي عبد الله الرازي منثور مشهور وذكر نص كلامهم في هدايتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف غير خاف عنك لذا لن أذكره لغرض الاختصار وعدم الإطناب والإكثار ...بل رجوع أبي الحسن الأشعري نضر الله وجهه بدءا من كتاب اللمع الذي سلك في مقدمته الطريقة السلفية في إثبات الصانع تعالى وهو دليل العناية المتمثل في النظر والاعتبار في المخلوق الذي يدل على الخالق تعالى وما أشار ولا ألمح إلى طريقة حدوث الجوهر لحدوث العرض لامتناع حوادث لا أول لها وهذا هو الكلام المذموم الذي هو من بقايا كلام المعتزلة في المذهب الأشعري كما قال أبو جعفر السمناني وهو من أكابر علماء الأشاعرة رحمه الله تعالى , هذا في اللمع فما بالك في المقالات و الإبانة ورسالته إلى أهل الثغر التي من نظر فيها علم بنبذ أبي الحسن نضر الله وجهه لعلم الكلام و أخذه بكلام السلف وعلى رأسهم الإمام أحمد كما يصرح هو بذلك, وإثباته للاستواء وباقي الصفات الخبرية يدل دلالة واضحة على صحة ما أذكره بخلاف ما يشير إليه الدكتور وفقه الله تعالى لكل خير.. هذا بخلاف المعقولات الصريحة فهي أدلة شرعية ناظر بها إبراهيم عليه السلام النمروذ وموسى عليه السلام فرعون وما أخذه السلف من القواعد والأصول في المناظرة في هذا الباب فبسطه ليس هذا محله وإنما كان الغرض التفريق بين علم الكلام المذموم والمعقولات الشرعية التي ناظر بها مالك بن أنس و الشافعي حفص الفرد وعيسى برغوث وبشر المريسي وكذلك عبد العزيز الكناني المكي وأبي بكر بن خزيمة وعثمان بن سعيد والإمام أحمد في رده على الجهمية وخلق غير هؤلاء لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل , ثم أين في كلام هؤلاء استحسان أصول علم الكلام الذي به نفوا صفات الباري عز وجل كالصفات الفعلية ومنها الاستواء والمجيء والنزول ..أو الخبرية كالوجه واليدين والساق ...وغيرها من صفات الكمال ونعوت الجلال من قال من هؤلاء بالجوهر الفرد وأن العرض لا يبقى زمانين وأن الجوهر حادث بحدوث العرض لامتناع حوادث لا أول لها وأن كل ما كان محلا للحوادث فهو حوادث , وكل ما جاز عليه الأكوان الأربعة فهو ممكن ليس بواجب وأن علة الوجود الحدوث لا الإمكان...إلى غير ذلك من الأصول الفاسدة التي سخر منها الحسين بن عبد الله بن سينا وأبي الوليد بن رشد الحفيد وغير هؤلاء ولا أريد أن أطيل بذكر مصنفاتهم وكلامهم ...حتى اعترف جمع من متأخري الأشاعرة بضعف رد المتكلة على الفلاسفة لاسيما ردود الرازي رحمه الله وهو عمدة متأخري الأشاعرة وعليه عول شمس الدين الأصبهاني الذي كان يبيت ليله فيقابل كما يحكي عن نفسه بين دليل هؤلاء وهؤلاء فيقوم في الصباح ولا يستطيع أن يفرق بين القديم والمحدث!! كما عول عليه القاضي عضد الدين الإيجي في كتابه المواقف الذي هو عصارة لمصنفات الرازي وعليه مذهب الأشاعرة المعاصرين بلا استثناء..فيصفه سعد الدين التفتازاني فيقول أن كلامه في تحقيق إثبات الصفات وتحرير محل النزاع ربما كان يميل إلى الاعتزال كما نقل السنوسي في الكبرى تحريم المشايخ من النظر في مصنفاته وأنها تورث الحيرة والشك وكلام الحافظ بن حجر وزاهد الكوثري وغير هؤلاء مما يطول ذكره وشرحه...والمسائل التي احتار فيها الرازي وتوقف فيها أثناء مناظرة للفلاسفة تجعل الإنسان لا يتردد في ذم هذا الكلام المذموم وأنه لا يدفع باطلا ولا يثبت حقا ..وأقوى من ناظر به في إثبات دينه إن لم يقل بقول خصمه خرج محتارا في دينه ...كما هي حال سيف الدين أبي الحسن الآمدي رحمه الله وهو أحد الأذكياء والأعلام بلا نزاع الذي عولت عليه في تحسين علم الكلام فقد طعن في جميع طرق الأشاعرة في إثبات واجب الوجود وذكر طريقا واحدا اعترض عليه بجملة من الاعتراضات قال في أقواها , وهذا إشكال مشكل وربما يكون عند غيري حله!!! فهذا علم الكلام وهو الشك في إثبات الخالق تعالى من جميع الطرق الكلامية نسأل الله السلامة والعافية ...ومن نظر في ردود المتكلمة على الفسلافة علم هوان ماعليه الأشاعرة والمعتزلة ...وغيرهم من المتكملة ...هذا ما كتبته على عجل وسأنتظر رد الدكتور حفظه الله إن أسعفه الوقت لذلك فيكون التفصيل والتفسير لغرض الاستفادة لا المجادلة...
ختاما أقول حيا الله الدكتور وجزاه الله خيرا على اجتهاده وبحوثه كما أحيي السادة القراء ..والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

2.أرسلت من قبل نوح شملال في 24/05/2012 15:49
بسم الله الرحمان الرحيم

اما بعد فهذه فائدة مأخوذ من كتاب قطف الجنى الداني شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني للشيخ عبد المحسن العباد قال حفظه الله

الفائدة السابعة: متكلِّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم

عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة مبنيَّةٌ على الدليل من كتاب الله عزَّ وجلَّ وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابتُه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فهي صافيةٌ نقيَّةٌ، واضحةٌ جليَّة، ليس فيها غموض ولا تعقيد، بخلاف غيرهم الذين عوَّلوا على العقول، وتأوَّلوا النقول، وبنَوا معتقداتهم على علم الكلام المذموم، الذي بيَّن أهلُه الذين ابتُلوا به ما فيه من أضرار، وندموا على ما حَصَلَ منهم من شغل الأوقات فيه من غير أن يظفروا بطائل، ولا أن يصلوا إلى حقٍّ، وفي نهاية أمرهم صاروا إلى الحيرة والنَّدَم، فمنهم من وُفِّق لتركه واتِّباع طريقة السَّلف، وجاء عنهم عيبُ علم الكلام وذمُّه.

فأبو حامد الغزالي – رحمه الله – من المتمكِّنين في علم الكلام، ومع ذلك

فقد جاء عنه ذمُّه، بل والمبالغة في ذمِّه، ولا يُنبئك مثلُ خبير، جاء ذلك عنه في كتابه إحياء علوم الدِّين، حيث بيَّن ضررَه وخطرَه، فقال (ص: 91 92): "أمَّا مضرَّته، فإثارةُ الشبهات وتحريك العقائد، وإزالتها عن الجزم والتصميم، فذلك مِمَّا يحصل في الابتداء، ورجوعُها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص، فهذا ضررُه في الاعتقاد الحقِّ، وله ضررٌ آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة، وتثبيته في صدورهم، بحيث تنبعث دواعيهم، ويشتدُّ حرصُهم على الإصرار عليه، ولكن هذا الضرر بواسطة التعصُّب الذي يثور من الجدل".

إلى أن قال: "وأمَّا منفعتُه، فقد يُظنُّ أنَّ فائدَتَه كشفُ الحقائق ومعرفتُها على ما هي عليه، وهيهات؛ فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعلَّ التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من محدِّث أو حشوي ربَّما خطر ببالك أنَّ الناسَ أعداءُ ما جهلوا، فاسمع هذا مِمَّن خَبَر الكلامَ ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلِّمين، وجاوز ذلك إلى التعمُّق في علوم أخر تناسبُ نوع الكلام، وتحقق أنَّ الطريقَ إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفكُّ الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن على الندور في أمور جليَّة تكاد تفهم قبل التعمُّق في صنعة الكلام".

3.أرسلت من قبل نوح شملال في 24/05/2012 15:50
تتمة فائدة فائدة مأخوذ من كتاب قطف الجنى الداني شرح مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني للشيخ عبد المحسن العباد قال حفظه الله

فأبو حامد الغزالي – رحمه الله – من المتمكِّنين في علم الكلام، ومع ذلك

فقد جاء عنه ذمُّه، بل والمبالغة في ذمِّه، ولا يُنبئك مثلُ خبير، جاء ذلك عنه في كتابه إحياء علوم الدِّين، حيث بيَّن ضررَه وخطرَه، فقال (ص: 91 92): "أمَّا مضرَّته، فإثارةُ الشبهات وتحريك العقائد، وإزالتها عن الجزم والتصميم، فذلك مِمَّا يحصل في الابتداء، ورجوعُها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص، فهذا ضررُه في الاعتقاد الحقِّ، وله ضررٌ آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة، وتثبيته في صدورهم، بحيث تنبعث دواعيهم، ويشتدُّ حرصُهم على الإصرار عليه، ولكن هذا الضرر بواسطة التعصُّب الذي يثور من الجدل".

إلى أن قال: "وأمَّا منفعتُه، فقد يُظنُّ أنَّ فائدَتَه كشفُ الحقائق ومعرفتُها على ما هي عليه، وهيهات؛ فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعلَّ التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف، وهذا إذا سمعته من محدِّث أو حشوي ربَّما خطر ببالك أنَّ الناسَ أعداءُ ما جهلوا، فاسمع هذا مِمَّن خَبَر الكلامَ ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلِّمين، وجاوز ذلك إلى التعمُّق في علوم أخر تناسبُ نوع الكلام، وتحقق أنَّ الطريقَ إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفكُّ الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن على الندور في أمور جليَّة تكاد تفهم قبل التعمُّق في صنعة الكلام".

4.أرسلت من قبل نوح شملال في 24/05/2012 15:54
وكذلك قال أبو المعالي الجويني رحمه الله: "يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أنَّ الكلامَ يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلتُ به"، وقال عند موته: "لقد خضتُ البحرَ الخِضَمَّ، وخلَّيتُ أهل الإسلام وعلومَهم، ودخلتُ في الذي نَهونِي عنه، والآن فإن لم يتداركنِي ربِّي برحمته، فالويل لابن الجوينِي، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمِّي، أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور"، وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي – وكان من أجلِّ تلامذة فخر الدِّين الرازي – لبعض الفضلاء، وقد دخل عليه يوماً فقال

ص -34- (ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون، فقال: وأنتَ مُنشرح الصَّدر لذلك مستيقن به؟ أو كما قال، فقال: نعم، فقال: اشكر الله على هذه النِّعمة، لكنِّي – والله! – ما أدري ما أعتقد، – والله! – ما أدري ما أعتقد! – والله! – ما أدري ما أعتقد!) وبكى حتى أخضَل لحيته.

5.أرسلت من قبل نوح شملال في 24/05/2012 15:55
لذلك اقول للأستاذ البطار تقسيم علم الكلام إلى مذموم وممدوح يذكرني بمن قسم البدعة إلى بدعة سيئة وبدعة حسنة، وما إن ترد عليه أنها بدعة حتى يقول فاعل البدعة انها بدعة حسنةن وهذه بتلك.

6.أرسلت من قبل عبد القادر بطار في 25/05/2012 20:49
بسم الله الرحمن الرحيم
ما قاله الأخ الفاضل صاحب التعليق رقم (1) الذي لقب نفسه بأبي البركات، فيه كثير من الإجمال، ذلك علم الكلام الذي تبلور على يد الاشاعرة والحنابلة والماتريدية ليس هو علم الكلام الذي كان السلف الصالح يذمونه، ويحذرون منه، من البديهي أيضا أن هذا الكلام الذي سميناه بالكلام المحمود في مقابل الكلام المذموم نشأ متأخرا عن عصر السلف وأن أصحابه كانوا يستهدفون من خلاله الدفاع عن العقائد الإسلامية ويقفون في وجه المبتدعة وأهل الأهواء الذين حذر أئمة السلف منهم فعلا
ثم إن هذا الكلام على الرغم من نبل مقصده، وعمق مباحثه، فهو يمثل اجتهادا في قراءة النص العقدي ليس إلا
أخي الكريم إذا كنت راغبا في فهم قضايا علم الكلام فعليك أن تفرق منذ البدء بين علم الكلام وأصول الاعتقاد، أصول الاعتقاد واحدة لا تختلف ولا تتخلف، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره شره. أما علم الكلام فهو وجهات نظر في قضايا كلامية كثيرة، الفرق بين علم الكلام وأصول الاعتقاد كالفرق بين القرآن وتفسير القرآن، وكالفرق بين الحديث النبوي الشريف وشرح الحديث ... لعل الخطأ الذي يقع فيه كثير من الباحثين اليوم هو الخلط بين العقيدة بوصفها حقائق ثابتة وبين علم العقيدة الذي هو اجتهاد بشري
علم الكلام يا سيدي الفاضل يمثل ترفا عقليا لا يجوز الاستهانة به، بل إنه يمثل جوهر الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي، أو بعبارة أخرى إن عبقرية المسلمين إنما ظهرت في علمين بارزين هما: أصول الفقه وأصول الدين، اللذين نشأ من خلال النظر في القرآن الكريم والسنة النبوية، على الرغم من اختلاط مباحث علم الكلام مع بعض العلماء ولا سيما المتأخرين منهم بمفاهيم فلسفية بحتة ... كما فعل البيضاوي والإمام فخر الدين الرازي والإيجي وكثير من المعتزلة
إننا في مقالاتنا العلمية لا نقصد دعوة العوام إلى الاشتغال بعلم الكلام كلا ... إننا نعلم علما لا يزول بالشك أن ذلك مضر بالعقائد، وربما أدى إلى نتائج غير سليمة، إن الذي يصلح للعوام هو دفعهم إلى العمل وتقوية هذا الجانب عندهم
أما الباحثون المتخصصون فيجوز لهم الاشتغال بعلم الكلام من أجل الاستفادة منه في الرد على كثير من الشبهات
في الأخير أشير إلى مسألة في غاية الأهمية وهي مضمون كتاب "إلجام العوام عن علم الكلام" للإمام أبي حامد الغزالي، فقد ظن كثير من الناس أن الإمام الغزالي يقصد بالعوام ما يقابل الأميين، وهذا فهم خاطئ ناشئ عن عدم قراءة الكتاب أصلا، بل يدل هذا الفهم على عدم قراءة حتى مقدمة الكتاب التي يحدد فيها الإمام الغزالي مصطلح العوام الذي يستعمله في مقابل الصوفية
الإمام الغزالي وعلى خلاف ما يتبادر من لفظ العوام يدرج في معنى العوام كثيرا من العلماء، يقول الغزالي:" ... وفي معنى العوام الأديب والنحوي والمحدث والمفسر والفقيه والمتكلم بل كل عالم سوى المتجردين لتعلم السباحة في بحار المعرفة، القاصرين أعمارهم عليه، الصارفين وجوههم عن الدنيا والشهوات المعرضين عن المال والجاه والخلق وسائر اللذات المخلصين لله تعالى في العلوم والأعمال ... فهؤلاء هم أهل الغوص في بحر المعرفة، وهم مع ذلك كله على خطر عظيم يهلك من العشرة التسعة إلى أن يسعد واحد بالدر المكنون والسر المخزون... (إلجام العوام عن علم الكلام الصفحة 49 ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي طبعة دار الكتب العلمية بيروت)

7.أرسلت من قبل mohammad في 26/05/2012 19:40
atamanna mia al ostad Albaytar law annaho yaroddo 3an ahli achi3a mina arrawafid,, liyobayina lil3ammati haqiqatahom,, wa yomita allithama 3an khobthihim wa makrihim,, wa jazaho Allaho kolla khayr, atlobo minho hada li anna achi3ata qad istafhala amrohom fi al bilad wa aqad adallo al kathirin mina al bosata2,,alladina lam yajido man yobayino lahom haqiqatahom wa nawayahom al khasisa,, wa qad asbaho yochakilona khataran 3ala al islam wa al moslimin,,wa assalam

8.أرسلت من قبل أبو البركات في 27/05/2012 00:08
بسم الله الرحمن الرحيم
وأحيي الأستاذ الدكتور عبد القادر بطار على سعة صدره و وفقه الباري تعالى لكل خير وأعانه عليه
مما استوقفني في تعليقه حفظه الله تعالى ثلاث مسائل
المسألة الأولى قوله : ( ذلك علم الكلام الذي تبلور على يد الاشاعرة والحنابلة والماتريدية ليس هو علم الكلام الذي كان السلف الصالح يذمونه ) هذه العبارة شبيهة بقوله في محاضرة له في معهد الإمام مالك بمدينة الناظور أحسبها يوم السبت الفائت وكان بودي أن ألتقي بالدكتور وأعرفه بأبي البركات !! لكن الوقت لم يسعفني لذلك وانصرفت بعد استماعي لمحاضرتكم بأكملها وعل الباري تعالى ييسر موعدا ثانيا أتشرف فيه بلقائكم... لما ذكر الدكتور أن الفرقة الناجية في حديث الافتراق هم السلفية والأشاعرة والماتريدية , أقول هذا الإنصاف من الدكتور قل أن تجده في المنتسبين إلى مذهب أبي الحسن نضر الله وجهه قديما وحديثا, أحكي هذا الكلام مع التتبع والاستقراء وليس من باب الهراء!وأن يذكر الدكتور أن متكلمة الحنابلة لهم اليد الطولى في تأسيس ما يسمى بعلم الكلام مع الأشاعرة و الماتريدية, أقول حقيقة هذا إنصاف عز نظيره وقل مثيله يذكرني بذلك التعاون والتآخي بين الحنابلة والأشاعرة قبل فتنة أبي القاسم القشيري رحمه الله الذي حكاه غير واحد كالحافظ بن عساكر في تبيين كذب المفتري كما أن إطلاق لفظ أهل الإثبات أو الصفاتية عند كثير من المحققين يشعر باتحاد مقالة الثلاثة مع الكرامية في مقابل مقالة المعتزلة والجهمية والفلاسفة .. وإن كان الأمر يحتاج إلى بحث دقيق في حقيقة ما دار بين المدرستين سواء قبل أو بعد فتنة أبي القاسم ولا أستطيع أن أذكر غير هذا الذي أشرت إليه وإلا خرجنا عن المقصود , وعل الدكتور يتحفنا ببحث في المسألة إن تيسر له ذلك...أقول هذا الإنصاف يعرفه كل من نظر في مصنفات أكابر متكلمة الحنابلة كالإمام ابن حامد والقاضي أبي يعلى وأبي خازم بن القاضي أبي يعلى وأبي الحسن بن الزاغوني وأبي الوفاء بن عقيل والتميميين الثلاث الجد أبي الحسن والإبن فضل الله وابن الإبن رزق الله وأبي الفرج بن الجوزي وغير هؤلاء من نظار الحنابلة الذين خاضوا في هذا العلم وكانوا مجتهدين فيه ولهم جهود كبيرة في نقد وتأسيس كثير من معالمه وأصوله مما لا يخفى على أهل الاختصاص كدكتورنا حفظه الله عز وجل , لكن السؤال هل هؤلاء خارجون من الذم الذي حكيته أنا في المداخلة الأولى !!؟؟؟ أقول للإجابة عن هذا السؤال نفتح المسألة الثانية من المسائل الثلاث
المسألة الثانية : من جميل الأصول التي ينبغي أن يتأصل بها الباحث في هذه المسائل الدقيقة مع من يخالفه الرأي : أن النزاع يكون في المعاني العقلية لا في مجرد الإطلاقات اللفظية , وعليه : فقول الدكتور أن من علم الكلام ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم ..فلابد من تفصيل وتفسير ما هي قواعد وأصول علم هذا الكلام الممدوح حتى نخرج المذموم؟؟ هل هو مخالف لما في كلام أبي محمد عبد الله بن سعيد وأبي منصور و أبي الحسن قبل الكتب الثلاثة وأبي بكر الباقلاني وأبي بكر بن فورك وأبي الطيب الطبري ...وغير هؤلاء من المتقدمين , وهل هي خلاف ما في كتب المتأخرين مثل أبي منصور عبد القاهر البغدادي و أبي المعالي الجويني وأبي حامد وعبد الكريم ومحمد بن عمر الرازي والأصبهاني شمس الدين وأبي الحسن الآمدي وأثير الدين الأبهري وأبي الثناء الأرموي وعضد الدين الإيجي وأبي بكر الجرجاني وسعد الدين التفتازاني ...وخلق غير هؤلاء لا يحصي عددهم إلا الباري عز وجل , إن كان المراد بالكلام الممدوح هو ما في مادة هؤلاء , فلا ريب أن هذا من الكلام المذموم الذي ذمه السلف رضي الله عنهم وقد ذكرت جملة من الأصول التي ذكرها هؤلاء التي بها جحدوا صفات الرب تعالى وتقدس مثل قولهم في الجوهر الفرد والعرض لا يبقى زمانين وامتناع حوادث لا أول لها وحدوث الجواهر والأعراض والكلام في حدوث الجسم بدليل الحركة والسكون أو بدليل التركيب ...و تقديم العقل على النقل كما في الأربعين والمسائل الخمسون للرازي و اشتراط ستة عشر شرطا لقبول السمع في مسائل التوحيد !! ورد نصوص الوحيين كما في كلام الجويني والآمدي!! وتصحيح أصول الفلاسفة ودفع أصول الموحدة كما يحكي مشاهير نظار المتكلمين ...إلى غير ذلك من المسائل التي لا تخطر على بال ولا يجمعها مقال تلفظ بها هؤلاء المتكلمة في إضعاف مقالة الموحدين وتصحيح مقالة المنحرفين نسأل الله السلامة والعافية . وعليه فمن كانت هذه مادته في تصحيح العقائد فلا شك في فساد مذهبه وضعف مشربه ورداءة مقالته سواء كان من متكلمة الحنابلة أو الشافعية أو المالكية ..فإن مادة هؤلاء من عين واحدة وإن اختلفوا في بعض فروع مسائل الكلام كما لا يخفى على من له دُربة في مصنفات هؤلاء . فإن كان علم الكلام غير ما في مادة هؤلاء فلا يستريب باحث أن هذا العلم هو المعقولات الشرعية التي هي في كتب السلف رضي الله عنهم , فإن سمى الدكتور حفظه الله بعد ذلك هذه المعقولات بالكلام الممدوح فيكون النزاع لفظيا, و لا مشاحة في الاصطلاح كما هو متفق عليه .
المسألة الثالثة : قول الدكتور حفظه الله تعالى : (أصول الاعتقاد واحدة لا تختلف ولا تتخلف، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره شره. أما علم الكلام فهو وجهات نظر في قضايا كلامية كثيرة، الفرق بين علم الكلام وأصول الاعتقاد كالفرق بين القرآن وتفسير القرآن، وكالفرق بين الحديث النبوي الشريف وشرح الحديث) . هنا أستفسر قائلا : هل علم الكلام يفسر أصول الاعتقاد أم يوجد أصول الاعتقاد ؟ إن كان الأول فهو باطل, لأن تفسير معنى الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل ... هو مفسر في كلام الباري تعالى وكلام نبيه عليه الصلاة والسلام بكلام أقام به الحجة وأوضح به المحجة على العباد بحيث لا نحتاج إلى كلام المتكلمة ومنطق المناطقة لتفسير دين الله عز وجل كما زعم كثير من أئمة الكلام وأن السمع لا يهدي إلى معرفة الباري تعالى وغير ذلك من أصول الاعتقاد, وأحتفظ بذكر كلامهم والله يغفر ويتوب على من يشاء , حتى جعلوا أول واجب على المكلف النظر أو المعرفة ..وأنه يستحيل إفراد القديم من المحدث والواجب من الممكن إلا بنفي الاستواء والكلام والنزول والمجيء المبني على امتناع حلول الحوادث لاستحالة حوادث لا أول لها وغير هذا من أصول الفلاسفة والجهمية التي هي مادة كلام المتكلمة..ثم الناظر في مصنفات أئمة الكلام تجدهم يدخلون في أصول الاعتقاد ما ليس منه ويخرجون ما هو منه بالاتفاق والاجماع...وتحريفهم لنصوص الوحيين وطعنهم في كلام السلف في مسائل الصفات والإيمان والقدر والنبوة ...يدل دلالة واضحة أن علم الكلام ليس كتفسير القرآن للقرآن وشرح الحديث للحديث ..بل هو مؤسس لما يسمى عندهم بـ (علم التوحيد )!! على غير مراد رب العالمين وهدي سيد الأولين والآخرين و السلف الصالحين رضي الله عنهم أجمعين ...
عموما أخشى أن أطيل على الدكتور حفظه الله عز وجل وأشكره على سعة صدره وكذلك السادة القراء...هذا والباري تبارك وتعالى أعلم وأحكم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .












المزيد من الأخبار

الناظور

راسبون في امتحان "البيرمي" بالناظور مستاءون من النظام الجديد

ناجح واحد بالناظور.. هذه هي النتائج الكارثية للامتحان الجديد للسياقة بكافة المدن

إعلان عن مباراة السباحين المنقذين الموسميين بالناظور

في حفل تكريم.. سلوان تودع قائد الملحقة الإدارية الأولى محمد الكرفيسي

أزيد من 130 مستفيدا ومستفيدة يحضرون دورة تدريبية للحجاج بمسجد محمد الخامس بالناظور

هلال الناظور لكرة القدم النسوية يعود بفوز مثير من خارج الديار

عملية مشتركة بين أمن الناظور وفاس تطيح بعصابة خطف واحتجاز واتجار في البشر