المزيد من الأخبار






مع إنطلاق الحملة الإنتخابية بالناظور تحوّل "الفايسبوك" إلى حلبة لسُعار ثيران هائجة


مع إنطلاق الحملة الإنتخابية بالناظور تحوّل "الفايسبوك" إلى حلبة لسُعار ثيران هائجة
بدر أعراب

في ما يُشبه سعار ثيرانٍ هائجة أُطلق سراحها فجأةً من عِقال العتمة إلى ضوء الحلبة، أمطر مرشحو بلدية الناظور وأنصارهم، جدران صفحات الفايسبوك، بسيلٍ عرمرمٍ من الإعلانات الانتخابية ووابلٍ من المناشير المطبلة والمزمرّة، بمجرد ما دقّت ساعة منتصف الليل معلنةً عن بدءِ إنطلاق الحملات الدعائية..

وهكذا، بدت جدران "الفايسبوك" مزركشة على الآخر، بألوان الأحزاب السياسية الْمـَا فوق الـ30 حزباً، تؤثث صوراً فوتوغرافية لا تُحصى، لوجوهٍ مرشحة لخوض غمار المعركة السياسية الدائرة رُحاها آنياً حول البناية البيضاء المسيلة للعاب بعض المتفوّهين، حيث رَافَق المناشير الدعائية زخمٌ من التعاليق المخترقة لأحشاء "الستاتوهات" لتتوّسطها، فبعضها يُزكي إسما معيّنا ضمن لائحة ما، وبعضها الآخر يرمي بسهام هجائه وذمّه ليردي لائحة ما في مقتل معنويّ طبعاً..

شروخات وتصدعات وإنشقاقات في صفوف روّاد المجتمع الفايسبوكي الأزرق، خاصة بين الذين ينتمون إلى الجرح الناظوري، فبينما "هذا" يُعدّد مناقب وخصال ومحاسن مرشحه المفضل، يصّب "ذاك" جام غضبه على فلان، وآخر يقطر الشمع على علاّن، وباختصار إنطلقت أولى الحملات الدعائية للإنتخابات الجماعية الحالية في أوّل أيامها، محتدمةً في العالم الإفتراضي وكأنها حرب ضروس، حيث ما إنْ دقّت ساعة منتصف الليل، التي أوحيت بكونها أشبه بصفارة الإنذار للإخطار بإعلان حالة استنفار استعدادا للحرب الحامية الوطيس بين أنصار فلان وعلاّن..

على كلّ، إنّ المشهد الحالي للفايسبوك تطبعه أطوار سباقٍ محموم يتدافع فيه المرشحون وأنصارهم بالمناكب لاهثين من أجل حصد حفنة أًصوات قد تغني وتسمن من جوعهم في حالتهم بالذات، وسط سعار هيستيري لا يُبشّر بإنقشاع الضباب قاتمة السواد عن سماء حاضرة "الناظور" التي يبدو أنها قيض لها المعاناة ستّ سنوات عجاف أخرى، لا لأننا ذات نظرة عدمية وسوداوية ولكن من يجيد قراءة خطابات لسان الحال سيفقه لا محالة مغزى المثل البليغ القائل "من الخيمة خرج عوج"..


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح