المزيد من الأخبار






"مرسى المغرب" تستحوذ على 45% من عملاق الموانئ الإسبانية


"مرسى المغرب" تستحوذ على 45% من عملاق الموانئ الإسبانية
ناظورسيتي: متابعة

خطت مجموعة مرسى المغرب خطوة وصفت بالمفصلية في مسار توسعها الدولي، بعدما أعلنت، إلى جانب عملاق الشحن البحري الإسباني Boluda Corporacion Maritima، عن إبرام اتفاق استراتيجي جديد يعيد رسم ملامح الحضور المغربي في الموانئ الأوروبية، ويمنح ممر المغرب–إسبانيا زخما غير مسبوق داخل منظومة التبادل الأورو-إفريقي.

وجرى الإعلان عن هذه العملية خلال لقاء احتضنته مدريد يوم 15 دجنبر، حيث تقرر دخول مرسى المغرب إنترناشيونال لوجيستيك، الفرع المملوك بالكامل للمجموعة المغربية والمكلف بالتوسع الخارجي، في رأسمال Boluda Maritime Terminals بنسبة 45 في المائة من رأس المال وحقوق التصويت، مقابل استثمار إجمالي قدره 80 مليون يورو. وكانت هذه الخطوة قد حظيت بموافقة مجلس إدارة مرسى المغرب خلال اجتماعه المنعقد في 19 نونبر 2025، في انتظار استكمال مسطرة التراخيص القانونية لدى الجهات المختصة.


وتعد Boluda Maritime Terminals الذراع المينائية لمجموعة Boluda، وتشرف على تشغيل تسعة محطات بحرية استراتيجية موزعة بين شبه الجزيرة الإيبيرية وجزر الكناري، من بينها موانئ لاس بالماس، وتينيريفي، وقادس، وإشبيلية وسانتاندير. وخلال سنة 2024، تجاوز حجم الرواج بهذه المحطات مليون حاوية نمطية، ما يعكس وزنها في الربط البحري بين إسبانيا القارية والأقاليم الجزرية، فضلا عن اندماجها مع شبكة Boluda Lines التي تؤمن إحدى عشرة طريقا بحريا تربط أوروبا بإفريقيا الغربية والرأس الأخضر وإيطاليا وشمال أوروبا.

ويراهن الطرفان من خلال هذا التحالف على تحقيق تكامل عملي بين خبرتهما في تدبير المحطات والخدمات اللوجستية، بما يعزز موقعهما داخل ممر المغرب–إسبانيا، الذي يُعد من أكثر المحاور البحرية حيوية على مستوى مضيق جبل طارق. كما يفتح الاتفاق آفاق تعاون أوسع خارج الفضاء الأوروبي، خصوصا في القارة الإفريقية، حيث يطمح الطرفان إلى اقتناص حصة متنامية من التدفقات اللوجستية الإقليمية.

وتكتسي هذه العملية بعدا استراتيجيا خاصا بالنسبة للمغرب، في ظل كون الاتحاد الأوروبي يستأثر بنحو 65 في المائة من المبادلات الخارجية للمملكة، مع تصدر إسبانيا قائمة الشركاء التجاريين. إذ يُرتقب أن تساهم هذه الشراكة في تعزيز الربط بين موانئ مغربية محورية، من قبيل الناظور غرب المتوسط، والدار البيضاء، وأكادير، والعيون، والداخلة، ونظيراتها الإسبانية والكنارية، بما يوفر للمصدرين المغاربة حلولا لوجستية أكثر اندماجا وانسيابية نحو الأسواق الأوروبية.

وبهذه الخطوة، تؤكد مرسى المغرب انتقالها إلى مرحلة جديدة من الانتشار الدولي، حيث تدير حاليا 25 محطة داخل 11 ميناء، بحجم رواج سنوي يفوق 60 مليون طن، فيما سيرتفع عدد المحطات التي تطبعها بصمتها إلى أزيد من ثلاثين محطة موزعة على نحو عشرين ميناء. وهو ما يعزز موقعها داخل سلاسل النقل البحري بين أوروبا وإفريقيا، خاصة على مستوى رواج الحاويات استيرادا وتصديرا.

ولا يعد هذا التقارب الأول من نوعه بين الطرفين، إذ سبقه تعاون ناجح في أنشطة القطر بميناء الناظور غرب المتوسط، ما يعكس توجها مشتركا نحو بناء شراكات طويلة الأمد قائمة على منطق التشارك والتطوير المشترك.

ومن خلال فرعها مرسى المغرب إنترناشيونال لوجيستيك، تواصل المجموعة تنزيل رؤيتها “مرسى 2030”، التي تقوم على الانتقال من دور مسيّر للموانئ إلى فاعل دولي مؤثر في سلاسل اللوجستيك البحرية. فبعد تثبيت حضورها في إفريقيا، لاسيما في بنين، يشكل الانفتاح على أوروبا محطة جديدة في مسار يسعى إلى ترسيخ موقع المغرب كحلقة محورية في حركة التجارة البحرية الإقليمية والدولية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح