
علي كراجي
روح شك ذ ارايس نيغ اذاحغ نيث.. نشين ذاوماثن انمسهفام نيث؛ هذا مطلع رائعة غنائية أداها الفنان المرحوم سلام الريفي، وتعتبر موروثا ريفيا فيه من الدلالات والمعاني ما يصلح لكل زمان ومكان، فالتطفل على ترجمة القصيدة إلى العربية يدفع للمجازفة وربما تحريف للرسالة الحقيقية، لذلك سيظل التحفظ في هذا الإطار أفضل من الدخول فيما قد يسيء للراحل وأغنيته، لكن لا بأس من بعض الاسقاطات لاسيما وإن تعلق الأمر بحديث الساعة في الناظور حيث لا رئيس يسير شؤون الجماعة ولا أغلبية قادرة على تدبير ما تبقى من الولاية الانتخابية بعد السقوط المدوي لسليمان حوليش الذي أصبح مجرد اسم بعدما أنهى القضاء الإداري مهامه بحكم أصدرته محكمة وجدة بناء على ما رصدته مفتشية وزارة الداخلية من خروقات وتجاوزات قانونية جسيمة وخطيرة.
يقول سلام الريفي "روح شك ذ ارايس نيغ أذاحغ نيث"، لكن في الناظور حيث مجلس جماعي يتكون من 43 عضوا، ولا واحد منهم استطاع أن يقنع فرقاءه للفوز لنفسه بمنصب الرئاسة أو يقر بالتخلي عن هذا المبتغى لباقي المنافسين، لتدخل المدينة في "بلوكاج" مؤقت وقد يستمر لأن قوة قاهرة تتحكم في نسج خيوط التحالفات وفرض التنازلات على الراغبين في تربع كرسي القصر البلدي ومن والاهم من منتخبين تحولوا بقدرة متحكم رقما يرتفع وينخفض في جلسات التصويت العامة و السرية أيضا.
ما عاشته الناظور يومه الجمعة 3 يناير، كان نذير شؤم تفتتح به العام الميلادي الجديد، لينضاف لباقي مشاهد اللعبة السياسية التي أضحت مع مرور الأيام تثير في النفوس المزيد من أعراض النفور و عدم الثقة و القرف والاشمئزاز، دون ظهور منقذ أو عاقل ينأى بالمدينة من البؤس الذي أضحى يغرقها يوما بعد آخر في مستنقع مشاكل جمة مصدرها أشخاص صوت عليهم المثقف والتاجر والنجار والاسكافي وبائع الأقمشة...؛ وباقي شرائح المجتمع، لتكون –الناظور- للمرة الثالثة وفي ظرف وجيز محطة يتم من خلالها تبادل عبارات السخرية من نخبة حولتها الصيف الماضي إلى مطرح للنفايات وبعده إلى ملف يتداوله القضاء ثم بناية فارغة يرفض ثلاثة وأربعون مخلوقا الالتحاق بقاعتها لانتخاب رئيس جديد ومكتب يؤدي دوره وإن تعلق الامر بتحقيق الحد الأدنى من مطالب الساكنة وتطلعاتها.
الشق الثاني من الأغنية المذكورة، تقول "نشين ذاوماثن أنمسفهام نيث"، لكن التفاهم الذي كان يقصده كاتب القصيدة ومؤديها، غاب بين أعضاء مجلس جماعة الناظور، وحل محله اتفاق من نوع آخر، فبعدما كانت الأغلبية في المجلس المنحل تتشكل من فريقين متماسكين ينتميان لحزبي "البام" و "البيجيدي" ومعارضة شرسة تكشر عن أنيابها كلما وجهت إلى واحد من عناصرها عدسات الصحافة، تحول الجميع بعض سقوط حوليش ومكتبه إلى بضع وعشرين شعبة، يختلفون ويتصارعون ويتدافعون من أجل كل شيء، باستثناء يوم الحسم فقد استقر رأي الكل على نسف جلسة انتخاب الرئيس الجديد بإخراج ورقة الكرسي الفارغ من جيوبهم، وهذا طبعا سلوك لا يمكن اعتباره صدفة أو معجزة إلهية، بقدر ما يعكس تماسك الثلاثة والأربعين واتحادهم وإن مرة واحدة في حياتهم على عدم الحضور لأداء دورهم السياسي الذي فوضهم المواطن إياه.
فالسياسي وتفاديا لكثرة التأويلات وحشو المعنى، يمكن وصفه ومن منطلق التقصي البسيط، على أنه شخص ينتخبه المواطنون ليخدم مصلحتهم العامة، وفي أدبيات القانون والنظام الأساسي للمنتخب، يعني تحمل المسؤولية السياسية الأخلاقية والإدارية في التعامل مع المرفق العام وتنزيل الوعود الانتخابية على أرض الواقع قدر المستطاع ووفقا للإمكانيات المتوفرة، لكن ما نشهده ونراه اليوم، يحيلنا على تعاريف أخرى لا يصلح المقام لذكرها، والتفوه بها قد يجرنا إلى قاموس نتداوله في مجالس ما بعد منتصف الليل والغرف المظلمة، وعلى هذا النحو السلبي فترقب المزيد من الانزلاقات يبقى أمرا واردا بجماعة الناظور، ليس لأن هذه المدينة مغضوب عليها من طرف المركز كما يحاول البعض تبرير ذلك، بل لأن الناخب فوض أمره لنخبة فاشلة غير قادرة على إبداء الرأي حتى وإن تعلق الأمر بوضعية حاسمة او حالة مصيرية.
وعلى سبيل إنصاف الرأي المخالف، قد تطفو على السطح مبررات مناقضة لأغنية سلام الريفي أو من حاول إقحامها في هذا الموضوع من باب الاستفزاز، ويذهب بالدفاع عن حق من افرزتهم صناديق الاقتراع في الغياب عن جلسة انتخاب الرئيس لكسب المزيد من الوقت وتعبيد الطريق أمام "المنقذ" المرتقب لتشكيل تحالف قوي ومتين، وسأكون متفقا مع ذلك لو توفر في المجلس من هو قادر على التحكم في قراره أو يمتلك استقلالية ذلك، لأن الاتفاق الجماعي على الغياب في الأمس أمر ينفي كليا فرضية الخلافات بين طرفين أو ثلاثة ويسقط كل الادعاءات السابقة ليحضر شيء واحد ووحيد.. يتمثل في البحث عن تحقيق غاية أخرى غير خدمة مصلحة المدينة، هذه الأخيرة سيفرخ النقاش حولها إن اكتمل ستين ألف رأي؛ كل رأي ينطح أخاه.
روح شك ذ ارايس نيغ اذاحغ نيث.. نشين ذاوماثن انمسهفام نيث؛ هذا مطلع رائعة غنائية أداها الفنان المرحوم سلام الريفي، وتعتبر موروثا ريفيا فيه من الدلالات والمعاني ما يصلح لكل زمان ومكان، فالتطفل على ترجمة القصيدة إلى العربية يدفع للمجازفة وربما تحريف للرسالة الحقيقية، لذلك سيظل التحفظ في هذا الإطار أفضل من الدخول فيما قد يسيء للراحل وأغنيته، لكن لا بأس من بعض الاسقاطات لاسيما وإن تعلق الأمر بحديث الساعة في الناظور حيث لا رئيس يسير شؤون الجماعة ولا أغلبية قادرة على تدبير ما تبقى من الولاية الانتخابية بعد السقوط المدوي لسليمان حوليش الذي أصبح مجرد اسم بعدما أنهى القضاء الإداري مهامه بحكم أصدرته محكمة وجدة بناء على ما رصدته مفتشية وزارة الداخلية من خروقات وتجاوزات قانونية جسيمة وخطيرة.
يقول سلام الريفي "روح شك ذ ارايس نيغ أذاحغ نيث"، لكن في الناظور حيث مجلس جماعي يتكون من 43 عضوا، ولا واحد منهم استطاع أن يقنع فرقاءه للفوز لنفسه بمنصب الرئاسة أو يقر بالتخلي عن هذا المبتغى لباقي المنافسين، لتدخل المدينة في "بلوكاج" مؤقت وقد يستمر لأن قوة قاهرة تتحكم في نسج خيوط التحالفات وفرض التنازلات على الراغبين في تربع كرسي القصر البلدي ومن والاهم من منتخبين تحولوا بقدرة متحكم رقما يرتفع وينخفض في جلسات التصويت العامة و السرية أيضا.
ما عاشته الناظور يومه الجمعة 3 يناير، كان نذير شؤم تفتتح به العام الميلادي الجديد، لينضاف لباقي مشاهد اللعبة السياسية التي أضحت مع مرور الأيام تثير في النفوس المزيد من أعراض النفور و عدم الثقة و القرف والاشمئزاز، دون ظهور منقذ أو عاقل ينأى بالمدينة من البؤس الذي أضحى يغرقها يوما بعد آخر في مستنقع مشاكل جمة مصدرها أشخاص صوت عليهم المثقف والتاجر والنجار والاسكافي وبائع الأقمشة...؛ وباقي شرائح المجتمع، لتكون –الناظور- للمرة الثالثة وفي ظرف وجيز محطة يتم من خلالها تبادل عبارات السخرية من نخبة حولتها الصيف الماضي إلى مطرح للنفايات وبعده إلى ملف يتداوله القضاء ثم بناية فارغة يرفض ثلاثة وأربعون مخلوقا الالتحاق بقاعتها لانتخاب رئيس جديد ومكتب يؤدي دوره وإن تعلق الامر بتحقيق الحد الأدنى من مطالب الساكنة وتطلعاتها.
الشق الثاني من الأغنية المذكورة، تقول "نشين ذاوماثن أنمسفهام نيث"، لكن التفاهم الذي كان يقصده كاتب القصيدة ومؤديها، غاب بين أعضاء مجلس جماعة الناظور، وحل محله اتفاق من نوع آخر، فبعدما كانت الأغلبية في المجلس المنحل تتشكل من فريقين متماسكين ينتميان لحزبي "البام" و "البيجيدي" ومعارضة شرسة تكشر عن أنيابها كلما وجهت إلى واحد من عناصرها عدسات الصحافة، تحول الجميع بعض سقوط حوليش ومكتبه إلى بضع وعشرين شعبة، يختلفون ويتصارعون ويتدافعون من أجل كل شيء، باستثناء يوم الحسم فقد استقر رأي الكل على نسف جلسة انتخاب الرئيس الجديد بإخراج ورقة الكرسي الفارغ من جيوبهم، وهذا طبعا سلوك لا يمكن اعتباره صدفة أو معجزة إلهية، بقدر ما يعكس تماسك الثلاثة والأربعين واتحادهم وإن مرة واحدة في حياتهم على عدم الحضور لأداء دورهم السياسي الذي فوضهم المواطن إياه.
فالسياسي وتفاديا لكثرة التأويلات وحشو المعنى، يمكن وصفه ومن منطلق التقصي البسيط، على أنه شخص ينتخبه المواطنون ليخدم مصلحتهم العامة، وفي أدبيات القانون والنظام الأساسي للمنتخب، يعني تحمل المسؤولية السياسية الأخلاقية والإدارية في التعامل مع المرفق العام وتنزيل الوعود الانتخابية على أرض الواقع قدر المستطاع ووفقا للإمكانيات المتوفرة، لكن ما نشهده ونراه اليوم، يحيلنا على تعاريف أخرى لا يصلح المقام لذكرها، والتفوه بها قد يجرنا إلى قاموس نتداوله في مجالس ما بعد منتصف الليل والغرف المظلمة، وعلى هذا النحو السلبي فترقب المزيد من الانزلاقات يبقى أمرا واردا بجماعة الناظور، ليس لأن هذه المدينة مغضوب عليها من طرف المركز كما يحاول البعض تبرير ذلك، بل لأن الناخب فوض أمره لنخبة فاشلة غير قادرة على إبداء الرأي حتى وإن تعلق الأمر بوضعية حاسمة او حالة مصيرية.
وعلى سبيل إنصاف الرأي المخالف، قد تطفو على السطح مبررات مناقضة لأغنية سلام الريفي أو من حاول إقحامها في هذا الموضوع من باب الاستفزاز، ويذهب بالدفاع عن حق من افرزتهم صناديق الاقتراع في الغياب عن جلسة انتخاب الرئيس لكسب المزيد من الوقت وتعبيد الطريق أمام "المنقذ" المرتقب لتشكيل تحالف قوي ومتين، وسأكون متفقا مع ذلك لو توفر في المجلس من هو قادر على التحكم في قراره أو يمتلك استقلالية ذلك، لأن الاتفاق الجماعي على الغياب في الأمس أمر ينفي كليا فرضية الخلافات بين طرفين أو ثلاثة ويسقط كل الادعاءات السابقة ليحضر شيء واحد ووحيد.. يتمثل في البحث عن تحقيق غاية أخرى غير خدمة مصلحة المدينة، هذه الأخيرة سيفرخ النقاش حولها إن اكتمل ستين ألف رأي؛ كل رأي ينطح أخاه.