
بدر أعراب
حيـن سألنا الفنان عبد الخالقي أحمد، سليل الريف المُقيم بديار المَهجر منذ يربو عن عشرين سنة، عن صفته تحديداً، مـا إذا كان رسّاما أم فنانا تشكيليا؟ لم يتردد في الإجابة هكذا على طول الخط "لا أحبُّ أن أحمل لقب الفنان، لأنّ الفن مسارٌ طويل، بينما أنا ما زلتُ على درب التعلّم أسير، كما أنني لم ألج في حياتي مدرسة فنية ما أو معهداً متخصّصًا، لذا تبقى التجربة هي معلمي الأوّل وفي الأخير..".
هكـذا رفض عبد الخالقي أحمد، على طريقة كبار الفنانين المحترفين، توصيفه بهذا اللّقـب، في الوقت الذي يتهافت فيه كثيرون للحصول على هذه "الميزة" بحثاً عن مجدٍ زائف ما يلبث أن يخفت سطوع نجمه عند أوّل امتحان أو تمرين..
لكـن الزائر للصفحة الافتراضية لهذا الشاب الريفي بالموقع الأزرق، سرعان ما سيُدرك عند أوّل وهلة، أنه أمام رِواقٍ فنّي أكثر منه حساباً فايسبوكياً، إنه معرضٌ مفتوح في وجه العموم نجح مُقيمهُ في اِستقطاب زوّار كثر من كل حدبٍ وصوب، وأنّ لِصنعاتِه ومنجزاتِه الباهرة بشهادة كبار المتذوقين، رُقعة واسعة من المعجبين من شتّى المشارب والأطياف؛ وهو الروّاق الذي سيصدمك بشعار "لستُ أرسم تحت الطلب"، ما يعني في إحالة واضحة، أننا أمام فنان موهوبٍ عن حقٍّ وحقيق، مهوُوس بالفن وليس بالمتاجرة بـه.
لقـد أقبل الفنان عبد الخالقي أحمد، طيلة سنوات مديدة تمتد إلى عقودٍ بحالها من الزمـن، على رسم المئات من اللّوحات تمحورت إشكالياتها المركزية حول مختلف المواضيع التي تصطف ضمن صفوف المتأثرين بأسلوب مدرسة "الواقعية" وَ "البُعد الجمالي" في عالم أبجديات فنّيْ "الرّسم" و"التشكيل".
كمـا أفلح الرَّسَّام المهجري في البصم بتميّز على رسم عشرات الوجوه في ميادين الثقافة والفن والسياسة والإعلام، منها مشاهير عالمية ومغربية، ومنها أيضا وجوه رموز القضايا الصائتة من شتى البقاع والأصقاع، سيما المنتمية إلى الوطـن الأم ورُبعه الشمالي بمنطقة الريف، يُذكر منها على سبيل الاستئناس "الأمير عبد الكريم الخطابي"، والفنانة "سيليا" ورواد الأغنية الريفية من أمثال الوليد وإيزري وشيلح، وغيرها من الأسماء والأعـلام والوجوه المعروفـة.
وشغـف عبد الخالقي، الذي اِستهل مساره الدراسي بحاضرة الحسيمة، قبل أن يستأنف مشوارها في سلك الثانوي بمدينة الناظور، ليُواصل بعدها دراسته الأكاديمية بجامعة "محمد الأول" بوجدة التي تُوِّج منها بشهادة الإجازة في شعبة الجغرافيا، بفن "التشكيل" في سنٍّ مبكرة، اِستطاع على مدى هذا العمر إنجاز رزمة لوحاتٍ تشكيلية شارك في عرضها لـأوّل مرّة على أروقةِ معرضٍ فنّي ضخمٍ أقامته جمعية "ثانوكرا" نهاية التسعينات، قبل أن تليها مشاركات أخرى في عـدّة ملتقيات وتظاهرات.
ومـع ظهور برامج الرَّسم على الحاسوب مطلع العشرية الأولى من الألفية الحالية، علّق الفنان عبد الخالقي ممارسة هواية التشكيل تلقائيا، بعدما وجد نفسه مأخوذاً ومفتتناً حدّ الغواية والهوس بفنٍّ آخر لا يفرق عن التشكيل في شيء، هو "الرّسم الرقمي" الذي لا يُجيد إتقانه في الجهات الأربع للعالم كثيرون، مما اُعتبر أوّل شابّ يخوض غمار تجربة احتراف هذا النوع من الفنّ بالريف، ومن الرسامين الرقميين القلائل جداً الذين يمكن عدّهم على رؤوس الأصابع بسائر المغرب.
واستأثـرت بصمته الخاصة المتميزة والمتفردة التي يَذَرها عبد الخالقي على لوحة رسوماته الرقمية التي يداعبها بأنامله الرشيقة كما هـو دَيْدنه دوماً، بإعجاب العديد من الأدباء والكتّاب والشعراء، لذا ما انفكّ أن خوَّله إنجاز جملة من أغلفة الكتب والدواوين الشعرية والنثرية التي تتطلب في العادة مُصمّما محترفا من الطراز الرفيع كالفنان عبد الحق، خصوصا عندما تكون أسماء كُتَّابها ذائعة الصيت كنارٍ على علم.
وحـول معنى "الرّسم الرقمي"، يشرح عبد الخالقي أنّ هذا النوع من الفنّ يستلزم من المتمكن من أبجدياته، اِحتراف الرّسم عـن الورق بالطريقة التقليدية المتعارف عليها، أولاً، قبل التوّجه نحو استعمال الحاسوب واعتماد القلم واللوحة الرقمية فضلاً عن برنامجٍ مخصّصٍ للرَّسم، عـلاوة طبعا على اِمتلاك الموهبة، ودوناً عـن التركيز المُحكم في التعاطي مع هذا الفنّ الصّعب، يوضح أحمد.
وعـن سؤالنا "كم تستغرق منه عملية إنجاز لوحة فنية ما؟"، يحصر ذلك الفنان عبد الخالقي الذي لم ينل حقه في الشهرة كما يجب، كفنان كبير على غرار آخرين في مجالات وميادين مختلفة، في المدة الممتدة ما بين ثمان وعشر ساعات من الانهماك في العمل داخل مرسمه الرقمي إن صحّت العبارة.
نهايته.. إنّ اللاّفت في مسار هـذا الفنان الشاب الذي ينّم ويشي بلوغه عتبة الاحترافية وصيْر لوحاته ماركة مسجلة، بأنَّ لـه موعداً لاحقاً مع المستقبل لن يخلفه أبداً، أنّه غزير الإبداع، إذْ يكاد لا يخلو يومٌ دون أن يُطالع زوّاره آخر منجزاتِـه المصاغة بكل مهارة وحرفنة، تلك الحرفنة التي تخلق لدى المُتلقي الدهشة، دهشة الإبداع.
حيـن سألنا الفنان عبد الخالقي أحمد، سليل الريف المُقيم بديار المَهجر منذ يربو عن عشرين سنة، عن صفته تحديداً، مـا إذا كان رسّاما أم فنانا تشكيليا؟ لم يتردد في الإجابة هكذا على طول الخط "لا أحبُّ أن أحمل لقب الفنان، لأنّ الفن مسارٌ طويل، بينما أنا ما زلتُ على درب التعلّم أسير، كما أنني لم ألج في حياتي مدرسة فنية ما أو معهداً متخصّصًا، لذا تبقى التجربة هي معلمي الأوّل وفي الأخير..".
هكـذا رفض عبد الخالقي أحمد، على طريقة كبار الفنانين المحترفين، توصيفه بهذا اللّقـب، في الوقت الذي يتهافت فيه كثيرون للحصول على هذه "الميزة" بحثاً عن مجدٍ زائف ما يلبث أن يخفت سطوع نجمه عند أوّل امتحان أو تمرين..
لكـن الزائر للصفحة الافتراضية لهذا الشاب الريفي بالموقع الأزرق، سرعان ما سيُدرك عند أوّل وهلة، أنه أمام رِواقٍ فنّي أكثر منه حساباً فايسبوكياً، إنه معرضٌ مفتوح في وجه العموم نجح مُقيمهُ في اِستقطاب زوّار كثر من كل حدبٍ وصوب، وأنّ لِصنعاتِه ومنجزاتِه الباهرة بشهادة كبار المتذوقين، رُقعة واسعة من المعجبين من شتّى المشارب والأطياف؛ وهو الروّاق الذي سيصدمك بشعار "لستُ أرسم تحت الطلب"، ما يعني في إحالة واضحة، أننا أمام فنان موهوبٍ عن حقٍّ وحقيق، مهوُوس بالفن وليس بالمتاجرة بـه.
لقـد أقبل الفنان عبد الخالقي أحمد، طيلة سنوات مديدة تمتد إلى عقودٍ بحالها من الزمـن، على رسم المئات من اللّوحات تمحورت إشكالياتها المركزية حول مختلف المواضيع التي تصطف ضمن صفوف المتأثرين بأسلوب مدرسة "الواقعية" وَ "البُعد الجمالي" في عالم أبجديات فنّيْ "الرّسم" و"التشكيل".
كمـا أفلح الرَّسَّام المهجري في البصم بتميّز على رسم عشرات الوجوه في ميادين الثقافة والفن والسياسة والإعلام، منها مشاهير عالمية ومغربية، ومنها أيضا وجوه رموز القضايا الصائتة من شتى البقاع والأصقاع، سيما المنتمية إلى الوطـن الأم ورُبعه الشمالي بمنطقة الريف، يُذكر منها على سبيل الاستئناس "الأمير عبد الكريم الخطابي"، والفنانة "سيليا" ورواد الأغنية الريفية من أمثال الوليد وإيزري وشيلح، وغيرها من الأسماء والأعـلام والوجوه المعروفـة.
وشغـف عبد الخالقي، الذي اِستهل مساره الدراسي بحاضرة الحسيمة، قبل أن يستأنف مشوارها في سلك الثانوي بمدينة الناظور، ليُواصل بعدها دراسته الأكاديمية بجامعة "محمد الأول" بوجدة التي تُوِّج منها بشهادة الإجازة في شعبة الجغرافيا، بفن "التشكيل" في سنٍّ مبكرة، اِستطاع على مدى هذا العمر إنجاز رزمة لوحاتٍ تشكيلية شارك في عرضها لـأوّل مرّة على أروقةِ معرضٍ فنّي ضخمٍ أقامته جمعية "ثانوكرا" نهاية التسعينات، قبل أن تليها مشاركات أخرى في عـدّة ملتقيات وتظاهرات.
ومـع ظهور برامج الرَّسم على الحاسوب مطلع العشرية الأولى من الألفية الحالية، علّق الفنان عبد الخالقي ممارسة هواية التشكيل تلقائيا، بعدما وجد نفسه مأخوذاً ومفتتناً حدّ الغواية والهوس بفنٍّ آخر لا يفرق عن التشكيل في شيء، هو "الرّسم الرقمي" الذي لا يُجيد إتقانه في الجهات الأربع للعالم كثيرون، مما اُعتبر أوّل شابّ يخوض غمار تجربة احتراف هذا النوع من الفنّ بالريف، ومن الرسامين الرقميين القلائل جداً الذين يمكن عدّهم على رؤوس الأصابع بسائر المغرب.
واستأثـرت بصمته الخاصة المتميزة والمتفردة التي يَذَرها عبد الخالقي على لوحة رسوماته الرقمية التي يداعبها بأنامله الرشيقة كما هـو دَيْدنه دوماً، بإعجاب العديد من الأدباء والكتّاب والشعراء، لذا ما انفكّ أن خوَّله إنجاز جملة من أغلفة الكتب والدواوين الشعرية والنثرية التي تتطلب في العادة مُصمّما محترفا من الطراز الرفيع كالفنان عبد الحق، خصوصا عندما تكون أسماء كُتَّابها ذائعة الصيت كنارٍ على علم.
وحـول معنى "الرّسم الرقمي"، يشرح عبد الخالقي أنّ هذا النوع من الفنّ يستلزم من المتمكن من أبجدياته، اِحتراف الرّسم عـن الورق بالطريقة التقليدية المتعارف عليها، أولاً، قبل التوّجه نحو استعمال الحاسوب واعتماد القلم واللوحة الرقمية فضلاً عن برنامجٍ مخصّصٍ للرَّسم، عـلاوة طبعا على اِمتلاك الموهبة، ودوناً عـن التركيز المُحكم في التعاطي مع هذا الفنّ الصّعب، يوضح أحمد.
وعـن سؤالنا "كم تستغرق منه عملية إنجاز لوحة فنية ما؟"، يحصر ذلك الفنان عبد الخالقي الذي لم ينل حقه في الشهرة كما يجب، كفنان كبير على غرار آخرين في مجالات وميادين مختلفة، في المدة الممتدة ما بين ثمان وعشر ساعات من الانهماك في العمل داخل مرسمه الرقمي إن صحّت العبارة.
نهايته.. إنّ اللاّفت في مسار هـذا الفنان الشاب الذي ينّم ويشي بلوغه عتبة الاحترافية وصيْر لوحاته ماركة مسجلة، بأنَّ لـه موعداً لاحقاً مع المستقبل لن يخلفه أبداً، أنّه غزير الإبداع، إذْ يكاد لا يخلو يومٌ دون أن يُطالع زوّاره آخر منجزاتِـه المصاغة بكل مهارة وحرفنة، تلك الحرفنة التي تخلق لدى المُتلقي الدهشة، دهشة الإبداع.







































