
ناظورسيتي: مهدي عزاوي
“فندق مارتشيكا لاغون”… من فخر الإقليم إلى كاباريه تحت التصنيف
بُني على الأمل، وروّج له كرمز للفخامة والتجديد. فندق مارتشيكا لاغون ريزورت لم يكن مجرد مشروع سياحي؛ بل كان حلمًا معلّقًا على ضفاف البحيرة، قُدّم في حُلّة من ذهب، وصُوّر على أنه جوهرة التاج في المخطط التنموي لمدينة الناظور، بل وُصف – في لحظة حماس أو خداع بصري – بأنه “يضاهي فندق المامونية الشهير”.
373 مليون درهم، أي ما يناهز 35 مليون يورو، صُرفت لتشييد هذا الصرح السياحي، الذي تحول في زمن قياسي من فندق خمس نجوم إلى نُزل تحت التصنيف، أو كما بدأ يصفه البعض: كاباريه على شط المارتشيكا.
فخلال السنوات الأولى من افتتاحه، كان الفندق مقصدًا مفضلًا للعائلات، للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وللسياح المغاربة والأجانب. شهد إشادة واسعة بجودة خدماته، ونظافته، وهدوئه، وتنظيمه. لكن اليوم، يبدو أن شيئًا ما قد انكسر – أو بالأحرى كُسر عن عمد.
التحول بدأ مباشرة بعد تغيير الإدارة، حين فُتحت الأبواب بشكل غريب ومريب أمام زبناء من “نوع خاص”، وانتشرت الموسيقى الصاخبة في فضاءاته، وتحولت بعض قاعاته إلى ما يشبه الكباريهات الليلية. بل إن شهادات متطابقة تفيد بأن غرفًا عدة تم تكسيرها وإعادة استعمالها في ظروف لا تليق بمشروع قيل يومًا إنه “مستقبل السياحة في الجهة الشرقية”.
عائلات كثيرة باتت ترفض التردد على الفندق، بعدما فقد طابعه الراقي، وتحول إلى وكر صاخب لا يليق لا بالمقام ولا بموقعه الحساس على شاطئ البحيرة.
ولعل هذا التحول الكارثي لا يمثل فقط فشلًا في تدبير مؤسسة فندقية، بل يُنذر بانهيار رؤية كاملة كان يُفترض أن تجعل من الناظور قطبًا سياحيًا متوسط المتوسّط. فحين يتحول مشروع استراتيجي بهذا الحجم إلى عبء على صورة المدينة، فإن السؤال الملحّ يصبح:
من المسؤول؟ وأين الجهات الوصية؟ وأين الشركاء من كل هذا الانحدار؟
فهل سننتظر حتى تُرفع يافطة “للبيع” فوق الفندق، أم أن هناك من يمتلك الشجاعة لكبح هذا الانزلاق الكارثي؟
وهل يُعقل أن تصمت السلطات المحلية والجهات المعنية أمام هذا الانهيار الممنهج لمعلم يُفترض أنه عنوان للإقلاع السياحي بالإقليم؟
الجواب لا يزال معلقًا… تمامًا كالحلم الذي أُفرغ من معناه وتحول إلى كابوسٍ تحت الأضواء الحمراء
“فندق مارتشيكا لاغون”… من فخر الإقليم إلى كاباريه تحت التصنيف
بُني على الأمل، وروّج له كرمز للفخامة والتجديد. فندق مارتشيكا لاغون ريزورت لم يكن مجرد مشروع سياحي؛ بل كان حلمًا معلّقًا على ضفاف البحيرة، قُدّم في حُلّة من ذهب، وصُوّر على أنه جوهرة التاج في المخطط التنموي لمدينة الناظور، بل وُصف – في لحظة حماس أو خداع بصري – بأنه “يضاهي فندق المامونية الشهير”.
373 مليون درهم، أي ما يناهز 35 مليون يورو، صُرفت لتشييد هذا الصرح السياحي، الذي تحول في زمن قياسي من فندق خمس نجوم إلى نُزل تحت التصنيف، أو كما بدأ يصفه البعض: كاباريه على شط المارتشيكا.
فخلال السنوات الأولى من افتتاحه، كان الفندق مقصدًا مفضلًا للعائلات، للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وللسياح المغاربة والأجانب. شهد إشادة واسعة بجودة خدماته، ونظافته، وهدوئه، وتنظيمه. لكن اليوم، يبدو أن شيئًا ما قد انكسر – أو بالأحرى كُسر عن عمد.
التحول بدأ مباشرة بعد تغيير الإدارة، حين فُتحت الأبواب بشكل غريب ومريب أمام زبناء من “نوع خاص”، وانتشرت الموسيقى الصاخبة في فضاءاته، وتحولت بعض قاعاته إلى ما يشبه الكباريهات الليلية. بل إن شهادات متطابقة تفيد بأن غرفًا عدة تم تكسيرها وإعادة استعمالها في ظروف لا تليق بمشروع قيل يومًا إنه “مستقبل السياحة في الجهة الشرقية”.
عائلات كثيرة باتت ترفض التردد على الفندق، بعدما فقد طابعه الراقي، وتحول إلى وكر صاخب لا يليق لا بالمقام ولا بموقعه الحساس على شاطئ البحيرة.
ولعل هذا التحول الكارثي لا يمثل فقط فشلًا في تدبير مؤسسة فندقية، بل يُنذر بانهيار رؤية كاملة كان يُفترض أن تجعل من الناظور قطبًا سياحيًا متوسط المتوسّط. فحين يتحول مشروع استراتيجي بهذا الحجم إلى عبء على صورة المدينة، فإن السؤال الملحّ يصبح:
من المسؤول؟ وأين الجهات الوصية؟ وأين الشركاء من كل هذا الانحدار؟
فهل سننتظر حتى تُرفع يافطة “للبيع” فوق الفندق، أم أن هناك من يمتلك الشجاعة لكبح هذا الانزلاق الكارثي؟
وهل يُعقل أن تصمت السلطات المحلية والجهات المعنية أمام هذا الانهيار الممنهج لمعلم يُفترض أنه عنوان للإقلاع السياحي بالإقليم؟
الجواب لا يزال معلقًا… تمامًا كالحلم الذي أُفرغ من معناه وتحول إلى كابوسٍ تحت الأضواء الحمراء