NadorCity.Com
 


حينما تصبح الإدارة المغربية ضيعة لبعض المسؤولين أو الموظفين


حينما تصبح الإدارة المغربية ضيعة لبعض  المسؤولين أو الموظفين
بنصالح محمد/ ألمانيا

حينما تصبح الإدارة المغربية ضيعة لبعض المسؤولين أو الموظفين:

المجلس القروي بقرية اركمان كنموذج

بينما أنا انتظر على مقاعد الانتظار بالجماعة القروية بقرية اركمان ويالها من ``مقاعد الإنتظار`` والساعة انذاك كانت تشير الى الثامنة والنصف صباحا، أثار انتباهي رجل رأيته وهو يفتح الأبواب داخل الجماعة، اقتربت منه وسألته متى ستبدؤون العمل؟ نظر إلي وتمعن في وجهي ثم رد علي قائلا: اذا كنت تريد الرئيس فهو يدخل على الساعة الحادية عشرة، قلت له: لا أنا أريد فقط شهادة عقد الإزدياد، فرد علي قائلا هم في الطريق، سيأتون الان : ( إدجن إتسد غر تسعة، إدجن إتسد غر عشرة، حد وردتيس قاع، كلها مامش، إوا عمي الدنيا تو نتاث )، بعدئذ توجهت الى مكتب الحالة المدنية والساعة كانت تشير الى التاسعة والنصف، دخلت مكتب الحالة المدنية ، وكان المواطنون يملأون أبواب المكاتب في جو من الهرج والمرج وجوهم شاحبة يظهر عليها الحزن واليأس لانهم يعرفون مسبقا أن مصالحهم ستكون معطلة..!لا تجد من تكلم، ولا إرشادات، ولا موظفين، ولا عناوين مكاتب، كما يبدو لك الأمر أشبه بخلية نحل من كثرة الدخول والخروج والملفات والأوراق المتنقلة بين دهاليز وغرف وأقسام الإدارة. قابلت موظف واخبرته باني احتاج شهادة عقد الإزدياد ، طلب مني هذا الأخير بطاقة التعريف الوطنية، تسلم مني البطاقة بدء ينظر في كناش أكبر الحجم أصفر الأوراق أشبه بكتب عهد هتلر التي تباع في أسواق الخردة بالمانيا ، بعدئذ جاء عندي وقال لي لقد ارتكب لك خطأ في بطاقة التعريف الوطنية!! فقدت أعصابي وصرخت في وجهه قائلا: لكن هذا لن يمنعك أبدا بان تكتب لي عقد الإزدياد، ثم أجابني قائلا أنا أريد فقط أن أخبرك على الخطء، أما الذي يمضي عقود الإزدياد ليس موجود، عد عندي بعد ساعتين، انصرفت فاقد الأعصاب عدت بعد ساعتين قابلت هذا الموظف واخبرني بان الذي يوقع العقود لم يأتي بعد.. ربما ذهب ليتناول طعام الفطور ، وقال لي من الأحسن وحتى لا تأخذ من وقتك الكثير عد غدا ستكون الأمور أحسن من اليوم... انصرفت من هناك وقلت في نفسي: إدارة يدفعك فيها موظف لموظف آخر، وكذاب يوجهك إلى كذاب أكبر منه، في لعبة “سير واجي”، ويهيئك نفسيا ليسهل عليه حلبك..!

إدارة تأخذ منك فيها وثيقة عقد الإزدياد ما يأخذه إنجاز وثائق مشروع أو مقاولة في أوربا..! اللهم إن هذا منكر....

إدارة تأخذ فيها محاولتك لمقابلة مسؤول مغربي اليوم واليومين وأكثر..!

في الإدارة المغربية يكون مطلوبا منك أن تكون في غاية المسكنة والخضوع للموظف أو المسؤول لينجز لك المطلوب والوثائق اللازمة، وإلا فإنك اذا أحرجته ستصطدم بعدة مشاكل ، ففي الإدارة المغربية تسير الأمور على إيقاع أمزجة الموظفين، و”ياويلك” إن وجدته في مزاج سيء، أو ناقص النيكوتين ، أو كان متخاصما مع زوجته، أو مع أحد زملائه في العمل، أو إذا كلمته بمنطق مفحم لم يرقه، فإنه سيشخصن العلاقة بينك كمواطن وبينه كموظف، وسيختار لك بسبب ذلك أقبح وأعقد المساطر، ويستعمل معك أبشع تسويف، وإن كان من النوع الخبيث جدا يحرض عليك باقي الموظفين إن كان ينتمي إلى لوبي و”سيعملون على تطويعك!”

في الإدارة المغربية يخطئ الموظف الجاهل القليل الدراسة والتكوين، الذي دخل الوظيفة بالمحسوبية أو لأسباب عائلية أو انتخابية أو من خلال الرشوة… وتنتقل أنت عبر الحافلات والطاكسيات ذهابا وإيابا، وتدفع ثمن خطأه البليد..!

في الإدارة المغربية دواليب مليئة بوثائق يعلوها الغبار، وأخرى مهملة، وأخرى بمعطيات ناقصة يضيع أصحابها بسبب استهتار الموظفين المستهترين، ويخطئ الموظف لتضيع أنت وأبنائك وأسرتك في سنوات طويلة وبكل بساطة! من عدم الاستفادة بشتى الوسائل.

في الإدارة المغربية يخطئون لك في الاسم فتكون`` ميمون `` وتصبح ``ميمونة `` وتكونين ``سعيدة ``وتصبحين ´´سعيد´´ بكل سهولة وبساطة… ويخطئون لك في الاسم العائلي، ويتوجب عليك أن ترفع دعوى قضائية على نفسك، “خاصك تدعي راسك فالمحكمة أولدي! هذا هو الحل اللي عندك! واش فهمت ولا...

في الإدارة المغربية العجيبة قد تضيع وثائقك ببساطة كبيرة، فيقولون لك “مالقيناش داك الشي ديالك أسيدي، ويتلون كلامهم الغريب بـ “واش متأكد أنك عطيتيهم ليا أنا وبيديك”..!

في الإدارة المغربية قد تضطر إلى رشوة صغيرة أو كبيرة حسب طبيعة الخدمة بداية بالبواب إلى أكبر رأس في تلك الإدارة.

في الإدارة المغربية ترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ينفخون ويرعدون، وأقرب إلى أن “يبخو الدم” من شدة الحنق والتذمر، يهمهمون ويتفوهون بكلمات نصفها غير مفهوم.وينظرون اليك بنظرة حاقدة !!!! ليزرعون فيك الخوف.

في الإدارة المغربية، يخطئ الموظف والخطأ وارد بسبب السهو، أو التعب، فالخطأ سمة إنسانية، لكن المشكل في العدد الهائل من حالات الخطأ حتى كادت تكون قاعدة وليس استثناء، والأمر الآخر لما يقع الخطأ فمن المفروض على الإدارة أن تراقب وتحصي عدد الأخطاء التي يقوم بها كل موظف على حدة وتوجيه التنبيهات والتوبيخات المناسبة له، وتليها الاقتطاعات كعقاب إن بقي الأمر يتكرر… فالأمر متعلق بمصالح مواطنين وبتعب وبمصاريف وبمشاكل المواطن البسيط في غنى عنها… ولنفترض أننا قمنا بجميع الاحتياطات واخترنا الموظفين المناسبين في المكان المناسب، وقمنا بتكوينهم، وقمنا بعدها بمراقبة مستوى أدائهم ومستوى عملهم، ووقع الخطأ: فليكن تصحيحه باعتذار بسيط للمواطن على إتعابه، وبعدها يتم التصحيح بعملية سهلة وفي أسرع وقت ممكن، مادام الخطأ ناتجا عن الإدارة وليس عن المواطن الذي يصنعون له لعبة ``سير واجي أمولاي..`` وخاصك تخرج الورقة الفلانية.. وهاد الشي عندك ناقص.. وسير حتى تجي.. واش فهمتني ولا... ويكملونها بأخطاء فادحة في الأسماء والتواريخ والبيانات وهلم جر!!!!

في الإدارة المغربية ترى عيناك كراسي فارغة إلا من معطف الموظفين معلق على ظهور الكراسي يفيد بأن الموظف موجود داخل قسم قريب من أقسام الإدارة وليس غائبا عن عمله خارج الإدارة..!

في الإدارة المغربية عالم من اللاتواصل بين المواطنين الذين أغلبهم أميون وبين موظفين فاقدي الثقة فيهم من طرف الشعب.

في الإدارة المغربية، المواطن من العيار الثقيل يحل الأمور الإدارية بالهاتف أو الإيمايل أو الفاكس، بينما المواطن المسكين يستغرق أيام طويلة من الذهاب والإياب في دولة المتخلفين الراعين للفساد، التي يضيع فيها الوقت والجهد وأجرة السيارات والأطوبيسات…

في الإدارة المغربية، وبينما تتطور الأساليب الإدارية وتتحدث، ويدخلها عالم الحوسبة والتكنولوجيا وتتطور مناهج العمل والخدمات… في المغرب السعيد تتطور طرق النصب والاحتيال، وفنون التسويف والتماطل، وتقنيات الكذب وأساليب الرشوة… حيث يكرهون التقليص من الوثائق وإدخال الحوسبة والإعلاميات لخدمة أفضل للمواطنين وللأداء الإداري، لأن أبواب وطرق الرشوة القديمة ستقفل، ومتعة الإحساس بالقيمة! من خلال التسلط ستغيب، ومتعة تعذيب المواطنين ستتلاشى…

في الإدارة المغربية، تماطل وتسويف وكذب وإهانة… هذه هي المفردات الأساسية التي تصلح كشعار للإدارة المغربية في جانب كبير منها، وعليها أن تعلق هذه المفردات على مداخلها وأبوابها الرئيسية كشعار يعبر عنها…

في الإدارة المغربية المسؤول يشتغل ساعة أو ساعتين عوض ثماني ساعات....

في الإدارة المغربية المسؤول أو الموظف يدخل متى يشاء ويخرج متى يشاء، كأن هذه الإدارة ضيعة أبيه.....




1.أرسلت من قبل أم هبة في 04/05/2012 21:15
هذا وأنت سيدي الكريم لا تحتـاج خدمات هذه الإدارات إلا مرة في سنة أو سنتين، فماذا تركت للمواطن المغلوب على أمره ليقول؟!! عدت إلى وطني بعد أربعة وعشرين سنة، وقلت سأتغاضى عن بعض العيوب وسأندمج في المجتمع كغيري، ولكن لاأخفيك مازلت أعاني من إنفلات أعصابي أمام الكثير من المواقف التي تصادفني في بعض الإدارات أو المؤسسات. ومازلت اصر على موقفي بمواجهة الحياة كما تعودتها بديار الغربة، دون تدخل المعارف أو الواسطة ما يقال هنا، ولكن بكل صدق أنسى كل اللحظـات العصيبة حين أواجه موقف جميل أو أرى معاملة عادلة أمامي فأبتسم راضية وأتفائل بغد أجمل في وطني، كيف لا وأنا لاأملك غير حب هذا الوطن الذي يسري في عروقي، رغم غباء ..غرور وجهل بعض أبناءه. شكرا سيدي الكريم على الموضوع الرائع

2.أرسلت من قبل فاعل جمعوي بفرانكفورت في 05/05/2012 01:19
شكرا لك الأستاذ بنصالح على هذا المقال الرائع.. والرائع أكثر أو المهول أكثر أن الناس تعودوا على هذه المصائب الإدارية.. فهم نيام وما هم بنيام.. مصائب قوم عند قوم فوائد.. أخوك الحسين.. لعلنا نلتقيك قريبا .. لقد طال غيابك يارجل..

3.أرسلت من قبل هــذاك في 05/05/2012 14:47
ياايها الأخ لو شاءت الأقدار أن بقيــت هنا ولم تذهب الى اوربا وتوظفــت في المغــرب لفعلــت نفــس الشــيء. نعــم ستفعــل كذلــك لمـاذا وكيــف لا أعلـــــم؟؟؟؟؟

4.أرسلت من قبل احمد من المانيا في 05/05/2012 21:06
شكرا لاخينا وصديقنا على ما جاء في مقالك الا ان الحالة السيئة التي الفناها من ادارتنا قد تحسنت شيئا ما مع هذه الحكومة الجديدة التي اخذت بزمام الامور الا انه ما زالت هناك ثغرات تستغل من طرف بعض الموظفين فالحكومة الجديدة قد ورثت من سابقاتها اطنانا من ملفات الفساد وشكاوى المواطنين التي لم تحسم بعد فالربيع العربي سيجتاح مسؤولي هذه القرية ان شاء الله لا محالة فنحن متفائلون ونترقب الوضع عن كتب

5.أرسلت من قبل sabbar في 07/05/2012 15:43
يمنع القانون في المغرب إتلاف الأثار القديمة أو إلحاق الضرر بها وتشويهها ، مع بعض الاصلاحات الطفيفة . فلقد نظمت الحكومة المغربية السابقة فرق أو لجان عمل متخصصة في علم الأثار ، وارسلتها إلى قريتنا الجميلة لإجراء البحوث على موقع المجلس المركزي للجماعة المحلية ، وأدرج هذا الأخير من المواقع المحمية ، لهذا ادعوا جميع الكتاب والقراء إتخاذ الحيطة و الحذر وهم يتكلمون بهذا الشكل بدون وعي ولا مسؤولية.

أما فيما يخص الإدارة المغربية بشكل عام ومجلسنا الموقر بشكل خاص وإستنادا إلى الدراسة الحديثة ، فانها تعد بمستقبل زاهر ، بغض النظر عن المسير والحاكم.



منور يا أبا بلال .


6.أرسلت من قبل Manager في 09/05/2012 14:52
كل ما قاله صاحب المقال صحيح،وعلى قدر كبير من الموضوعية،كما اشاطراراء اصحاب التعاليق خاصة المهاجرين والمهاجرات،لكنني دائمااصطدم عندما يتعلق الامر بمنهجية الكتابة التي تقتصر دائماعلى تشخيصالمشاكل وعرض النواقص واستعراض التخلف والامية والجهل في اداراتنا العمومية بصفة خاصة وحايتنا الاجتماعية بصفة عامة،لكن لا احد يطرح حلولا وبدائل.ما هو الحل وما هو البديل؟؟؟انا اعيش في المغرب ومطلع على تفاصيل الادارات العمومية،وقد صعقت مرارا من تصرفات بعض المواطنين الذين بصرون على قضاء اغراضهم الادارية بتقبل تلك التصرفات والاهانات،وحتى الالتجاء الى الرشوة .واعتقد جازما ان العيب في بعض المواطنين الذين تطغى عليهم الانانية ويلتجؤون دائما الى الحلول الفردية .فالمواطنون لا يحتجون عندما لا يجدون الموظفين في مكاتبهم،ولا يحتجون عندما لا يجدون المسؤول في الادارة بل العكس عندما يسمعون احدا يحتج تجدهم يتملقون للمسؤول ويعاتبون المحتج اننا شعب لا يملك ثقافة الاحتجاج،اننا شعب بئيس مذلول نرضى بالذل والهوان،ونقدس الخنوع والاستصغار،ماذا فعل صاحب المقال عندما عطلت مصالحه في ادارة اركمان ؟؟؟لجا الى كتابة هذا المقال انها خطوة ايجابية لكنه كان عليه كتابة شكاية يعممها على المسؤولين في الاقليم وفي الادارات المركزية،قد يقول قائل ان لا جدوى من وراء ذلك لكن هذا خطا،لا بد من اكتساب الشجاعة الادبية ومواجهة الفساد ولو باضعف الايمان،على الاقل اكتساب ثقافة الاحتجاج،المشاكل لا يمكن حلها بالسكوت عليها،الموظفون يخافون على مناصبهم لكنهم لن يحركوا ساكنا ما دام ليس هناك من يحرجهم.

7.أرسلت من قبل mohammed mannheim في 10/05/2012 15:33
Danke onkel moammed, ich hoffe das die oberer vewaltung fürung bald wach werden.es reicht,wir haben es satt immer und immer als unwissend abzustammplen.

8.أرسلت من قبل samir في 12/05/2012 13:42
نعم أخي العزيزهي الحقيقة المرة يجب أن يكون لك صبر أيوب من أجل إستصدار وثيقة تافهة.دائما الفوضى وخير مثال على هذا المقاطعة الرابعة في إقليمنا العزيز.نطالب بالمحاسبة والمراقبة على السيبة وتوظيف الاطر أناس لهم ظميرومستوى تعليمي معقول على الاقل الاجازة












المزيد من الأخبار

الناظور

الدورة الثانية عشر لعملية تأطير الحجاج بإقليم الناظور

الموت يغيّب الشاعر محمد حنكور "الهواري" أيقونة الشعر الأمازيغي.. هذه قصة حياته وموعد الجنازة

محمد الصغير يرد على يحيى يحيى: لا نقبل تلقي الدروس في الوطنية والمارشال كان محل ثقة من الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني

النيران تهدد ثانوية الفطواكي بالناظور.. تدخل سريع من الوقاية المدنية

‎ من ماله الخاص.. لقاء مع صاحب مبادرة إنارة قنطرة بوعرك وسلوان

هل ورط المارشال أمزيان نائب رئيس مجلس مدينة بني أنصار ؟

وكالة مارتشيكا تطلق طلب عروض لتهيئة ساحة النور وحماية المناطق الخضراء والبحيرة