NadorCity.Com
 


الريف.....وسؤال الحداثة؟


الريف.....وسؤال الحداثة؟

بقلم: محمد الرازقي

كل مجموعة بشرية ذات خصائص معينة تميزها عن غيرها (مميزات ثقافية, جغرافية, عرقية....) إلا وتسعى إلى تطوير قدراتها وإمكانياتها الذاتية ,وتحاول في نفس الوقت إيجاد حلول لمشاكلها باعتبارها أمور تعنيها,وللإشكاليات الكبرى التي تحدد مصيرها ,أو بعبارة أخرى هي التي تقرر لنفسها الغايات الكبرى كأفق انتظار يعطي لوجودها معنى.

وبما أن كل واحد منا ينتمي إلى جماعته كيفما كانت صفاتها, فإنني وبوصفي احد أبناء الريف الذين وجدو نفسهم مسكونين بهمومه ,بطموحاته, بآماله وآلامه وإخفاقاته في آن, وجدتني أمام هاجس وسؤال الحداثة .إذ ظل هذا الأخير يؤرقني طيلة سنوات ,سؤال قلق ,يتخذ لنفسه عدة صيغ, ويعبر عن نفسه في سياقات مختلفة, وهو سؤال ليس بالغريب عن هذه المنطقة بما تتوفر عليه من إمكانيات ومؤهلات ذاتيه ,تؤهلها لان تبحث عن نفسها في النقاش العالمي الذي أصبح اليوم ,لا يعالج مسألة الحداثة فقط, بل صاروا يتكلمون عن ما بعد الحداثة, إذن في وضع كهذا ,يصبح سؤال الحداثة عندنا في الريف سؤالا مشروعا.

لكن وقبل تسليط الضوء على إشكال بهذه الخطورة باعتباره يناقش مصير أمة, لابد من الوقوف ولو على عجل أمام بعض المصطلحات وتحديد معانيها قبل الانتقال إلى صلب الموضوع, حتى يتسنى لنا الإمساك بأطرافه أو على الأقل للوقوف على خطوطه العريضة.

ا ن أول ما قد يلاحظه القارئ كلمة "الرّيف" لكن وبما أننا نتناولها في علاقتها بالحداثة, فان السؤال الذي يطرح نفسه, ما المقصود بالريف هنا والآن؟ هل المقصود بها ذلك الفضاء الجغرافي البديع الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط, والذي يقع في القسم الشمالي من المغرب؟ أم أننا نقصد ذلك العنصر البشري الذي يسكن هذا الفضاء؟ أم أننا نشير بطريقة أو بأخرى غالى تلك المؤسسات الفاعلة فيه؟

ومن جهة أخرى ما المقصود بِـ "سؤال الحداثة" ؟ وهل تحضر كلمة "سؤال" هنا في صيغة "مشكل" أو "قضية" ؟ وإذا كان الأمر كذلك, هل "قضية الحداثة" هذه التي نتكلم عنها هي "حداثة" تحققت تاريخيا في هذا المجال أو ذاك؟أم أنها مجرد شعار نتخيله ونسعى إلى تحقيقه؟

إن الموضوع, كما يبدو ذو مزالق كثيرة لذلك لابد من الحذر ولابد من أن نحتاط,لان أي إجابة عن أسئلة على هذه الشاكلة لهو ضرب من المقامرة والرهان,.
لنتقدم خطوة للأمام فنقول أننا نقصد في الحقيقة بلفظة الريف كل هذه الأمور باعتبارها فواعل لها أثرها وبصمتها في تحديد مسار الأحداث عن قريب أو عن بعيد, أو باعتبارها مفعولات تتأثر بغيرها في علاقات لا نهائية , لكن هذا لايعني أننا نأخذ الأمر بهذا التعميم بل نركز وبالأخص على العنصر البشري ,الذي أصبح مع الحداثة كما سنرى المرجع الأساسي لأي تنمية حقيقية لإمكانيات مجتمع ما كائنا ما كان, في علاقته بالحداثة وتمثله لها, وحينما نقول التمثل لابد من استحضار التقسيم الذي لابد منه بين مستويين من الحداثة,بين مستوى أول تجريبي ,أي حداثة تحققت تاريخيا على ارض الوقع,ومستوى ثان كأفق انتظار,بحيث تغدو فيه الحداثة كمستقبل يحضنا على العمل من اجل بلوغه ويمنحنها في نفس الوقت دينامية لمواصلة المسير دون عياء أو كلل.

طبعا عندما نتحدث عن الريف وفي نفس الوقت حينما نستحضر قتامة الظروف التي يمر منها ,إذ يقف اليوم أمام مفترق طرق يجد نفسها ملزم بالاختيار بين هذا وذاك, فإننا نضع صوب أعيننا الحداثة كمدخل أو كأفق انتظار لم يتحقق بعد في الريف, نسعى من خلال تمثل مبادئها العامة إلى تبين ملامح الطريق الملائم لمشروع مجتمعي كهذا . فالريف اليوم محط صراع بين تيارات عدة لكن في مجملها يمكن أن نردها إلى تيارين, الأول لا يزيد شيئا عما هو موجود أو عما كان موجودا بل كل ما يفعله هو انه يعيد تغليف الأمور بحيث تبدو من الخارج كأنها جديدة كل الجدة, لكن في واقع الأمر لا تختلف عن سابقاتها في شئ, إذا ما ولجنا إلى عمقها ومكوناتها الأساسية ,وفي الطرف النقيض نجد تيار آخر ينادي بضرورة إحداث ثورة شبيهة بالثورة الكوبرنيكية في العصور الوسطى تقلب السائد رأسا على عقب حيث يعتبر أن هذا الظرف التاريخي الحساس في أمس الحاجة إلى منطلقات جديدة تقوم على أنقاض سابقاتها التي لم تزد المنطقة إلا انتكاسا, وبين هذا وذاك تبرز الحاجة إلى مبادئ جديدة ترد للإنسان الريفي الاعتبار كذات لها الحق في أن تكون كما تريد هي أو يملي عليها عقلها, دون وصاية من احد , وتفكر في وجودها لتعقله وفهمه لاستشراف المستقبل وبناء دعائمه وبالتالي توفير جو ملائم وارض خصبة لخوض تجربة الحداثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لنتقدم خطوة أخرى ,لنضع اليد على الجرح مباشرة, دون إسهاب في القول أو إطناب, لنقول أن الإنسان الريفي ليست مشكلته في غياب البنية التحتية للمدينة فقط ,أو في انعدام مرفأ صحي, أو حفرة في الطريق العامة, نعم هذه مشاكل لها أثارها السلبية على سير الحياة العامة في الريف, لكن هذه بمثابة الشجرة التي تخفي وراءها غابة من الأشجار,إذ أن جوهر الإشكال يقع في الإنسان الريفي ذاته, وهنا لابد من مصارحة ذواتنا حتى نتجاوز حاضرنا ونبني للأفضل, فمعرفة الأسباب والعلل من اقصر الطرق لمعالجة المشاكل التي تعترضنا والتحكم في مجرياتها, هذا لأنه كل المقاربات التي حاولت معالجة مسألة التخلف في الريف, كانت تركز على الأشياء الثانوية ,وان ظهر العنصر البشري ضمن ديباجتها , ونحن حينما نتكلم عن الريف أيضا فإننا نعني ضمنا المدن والقرى التي تقع ضمن حدوده , فإذا أخذنا على سبيل المثل لا الحصر, قضية التعليم في تمسمان وهي جزء لا يتجزأ من هذا الفضاء,نجد أن التعليم وهو من بين أهم الحقوق المدنية للإنسان لا تتسنى الظروف إلا لاستثناءات قليلة لمتابعة الدراسة في المرحلة الإعدادية, أو ربما في بعض الأحيان حتى المرحلة الابتدائي نفسها, يضرب فيها الطفل على نعومة أظفاره كيلومترات من الطرق الملتوية يتساوى فيها فصل الصيف بنظيره الشتاء, إنها حقا حالة مأساوية فمنذ أن يرى الطفل النور وهو يتكبد ألوان مختلفة من المعانات, غياب في التغطية الصحية ,كوارث في التعليم ,صدمات في سوق الشغل ,تمزقات نفسية في الأسر ,كل هذا رغم ذلك نتساءل حول الحداثة, لماذا؟ حتى نتجاوز هذا الواقع المأساوي, لكن هل يمكن أن نفعل ذلك ,عبر إنسان منهك القوى وجد ضالته وأمانه الروحي في المثل الدينية,فاعرض عن الدنيا زاهدا فيها,بعدما أصابه اليأس ,متطلعا لعالم أخر ,عالم تتحقق فيه العدالة اللاهية, ويرزق فيه الإنسان بدون حساب ,بعد أن كان في عالم ملئ بالجبر والأقدار, فكل شئ مقرر سلفا فيه وما علينا إلا أن نخضع لمشيئة القدر,ونستسلم ,ونحن نتفرج في مستقبلنا يتلاشى في الأفق,يتلاعب به ذوو المناصب المختلفة,في مختلف الموئسات والمستويات, لنؤجل مسائلتهم إلى يوم الحساب.

كيف سنعالج مسألة الحداثة في عالم اختلط في الفاعل المرئي باللامرئي ,وكيف نحدد الاختصاصات والمهام وبالتالي تحديد المسؤوليات, وليس الإنسان هنا إلا مجرد مترجم لأفعال تتجاوز إرادته؟ كيف سنعالج هذه المسألة وقد اختلطت العقائد بالأمور المدنية التي تحتاج إلى إعمال النظر والاجتهاد؟ وتمازجت حياة الناس الخاصة بحياتهم العامة؟

لابد وأننا في حاجة إلى إنسان جديد ليتأتى لنا هذا, إنسان يؤمن بقدراته الذاتية, وبإمكانية استثمارها وتطويرها, إنسان يفصل بين دائرة الحياة العامة ودائرة الحياة الخاصة,وهذا الفصل بين الدائرة العامة(حيث استعمال العقل يجب أن يكون حرا دائما) ,والدائرة الخاصة (التي يمكن لاستعمالها أن يكون محدودا جدا) يدخل في قلب الصيرورة التي يخرج فيها الإنسان من حالة قصوره الذاتي,المسئول هو عنه, ويشكل هذا الفصل حجر الزاوية لمفهوم السياسة الحديث.

إذ كيف يجوز لنا أن نتحدث اليوم وباستفاضة عن مشاريع من قبيل (الجهوية,و...,و.....) والأخذ بيد المنطقة إلى الأفضل , ونحن لم نعالج المعنيّ بالأمر أساسا الذي هو الإنسان الريفي, ولم نسبر أغوار بنيته العقلية والذهنية ,حتى تتبين لنا الطرق والسبل التي من شأنها أن تتحقق من خلاله تلك الحداثة المنشودة ,التي بدأت تفد علينا منذ سنوات كمنتوج يسوق في إطار ما يسمى بالعولمة ,حداثة برانية وافدة ,لا نعرف عنها شئ إلا مظاهرها الخارجية ,وليس حداثة جوانية .

ويبقى السؤال مطروحا هل نحن حقا ,نمتلك الجرأة والاستعداد الكافي لتقبل هذه القلق الذي ينشأ عن التشكيك في السائد والقطيعة معه قصد تجاوزه؟وللتمهيد لسؤال اكبر هو سؤال الحداثة, في مجتمع كالريف يعيش على إنتاجات غيره من الشعوب التي تجرأت على إعادة ترتيب علاقاتها مع حاضرها وماضيها بصرامة وواقعية, فكانت النتيجة مستقبل نفتقده نحن في الريف على الأقل في وقتنا الحاضر.





1.أرسلت من قبل anti-rasisme في 14/11/2010 19:54
لماذا نختار دائما نفس الطريق بالرغم من كونها غير موصلة?!

2.أرسلت من قبل samir في 15/11/2010 01:33
ningun planteamiento de la cuestion de la modernidad, debe pasarse de largo lo que significo esa modernidad en su ambito geografico cultural en europa, y cualquier implanteamiento de esa modernidad en otro terreno geografico entraña muchas dificultades culturales y sociales, y asi cualquier pregunta sobre la modernidad en el " rif " debe de tener las especifidades relegiosas, culturales y sociales del llamado " rif" y debe tambien de ser muy critico con las atrocidades del mismo modernismo europeo, porque mientras esta modernidad abogaba cada dia por su ideologia, casi ninguno de los intelectuales modernistas critico las politicas imperialistas y racistas llevadas a cabo por sus gobiernos occidentales, la conclusion es que cualquier analisis del modernismo del " rif " bajo el punto de vista mio debe de arrancarse por dentro de ese mismo "rif" gracias

3.أرسلت من قبل ريفي في 15/11/2010 16:49
الى صاحب التعليق رقم 1
هل جربت طريق الحداثة في الريف ولم توصلك؟
مع العلم اننا ما نزال في طور الحديث عن خوض تجربة الحداثة والتي ليس بالظرورة هي تجربة الغرب....وان عملنا على الاستفادة من تجارب الامم الاخرى....وان كانت ثمة طرق اخرى موصلة فافدنا بها.....؟؟؟؟

4.أرسلت من قبل Brahim Ayoujil (NL) (ait moussa) في 18/11/2010 05:57
I m so glad to see Temsaman guy's like you,!
go ahead !

God bless you !


5.أرسلت من قبل أزويغ نتمسمان في 21/11/2010 12:02
ل***كيف سنعالج مسألة الحداثة في عالم اختلط في الفاعل المرئي باللامرئي ,وكيف نحدد الاختصاصات والمهام وبالتالي تحديد المسؤوليات, وليس الإنسان هنا إلا مجرد مترجم لأفعال تتجاوز إرادته؟ كيف سنعالج هذه المسألة وقد اختلطت العقائد بالأمور المدنية التي تحتاج إلى إعمال النظر والاجتهاد؟ وتمازجت حياة الناس الخاصة بحياتهم العامة؟ ***
أنا أكفر بحداثة ـأوبالأحرى خباثةـترى أن التخلف سببه الإيمان بالله أو على حد تعبير كاتب المقال *اللامرئي*
لقد صدق صاحب التعليق 1 عندما قال أنها*طريق غير موصلة*

6.أرسلت من قبل abdelhak kouzam aitmoussa tamsaman في 21/11/2010 15:49
chokran ya akhi 3ala ata3lik wa chokran lizomal2i 3an ra2yihim fi anas bravo

7.أرسلت من قبل ريفي في 22/11/2010 11:10
طريق موصلة او غير موصلة,,,,,,,,,,,هذا يعنى انه لدينا غاية نسعى اليها كما سعى اليها اجدادنا........هم حاولو بوسائلهم التي سمح روح العصر بها,,,,,,,ونحن علينا الان ان نستفيد من اخطائم كما نحن نفعل ازاء محاسنهم
ان زمن التصوف وابتغاء غايات تتجاوز حدود التجربة ليس هو موضوع قولنا هذا,,,,,,,بل موضوع ائمة المساجد
نحن هنا يجب ان نظر الى الامور من زاوية ارادة للتغيير تحاول بناء نظرة جديدة تقوم بالقطع مع كل ما خدعنا لفترة طويلة وتحت مسميات عدة
هذا طبعا في الامور المدنية وهو المجال العام
اما المجال الخاص فالناس احرار فيه وهذا افضل حتى نوفر جوا من الاحترام المتبادل حتى بين المتدينين انفسهم بحكم اختلافهم في اطار العقيدة نفسها قبل ان نستحضر ذوو القناعات الاخرى
والفصل بين هاذين من شانه ان يوقفنا على الهوة العميقة التي نتجت في السابق على تشوش الرؤية بسبب الخلط بينهما فتعذر اذ ذاك الاجتهاد والعمل الذي كان بثابة الابتداع في الدين

8.أرسلت من قبل مسلم في 24/11/2010 20:00
هذا مقال ركيك سخيف
فيه دعوة لأهل الريف
إلى ترك الدين الحنيف
لأن الملة سبب النزيف
وبه مجتمع الأمازيغ ضعيف
و المتدين رجعي سخيف
وما درى أن بصرمه قل الرغيف
وكثر الخبيث و ند العفيف .
عرفت أنك للعلماني و صيف
لذا لست بالخفيف ولا الظريف
لست في الطريق ولا على الرصيف
بل بينهما في مجاري التصريف
هداك الله الجبار اللطيف
تحية إجلال إلى أحفاد الخطابي
أمثال أزويغ نتمسمان

9.أرسلت من قبل linin في 26/11/2010 21:26
ana la afham kayfa li chajra an to5fi ghaba mina l achjar a3ta9id annaho yajib 3ala sahib lma9al 3adam l inzila9 fi hawd l3achwa2ia fi stikhdam l3ibarat laysa lmohim sti5dam akbar 3adad momkin mina lmostalahat tannana wa lmajaz lmozayyaf bi9adr ttiba3 lmawdo3ia w lwa9i3ia fi l5at ttahriri w chokran

10.أرسلت من قبل آل سعود في 28/11/2010 03:27
الى صاحب التعليق 8
هذا تعليق ركيك سخيف
فيه تضليل لاهل الريف
ومسخ للعقول وتحريف
لانك وامثلك سبب النزيف
تنشرون بيننا خزعبلات الشرق بالتخويف
من اهوال القبور وحكايا امرها طريف.
ان عرفت اني للعلماني وصيف
فاعلم انى لا اضع اسم الجبار اللطيف
تحت مجاري التصريف
كما فعلت انت باسم الدين الحنيف
اعلاه في تعليقك الضعيف


تحية لكم جميعا.....ابناء الريف
تعليقاتكم صورة لطبيعة تعاملكم مع انتاجات العقل البشري......الذي ليس بالضرورة يجب ان يكون كاملا لا يحتمل النقص
تعليقاتكم تبين مدى قرائتكم لمحتوى المقال......هذا طبعا ان كان صحيحا وتناسينا بعض الهفوات التي تهرب من صاحبها وهو ينتشي لمجرد انه لم يجد ما يريده هو في المقال لا لانه لم تقنعه الحجة التي تقدم بها المقال والا لكان رد بمثلها وما كان ليحتاج الى اسباب التجريح الذي لا يحمل اي معنى في موقف كهذا.....
ان هذا الامر حقا ليدعونا الى مزيد من الكتابة والاجتهاد
لعلنا نوفق يوما
ونربح في الريف انسانا ناطقا


11.أرسلت من قبل anti-rassisme في 29/11/2010 19:38
*تنشرون بيننا خزعبلات الشرق بالتخويف
من اهوال القبور وحكايا امرها طريف*
هي خباثة و جراءة على حدود الله باسم الحداثة.
يبدو أن مقال الأخ مسلم كثر الله من أمثاله استفزك جدا يا صاحب المقال فخرج من فيك ما فيك.
وكما قال الشاعر :
ومهما يكن عند امرئ من خليقة يخالها تخفى عن الناس تعلم
و أنت فيما يبدو لا تدري ما يخرج من رأسك حين تصف ما يعتقده المسلمون -ومنهم أهل الريف الأشاوس- أنه خزعبلات و طرائف.
ولا أدري ما دخل آل سعود فيما علق به الأخ مسلم.لكن كما قيل "الصراخ على قدر الألم"
وقد صدق الشاعر الحكيم حين قال في أمثالك:
دع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالتراب
إن قلما مثل قلمك قمن أن يكسر,ومقال كهذا فيه تطاول على الإسلام حقيق بأن يحرق لا أن ينشر.
وما من كاتب ألا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يـــداه
يؤسفني أن يخرج من أرض الريف الطيبة الصامدة رغم التهميش و المعاناة غمر سفيه مثلك يعلن الحرب على الله ثم يزعم أنه يريد الإصلاح.
أقول لأخ مسلم لا فض الله فوك.
وأشد بحرارة على أيادي الإخوة أزويغ ولينين.
وأخيرا أقتبس من مسلم سلمه الله و أقول:
عرفت أنك للعلماني و صيف
لذا لست بالخفيف ولا الظريف
لست في الطريق ولا على الرصيف
بل بينهما في مجاري التصريف

12.أرسلت من قبل روح العصر في 30/11/2010 22:52
"إنّ دينا يعلن الحرب على العقل سوف يصبح مع مرور الزمن غير قادر على الصمود أمامه"

13.أرسلت من قبل مسلم في 02/12/2010 11:04
لا يوجد دين غير الإسلام كرم العقل والفكر وأشاد بأولي الألباب والنهي، ودعا إلى النظر والتفكر، وحرض على التعقل والتدبر، وقرأ الناس في كتابه: (أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة: 44)، و (أَفَلا يَنْظُرُونَ) (الغاشية: 17)، و (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة: 73)، و (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة: 219)، و (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) (الأعراف: 185)، و (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) (الروم: 8)، و (لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة: 164)، و (لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس: 24).
ومن أروع ما جاء في القرآن قوله: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) (سبأ: 46). ومعناه: أنه لا يطلب منهم إلا خصلة واحدة، وهي أن يتوجهوا بعقولهم وقلوبهم إلى الله الذي يؤمنون به، وبخالقيته للكون وتدبيره لأمره، مخلصين في طلب الهداية إلى الحقيقة، بعيدًا عن تأثير " العقل الجمعي "، وعن الخوف من الناس أو المجاملة لهم، كل فرد مع صديقه ممن يثق به، ويطمئن إليه، أو يفكر وحده، وهو معنى قوله: (مثنى وفرادى)، ثم يتفكروا في أمر النبوة، وسيهديهم فكرهم الحر إلى الحق.
وقد اعتبر علماؤه أن العقل مناط التكليف، ومحور الثواب والعقاب، كما قرروا أن العقل أساس النقل، إذ لو لم يثبت وجود الله بالعقل، ويثبت صدق النبي بالعقل، ما ثبت الوحي، فالعقل هو الذي يثبت النبوة، ويثبت صدق النبي عن طريق المعجزة الدالة على صدقه دلالة عقلية، ثم بعد ذلك يعزل العقل نفسه، ليتلقى عن الوحي الذي هو سلطة أعلى منه.
ومن هنا قرر المحققون من علماء الإسلام: أن إيمان المقلد المطلق غير مقبول، لأنه لم يؤسس على برهان، ولم يقم على حجة بينة، بل على تقليد محض: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: 23).
والقرآن يطالب كل ذي دعوى بإقامة البرهان على دعواه، وإلا اطرحت ورفضت، ولهذا قال في محاورة المشركين: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (النمل: 64)، (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) (الأنبياء: 24).
وقال في محاجة أهل الكتاب: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 111).
فالعقائد لا بد أن تؤسس على البراهين اليقينية، لا على الظنون والأوهام. ولهذا عاب الله المشركين بقوله: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) (الجاثية: 32)، (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ) (الجاثية: 24).
ليس في الإسلام إذن ما عرف في بعض الأديان الأخرى من اعتبار الإيمان شيئًا خارج منطقة العقل ودائرة التفكير، وإنما يؤخذ بالتسليم المطلق، وإن لم يرتضه العقل، أو يسانده البرهان، حتى شاع عندهم مثل هذا القول: " اعتقد وأنت أعمى !" أو " أغمض عينيك ثم اتبعني !".
ويحرم على المسلم أن يتبع الظنون والأوهام، معطلاً الأدوات التي وهبه الله إياها لتحصيل المعرفة الصحيحة، وهي: السمع والبصر والفؤاد، قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً) (الإسراء: 36) قال العلماء في تفسير هذه الآية: إن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، وفي الصحيحين: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) (متفق عليه عن أبي هريرة)، وفي سنن أبي داود وغيره: (بئس مطية الرجل: زعموا) (رَواهُ أحمدُ وأبو داود عن حذيفة - صحيح الجامع الصغير (2846).
إن تعطيل السمع والبصر والفؤاد ينزل بالإنسان من أفق الإنسانية العاقلة إلى حضيض البهيمية الغافلة، بل يجعل الإنسان أضل سبيلاً من الأنعام؛ لأنها لم تؤت ما أوتى من قوى التمييز والإدراك، فكان جديرًا أن يكون من حطب جهنم: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف: 179).
لقد عاب القرآن على المشركين اتباعهم للظن في تكوين العقائد التي لا يغني فيها إلا اليقين القائم على البصيرة والبرهان. وفي ذلك بخطابهم فيقول في شأن آلهتهم: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ) (النجم: 23)، ويقول في هذا السياق نفسه: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (النجم: 28).
وعاب على أهل الكتاب في قضية قتل المسيح ما عابه على الوثنيين فقال: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) (النساء: 157 - 158).
ولا يحل لمسلم أن يأخذ فكرته عن الوجود: مبدئه ومنتهاه، وعلته وأسراره، إلا عن رب الوجود، فكل ما يتصل بمسائل الغيب والعقيدة في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وغايات الحياة وأسرار الكون، ليس له مصدر إلا وحي الله المنزل على رسوله، المؤيد بالآيات البينات، الدالة على صدق نبوته، القاطعة بصحة رسالته.
إن من أراد أن يعرف فكرة صحيحة كاملة عن دقائق جهاز ما، وعن الغاية من صنعه، فلابد أن يأخذها من صانعه نفسه، والله تعالى هو صانع هذا الكون، علويه وسفليه،بمن فيه وما فيه، وما نبصره وما لا نبصره، وهو وحده القادر على أن يمدنا بالحقائق الصادقة عن هذا الوجود وأسراره وغاياته: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك: 14).
وكل النظريات والفلسفات التي زعمت أنها فسرت الوجود وخباياه، والحياة وأسرارها، إنما هي فروض ظنية يضرب بعضها بعضًا: (وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (النجم: 28).
منقول

14.أرسلت من قبل مسلم في 02/12/2010 11:49
نطق الويبضة وحلا له النهيق
وصف غيره بالسخف وهو به حقيق
وزعم أن الإسلام خزعبلات ليست للتصديق
لقد ضل عنك يا ابن علمان الطريق
و إنك على جرف هار على واد سحيق
ومكانك أن تقبردهرا في واد عميق
بينك وبين الحق حجاب صفيق
وبينك و بين الكفر خيط رقيق
سمعنا جعجعتك ولم نر الدقيق
أعوزتك الحجة فسودت ذا التعليق
فاسترجعت كلام كل ملحد و زنديق
أدين الله عندك طرائف و تخريق
وبينه و بين السياسة فصل و تفريق
إن أهل الريف أذكياء لا يغرهم التزويق
ولا سحر البيان والتكلف والتنميق
أب يا فتى فإني عليك شفيق وبك رفيق
واخرج من سجن أحكمت عليك فيه التغليق
إني و إن لم أرك تخاف رب البيت العتيق
آمنت بالغيب كما آمن به الصديق
كتب الله على الناس أن يكونوا له رقيق
و توعد بالعذاب كل منافق زنديق
واعلم أني لك ناصح ولست لأمثالك صديق
فدع عنك الكتابة فأنت لها لا تليق
لأن مقالك ركيك حظه التحريق
ولا تتعن فأنت لمثل ذا النظم لاتطيق
واعلم أنه من رب لا تؤمن به يكون التوفيق

15.أرسلت من قبل anti-rassisme في 03/12/2010 20:46
سلمك الله أخي مسلم ونسأل الله أن يرد صاحب المقال إلى جادة الصواب.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، و إن من الناس مفاتيح للشر ، مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )

16.أرسلت من قبل ayube-rif في 07/12/2010 15:46
إنّ دينا يعلن الحرب على العقل سوف يصبح مع مرور الزمن غير قادر على الصمود أمامه"
كم كان صاحب هذ التعليق منصفا لصاحب المقال وللمعلقين اسفله......
اشكرك الاخ محمد على مقالك هذا واتمنى ان تتحفنا بالمزيد وبالخصوص في مواضيع كهذه يعز على كثيرين الكتابة فيها
ويعجبني في مقالك ما خنمت به:
ٍٍهل نحن حقا ,نمتلك الجرأة والاستعداد الكافي لتقبل هذه القلق الذي ينشأ عن التشكيك في السائد والقطيعة معه قصد تجاوزه؟

17.أرسلت من قبل adil في 08/12/2010 03:07
ذاك الكلام المقفّى يشبه قفاك العريض يا مسلم ويدل على سعة اطلاعك
ويا ليت الكلمات الشاعرة كانت تغير من اوضاعنا
حتى الشعر تم استيراده جاهزا من الشرق
كلام جاهز لا تملكون فيه شئا الا التكرار
كلكم على حق الا صاحب المقال ؟
يبدو انه استفزكم بمقاله هذا ولم تتحملو ان ان تسمعو جديدا من ابناء الريف فلترحلوا لقد مر ليل الجنون واقبلت الساعة العاقلة

18.أرسلت من قبل مسلم في 09/12/2010 16:59
يبدو أن أصحاب بعض التعليقات -وإن كنت أشك أنها لصاحب المقال- تشابه عليهم البقرإذ إن القارئ لما كتب فيها لا يجد لها خطما ولا أزمة،وهذا يذكرني بأسلوب صاحب المقال الذي تتيه أفكاره في زحمة عباراته المتشعبة وهذا من نتاج فلسفة إقدام العقول التي ما سميت بذلك إلا لأنها يجب أن تعقل وإلاستكون النيتجة *ساعة عالقة وليست عاقلة*
أسأل الله أن ينتشلنا من أوحال الضلال كما انتشل كثيرا من رؤوس الفلاسفة العرب
لك الحمد مهما استطال البلاءْ


ومهما استبدَّ الألمْ،


لك الحمد، إن الرزايا عطاء


وإن المصيبات بعضُ الكَرَمْ.


ألم تُعطني أنت هذا الظلامْ


وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟


فهل تشكر الأرض قَطْرَ المطر


وتغضبُ إن لم يَجُدْها الغمام؟


هذه الأبيات ليست لبشر الحافي ولا لعبدالله بن المبارك رحمهم الله لكنها لشاعر شيوعي مشهور اسمه بدر شاكر السياب ، قالها عندما أصابه داء عضال وعجز الأطباء عن علاجه فلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وعاد إلى صوابه .

وغير بعيد عن السياب نجد قصصاً كثيرة لمن حادوا عن الحق ثم تابوا إلى الله في آخر حياتهم ولعل بعضها لا يثبت لكن كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح النونية الذي يتوب أحب إلينا من الذي لا يتوب . وكما قال ابن تيمية رحمه الله عندما ذكر أن كثيرا من المتكلمين و المتفلسفين الإسلاميين تأبوا في أخريات حياتهم عما كانوا فيه ، و الله تعالى يقبل توبة عباده و يعفوا عن السيئات ، لكن بقاء كلامهم و كتبهم و آثارهم هو (( محنة عظيمة في الأمة ،و فتنة عظيمة لمن نظر فيها ،و لا حول و لا قوة إلا بالله ))
وفي توبتهم دليل على فساد منهجهم وبيان لخطئهم ، وإلا فمما يتوبون ؟!
وسوف أستعرض هنا قصصاً لبعض من تابوا ممن تترجح توبتهم وهناك أمثلة كثيرة جداً لمن كانت هناك أخبار عن توبتهم في أخر حياتهم كعبدالرحمن بدوي وعبدالله القصيمي بل حتى ابن الريوندي وإن كان لا دليل على توبة بعضهم إنما هي مما يذكره بعض من تعرضوا لسيرهم ، وسأختصر خشية الإطالة مع أنني أود التنبيه على كثرة تقلب هؤلاء ولعل هذا يكون في موضوع آخر إن شاء الله.

توبة الرئيس

أبو علي بن سينا ، انتقده و ذمه كثير من علماء أهل السنة ، منهم أبو حامد الغزالي الذي سنأتي على ذكره لاحقاً. و قال عنه أبو عمرو بن الصلاح : ((لم يكن من علماء الإسلام ، كان شيطانا من شياطين الإنس )) . و ذكر عنه ابن تيمية أنه – أي ابن سينا – صنف بعض كتبه تقربا للمسؤولين ، منها الرسالة الأضحوية ، صنفها لأحد رؤساء زمانه تقربا إليه ، ليُعطيه مطلوبه منه من الجاه و المال . و قال عنه الذهبي : هو من بين الذين مشوا خلف العقول و خالفوا الرسول .
يقول ابن سينا إن أبوه وأخوه كانا من الإسماعيلية ، لكنه لم يقتنع بعقيدتهم برغم صغير سنه حينها كما يقول .
ورُوي أن ابن سينا عندما داهمه المرض ،و لم ينفع معه علاج ، اغتسل و تاب عما كان فيه ، و تصدّق بما معه على الفقراء ، و ردّ المظالم و أعتق مماليكه ، و أصبح يختم القرآن الكريم في كل ثلاثة أيام إلى أن تُوفي سنة 428هجرية .و قال ابن كثير عن توبته : (( يُقال أنه تاب عند الموت ، فالله أعلم)) .
و قال عنها المؤرخ اليافعي المكي : (( و الله أعلم بخاتمته و صحة توبته)) .
لكن المؤرخ ابن تغري بلدي أكد توبته –أي ابن سينا - ،و دافع عنه فيما قاله فيه الذهبي : (( مشى خلف العقول و خالف الرسول)) ، و عقّب عليه بقوله: (( و من يمشي خلف العقول ،و يخالف الرسول ، لا يُقلّد الأحكام الشرعية ، و لا يتقرّب بتلاوة القرآن العظيم )) .
و قوله هذا مغالطة مكشوفة ،و تحامل على الذهبي ، فالذهبي قال عنه ذلك قبل توبته ، التي هي إن صحت- أي توبته - دليل دامغ على أن الرجل كان منحرفا فكرا و سلوكا ، و إلا مما تاب ؟ ! ،و لماذا رد المظالم لأهلها ،و أقدم على فعل الخيرات و المواظبة على قراءة القرآن و الإكثار منه عندما اقترب أجله ؟ و لماذا كفّره أبو حامد الغزالي و غيره من العلماء ؟ .
وهنا ما ذكره ابن خلكان في توبته :
"فكان يمرض أسبوعاً ويصلح أسبوعاً ثم قصد علاء الدولة همذان من أصبهان ومعه الرئيس أبو علي فحصل له القولنج في الطريق ووصل إلى همذان وقد ضعف جداً وأشرفت قوته على السقوط فأهمل المداواة وقال المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره فلا تنفعني المعالجة ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء ورد المظالم على من عرفه وأعتق مماليكه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة ثم مات في التاريخ الذي يأتي في آخر ترجمته إن شاء الله تعالى" انتهى


توبة الرازي


ذكر ابن تيمية رحمه الله أن في كتب الفخر الرازي كثير من الضلال و الجهل ما لم يكن يُظن أنه يقع في ذلك ، و مثاله أنه صنف كتابا سار فيه على طريقة الفيلسوف أبي علي بن سينا ، وزعم أن ما قاله هو من الأسرار يجب صونه عن أفهام المؤمنين و علمائهم . فعل كل ذلك دون أن يرجع إلى كتب العلوم الإسلامية .
و عمله هذا جعل الناس يتعجبون منه ، حتى أن بعض المتعصبين له أنكر أن يكون الرازي صنف هذا الكتاب ، فأراه بعض الناس نسخة من الكتاب بخط المشايخ المعروفين الخبيرين بخط الرازي ، كتبها الرازي نفسه ضمن كتابه : المطالب العالية .
و قال الحافظ الذهبي أن في مؤلفات الفخر الرازي بلايا و عظائم ،و سحر و انحرافات عن السنة .و قال الحافظ بن حجر العسقلاني عن كتابه –أي كتاب الرازي - : السر المكتوم في مخاطبة النجوم ، هو سحر صريح ، فلعله تاب عنه إن شاء الله تعالى .
لكن مع ذلك فقد رُوي أن الرجل قد تاب عما كان فيه ، فذكر الحافظ الذهبي أن الفخر الرازي تاب في آخر حياته ،و رجع إلى طريقة القرآن و فضّلها على طريقة المتكلمين و الفلاسفة ، فقال أنه : (( تأمل الطرق الكلامية و المناهج الفلسفية ، ما رأيتها تشفي عليلا و لا تروي غليلا ،و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) ،و أقرأ في النفي (( ليس كمثله شيء )) ، و من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي )) .
و ذكر الحافظ ابن حجر أن الرازي تاب في آخر حياته ،و أوصى وصية تدل على حسن اعتقاده .


توبة الغزالي

هناك طائفة من كبار المتكلمين توسّعوا في الفلسفة و تأثروا بها تأثرا كبيرا ، فهم ينتمون لأهل السنة من جهة ،و إلى أهل الفلسفة من جهة أخرى ، لذلك انتقدهم بعض كبار علماء أهل السنة انتقادا لاذعا أولهم حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ، قال عنه تلميذه أبو بكر بن العربي المالكي المغربي : شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة ، و أراد أن يتقيأهم فما استطاع )) ،و في رواية أخرى (( دخل أجوافهم فلم يخرج منها )) .

و أرجع الحافظ شمس الدين الذهبي سبب موافقة أبي حامد الغزالي للفلاسفة في بعض أفكارهم إلى الخطأ لا إلى التعمد ، ظنا منه أن ما وافقهم عليه هو حق موافق للملة ، هذا إلى جانب أنه لم يكن له علم بالآثار ،و لا خبرة له بالسنة النبوية .
و أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال عنه –أي عن الغزالي- : كانت فيه فلسفة مشوبة بالإسلام ،و إسلام مشوب بفلسفة ؛ و مادته الفلسفية مصدرها الرئيسي كلام ابن سينا ، لذا قيل عنه : أبو حامد أمرضه الشفاء . أي كتاب الشفاء لابن سينا .
و ذكر –أي ابن تيمية – أن الغزالي قد عابه صنفان من أهل العلم ، الأول علماء الإسلام ، ذموه على ما شارك فيه الفلاسفة من أفكار تخالف الإسلام .و الصنف الثاني هم الفلاسفة ، عابوه على ما بقي معه من الإسلام ،و لم ينسلخ منه كلية إلي قولهم ، و لهذا كان ابن رشد الحفيد ينشد فيه :
يوم إذا جئت ذا يمن ... و إن لقيت معديا فعدناني
ثم ذكر ابن تيمية أن أبا حامد تاب في آخر عمره عما كان فيه ،و رجع عن طريقة المتكلمين و الفلاسفة و الصوفية إلى طريقة أهل الحديث ، بعدما يئس من طريقة أولئك ،و تفرّغ للاشتغال بصحيحي البخاري و مسلم ،و مات و هو يشتغل بهما .

19.أرسلت من قبل mohamed elouati في 10/12/2010 13:55
chokran li moslim 3ala alabyat achi3riya

20.أرسلت من قبل bo9la9z في 11/12/2010 09:22
la hadata wala mihzanon liyahya abdel karim alkhattabi












المزيد من الأخبار

الناظور

مطار الناظور يحقق رقما قياسيا جديدا خلال الربع الأول من 2024

الناظورية كوثر باعراب تنال لقب بطلة المغرب في المواي طاي بعد ضربة قاضية

مأساة بالناظور.. العثور على ثلاثينية جثة هامدة معلقة بحبل

رئيس جامعة محمد الأول يفتتح الدورة الثالثة لمهرجان العلوم بالناظور

المستثمرون الروس يهتمون بميناء الناظور غرب المتوسط ويستعدون للإستثمار في مجال الطاقة

المجلس الإقليمي يوزع أزيد من 300 مليون سنتيم على الفرق الرياضية

المؤتمر التاسع للعلوم الإجتماعية والصحة يناقش موضوع سياسات الصحة والحماية الإجتماعية في مواجهة التفاوت