المزيد من الأخبار






مهدي عزاوي يكتب.. حنان الخيضر وسكيزوفرينية المجتمع الناظوري


مهدي عزاوي يكتب.. حنان الخيضر وسكيزوفرينية المجتمع الناظوري
بقلم مهدي عزاوي

لم أكن أرغب في الحديث عن موضوع مشاركة إبنة الناظور حنان لخضر في ستار أكاديمي، لأن الأمر في البداية إعتبرته جد عادي، ولا شيء يخرج عن المألوف، فتاة شابة طموحة لها موهبة تمكنت من الوصول إلى إحدى البرامج الغنائية المعروفة من أجل أن تبدأ مشوارها الفني، فأين المشكل في ذلك؟

لكن ما جعلني أتراجع وأعود لمناقشة هذا الموضوع، هو القيامة التي أقامها رواد الشبكات الإجتماعية في الفايس بوك والمعلقين في المواقع الإلكترونية الإخبارية الناظورية بالخصوصة، حيث ومنذ أن تم الكشف عن أن حنان لخضر ناظورية وتشارك في ستار أكاديمي لم يتوقفوا عن قذفها وسبها ونعتها بجميع الأوصاف.

في البداية ولفتح نقاش موضوعي وعقلاني، حنان الخضر إبنة مدينة الناظور ولا أحد يمكن أن يتزايد عليها في ذلك، والجميع يعرف عائلتها الكبيرة التي تضم دكاترة وأساتذة وقضاة...، اختارت أن تشارك في برنامج ستار أكاديمي بقناعتها الشخصية، وهي حرة في إختيارها وليس لأحد الحق في الوصاية عليها، وليس من حق أحد أن يفرض عليها نمط العيش الذي يريد، وهذا أصبح جد متجاوز في بلد يعترف بحقوق الإنسان وبالحريات الشخصية.

ثانيا هناك من يقول أنه يريد محاربة الفساد، وأن هذا البرنامج يشجع على الرذيلة والإختلاط، جميل هذا الأمر، لكن في نفس الوقت غريب جدا، فأين هي الرذيلة وأين هو الفساد في برنامج يتم تصويره 24 ساعة، وكل حركة فيه مسجلة، هل الحديث بين الطلاب هو الفساد والرذيلة؟، وإن فعلا يريد البعض محاربة الفساد فل يفعل ذلك بمدينته الناظور، أم أن ما يحدث في الأزقة القريبة من المؤسسات التعليمية لا يعنيهم، أو ما يحدث في بعض الفنادق يعتبرونه أمر عادي، لماذا لا يعبرون عن غضبهم ورفضهم لتلك الممارسات، أم أن الوسلية الوحيدة التي يستطعون بها الحديث هي الإختباء وراء الحواسيب وقذف الناس من بعيد.

ثالثا هل من الأخلاق أن يقذف شخص في شرف فتاة ذنبها الوحيد أنها أرادت تفجير موهبتها الغنائية، هل من الأخلاق أن تقوم مجموعة بسبها وسب عائلتها؟، أليس من الأجدر وإن فعلا إختلفنا مع إختيارات حنان نقاشها بالعقل وبالحجة والدليل وليس السب والقذف والتجريح.

أخيرا وليس أخيرا، حنان لخضر هذه الفتاة التي تحدثت بالريفية في برنامج يتابعه الملايين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والجالية المغربية المتواجد بالخارج، والتي غنت عن المغرب ورددت النشيد الوطني، وتمكنت من أن تتحول في ظرف أسابيع قليلة إلى نجمة، وحصلت على دعم كبير من الجماهير العريضة التي صوتت عليها من بلدان مختلفة، وجعلت الصحافة تهتم بها، نجحت في تكسير طابوا أخر، وأن تكشف لنا نفاق المجتمع وسكيزوفرانيته بهذه المدينة التي يكره أهلها كل شيء ويحبون فقط الفاشلين، ويعتبرون كل ناجح عدوا لهم يقذفونه بسهام الحسد.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح