المزيد من الأخبار






مغاربة مسلمون ويهود يلتئمون في مراكش لإحياء إرث الحياة المشتركة والحفاظ على الروابط والأوشاج


مغاربة مسلمون ويهود يلتئمون في مراكش لإحياء إرث الحياة المشتركة والحفاظ على الروابط والأوشاج
موفد ناظورسيتي إلى مراكش


قال محمد الأعرج وزير الثقافة والإتصال، في معرض كلمته بمناسبة اِفتتاح لقاء مراكش "اليهود المغاربية: من أجل مغربة متقاسمة"، المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج، بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، إن هذا الموعد "فرصة للسفر في الذَّات ولحظة لتقريب الماضي بالحاضر، وتقريب الأبناء والحفدة من إرث الآباء والأجداد، وهو إرث للتعايش والتساكن والتسماح والتأخي المتواصل، وإشعاع للصور السامية للتنوع والإختلاف والبناء".




وأضاف وزير الثقافة، أن "مغرب اليوم الذي تتعرض تحدياته ورهاناته في مجال الإستقرار والتنيمة الشاملة يحتاج كما كان دائما لكل أبنائه وبناته، لإيجاد موطئ قدم في عالم تطبعه التحولات المتسارعة، في أمس الحاجة فضلا عن عمل الدولة ومؤسساتها إلى عمل جمعيات المجتمع المدني والأفراد"، موضحا أن "الجماعات اليهودية بالمغرب أو المتواجدة بالخارج ضمن الجالية المغربية، تنعم بدور وطني وحضاري في الدفاع عن قضايا المغرب ودعم مسار إستقراره ونمائه تحت قيادة الملك محمد السادس".




عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، قال في كلمته "بعد ما تم عيشه في صباح اليوم، من ترديد النشيد الوطني ودعوات الحاخامات لا يمكن أن أتناول الموضوع من الناحية الفكرية والفلسفية والتاريخية المحضة، وإنما لابد من نسج كل هذا بالعواطف تليق بهذا المقام"، مردفا "اللقاء جمع ما كان متفرقا، جمع أعضاء الجالية اليهودية عبر العالم"، معبرا عن سعادته إزاء "عدد الإستجابات التي تواردت من قِبل الجالية اليهودية لتسجيل حضورهم في هذا الموعد، كما أن الطلبات من أوساطهم تعبر عن مدى إرتباط وحب المغرب لدى اليهود المغاربة سواء خارج البلد أو داخله".




واعتبر بوصوف، الملتقى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس "محطة من المحطات الكثيرة التي جرى عرضها أمس ضمن فعاليات المعارض الموثقة لهذه المحطات التاريخية، وليس أولها تولية السلاطين العناية منذ عقود غابرة للجاليات اليهودية بالمغرب، ولا ثانيها آخر رسالة لصاحب الجلالة ضمن أشغال مؤتمر فاس، التي أكد فيها على أن اليهود المغاربة مواطنون كاملي المواطنة، طبقا لأحكام دستور 2011".




وأضاف بوصوف "كلما سنحت لي الفرصة للتحدث عن اليهود المغاربة، أتطرق لمرحلة بعد التعايش، فالعالم أصبح يعيش وسط المخاوف والتشنجات الهوياتية والتوجس من الحروب والإرهاب، والكراهية في بعض الأحيان والتطرف والراديكالية، فأقصى ما يتمناه الإنسان أن يضمن عيشا مشتركا مع الأخر"، مسترسلا "المسلمون واليهود في المغرب قد تجاوزوا مرحلة العيش المشترك بكثير، ويمكن الحديث هنا عن الخصوصية المغربية التي تمتد للحديث عن الإبداع المغربي المجتمعي التوافقي، وأن اليهود والمسلمين المغاربة عاشوا في إنسجام متماهي إلى آخر الحدود، لدرجة عدم إستطاعة التفريق بين اليهودي والمسلم، وكانوا يعيشون بجوار بعضهم، ممتزجين ومختلطين في الصناعات والحرف المختلفة والتجارة والفنون واللباس، مشكلين كتلة واحدة، والملاح لا يعني أن اليهود كانوا يعيشون على هوامش المدن، بقدر ما أن المغرب أبدع طريقة لتدبير المجال الحضري داخل مدنه".




وأفصح بوصوف عن تمنيه في أن "يشكل هذا اللقاء جسراً من أجل الوصول ووضع تصور لمخيال إجتماعي جديد للمستقبل، على اعتبار أن المخيال الإجتماعي التاريخي مهم جدا وضروري في ضمان الإستمرارية في التعايش وفي الإحترام وفي بناء المجتمع المنشود، مجتمع الحقوق والحريات وإحترام الآخر ومجتمع الانسجام التام"، يردف بوصوف.




فيما تطرق "سيرج بيرتيجو" الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، إلى الحياة المشتركة التي كان يعيشها اليهود مع المسلمين في المغرب، كما أثنى على المجهودات التي بذلها المغرب من أجل الحفاظ على الروابط والأوشاج مع اليهود المغاربة، مبرزا مدى تعلق هؤلاء بوطنهم الأم المغرب، ذاكراً مجموعة من المعطيات حول الأشغال التي قام بها مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، مـن ترميم وإصلاحات في مجموعة من المرافق اليهوديـة.



































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح