المزيد من الأخبار






معاناة وتهميش وحرمان.. هذه رسالة سكان قرية الطفل "ريان" للملك


 معاناة وتهميش وحرمان.. هذه رسالة سكان قرية الطفل "ريان" للملك
ناظورسيتي – كمال لمريني – حمزة حجلة

في دوار إغران..أو مسقط الطفل الراحل ريان أورام..المعاناة مرسومة على وجوه ساكنة المنطقة، إذ يعيشون ظروفا اجتماعية موصوفة ب"الصعبة" نتيجة إفتقارهم لأبسط مقومات العيش الكريم، حيث الطرقات متآكلة، والمدارس مهددة بالسقوط، والمركز الصحي الوحيد المتواجد بجماعة تمورت بإقليم شفشفاون بدون أطباء..تتعدد معاناة السكان ويتفقون على أن دوار "إغران" الواقع في هامش الهامش يحتاج إلى التفاتة من قبل المسؤولين، وذلك لإنقاذ المنطقة من التهميش، كما تم إنقاذ الطفل ريان من غياهب البئر.

هنا في دوار إغران بجماعة تمورت، فتحت حادثة الطفل ريان الذي قضى نحبه داخل بئر عمقه 32 مترا، جراح ومعاناة الساكنة بأكملها، إذ كانت وفاته سببا في تسليط الضوء على هذا الدوار..فيما كان غياب الماء الشروب سببا أيضا في سقوط الطفل داخل الجب، حيث تعتمد الساكنة في أنشطتها على الفلاحة، والجب الذي سقط فيه ريان كان يراد منه سقي الأشجار والمزروعات، فضلا عن إرواء العطش.

ويحكي سكان المنطقة في تصريحاتهم ل"ناظورسيتي"، أنهم يعيشون التهميش ويفتقرون إلى الطرقات المعبدة، إذ يضطرون إلى قطع مسافة 20 كيلومترا لبلوغ جماعة تموروت من أجل تلقي العلاج، غير أن المستوصف الصحي الذي تقصده ساكنة مختلف دواوير الجماعة لاسيما النساء بدون أطباء، الأمر الذي يثير حفيظتهم ويعمق من حجم معاناتهم .


ويقول أحد الشبان بنبرة ممزوجة بالحسرة والألم، أن إحدى السيدات الحوامل قصدت المركز الصحي خلال الأشهر الأخيرة بغرض الولادة، غير أن غياب الطبيب المسؤول أدى إلى وفاة الجنين، الشيء الذي يساءل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن مدى الاهتمام الذي توليه للمناطق القروية، في الوقت الذي يشتكي فيه المواطنون من غياب الأطقم الطبية والتمريضية.

الساكنة هنا، معاناتها متعددة كتعدد المسالك الطرقية الوعرة المؤدية إلى دوار "إغران"، إذ يشتكون من غياب المؤسسات التعليمية، الأمر الذي يتسبب للأطفال في حرمانهم من متابعة الدراسة ويساهم في تفاقم حالات الانقطاع والهدر المدرسي، بدعوى أن المدرسة التي يتابعون بها الدراسة تبعد بشكل كبير جدا عن الدوار، وحالتها جد متدهور، قائلين: "لولا قضية وفاة الطفل ريان لما تم التعرف على حجم معاناة ساكنة دوار "إغران".

ولفت هؤلاء، إلى أن الأطفال يضطرون إلى قطع مسافة 20 كيلومترا على الأقدام من أجل الوصول إلى المدرسة، بفعل غياب وسائل النقل المدرسي، فيما يطالبون من المسؤولين وضع برنامج تنموي من شأنه أن يساهم في انتشال المنطقة من التهميش والإقصاء، ويساهم أيضا في إقرار العدالة الاجتماعية.

"بغينا الطريق"، "بغينا الضو"، بغينا المدارس"، "بغينا الماء".. بغينا سبيطار..وفين اقراو العيالات"، هذه المطالب التي جاءت على لسان سكان دوار إغران تشكل حجم الخصاص الذي تعاني منه الساكنة و ما تخلفه من أثار اجتماعية و اقتصادية و نفسية عليهم، بالإضافة إلى باقي الدواوير الواقعة بجماعة تمورت بإقليم شفشاون، وذلك من أجل استمرارهم في البقاء بالمنطقة دون النزوح إلى المدن، سيما وأنهم يعيشون حياة بسيطة تتمثل أساسا في حياة البدو، شأنهم شأن باقي سكان المناطق القروية في مختلف أرجاء المغرب.

تصريحات ساكنة المنطقة الجبلية، كانت ذات طابع اجتماعي محض، صبت في اتجاه إحداث قرية نموذجية، إذ أنه بالرغم من اشتغالهم في مجال زراعة القنب الهندي، إلا أنهم أقروا بأن العائدات جد محدودة، ومصاريف متطلبات العيش تفوق مبلغ 5000 درهم التي يتم الحصول عليها من زراعة الكيف..مؤكدين على أنهم في حاجة إلى إنقاذ المنطقة من الضياع كما تم إنقاذ الطفل ريان من غياهب البئر الذي ظل عالقا فيه لمدة 5 أيام.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح