
بقلم: مصطفى غُفاري
قبل أن يَنْحلَّ وينقضي عَقْدُها مع بلدية الناظور، أبَتْ شركةُ averda – طيبةُ الذِّكر – إلاَّ أن تُعَمِّدَنا تعْميداً، وتُتَبِّلَنا تتْبيلاً؛ ففي هذه الأيام، وقُبيْلَ انفراط آخرِ حبَّاتِ عِقْدِ عمْرِها الافتراضي، لمْ تكْتفِ بجمْعِ نفايات الناظور، وتخليصه من أزباله، بل تطوَّعت – مشكورةً وممنونةً – بتعْطيرِ شوارعنا، وأزقتنا، ودروبنا، وطرقنا، بشتى أنواع العطور والبخور، و(البارفان)، ترشُّها في كل ساحاتنا، وتبخُّه في جميع فضاءاتنا... أينما نمشِ.. نسِرْ.. نمضي.. نتنسَّمْ نسائم العبير والشذى والعود والندى.. الفَوَحانُ العطريُّ يداعبُ بعليل رِقَّتِه خياشيمنا، صِرْنا على الرغم من أنوفِنا ننتشي وننتعش، كأننا بنا هائمون في مشاتل الورد!
مدينة الناظور صارت عَبِقَةً بمُسْتقْطر الزهْر والياسمين والنرجس والسوسن والعنبر والقرنفل وعصفور الجنة والزنابق وشقائق النعمان والأقحوان وأريج زهر الفلامينجو وزهرة البلسم وندى اللوتس والبنفسج والكاميليا والفلورا والميني فلورا، حتى العطر المقطر من زهرة الذهب لم تدَّخِرْهُ الشركةُ عنَّا!!
لها منا الشكر والامتنان. ضمَّخت أجواء الناظور بالمسك والعنبر، حتى أنَّ محلات بيْعِ العطور كسدت تِجارتُها، فأفلست، وأغلقت حتى إشعار آخر!.. فمَنْ يُكلف نفسه عناءَ شراء قارورة عطْرٍ، وأجواءُ المدينة فواحةٌ بالعطر المجاني الأصلي غير المقلد؟!
هواءُ المدينة، و(أوكسيجينُه)، ملفوفٌ بعليل الشذى، والبنفسج المقرنفل بالياسمين العَبِق بالمسك!
آخر الكلام:
طالما فكرتُ في أصل تسمية شركة averda بهذا الاسم، ولم أهْتدِ إلى نتيجةٍ.. غير أني في هذه الأيام بالذات، وهي تعطِّرُنا وأجواءنا بالمجان، وبعد تأمل طويلٍ، تَفَتَّقَتْ قريحتي، ولا أظنني مخطئاً، أن أصل تسمية averda، التي تُنْطق aberda أصلها بحروف عربية هو (أَبيرْضا)! نعم أ ب ي ر ض!! الذي هو الجِذْرُ الثلاثي لفعل (بَـرَضَ).. حاشاكم.
قبل أن يَنْحلَّ وينقضي عَقْدُها مع بلدية الناظور، أبَتْ شركةُ averda – طيبةُ الذِّكر – إلاَّ أن تُعَمِّدَنا تعْميداً، وتُتَبِّلَنا تتْبيلاً؛ ففي هذه الأيام، وقُبيْلَ انفراط آخرِ حبَّاتِ عِقْدِ عمْرِها الافتراضي، لمْ تكْتفِ بجمْعِ نفايات الناظور، وتخليصه من أزباله، بل تطوَّعت – مشكورةً وممنونةً – بتعْطيرِ شوارعنا، وأزقتنا، ودروبنا، وطرقنا، بشتى أنواع العطور والبخور، و(البارفان)، ترشُّها في كل ساحاتنا، وتبخُّه في جميع فضاءاتنا... أينما نمشِ.. نسِرْ.. نمضي.. نتنسَّمْ نسائم العبير والشذى والعود والندى.. الفَوَحانُ العطريُّ يداعبُ بعليل رِقَّتِه خياشيمنا، صِرْنا على الرغم من أنوفِنا ننتشي وننتعش، كأننا بنا هائمون في مشاتل الورد!
مدينة الناظور صارت عَبِقَةً بمُسْتقْطر الزهْر والياسمين والنرجس والسوسن والعنبر والقرنفل وعصفور الجنة والزنابق وشقائق النعمان والأقحوان وأريج زهر الفلامينجو وزهرة البلسم وندى اللوتس والبنفسج والكاميليا والفلورا والميني فلورا، حتى العطر المقطر من زهرة الذهب لم تدَّخِرْهُ الشركةُ عنَّا!!
لها منا الشكر والامتنان. ضمَّخت أجواء الناظور بالمسك والعنبر، حتى أنَّ محلات بيْعِ العطور كسدت تِجارتُها، فأفلست، وأغلقت حتى إشعار آخر!.. فمَنْ يُكلف نفسه عناءَ شراء قارورة عطْرٍ، وأجواءُ المدينة فواحةٌ بالعطر المجاني الأصلي غير المقلد؟!
هواءُ المدينة، و(أوكسيجينُه)، ملفوفٌ بعليل الشذى، والبنفسج المقرنفل بالياسمين العَبِق بالمسك!
آخر الكلام:
طالما فكرتُ في أصل تسمية شركة averda بهذا الاسم، ولم أهْتدِ إلى نتيجةٍ.. غير أني في هذه الأيام بالذات، وهي تعطِّرُنا وأجواءنا بالمجان، وبعد تأمل طويلٍ، تَفَتَّقَتْ قريحتي، ولا أظنني مخطئاً، أن أصل تسمية averda، التي تُنْطق aberda أصلها بحروف عربية هو (أَبيرْضا)! نعم أ ب ي ر ض!! الذي هو الجِذْرُ الثلاثي لفعل (بَـرَضَ).. حاشاكم.