المزيد من الأخبار






مدينة باساو نموذج لسياسة الترحيب باللاجئين في ألمانيا ضمنهم ناظوريون


مدينة باساو نموذج لسياسة الترحيب باللاجئين في ألمانيا ضمنهم ناظوريون
ناظورسيتي - متابعة

تعتبر مدينة باساو من أجمل المدن الألمانية، التي تستقطب العديد من السياح، الذين يزورون المدينة المعروفة بكنائسها وأنهارها وطبيعتها الخلابة. لكن في العام الجاري كانت بساو في استقبال زائرين غير متوقعين، إذ وصل إليها الآلاف من اللاجئين المنهكين بعد رحلة هروب طويلة، من بينهم ناظوريون الذين يقصدونها رفقة اللاجئين السوريين.

تقع مدينة باساو في جنوب شرق ولاية بافاريا، على بعد نحو نصف ساعة مشيا على الأقدام من الحدود النمساوية. وبالنسبة للكثير من اللاجئين، الذين جاؤوا عن طريق دول البلقان إلى ألمانيا، فغالبا ما تنتهي بهم الرحلة في باساو.
في فصل الربيع، سجلت الشرطة الألمانية وصول حوالي 600 لاجئ يوميا، لترتفع الأعداد بعدها بشكل ملحوظ. ففي خريف هذا العام وصل عدد الوافدين في بعض الأيام إلى نحو 10 آلاف شخص. وذلك رغم أن عدد سكان مدينة باساو لا يتجاوز 50 ألف نسمة. وهو ما دفع بعض السكان لوصف المدينة بـ “لامبيدوزا ألمانيا”، في إشارة إلى الجزيرة الإيطالية، التي يتدفق عليها أعداد هائلة من اللاجئين. ولكن على الرغم من العبء الهائل، إلا أن باساو بقيت متمسكة بشعارها: “باستطاعتنا النجاح في ذلك.”

"الأمور تسير بشكل جيد"

يتحدث العديد من السياسيين في ألمانيا عن حالة الفوضى سنة 2015، إثر العدد الهائل من اللاجئين، الذين وصلوا إلى البلاد. إضافة إلى ذلك فإن العديد من التقارير الإعلامية تتحدث عن موجة اللاجئين ونفاذ قوى المساعدين المتطوعين. هذا في حين يقول يورغن دوبر، عمدة مدينة باساو في مقابلته مع DW :”عايشنا في هذه السنة وضعية مثيرة، تتطلب منا الكثير من الالتزام”، مضيفا: “على العموم، الأمور تسير بشكل جيد.”

وتعتبر مدينة باساو مجرد مرحلة انتقالية للاجئين، قبل أن يتم توزيعهم على ولايات أخرى. لكن باساو تعتبر الوجهة الأولى للاجئين بعد عبور الحدود النمساوية الألمانية، إذ يتم تسجيلهم ثم نقلهم لمراكز الاستقبال.

جهد كبير وعمل متواصل للشرطة

وتقوم الشرطة الاتحادية بتسجيل اللاجئين على الحدود الألمانية. وفي شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، بعد تصريح المستشارة الألمانية ميركل “بإمكاننا النجاح في ذلك”، في إشارة إلى قدرة ألمانيا على استيعاب اللاجئين، اضطرت قوات الشرطة للعمل في ورديات طويلة لمدة 13 ساعة يوميا على مدار أسبوع كامل. ومع ذلك يؤكد عمدة المدينة، دوبر، أن ذلك لم يسبب حالة من الفوضى في بساو، حتى عندما قامت السلطات النمساوية بنقل العديد من اللاجئين في حافلات وتركتهم على الحدود مع ألمانيا في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول.

أولريش غونشي، شرطي يبلغ من العمر 23 عاما، ويعمل منذ سبتمبر/ أيلول في باساو، حيث يقوم بتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين والحفاظ على النظام والأمن. ويقول غونشي عن مهمته بأنها “مرهقة جدا” والعملية بشكل عام ليست منظمة بشكل جيد. علاوة على ذلك، فإن العديد من اللاجئين يتكلمون معه باللغة الإنجليزية ويقولون له أحيانا: “لا تضربنا”، لكن غونشي يحاول تهدئتهم ويقول لهم بأن الشرطة الألمانية لن تستخدم الهراوات أو خراطيم المياه ضدهم، على عكس الحال في بعض دول العبور، التي مروا منها.

وبالنسبة لغونشي وزملائه تعتبر هذه تجربة جديدة، تؤثر أيضا على حياتهم اليومية، خاصة بعد سماع العديد من القصص التي تعبر عن المآسي الإنسانية للعديد من اللاجئين.

الروح العملية بدلا من التذمر

نجاح مدينة باساو الصغيرة في التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين، يثير الكثير من الانبهار. خاصة وأن بعض المدن الأخرى على الحدود مع النمسا تشتكي من تدفق اللاجئين. ففي مدينة فرايلاسنغ مثلا، كتب عمدة المدينة يوزيف فلاتشر رسالة عاجلة إلى المستشارة الألمانية يقول لها فيها “يكفي”. فعبور الآلاف من اللاجئين للحدود عبر فرايلاسنغ ، يهدد المزاج العام للمدينة.

أما يورغن دوبر رئيس بلدية باساو فيتجنب إثارة الخوف ويقوم بالتعامل مع موجة اللاجئين بشكل براغماتي (عملي)، حيث يقول “التذمر لا يساعد، يجب علينا أن نقبل حقيقة أن المزيد والمزيد من الناس يأتون إلينا. وينبغي علينا أن نقوم بالعمل اللازم.”

وحتى الآن لم تشهد المدينة أي حالة اعتداء على مركز للاجئين. كما أن الشرطة لم تسجل ارتفاعا في عمليات السطو أو السرقة مقارنة بالعام الماضي. ولكن مع ذلك هناك البعض من سكان باساو، الذين لديهم أسئلة ويشعرون بالقلق بسبب الوافدين الجدد. أسئلة مثل، ما تأثير ذلك على عملي؟ وهل يكفي السكن الجميع؟ وما تأثير ذلك على النظام التعليمي؟ يعتبرها دوبر أفكارا ومخاوف مشروعة، ويعترف بأنه لا يملك أجوبة نهائية. لكنه يعرف أنه يجب أن تنجح البلديات بسرعة في دمج الناس بشكل جيد.

وئام بين الشرطة والمسؤولين والمتطوعين

تفاؤل عمدة المدينة يصل أيضا لفئات عريضة من السكان، الذين يساعدون بشكل تطوعي في مساعدة اللاجئين. وهو ما يساعد في أن يسود جو من الوئام بين الشرطة وسلطات المدينة والمتطوعين. ومن بينهم أحمد سرباني، وهو شاب باكستاني جاء قبل سنوات كلاجئ لألمانيا، وهو يساعد في الترجمة للاجئين الجدد القادمين من أفغانستان وإيران وبنغلاديش. ويقول سرباني إن هناك بعض الأشخاص المعادين للأجانب في باساو، “لكن الجو العام في المدينة يبدو منفتحا.”

يورغن دوبر، يؤكد أيضا على أن مدينة باساو قادرة على النجاح في استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين. فعندما يرى الآمال الكبيرة للاجئين، يحدث نفسه قائلا: “آمل أن نستطيع تحقيق هذه الآمال.”

وعلى الأقل في هذه المرحلة يبدو دوبر متفائلا، حيث يقول”نحن سكان باساو لدينا خبرة في مواجهة التحديات”، فالمدينة سبق لها وأن نجحت في تجاوز كارثة الفيضانات، التي أغرقت المدينة سنة 2013. وقد يكون ذلك مفتاح حل لأزمة اللاجئين، على حد تعبيره.



1.أرسلت من قبل morie في 26/03/2017 19:12 من المحمول
بدي حدا يساعدني فيكن تجبولي رقم او يميل المحكمي او شرطة في باساو

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح