المزيد من الأخبار






محمد بوتخريط يكتب: لقد خسر المغرب وفازت البنين.. فما الغريب في الأمر


محمد بوتخريط يكتب: لقد خسر المغرب وفازت البنين.. فما الغريب في الأمر
محمد بوتخريط


بالله عليكم ، في أي مجال من المجالات نجح فيها المغرب حتى ينجح ويفوز في الرياضة.؟
فقط ، ليعلم كل مسؤول في البلد أننا وإن حزننا قليلا فنحن لا نحزن لأن الفريق خسر ولكننا نحزن لأننا لا نملك أجوبه لكثير من أسئلتنا المستعصية.

هل ليس من حقّنا أن نفرح ولو عن طريق كرةِ جلدٍ منفوخة بالهواء؟ كما كنا نفرح ونحن ندحرج كرة بلاسطيكية ، أو ونحن نلعب الكرة بفردة شراب، مزيج من القماشات القديمة مع ربطة محكمة من الأعلى والتي كانت سببًا فى صنع كثير من أبطال الكرة ، في ظل واقع لا يمت بصلة إلى الرضا والقبول.

لقد تعودنا على الخسارة في كل شيء ، في الرياضة كما في السياسة وفي التعليم...و...و..
بالله عليكم ، في أي مجال من المجالات نجح فيه المغرب حتى ينجح ويفوز في الرياضة ؟.

سؤال لن يستطيع الاجابة عنه سوى من يدرك أن المجالات باختلاف أنواعها هي مجالات مترابطة متكاملة، فالسياسة تؤثر على الرياضة، والرياضة الناجحة انعكاسٌ لقوة الاقتصاد،والاقتصاد يضغط على السياسة، ونهضة المجتمع تنعكس على المستوى الاجتماعي والسياسي والرياضي فيه وهكذا دواليك..

زياش ، او أمرابط او بلهندة او بوصوفة وآخرين ليست سوى رهانات خاسرة.. والحكاية كلها ليست سوى نشيد طويل للحزن والشجن على حال الوطن وما أصابه. إن تحكُّم المسؤولين في كل شيء يخنق المرور الى الامام ، تماما كما تحكمهم في مفاصل الرياضة لا يترك لها حرية الحركة، لتبقى في النهاية مقيّدةً بين أنياب مصالحهم وبين الزبونية والانتهازية وما جاور هذا وذاك، فإذا حققوا رائحة نجاح خجول نسبوه لسياستهم الحكيمة ولمجهوداتهم الجبارة وقالو - مثلا- عن لقجع انسان مثالي عرف كيف يجلب الانتصارات.

وإذا حاصرتهم الهزائم المتتالية من كل جانب نسبوها لظروف ما، للحظ العاثر مثلا او للحرارة المفرطة أو البرد القارس ، أما إذا تحدث وانتقد العارفون بأبجديات الرياضة المغربية وكواليسها أعراضها المتفاقمة، فإنهم سرعان ما يُتهمون بافتقاد روح الوطنية!!.
هي حقيقتهم ، هي صورتهم الحقيقية..ولا داعي لتحويل الغربال جهتها لتغطيها..

لقد خسر المغرب وفازت البنين، فاز الفريق الأضعف في البطولة .وهذا ليس بجديد " العود اللي تحكرو هو اللي يعميك"..

قدم البنين للمغاربة درسا في كرة القدم الشاملة. ومثلما حدث قبل اعوام واعوام واعوام مضت ولا زال يحدث ، ودائما ، وطبعا ، لن يقر بذلك سوى القلائل.. وسيقال أن لاعبوا بنين يمتلكون لياقة بدنية أفضل وربما سيقولون أيضا مهارات فردية أفضل..وسينكر الكثير أن المغرب هو مثل البنين تماما، فريق ضعيف و..جدا . فقط هو تعاطف المغاربة مع بعض اللاعبين هو من يجعل " المغرب" يبدوا فريقا قويا..وأسدا أطلسيا! وهو في الأصل لم يتعدى بعد،دجاجة "إيليكترونية" على حد الاسم الشائع بيننا نحن أهل الريف "ثيازيط ن تريسينتي واها" .

لقد شهدت المباراة قبل كل شيء فوز الأداء الجماعي لبنين والذي ينفذه 11 لاعبا ( أو عشرة لاعبين في حالة المباراة إياها) جميعهم يؤدون دورا محددا في طريقة اللعب في ملحمة جماعية.. بغض النظر عن هل هم يجيدون ذلك أم لا وبغص النظر عن مهارات وقيمة هؤلاء اللاعبين الفردية.

وهو الامر الغائب تماما لدى "المغاربة".. فمن أجل تحقيق الفوز يحتاج ذلك إلى جهود 11 لاعبا داخل الملعب.بمعنى اللعب الجماعي، لكن الانسجام والتعاون بين اللاعبين لم يكن حاضرا..وهي قيمة يصعب معرفتها جيدا في بلد يعتمد على الأداء الفردي مثل المغرب...وفي جميع المجالات وليس في الرياضة فقط .

الفوز والمتعة والانتصارات والنتائج الجيدة يوفرها اللعب الجماعي والتعاون الجميل بين اللاعبين في أرض الملعب( أعيد وأقول ، في جميع المجالات والفاهم يفهم !)...فأنانية اللاعب في الملعب ذات تأثير كبير عليه أولاً وأمام الجمهور المتابع الذي لن يرضى مشاهدة أداءٍ فردي لا جدوى منه ولا هدف.

كذلك فمن البديهيات في كرة القدم ان الهدوء احد اهم عوامل النجاح وتحقيق الفوز (كما في السياسة تماما) لانه يقود الى التركيز والدقة في التعامل ..وهو ما غاب لدى الكثير من اللاعبين ومنهم على الخصوص من كان يُنتظر منه ان يهدي الفوز للمنتخب.

الظاهر فعلا أن "الكرة المغربية" تعاني من مرض قلة التنافسية إلى حدٍ يُعتَبر فيه الفوز والخسارة سواء بالنسبة للاعب او المسؤولين على الرياضة في البلد سيان، فلا روحاً قتالية في الميدان، ولا إصراراً واضحا لدى المسؤولين يدل على الإرادة الجادة للفوز، وكأنهم جميعهم يدخلون غمار المنافسة وقد استقرت الهزيمة في ذهنهم مسبقا، فتكون النتيجة طبعا كما توقعوها بالفعل هزيمة وإقصاء مبكراً وخروجاً من الباب الضيق كما جرت العادة...وفي مخيلة كل مسؤول متعود على شراء الذمم " ليت الرياضة انتخابات ! "

ثم تأتي بعد ذلك مرحلة تقييم الهزيمة...تلاسنات وتبادل اتهامات، كلٌّ يتذرع بطريقته ، الرياضي يتذرع بنقص الإمكانيات، الجمهور ينقسم بين من يلوم المدرب وبين من يطالب بإطار وطني، وإبعاد المحترفين ،ومنهم من يرى أن الشيء المهم والأهم في المقام الأول هو العثور على 11 لاعبا جُدد يجيدون كرة القدم الشاملة... فلا يوجد بالمنتخب اليوم من هؤلاء اللاعبين سوى 2 أو 3 فقط...واولهم هو الان في طريقة الى التقاعد !!، والمسؤول يتذرع بنقص الخبرة ويعد بنتائج أفضل في المنافسات القادمة، وهكذا تدور الأمور دائما - كما في السياسة تماما- في حلقة مفرغة منذ أول عهدٍ لنا بالرياضة كمتتبعين على شاشات التلفاز وفي المقاهي والأحياء، ودائما ما كنا نتشبث بالأمل ليس انتظاراً لمعجزات، وإنما عشقاً للوطن والانتماء.

انتهت المباراة...وانتهى الكلام !!




1.أرسلت من قبل أبو خالد في 06/07/2019 21:00
لم يكن هناك نقص الإمكانيات، فقـد رصــدت للمنافسـة ميزانيـة جـد ضخمــة ذهبــت مـع أدراج الريــاح ، والجمهور غـامـر بالسـفـر الى مصـر . والمدرب لـم يـكـن إطـار وطنيـا ، والمحتـرفيـن كـان هـمهم الوحيـد هـو الحفـاظ عـلى ليـاقتهـم البدنيـة للرجوع الـى أنـديـتـهم سـالميـن . الشيء المهــم والأهـم في المقـــام الأول هو العثـور على 11 لاعبا وطنيــن جُدد غيـر محتــرفيــن يجيدون كرة القـدم الشاملة يشترط فيـهم البـقـاء مـع المنتخـب الى وقـت اعتزالهم .كمـا يجـب المحـافظـة عليـهم ورعـايتهم أحسـن رعـاية ويتـم تغييــرهم حسب مردوديتـهم وباستفتاء الشعب . لا بالتدخــلات و المحسـوبيـة . وإلا ستبـقـى الأمـور كمـا هـي عليـه بلادنـا ، لا سياسة لا تعليـم لا صحـة ، لا اقتصاد ، كـل شـئ فـي انحطـاط وانحـدار ، ونطـلب من الله السلامــة ...

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح