
بـدر . أ
وأنـتَ تعبر شارعـاً من الشوارع وسط مدينة الناظور، تحت جنح الليل الحالك، سـوف ترى ما لم تراه عينك من قبل، مشاهد صادمة ومؤثرة تدمي القلب وتؤذي النفس، لمئات المتشردين من جميع الفئات العمرية، ضمنهم يافعون وعجائز ومرضى، وهُـمْ يفترشون الأرصفة ويلتحفون السماء وفي أحسن الأحوال يتوسدون أجزاء "الكارطون" وسط العراء، حيث تيارات الرّيح في مهبّها وموجة الصقيع القارصة، كأنهم جثثٌ مسجاة على الأرض مدفونة بـ"الحياة"!
وأنـت تُعاين هذا المنظر المُوغل في الوجع والمُمْعن في المأساة والبالغ في الأسى، تنسال في دواخلك عشرات الأسئلة المحيّرة، منها لماذا لا يتحرك المجتمع المدني بكل أطيافه، للسعي وراء خلق مبادرات إنسانية والتكثيف من فعلها لإنقاذ هـذا الرُّكام البشري العائِش فقط لكي يُصارع غريزة البقـاء؟ لماذا لا تُخوّل الجهة الوصية لـ"اللّجان" المسيِّرة لـ"بيوت اللـه" تولّي مَهمَّة العمل الإحساني على هذا الصعيد؟، في ظلّ غياب تدخل مصالح الدولة التي يُعتبر الأمـر من صميم واجبها..
التساؤل يستمد مشروعيته، من اِعتبار كون دُور التعبّد، هـي أكثر الأماكن التي يمكن أن يغدق المواطنون على صناديقها بالمساهمات المادية والتبرعات العينية، وقـد رأى الجميع كيف لدعوة إمـامٍ فوق منبر الخطابة أنْ تملأ عشرات الأكياس من المساهمات المالية التي يتبرع بها المصلون بسخاء من حيث لا يحتسبون، كمـا وقفوا في المقابل كذلك، على شُـحّ التبرعات خـلال أيّـة مبادرات مدنية كيفما كان مسعاها، مما استوجب سدّ هذه "الثغرة" عن طريق التنسيق بين التنظيمات المدنية ودور التعبد.
وهكـذا، إذا فكّت لجان "بيوت اللـه" ارتباطها مع الاقتصار على تولية مهمة الشؤون الداخلية للمساجد، وتم الانفتاح على الأعمال الخيرية والإنسانية، التي هي من صميم تعاليم الرسالة السمحاء، سـاغ للإمام آنذاك أن يوجه دعـوة منه للعموم، إذا سمح "القانون" بهذه المأمورية طبعاً، لجرى حصد عرمرمٍ من التبرعات العينية التي من شأنها إنقـاذ هذا الحطام الأدمي المُلقى على الأرصفة والطرقات، خصوصا وأن الناظور تعتبر من أكثر المدن التي تعاني من ظاهرة "التشرد" بحكم اعتبارات عدة أهمها قربها الجغرافي من "مليلية" المحتلة.
وأنـتَ تعبر شارعـاً من الشوارع وسط مدينة الناظور، تحت جنح الليل الحالك، سـوف ترى ما لم تراه عينك من قبل، مشاهد صادمة ومؤثرة تدمي القلب وتؤذي النفس، لمئات المتشردين من جميع الفئات العمرية، ضمنهم يافعون وعجائز ومرضى، وهُـمْ يفترشون الأرصفة ويلتحفون السماء وفي أحسن الأحوال يتوسدون أجزاء "الكارطون" وسط العراء، حيث تيارات الرّيح في مهبّها وموجة الصقيع القارصة، كأنهم جثثٌ مسجاة على الأرض مدفونة بـ"الحياة"!
وأنـت تُعاين هذا المنظر المُوغل في الوجع والمُمْعن في المأساة والبالغ في الأسى، تنسال في دواخلك عشرات الأسئلة المحيّرة، منها لماذا لا يتحرك المجتمع المدني بكل أطيافه، للسعي وراء خلق مبادرات إنسانية والتكثيف من فعلها لإنقاذ هـذا الرُّكام البشري العائِش فقط لكي يُصارع غريزة البقـاء؟ لماذا لا تُخوّل الجهة الوصية لـ"اللّجان" المسيِّرة لـ"بيوت اللـه" تولّي مَهمَّة العمل الإحساني على هذا الصعيد؟، في ظلّ غياب تدخل مصالح الدولة التي يُعتبر الأمـر من صميم واجبها..
التساؤل يستمد مشروعيته، من اِعتبار كون دُور التعبّد، هـي أكثر الأماكن التي يمكن أن يغدق المواطنون على صناديقها بالمساهمات المادية والتبرعات العينية، وقـد رأى الجميع كيف لدعوة إمـامٍ فوق منبر الخطابة أنْ تملأ عشرات الأكياس من المساهمات المالية التي يتبرع بها المصلون بسخاء من حيث لا يحتسبون، كمـا وقفوا في المقابل كذلك، على شُـحّ التبرعات خـلال أيّـة مبادرات مدنية كيفما كان مسعاها، مما استوجب سدّ هذه "الثغرة" عن طريق التنسيق بين التنظيمات المدنية ودور التعبد.
وهكـذا، إذا فكّت لجان "بيوت اللـه" ارتباطها مع الاقتصار على تولية مهمة الشؤون الداخلية للمساجد، وتم الانفتاح على الأعمال الخيرية والإنسانية، التي هي من صميم تعاليم الرسالة السمحاء، سـاغ للإمام آنذاك أن يوجه دعـوة منه للعموم، إذا سمح "القانون" بهذه المأمورية طبعاً، لجرى حصد عرمرمٍ من التبرعات العينية التي من شأنها إنقـاذ هذا الحطام الأدمي المُلقى على الأرصفة والطرقات، خصوصا وأن الناظور تعتبر من أكثر المدن التي تعاني من ظاهرة "التشرد" بحكم اعتبارات عدة أهمها قربها الجغرافي من "مليلية" المحتلة.