ناظورسيتي: مهدي عزاوي
في مشهدٍ بدا وكأنه مقتطف من فيلم جريمة من إنتاج هوليوود، اختُطف مهرب المخدرات مبحوث عنه في المغرب وينحدر من مدينة الناظور بماربيّا الإسبانية خريف العام الماضي "رشيد.س" على يد مجموعة مسلحة من الجنسيّة الفرنسية، في واحدة من أكثر القضايا التي هزّت الرأي العام على ساحل كوستا ديل سول.
العملية، التي أطلقت عليها الشرطة الإسبانية اسم «وولفرين» (Wolverine)، لم تكن سوى بوّابة نحو كشف خيوط شبكة إجرامية عابرة للحدود تتقاطع فيها تجارة المخدرات، وغسل الأموال، والعنف المنظّم
اختطاف مهرب مخدرات ناظوري بماربيا.. بداية الخيط
في أكتوبر 2024، كان مهرب المخدرات الناظوري، "رشيد.س" يغادر أحد المطاعم الفاخرة في ماربيّا حين اعترضه رجال ملثمون واعتدوا عليه بعنف، قبل أن يُجبروه على ركوب سيارة سوداء ذات نوافذ داكنة.
لم تُسمع سوى صرخات قصيرة، ثم اختفى كل شيء.
بعد أيام من البحث، عُثر على الضحية في بلدة “توري دي بناغالبون” (Torre de Benagalbón)، في حالة إنهاك جسدي ونفسي، بعدما احتُجز في مكان مجهول لعدّة أيام.
التحقيقات قادت إلى توقيف عشرة فرنسيين يشتبه في تورطهم بالعملية. وتبيّن أن المجموعة تعمل وفق “أوامر تنفيذ” محددة مسبقًا، ما يوحي بأنها جزء من منظومة منظمة تعمل بعقود وعلاقات مالية معقدة تمتد بين إسبانيا وفرنسا والمغرب.
الغريب في الأمر ان مهرب المخدرات الناظوري "رشيد.س" المبحوث عنه وطنيا ودوليا، لم يتم اعتقاله رغم ورود اسمه في العديد من القضايا المتعلقة بالتجارة الدولية للمخدرات، وقام بوضع شكاية ضد مجموعة من الأسماء يتهمهم بتورطهم في هذه العمليات دون ان يكون لهم اي دخل، وكشفت هذه العملية الحقيقة الكاملة وعمل هذه العصابة على استهداف تجار المخدرات.
من ماربيّا إلى إستيبونا: خيوط تتقاطع بالعنف
العملية لم تكن معزولة. فخلال ثلاثين يومًا فقط، تمكنت الشرطة الإسبانية من تفكيك سبع منظمات إجرامية تنشط على طول الساحل الجنوبي، واعتقال 55 شخصًا، ومصادرة 37 سلاحًا ناريًا وما يقارب تسعة أطنان من المخدرات، من بينها الحشيش والكوكايين.
التحقيقات أظهرت أن هذه الشبكات لا تكتفي بالاتجار بالمخدرات، بل تلجأ إلى الاختطاف والتصفية الجسدية لتصفية الحسابات أو استرجاع الأموال المسروقة بين العصابات.
كوستا ديل سول.. جنة للسياح، وجحيم تحت الأرض
تُعرف منطقة كوستا ديل سول بأنها وجهة فاخرة للسياحة الأوروبية، لكنها باتت خلال السنوات الأخيرة مسرحًا خلفيًا لصراعات المافيا.
من “ماربيّا” إلى “إستيبونا” و“مالقة”، تنتشر منظمات من أصول فرنسية وهولندية وسكندنافية تتنافس على طرق التهريب القادمة من شمال إفريقيا نحو أوروبا.
الشرطة الوطنية الإسبانية وصفت أفراد هذه العصابات بأنهم “ذوو خبرة عسكرية وسلوك عنيف ومدرّب”، يستخدمون سيارات بلوحات مزورة، ويخفون الأسلحة في مركبات ذات قاع مزدوج صُممت خصيصًا للتهريب.
تعاون أوروبي.. وضغط متزايد
عمليات مشتركة بين وحدات الشرطة الإسبانية (UDYCO-Costa del Sol) ونظيراتها في برشلونة وغرناطة، أدت إلى كشف عشرات الأطنان من المخدرات المخفية بطرق مبتكرة، من بينها مخبأ تحت الأرض في حي “كامبانيّاس” بمالقة، ومخدرات مخبأة داخل ملابس مستعملة في برشلونة.
في إحدى العمليات، حُجزت شاحنة محمّلة بأكثر من طن من الحشيش كانت متجهة نحو فرنسا.
وفي أخرى، عُثر على ترسانة من 21 قطعة سلاح ناري في منزل بإستيبونا.
الشرطة وصفت هذا التنسيق بين الأجهزة بأنه “شهر من الضغط الأمني الأقصى” ضد شبكات تمارس الجريمة بعقلية مؤسساتية.
المهرب الناظوري المختطف.. ضحية عابرة أم مفتاح الشبكة؟
ما تزال دوافع اختطاف "رشيد.س" غامضة، لكن فرضيات التحقيق ترجّح أن العملية كانت جزءًا من تصفية حسابات بين تجار مخدرات لهم ارتباطات بشمال إفريقية.
مصادر قريبة من الملف أكدت أن الضحية ربما كان وسيطًا ماليًا في إحدى الصفقات الفاشلة، وأن المجموعة الفرنسية خطفته لإرسال رسالة ترهيب لمنافسين آخرين.
الشرطة الإسبانية، رغم التكتم، تعتبر القضية نقطة تحوّل في فهم خريطة المافيا الأوروبية التي تتخذ من ساحل الأندلس محطة عبور رئيسية نحو القارة العجوز.
نهاية مفتوحة.. وبداية معركة طويلة
رغم أن الأجهزة الأمنية تمكنت من توجيه ضربات قوية لهذه الشبكات خلال فترة قصيرة، إلا أن المراقبين يرون أن “الحرب على الجريمة المنظمة” في كوستا ديل سول ما تزال في بدايتها.
فكل عملية ناجحة تُسقط عصابة، لكنها تكشف أيضًا هيكلًا خفيًا أوسع يعمل في الظل، بتمويلات ضخمة واتصالات دولية معقدة.
اختطاف المغربي في ماربيّا لم يكن مجرد حادثة فردية، بل إشارة إلى مدى تغلغل العنف المأجور داخل أوروبا السياحية الهادئة، حيث تتحول الأحياء الفاخرة إلى مسارح لصراعات المال والسلاح والتهريب.
في مشهدٍ بدا وكأنه مقتطف من فيلم جريمة من إنتاج هوليوود، اختُطف مهرب المخدرات مبحوث عنه في المغرب وينحدر من مدينة الناظور بماربيّا الإسبانية خريف العام الماضي "رشيد.س" على يد مجموعة مسلحة من الجنسيّة الفرنسية، في واحدة من أكثر القضايا التي هزّت الرأي العام على ساحل كوستا ديل سول.
العملية، التي أطلقت عليها الشرطة الإسبانية اسم «وولفرين» (Wolverine)، لم تكن سوى بوّابة نحو كشف خيوط شبكة إجرامية عابرة للحدود تتقاطع فيها تجارة المخدرات، وغسل الأموال، والعنف المنظّم
اختطاف مهرب مخدرات ناظوري بماربيا.. بداية الخيط
في أكتوبر 2024، كان مهرب المخدرات الناظوري، "رشيد.س" يغادر أحد المطاعم الفاخرة في ماربيّا حين اعترضه رجال ملثمون واعتدوا عليه بعنف، قبل أن يُجبروه على ركوب سيارة سوداء ذات نوافذ داكنة.
لم تُسمع سوى صرخات قصيرة، ثم اختفى كل شيء.
بعد أيام من البحث، عُثر على الضحية في بلدة “توري دي بناغالبون” (Torre de Benagalbón)، في حالة إنهاك جسدي ونفسي، بعدما احتُجز في مكان مجهول لعدّة أيام.
التحقيقات قادت إلى توقيف عشرة فرنسيين يشتبه في تورطهم بالعملية. وتبيّن أن المجموعة تعمل وفق “أوامر تنفيذ” محددة مسبقًا، ما يوحي بأنها جزء من منظومة منظمة تعمل بعقود وعلاقات مالية معقدة تمتد بين إسبانيا وفرنسا والمغرب.
الغريب في الأمر ان مهرب المخدرات الناظوري "رشيد.س" المبحوث عنه وطنيا ودوليا، لم يتم اعتقاله رغم ورود اسمه في العديد من القضايا المتعلقة بالتجارة الدولية للمخدرات، وقام بوضع شكاية ضد مجموعة من الأسماء يتهمهم بتورطهم في هذه العمليات دون ان يكون لهم اي دخل، وكشفت هذه العملية الحقيقة الكاملة وعمل هذه العصابة على استهداف تجار المخدرات.
من ماربيّا إلى إستيبونا: خيوط تتقاطع بالعنف
العملية لم تكن معزولة. فخلال ثلاثين يومًا فقط، تمكنت الشرطة الإسبانية من تفكيك سبع منظمات إجرامية تنشط على طول الساحل الجنوبي، واعتقال 55 شخصًا، ومصادرة 37 سلاحًا ناريًا وما يقارب تسعة أطنان من المخدرات، من بينها الحشيش والكوكايين.
التحقيقات أظهرت أن هذه الشبكات لا تكتفي بالاتجار بالمخدرات، بل تلجأ إلى الاختطاف والتصفية الجسدية لتصفية الحسابات أو استرجاع الأموال المسروقة بين العصابات.
كوستا ديل سول.. جنة للسياح، وجحيم تحت الأرض
تُعرف منطقة كوستا ديل سول بأنها وجهة فاخرة للسياحة الأوروبية، لكنها باتت خلال السنوات الأخيرة مسرحًا خلفيًا لصراعات المافيا.
من “ماربيّا” إلى “إستيبونا” و“مالقة”، تنتشر منظمات من أصول فرنسية وهولندية وسكندنافية تتنافس على طرق التهريب القادمة من شمال إفريقيا نحو أوروبا.
الشرطة الوطنية الإسبانية وصفت أفراد هذه العصابات بأنهم “ذوو خبرة عسكرية وسلوك عنيف ومدرّب”، يستخدمون سيارات بلوحات مزورة، ويخفون الأسلحة في مركبات ذات قاع مزدوج صُممت خصيصًا للتهريب.
تعاون أوروبي.. وضغط متزايد
عمليات مشتركة بين وحدات الشرطة الإسبانية (UDYCO-Costa del Sol) ونظيراتها في برشلونة وغرناطة، أدت إلى كشف عشرات الأطنان من المخدرات المخفية بطرق مبتكرة، من بينها مخبأ تحت الأرض في حي “كامبانيّاس” بمالقة، ومخدرات مخبأة داخل ملابس مستعملة في برشلونة.
في إحدى العمليات، حُجزت شاحنة محمّلة بأكثر من طن من الحشيش كانت متجهة نحو فرنسا.
وفي أخرى، عُثر على ترسانة من 21 قطعة سلاح ناري في منزل بإستيبونا.
الشرطة وصفت هذا التنسيق بين الأجهزة بأنه “شهر من الضغط الأمني الأقصى” ضد شبكات تمارس الجريمة بعقلية مؤسساتية.
المهرب الناظوري المختطف.. ضحية عابرة أم مفتاح الشبكة؟
ما تزال دوافع اختطاف "رشيد.س" غامضة، لكن فرضيات التحقيق ترجّح أن العملية كانت جزءًا من تصفية حسابات بين تجار مخدرات لهم ارتباطات بشمال إفريقية.
مصادر قريبة من الملف أكدت أن الضحية ربما كان وسيطًا ماليًا في إحدى الصفقات الفاشلة، وأن المجموعة الفرنسية خطفته لإرسال رسالة ترهيب لمنافسين آخرين.
الشرطة الإسبانية، رغم التكتم، تعتبر القضية نقطة تحوّل في فهم خريطة المافيا الأوروبية التي تتخذ من ساحل الأندلس محطة عبور رئيسية نحو القارة العجوز.
نهاية مفتوحة.. وبداية معركة طويلة
رغم أن الأجهزة الأمنية تمكنت من توجيه ضربات قوية لهذه الشبكات خلال فترة قصيرة، إلا أن المراقبين يرون أن “الحرب على الجريمة المنظمة” في كوستا ديل سول ما تزال في بدايتها.
فكل عملية ناجحة تُسقط عصابة، لكنها تكشف أيضًا هيكلًا خفيًا أوسع يعمل في الظل، بتمويلات ضخمة واتصالات دولية معقدة.
اختطاف المغربي في ماربيّا لم يكن مجرد حادثة فردية، بل إشارة إلى مدى تغلغل العنف المأجور داخل أوروبا السياحية الهادئة، حيث تتحول الأحياء الفاخرة إلى مسارح لصراعات المال والسلاح والتهريب.
@informativost5 Las operaciones policiales contra el narcotráfico en la Costa del Sol se saldan con 55 detenidos en un mes: "No vamos a ceder" #noticias #noticiastiktok #news ♬ sonido original - Informativos Telecinco

اختطاف مهرب المخدرات الناظوري "رشيد س" في قلب ماربيا يكشف شبكة عنف أوروبية والشرطة تكشف الحقيقة