المزيد من الأخبار






ليلة الفاجعة مذكرات زلزال 2004 يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي .. أمنيتي الوحيدة كانت هي أن أحضن أمي قبل أن تموت


ليلة الفاجعة مذكرات زلزال 2004 يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي .. أمنيتي الوحيدة كانت هي أن أحضن أمي قبل أن تموت
ناظورسيتي:

وصلنا الي المحطة الطاكسي، قبل ان ترحل الي "كاربونيتا" (بضم التاء) .. اجر نفسي جرا، رجلي اصبحا اشبه بالخرق، لا اقدر على الوثب او الجري، تتقطع انفاسي ، جف حلقي، وكلما مرة اسقط ثم أعاود الوقوف، واخي يدفعني الي الامام.. وجدنا في المحطة طاكسي واحدة.. قبل ان نشرح له الموقف،.. قرأ الفاجعة في وجوهنا وآهاتنا.. اسرع الي تشغيل المحرك، . تهاكلت في المقاعد الخلفية.. مع امل يضج في اعماقي ان نلحق عليهما برمق الروح.. لكن عند وصولنا الي '' ركوشث نجغو'' تلقى اخي اتصال ثاني، شهق شهقته الثانية، ادركت انه قضي الامر الذي فيه تستفتيان.. رحلا.. قتل ذلك الامل الداخلي، جمد في حلقي الدعاء الذي كنت ابتهل به، من اجل فقط اللحاق بهما... اريد في تلك اللحظة فقط ان اقبل امي.. ان احتضنها.. كنت دائماً قبل هذه الليلة، انوي الذهاب لرؤيتها، واجلس في حضرتها تحت شجرة الزيتون، وأبث لها بشكواي،.. تلك المسحة على رأسي تكفيني زادا لشهور، وكلما شعرت بالضيق، والضعف والحيرة في مواجهة غدر الزمان.. اعود اليها.. اتشرب العطف والدفء ، ويغمرني بحر عطفها، احس اني ولدت من جديد.... اما ابي فكنت اراه دائما ، كان يتردد علي المدينة مرتين في الاسبوع..

عندما وصلنا الي الطريق، علينا ان ننزل في ارض شديدة الانحدار حتي الوادي، ثم نصعد اميال اخري للوصول الي بيتنا..
أثناء النزول كان اخي رياضي البنية، قوي الجسم، خطواته كانت طويلة.. ركض بسرعة في المنحدر.. ارادت مجاراته.. لكن كنت أسقط وانهض.. سجلت لي عدة سقاطات في طول المنحدر.. جرحت يدي ورجلي.. وخدش وجهي .. من شدة السقوط الي الأرض.. كنت اتنفس بصعوبة، وحلقي نشف من الريق.. اناديه .. '' ايوما راجياي'' اخي انتظرني.. اخوك يموت.. لا اري موضع رجلي، كنت ارميها في الفراغ بسبب. اللهفة و المرارة وعتمة الليل..

قبل ان نصل بخطوات، لمحت جثتهما، كانت على الارض مغطاة، بأغطية النوم.. هناك سقطت الي الأرض.. كاد ان يغمى علي.. اسرعت الي شقيقتي.. واحتضنتني في الارض.. احتضنتي بحرارة.. كنت اشم فيها رائحة امي..

يتبع


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح