المزيد من الأخبار






قوارب الموت تعود بقوة إلى شواطئ الدريوش.. الشباب يهربون من "الكابوس الاقتصادي"


قوارب الموت تعود بقوة إلى شواطئ الدريوش.. الشباب يهربون من "الكابوس الاقتصادي"
ناظورسيتي: متابعة

تعيش سواحل إقليم الدريوش في الأسابيع الأخيرة على وقع تصاعد مثير للقلق في محاولات الهجرة غير النظامية، بعدما عادت قوارب الموت لتشق طريقها من جديد نحو الضفة الأوروبية، في مشهد بات يؤرق سكان المنطقة ويثير نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

مصادر محلية تحدثت عن نشاط محموم لمافيات تهريب البشر، خصوصا على مستوى شواطئ جماعة أمجاو، التي تحولت إلى نقطة انطلاق رئيسية للقوارب السرية، في ظل فترات ضعف المراقبة الليلية ببعض المناطق الساحلية، خاصة قرب نقاط الحراسة 16 و17 و18، حيث يستغل المهربون الظلام والتضاريس الوعرة لتمرير زوارقهم نحو السواحل الإسبانية.


هذا الواقع المقلق يأتي في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة يعيشها شباب المنطقة، المنحدرون من أقاليم الناظور والدريوش وبركان، إذ يدفعهم الإحباط وغياب فرص العمل إلى المجازفة بحياتهم فوق أمواج البحر، بحثاً عن "أوروبا الأحلام" التي كثيرا ما تتحول إلى كابوس مأساوي ينتهي بالموت أو الاختفاء.

وفي محاولة لاحتواء هذه الظاهرة، طالبت فعاليات محلية السلطات المعنية بـتعزيز المراقبة الأمنية على طول الشريط الساحلي الممتد من تمسمان إلى رأس كبدانة، عبر تكثيف الدوريات البحرية واستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة لرصد تحركات المهربين الذين أصبحوا أكثر جرأة وتنظيما.

لكن عدداً من الفاعلين الجمعويين يؤكدون أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيا فقط، بل يجب أن يوازيه مشروع تنموي حقيقي يخلق فرصا بديلة للشباب، ويعيد الثقة في المستقبل عبر الاستثمار في التعليم والتشغيل والبنية التحتية.

وتبقى سواحل الدريوش، رغم جمالها الطبيعي وسحرها السياحي، مرآة لأزمة أعمق عنوانها غياب الأمل لدى جيل يحلم بالعبور نحو حياة كريمة، ولو كان الثمن ركوب البحر ومواجهة المجهول.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح