المزيد من الأخبار






فصول هروب قصير للزفزافي.. تحكيها رفقته الصغيرة لحظات قبل إعتقاله


فصول هروب قصير للزفزافي.. تحكيها رفقته الصغيرة لحظات قبل إعتقاله
منير أبو المعالي

مسير مقهى اسمه محمد حاكي؛ ونادلان اسمهما على التوالي أحمد هزاط وفهيم غطاس، وسائق نقل سري يدعى محمد مازور، يشكلون معا الرفقة الأخيرة لقائد حراك الريف ناصر الرفزافي، في رحلة هروبه القصيرة من قبضة الشرطة، من 26 ماي إلى 29 ماي، التي نعرف الآن من خلال محاضر التحقيق، أن الشرطة كانت تراقبها باستمرار عبر التنصت على هواتف الزفزافي.

سائق تحت صدمة المفاجأة

كان محمد مازور يعمل كسائق للنقل السري بسيارة من نوع مرسيدس 207، اشتراها والده كي يستطيع أن يعيل أسرته بعد زواجه عام 2004، وقد كان معروفا لدى الكثير من الناس الذين كان يقلهم إلى الأسواق في منطقة الريف، كما كان معروفا لدى السلطات، حيث أوقفته الشرطة مرتين وعرضته على النيابة العامة حيث سدد غرامتين بسبب ذلك. ومن ضمن هؤلاء المعارف كان أحمد هزاط، شاب يعمل نادلا في مقهى، وكان طيلة سنتين قبل الآن، يطلب منه بشكل مستمر أن ينقله من مكان إلى آخر كلما كان محتاجا إلى ذلك، لا سيما أن هزاط كان يقطن دوارا ساحليا على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحسيمة.

وفي ليلة الأحد/الاثنين (29 ماي)، سيتصل به هزاط على الساعة الثانية عشر ونصف. «كنت مستلقيا في منزلي عندما هاتفني هزاط، لقد أخبرني بأن جارا له موجود في مدينة أجدير، ولم يجد أي سيارة لتعيده إلى الدوار. وسألني عما إن كنت أستطيع أن أنقله، فوافقت وخرجت من المنزل إليه». كما قال للشرطة.

كان المكان المتفق بين مازور وهزاط هو الطريق الساحلي على مقربة من دوار أحراش حيث يقيم. «وجدته ينتظرني وحيدا، وركب إلى جانبي في السيارة، ثم تحركنا نحو أجدير، وعندما وصلنا غادر وطلب مني أن أنتظره قليلا حتى يعود بمعية جاره». لكن سرعان ما عاد هزاط ليخبر السائق بأن جاره غادر بيته، وهو في مكان على الطريق الساحلي نحو دوار أحراش. وبالفعل، وهما في طريقهما نحو الدوار، سيلحظ مازور وجود ثلاثة رجال على قارعة الطريق: «توقفت كما طلب مني هزاط ذلك، ثم ركب الجميع في المقاعد الخلفية.. ثم التفت إلى الوراء وصدمت عندما رأيت ناصر الزفزافي، فقد كانت مفاجأة لي، وعاتبت هزاط على توريطي في وضع أوجد فيه مع شخص تطارده الشرطة».

لكن هزاط أقنع السائق بأن الأمر لا يدعو إلى الخوف، لأن الرحلة قصيرة إلى دوار أحراش، وأن هذه الجماعة لن تذكر أي شيء بخصوصه لأي شخص كيفما كان. وافق مازور، وأكمل طريقه، ثم دلف عبر طريق، فإذا بهزاط ينصحه بأن يلتف نحوها كي يتفادى حاجز الدرك، وفي تلك الأثناء كان ناصر يستفسر هزاط عما إن كان البيت الذي يقصدونه آمنا. وصلت الرفقة التي لم يتعرف منها مازور سوى على ناصر، إلى دوار أحراش، ثم غادر السائق بسيارته نحو بيته حتى دون أن يتلقى أجره لأن هزاط لم يكن لديه أي مال، وطلب منه التريث حتى اليوم الموالي. ولاحقا، وفي اليوم الموالي، أي 29 ماي، ستستجوب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مازور بعد توقيف الآخرين، وسيقدم لهم روايته، ثم ستفرج عنه.

نادل يعرض المساعدة !

كان دور مازور بسيطا في كل الأحوال، وصدقت الشرطة أن هذا السائق لم يفعل سوى الانسياق وراء هزاط، الشاب الذي يعيل أسرته من عمله كنادل مقهى في حي سيدي عابد، قبل أن يجد نفسه ملاحقا بمساعدة مبحوث عنه على الفرار. كان هزاط يجلس في مقهى والده بدوار بادو على مقربة من الحسيمة، في ليلة 28 ماي، أي بعد ليلتين من فرار الزفزافي من قبضة السلطات. وحينها تذكر صديقه فهيم غطاس، النادل أيضا في مقهى «كالاكسي»، التي تحولت طيلة عمر حراك الريف إلى مقر شبه رسمي لقيادييه.

«حاولت الاتصال بهاتف غطاس، لكنه لم يكن مشغلا، فأردت الاطمئنان عليه باستفسار زميله في هذه المقهى، وحينها أخبرني بأن غطاس موجود برفقته، لكن هاتفه غير مشغل، وحول الهاتف إليه، وتحدث إليّ عن حاجته إلى سيارة تنقله من الحسيمة إلى بلدة تمسمان بمعية رئيسه في العمل محمد حاكي، وشخص ثالث لم يذكر اسمه، فوافقت على ذلك لأني أعرف سائقا يدعى محمد مازور يمكنه أن ينفذ هذه المهمة»، كما ذكر هزاط للشرطة. سيعرف هزاط بأن الشخص الثالث هو ناصر الزفزافي عندما سيلتقي بهم جميعا على الطريق، وركب الجميع في سيارة مازور متوجهين إلى تمسمان: «كان الوقت قريبا من موعد السحور، فعرضت على ناصر أن يبيت ليلته في منزل يملكه أحد أقربائي في دوار بادو، كان قد ترك مفتاح البيت عندنا فيما هو مقيم في مدينة فاس». تغيرت وجهة الرفقة إذن، من تمسمان إلى دوار بادو، هزاط قال للشرطة، إن الزفزافي نصح السائق بتغيير الطريق صوب دوار السواني عبر طريق غير معبدة لتجنب حاجز الدرك الملكي.

دخل الزفزافي ورفاقه إلى بيت عائلة هزاط، فأعد لهم وجبة السحور، ثم خلد كل واحد منهم للنوم، لكن لم تمض سوى ساعتين حتى كانت الشرطة قد اقتحمت عليهم المخبأ. في تلك المدة الوجيزة التي كانوا معا، تركزت المناقشات على خطبة الجمعة التي قاطعها ناصر في الحسيمة، لكن الزفزافي لم يذكر أي شيء عن وجهته النهائية: «كان متكتما، وأنا لم أكن أعرف لِمَ سيغادر إلى تمسمان، ولم ألح عليه بالسؤال لأنه كان يقول لنا إن الشرطة تلاحقه، ومن الأفضل ألا يعرف الأشخاص الذين يلتقيهم في الطريق أي معلومات عما يخطط له». هزاط كان عضوا نشيطا في حراك الريف، ولذلك لم يشعر بمفاجأة كبيرة عندما لقي الزفزافي بمعية الآخرين، وقد وجد نفسه في نهاية المطاف، مشاركا في مساعدة الزفزافي في رحلة هروبه الأخير، رغم أن مهمته بدأت بطلب خدمة صغيرة من صديقه فهيم غطاس، وهو الآن يقبع بسبب ذلك، في سجن عكاشة بالدار البيضاء.

غرفة للاحتماء من الشرطة

غطاس الذي يعمل نادلا في مقهى «كالاكسي»، درس في شعبة القانون العام بجامعة محمد الأول بوجدة، لكنه لم يجتز السنة الأولى رغم أنه قضى ثلاث سنوات وهو يحاول فعل ذلك، ولذلك قرر أن يدرس في معهد التكنولوجيا التطبيقية، ونال دبلوما في شعبة خدمات المطاعم. في 26 ماي الفائت، كان فهيم في عمله بالمقهى عندما علم بأن الزفزافي قاطع خطيب جمعة في مسجد محمد السادس، لكنه لم يغادر مقر عمله حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وقصد مدارة بالقرب من المسجد، فوجد مظاهرة صغيرة هناك، ثم ذهب إلى غرفته لأخذ حمام.

سيعود فهيم إلى هذه المدارة بعد نصف ساعة، فوجد المواجهات قد بدأت بين قوات الشرطة والمتظاهرين، فانزوى إلى ركن بعيد، ثم غادر سريعا إلى مقهى بواسطة دراجة نارية كان يقودها صديق له. فقد كان يخاف من أن تعتقله السلطات لأنه كان معروفا عندهم.

وبقي فهيم في تلك المقهى حتى الساعة التاسعة والنصف ليلا، وعاد إلى غرفته ونام. في اليوم الموالي، أي السبت، وعلى الساعة الخامسة مساء، شرع في مناوبة عمله بالمقهى التي ستستمر حتى منتصف الليل. وبمجرد ما أنهى عمله غادر إلى غرفته التي كان يكتريها في الحسيمة. «عندما دلفت إلى غرفتي، رن هاتفي، وكان رئيسي في العمل، محمد حاكي.. لقد أخبرني بأنه هو وناصر الزفزافي موجودان سويا، ويرغبان في قضاء الليلة في غرفتي لتجنب الشرطة التي تسعى إلى القبض عليهما. لم أتردد، ورحبت بهما عندي، وقد وصلا إلى في الساعة الثانية من صباح يوم الأحد»، وفقا لتصريح فهيم للشرطة.

طلب حاكي من فهيم أن يعثر لهما على بيت آمن في بلدة تمسمان التي ينحدر منها، وكان مقترح النادل أن ينتقلا إلى بيت والديه هناك. تناولت الرفقة وقد أصبح عددها ثلاثة أفراد الآن، وجبة فطور رمضان يوم الأحد، وخرج فهيم إلى محطة سيارات الأجرة ليتدبر واحدة تقلهم جميعا إلى تمسمان، لكنه لم يجد أي سيارة في ذلك الوقت، وعاد إلى غرفته.

«لم أجد لا رئيسي في العمل، ولا الزفزافي هناك، لقد غادرا.. حملت الهاتف واتصلت بحاكي لأخبره بأني لم أعثر على سيارة أجرة، فإذا به يطلعني بأنهما موجودان في مكان في الجبل اسمه صفيحة. طلبت منه أن يبقيا هناك حتى أعثر على سيارة، ثم سأعيد الاتصال به». توجه فهيم إلى المقهى حيث يعمل، وهو يفكر في من بمقدوره أن يساعده في هذه العملية. لكنه لم يستطع أن يفاتح أحدا في هذا الأمر: «في منتصف الليل، أخبرني زميلي في العمل أن أحمد هزاط يحاول الاتصال بي. وفي تلك اللحظة أخذت الهاتف واتصلت به. كان يستفسرني عما إن كانت الشرطة تلاحقني، ثم بحت له بالسر، وطلبت منه أن يساعدني في العثور على سيارة لنقلي نحو المكان حيث يوجد كل من حاكي والزفزافي».

بعد مرور 15 دقيقة، سيعيد هزاط الاتصال بفهيم ليخبره بعثوره على سيارة، واتفقا على أن يلتقيا في مدارة بلدة أجدير، بل إن هزاط عرض عليه فكرة أن يبيت الجميع في منزل خالته بدوار أحراش. بعدها مباشرة، أخبر هزاط رئيسه حاكي بهذه التفاصيل الجديدة، وطلب منه أن ينتظره. «ركبت سيارة أجرة نقلتني إلى المكان المتفق بيني وبين هزاط، وهناك وجدت هزاط ينتظرني على متن سيارة للنقل السري بمعية سائقها محمد (مازور)، وشخص ثالث لم أكن أعرف هويته، ثم توجهنا جميعا إلى قنطرة واد غيس، وتوقفنا بجانب الطريق حتى خرج الزفزافي وحاكي من وسط أحراش بالقرب من القنطرة».

غادر الجميع وعددهم الآن ستة أفراد (وليس خمسة كما يرد في محاضر هزاط ومازور)، ووصلوا إلى وجهتهم في الساعة الثانية من صباح الاثنين، ثم غادر السائق ومرافقه بحسب ما يقول فهيم، ودلف الجميع إلى منزل عائلة هزاط. لكن الأخير سيغادر المكان قبل أن تقتحم الشرطة البيت وتقتاد فهيم بمعية الزفزافي ورئيسه حاكي. عندما سئل فهيم عن سبب مساعدته لناصر ورئيسه في العمل على الهروب، أجاب قائلا: «لقد أقسمت قسم الحراك، ولست أبالي بمصيري حتى وإن كلفني ذلك السجن برفقتهما».يوجد فهيم في الوقت الحالي في سجن عكاشة.

من البداية حتى النهاية!

على ما يبدو، كان تسلسل الوقائع المؤدية إلى تكوين رفقة الهروب الأخير لناصر الزفزافي يغلب عليها عامل المصادفة، فقد كان فهيم غطاس بشكل ما، ينفذ تعليمات رئيسه في العمل، فيما كان هزاط يحاول مساعدة زميل له في الحرفة، أما مازور، فلم يكن يعرف ما يحدث من حوله. محمد حاكي، هو الذي كان الرفيق الأصلي لناصر منذ اللحظة الأولى للهروب عقب المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بالقرب من بيت قائد الحراك.

حاكي شاب يبلغ من العمر 31 عاما، درس في المدرسة العليا للتكنولوجيا بوجدة، وحصل على دبلوم في التدبير السياحي عام2007، ثم سجل نفسه في شعبة السياحة وتقنيات الاتصال والتواصل بالكلية المتعددة التخصصات في مارتيل، ونجح في الحصول على الإجازة المهنية، وقرر أن يكمل تعليمه في الماستر، لكنه رُفض. عاد حاكي إلى الحسيمة، ودرس في المعهد العالي للتكنولوجيا بمدينته، وحاز على شهادة في التسويق عام 2010.

ورغم كل هذه الشواهد، لم يستطع أن يعثر على عمل، ووجد حلا في مشروع خاص بمنزل والديه عبارة عن محلبة، لكنه سيغلق أبوابها بعد سنتين. وبقي عاما بدون عمل، حتى دشن والده مقهى جديدة «غالاكسي»، وأصبح يسيرها. كان حاكي موجودا بجانب الزفزافي على سطح منزله عندما أدت محاولة توقيف قائد حراك الريف إلى مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة. وتلك كانت آخر اللحظات التي ظهرا فيها سويا قبل أن يختفيا عن الأنظار.

«غادرنا حينها عبر منزل جار لناصر الزفزافي، وقررنا الافتراق، كل واحد اتخذ لنفسه وجهة كي لا نقع في قبضة الشرطة. لقد ذهبت إلى منزل أقربائي في حي سيدي عابد، وبقيت مختبئا هناك حوالي ساعة من الزمن، ثم خرجت وقصدت المنطقة الصناعية، فالتقى بصهره. كان الحديث بينهما مقتضبا، فالحاكي كان يستفسر عن مصير الزفزافي، وصهره كان يعرف أن يوجد. في زقاق بالحي الصناعي نفسه. «التقيت بناصر وكانت الساعة تشير إلى 12.30، (في هذه الساعة كانت الخطبة التي تسببت في سلسلة الأحداث هذه لم تلق بعد!)، ثم توجهنا إلى المحطة الطرقية، لكن سرعان ما استقر رأينا على أن نقصد منزلا مهجورا نختبئ فيه لفترة، وبقينا فيه حتى بعد ظهر اليوم الموالي (السبت)، فقد بلغ إلى ناصر أن والدته أصيبت بوعكة صحية، فقرر أن يطمئن عليها أولا»، كما قال للشرطة.

تسلل الزفزافي بمعية حاكي حتى وصلا إلى بيت والدته، وبقيا برفقتها لفترة وجيزة ثم خرجا مرة جديدة، وكانت وجهتهما هذه المرة غرفة فهيم غطاس في حي سيدي عابد. «بقينا عند فهيم، حتى وقت الإفطار، ثم غادرنا الغرفة بمجرد آذان المغرب، وركبنا سيارة أجرة نقلتنا إلى مدارة «أكار أرغاز» في الحسيمة، ثم أكملنا المسير على الأقدام إلى منطقة أحراش على مبعدة 20 كيلومترا. وعندما وصلنا، اتصل فهيم غطاس بناصر (في محضر فهيم، فإنه هاتف حاكي وليس ناصر)، وأخبره بوجوده بقنطرة واد غيس، فطلب منا فهيم أن ننتظره هناك، وذلك ما فعلنا حتى قدم على متن سيرة للنقل السري بمعية أحمد هزاط، وعرض علينا المبيت في بيت عائلته في دوار أحراش، وقد وصلنا هناك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبقينا هناك حتى طوقت الشرطة المكان وأوقفتنا نحن الأربعة، أنا وناصر وفهيم وهزاط» (في محضر فهيم أن هزاط كان قد غادر المكان ولم يُعتقل).

في صباح يوم الاثنين، كان قائد حراك الريف في قبضة الشرطة، إذ بعد ثلاث ليال قضاها هاربا بمعية الأشخاص الثلاثة، الذين لم يبدوا عليهم أي تردد في مساعدة الزفزافي على تجنب الوقوع في يد السلطات، لكن خططهم لم تنجح، مثلما فشلت خطة الزفزافي في الهروب خارج البلاد. وهم الآن جميعهم بسجن عكاشة بالدار البيضاء.

فخ المكالمات

كانت الشرطة تلاحق الزفزافي طيلة رحلة هروبه من قبضة السلطات يوم 26 ماي الفائت، عقب مقاطعته لخطيب في مسجد محلي، عن طريق التنصت على أرقام هواتفه، وتحديد موقع مخبئه بهذه الطريقة.

المكالمة الأولى التي جرى التنصت إليها حدثت يوم 28 ماي، وجمعت بين الزفزافي وشخص آخر يُدعى عز الدين أولاد خالي علي، وكانت على الساعة 11.07 ليلا . وبحسب التفريغ الذي قامت به الشرطة لمضمون تلك المكالمة، فإن عز الدين قدم رقما هاتفيا لشخص مقيم بالخارج للزفزافي، وأخبره بأن هذا الرقم يعود إلى شخص اسمه فريد سيرسل شقيقه إلى المكان الذي يوجد فيه الزفزافي مختبئا، كي يساعده على الفرار.

الزفزافي عبر عن حاجته في تلك المحادثة، إلى شخص يؤمن طريق العبور إلى مدينة مليلية (المحتلة)، لكن عز الدين أوضح له أن هؤلاء الأشخاص بمستطاعهم أن ينقلوه بشكل سري إلى مدينة سبتة وليس إلى مليلية، وقد قبل الزفزافي بذلك. بعدها بحوالي 50 دقيقة، ستعترض الشرطة مكالمة ثانية في الساعة 11.52 ليلا، بين الزفزافي وبين الشخص نفسه (عز الدين)، حيث أخبر قائد الحراك محدثه بأنه حاول الاتصال بالرقم الذي سلمه للشخص الذي بمقدوره أن يساعده على الهروب، لكنه «يجده مشغولا». حينها طمأنه عز الدين إلى أنه قد نسق مع ذلك الشخص بخصوص الاتصال بينهما، وحدد لهما موعدا بعد الثانية عشر ليلا. ثلاث مكالمات إضافية ستعترضها الشرطة بين الزفزافي وبين شخص مجهول، جرت أولاها في الساعة 01.13 من صباح يوم 29 ماي، مضمونها بحسب التفريغ، أن أشخاصا قدموا على متن سيارة من نوع بيجو 207، عبر الطريق المؤدية إلى منطقة الصفيحة الشاطئية، وشرعوا في التنسيق معه عبر الهاتف، حتى اقتربوا من المكان الذي كان مختبئا فيه قائد الحراك تحت القنطرة الكبيرة بالطريق الساحلي. ثم أشار سائق السيارة بأضواء ساطعة وهي علامة متفق عليها بينهم، كي يخرج الزفزافي من مخبئه، ويلتحق بهم فوق القنطرة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح