المزيد من الأخبار






عن بُعد: الأسس المرجعية للهوية الريفية.. اللغة أولا


عن بُعد: الأسس المرجعية للهوية الريفية.. اللغة أولا
ناظورسيتي: سليمان بنعلوش

إن البناء الهوياتي الذاتي للشخصية الريفية يجب أن يكون هو ذلك من الأحاسيس الفردية والمشتركة مع الجماعة البشرية المنتمية إلى نفس الفضاء النفسي والمجال الجغرافي. لهذا يتوجب تحديد العناصر الثابتة للهوية الريفيّة من أجل الخروج من حالة الإضطراب والضبابية إلى حالة التعبير عن الوجود ككيان إنساني مستقل عن الآخرين، ليس بمنظور العرقية بل بحتمية تطور البشرية كبقية شعوب العالم دون عقدة الأصــل.

إن هذه المرجعية ليست إبتكار إيديولوجي جديد. بل هو إحساس طبيعي موجود نعبر عنه بوعي ناقص، في ظل غياب مشروع سياسي مكمِّل ومعبر عن طموح للاستمرار في الوجود.

اللغة الريفيّة:
هي العنصر الوحيد والأوحد لتميز هذه المجموعة البشرية عن المجموعات الأخرى، وهي الضامنة الوحيدة لاستمرار شعب الريف كشعب ناطق وقادر عن المطالبة بأوطونوميا وممارسة "السيادة" على وطن الريف في المستقبل، وقتل اللغة الريفية يعني موت ونهاية حقيقة الشعب والوطن، وهي سياسة جادة يقوم بها المخزن منذ زمان من أجل التخلص اللغوي من الريف وقطع التواصل اللساني بين الريفيين عبر سياسية الإدماج الترابي.

الريف، الأوطونوميا، والتعايش مع "التداعش":

إن تفكيك خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلاميّة بالعراق والشام بسلوان، بلاد الريف في المغرب الأقصى، ليس بالمفاجأة، لكون الزحف "الداعيشي" أصبح أمراً واقعا فكريا لأن الدولة المغربية في برامجها التعليمية وخطابها الديني نظّرت بعودة الدولة الإسلامية الموحّدة والخلافة على منهاج السلف الصالح...

وبصراحة، لماذا نناقض أنفسنا ولا نعترف بحقيقة الوضع والصراع المستمر في الزمان، وأن "داعش" حتى وإن فشلت في مشروعها السياسي، فإن "دواعش" أخرى ستأتي من جديد، ذلك أن قوة الفكر الداعشي ليس في الحلول التي يفرضها لمشاكل الأمة الإسلاميّـة، بل في اعتقاد المسلمون بأن هذه الحركة وهذا التنظيم من صنع الغرب واليهود وأن حركة حقيقية ستظهر في الزمن القريب أو حتى البعيد من أجل تحقيق ما فشلت فيه "داعش" المزيفة.

من هنا وجب الإعداد النفسي للشعوب من أجل "التعايش" مع "التداعش" ليس خوفا من الذبح أو القتل، لكن لكون "الداعشية" هي ثقافة متداولة داخل المجتمع والفرد بالريف، لأننا نحن الريفيّون خلقنا لنكون "مجاهدين" مسخرين في حروب الآخرين ونقدم الولاء للأخرين، ونهجر ديارنا وأنفسنا من أجل البحث عن الآخر، الكامل المكتمل، الظريف الشريف. فمرضنا المشترك هو كره الذات وعقدة النقص والانبهار بالآخر، وعقدة نقصنا هي مكملة لقوة الآخرين وعقدتهم المقدسة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح