المزيد من الأخبار






شيماء الفاطمي: شمعة تنير طريق نساء الإعلام بالريف


شيماء الفاطمي: شمعة تنير طريق نساء الإعلام بالريف
ناظورسيتي: علي كراجي

بابتسامتها الدائمة، وسرعة تأُثرها بعشرات الحالات الإنسانية التي تجد فيها نافذة تطل من خلالها على المجتمع لطلب يد العون والمساعدة، تسعى شيماء الفاطمي، المنشطة والإعلامية بموقع "ناظورسيتي"، يوما بعد آخر لتجعل لنفسها مكانة خاصة في الحقل الصحافي، عبر إنجازها لاستطلاعات الرأي في الشارع حول قضايا الساعة، وبحثها الدائم عن أشخاص يعانون في صمت بسبب الفاقة والتهميش اللذان يكبحان قدرتهم على مواصلة مشوار الحياة وتحقيق جزء من الأحلام التي راودتهم في الطفولة.

شيماء، ذي الـ 21 ربيعا، وابنة مدينة أزغنغان، هي طالبة جامعية بالمعهد الدولي للصحافة والإعلام، تعتبر واحدة من أبرز الوجوه النسائية الجديدة اللواتي يسرن بخطى ثابتة نحو النجاح، هذا الحلم بدأ بالنسبة إليها يتحقق بعدما ظلت متشبثة به منذ نعومة أظافرها، لتجد في الجريدة الإلكترونية "ناظورسيتي"، أسرة تحضنها وقلوب أناس يتوقون إليها بعدما توفقت سريعا في التعريف بقضايا أسر ومرضى كان لها الفضل الكبير في تسليط الضوء على معاناتهم وطرق أبواب ذوي القلوب الرحيمة للعطف عليهم وتقديم العون لهم.

ولكونها معنية باليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، أكدت السالف ذكرها، أن مشوارها الإعلامي بدأ قبل ثلاث سنوات، بعدما قضت فترة تدريب أظهرت فيها قدرتها على ولوج مهنة المتاعب، دون أن تهمل إتمام دراستها الجامعية بمعهد للإعلام، وذلك بالرغم من علمها المسبق بمتاعب المجال وصعوباته لاسيما وأنها أنثى تعيش في مجتمع لا زال محافظا بدرجة أكثر من مناطق أخرى في المغرب.

وتؤكد شيماء الفاطمي، في هذا الإطار، ان دخول مجال الصحافة لم يكن سهلا بالنسبة إليها، لاسيما أمام أساليب النقد الهدامة التي كانت تتلقاها في أحايين كثيرة، وكذا استغلال صورها الشخصية من طرف أشخاص جعلوا من وجهها وسيلة للنصب على الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن دعم العائلة والزملاء، ونصائح المحيطين بها وتوجيهاتهم، كانت مناسبة ثانية للوقوف ومواصلة المشوار دون أن تولي أي اهتمام للأحجار العثرة التي توضع أمامها.

وعن طموحها المستقبلي، ترى أصغر إعلامية بمنطقة الريف، أنها مقتنعة بعدم امتهانها للتنشيط الصحافي بالصدفة، فتظل كل الفرص مفتوحة أمامها، وما إكمال دراستها في معهد خاص بالصحافة والإعلام، سوى لبنة أولى تعتبرها أساسية لتحديد أصح طريق نحو قطف ثمار ما تزرعه اليوم، لهذا فهي ترفض الاكتفاء بالممارسة الميدانية للمهنة، وتعتبر التكوين الأكاديمي شيئا أساسيا لصقل كفاءتها وموهبتها واستثمار ذلك في الغد القريب لتقديم أفضل منتوج.

وتبقى البرامج الإنسانية، من بين أهم ما تنجزه شيماء حاليا، مبرزة أن ذلك واجب يقتضيه الضمير المهني اتجاه المجتمع، إذ تعتبر في كل فرحة للمعوزين والمرضى الذين استضافتهم للتعريف بقضاياهم سعادة تضخ بوجدانها وتتضاعف مع كل مساعدة تصلهم من طرف المتفاعلين مع سلسلة النداءات التي تبثها عبر الجريدة الإلكترونية "ناظورسيتي".

ولإيمانها بحجم الأمانة الملقاة على عاتقها، فإنها تسهر أيضا على تقريب آراء الناس و فتح الأبواب أمامهم للتعبير عن ما يخالج صدورهم إزاء مختلف القضايا والمواضيع، إذ تعتبر في هذا الإطار استطلاعات الرأي التي تنجزها عبر برامج "الميكرو تروطوار" عملا هاما لكونه يساهم في تشجيع ثقافة النقاش وتغذية أجندات الساهرين على تدبير الشأن العام بمقترحات المواطنين، خاصة تلك المتعلقة بالمجال الاجتماعي والمشاكل اليومية للساكنة، وبالتالي فهي تؤدي دورها كإعلامية بالشكل الذي تراه مناسبا وتجد فيه راحتها بعيدا عن ما قد يسقطها في المحظور.

إلى ذلك، تشجع شيماء الفاطمي، العنصر النسوي على خوض تجربة الصحافة، فإن كانت في الوقت الراهن شمعة تضيء طريق نساء الإعلام بمفهومه الجديد في الريف، فالمنطق يقتضي تواجد أخريات بجانبها، بشرط أن تكون لهن مناعة قوية ويتقبلن مختلف الآراء والانتقادات، وأن يتسلحن بالاجتهاد والتكوين اللذان تعتبرهما المحتفى بها بمناسبة عيد المرأة من أنجع وسائل الرقي بالمهنة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح