بقلم: رمسيس بولعيون
في المدن الصغيرة، هناك أمرٌ جميل جدا، لا يمكن أن تخفي شيئاً، إذ كل الأمور مكشوفة وواضحة لا تحتاج لأي تفسير أو تأويل من أحد، سوى إذا أردنا أن نصرف عنها الطرف وأن نتغاضى عنها؛ في حين أنه من الأمور الغريبة في مدينتي الناظور، أن أناساً نعرف أنهم من أبناء الشعب "مزاليط" بتعبير الأشقاء المصريين، ولكن بمجرد أن اِعتلوا المناصب التي تسلقوها بفضل الأصوات الانتخابية، أصبحوا "ميليارديرات" وبعدهـا تنكروا للشعب كما يتنكر زبونٌ حقير لعاهرة سفيهة كلما قضى وطره.
اللّهم لا حسد... فعلا الأرزاق بيد اللـه، وهو الذي يرزق من يشاء، لكن الاِغتناء بسرعة قياسية يبقى أمراً دائما مشبوهاً تطرح حولـه علامات الاستفهام، خصوصا إذا تأتّى ذلك مباشرة بعد كسب مقعدٍ في المجلس الجماعي؛ فمثلا ثمّة أشخاصٌ نعرف مستواهم الإجتماعي جيّدا، أصبحوا اليوم، في ظرف ثلاث سنوات فقط، من الأغنياء الكبار بالمدينة، كما لو إنتهى خاتم سليمان إلى أيديهم على حين غرة، أو وجدوا عصًى سحرية ضربوا بها الأرض فأمطرتِ السماء ذهبـاً.
اللّهم لا حسد... فنحن "المزاليط" لا نريد مراكمة أموال ولا نفخ رصيد بنكي، ولا نريد الاغتناء، وإنما نريد فقط أن يكشف لنا هؤلاء، كيف استطاع فلان أن يُصبح بين عشيةً وضحاها من ملاّكي العقارات التي تبلغ قيمتها المليارات بينما كان إلى حدود أمس عاطلاً و"مزلوطا"، وكيف أصبح صديقه المقرّب أحد كبار التّجار، وكيف امتلكوا شركات للصباغة والمطاعم والمقاهي، والفيلات، والمنازل الفخمة في أرقى أحياء الناظور، وكل هـذا في زمنٍ قياسي لا تخطّى ثلاثة أعوام مما تعدُّون؟.
اللّهم لا حسد... هل يمتلك هؤلاء الشجاعة لإطلاعنا على وصفة من وصفات الاغتناء السريع؟، نريد فقط استوعاب ما إذا كانت "همزة" بالتعبير الدراج العامي، أم "هبة" من عند اللـه، أم توقيعاً من عند الشيطان باع فيها الناظور تحت جنح الليل وسارع إلى اقتسام الغنيمة على أتباعه المُخلصَين، أم هو رزقٌ آتاهم على حين غفلة مما لا يحتسبون؟، أم أنه مال تمّ قبضه تحت الطاولة وفوقها وما ليس تحتها ولا فوقها في داخل الكواليس، برخصة وبدون رخصة بين أظرفة صفقة مشبوهة وصفقة مماثلة أخرى، وبين المشاريع التي تُدشّن ولا تُدشّن...
اللّهم لا حسد... قد نكون من الظالمين ولا نفقه من قواعد التجارة وشطارتها شئياً، بينما هم من أصحاب القدرات الخارقة في استثمار الأموال بالطرق الذكية التي تضخ الملايين كصنبور سيّال لا ينضب؛ ولكن هل يمتلك هؤلاء الجرأة والجسارة التي تجعلهم يجيبون أمام العلن قبل الإنتخابات القادمة، عـن سؤال "من أين لكم هـذا؟"؛ وكيف نمت ثرواتهم وأرصدتهم البنكية السمينة في ظرف وجيز؟؛ فإن فعلوا، ولن يفعلوا، وأثبتوا أن أموالهم كسبوها من عرق جبينهم دون أي استغلال للنفوذ والمراكز وسلطة السياسة وعلاقاتها المتشابكة، لن نتلكأ في الاعتذر لهم، بل سنطلب منهم الصفح، والأكثر منه سنُسلمهم مفاتيح دواليب قصر البلدية والمجالس المنتخبة إلى الأبد... إلى الأبد.
في المدن الصغيرة، هناك أمرٌ جميل جدا، لا يمكن أن تخفي شيئاً، إذ كل الأمور مكشوفة وواضحة لا تحتاج لأي تفسير أو تأويل من أحد، سوى إذا أردنا أن نصرف عنها الطرف وأن نتغاضى عنها؛ في حين أنه من الأمور الغريبة في مدينتي الناظور، أن أناساً نعرف أنهم من أبناء الشعب "مزاليط" بتعبير الأشقاء المصريين، ولكن بمجرد أن اِعتلوا المناصب التي تسلقوها بفضل الأصوات الانتخابية، أصبحوا "ميليارديرات" وبعدهـا تنكروا للشعب كما يتنكر زبونٌ حقير لعاهرة سفيهة كلما قضى وطره.
اللّهم لا حسد... فعلا الأرزاق بيد اللـه، وهو الذي يرزق من يشاء، لكن الاِغتناء بسرعة قياسية يبقى أمراً دائما مشبوهاً تطرح حولـه علامات الاستفهام، خصوصا إذا تأتّى ذلك مباشرة بعد كسب مقعدٍ في المجلس الجماعي؛ فمثلا ثمّة أشخاصٌ نعرف مستواهم الإجتماعي جيّدا، أصبحوا اليوم، في ظرف ثلاث سنوات فقط، من الأغنياء الكبار بالمدينة، كما لو إنتهى خاتم سليمان إلى أيديهم على حين غرة، أو وجدوا عصًى سحرية ضربوا بها الأرض فأمطرتِ السماء ذهبـاً.
اللّهم لا حسد... فنحن "المزاليط" لا نريد مراكمة أموال ولا نفخ رصيد بنكي، ولا نريد الاغتناء، وإنما نريد فقط أن يكشف لنا هؤلاء، كيف استطاع فلان أن يُصبح بين عشيةً وضحاها من ملاّكي العقارات التي تبلغ قيمتها المليارات بينما كان إلى حدود أمس عاطلاً و"مزلوطا"، وكيف أصبح صديقه المقرّب أحد كبار التّجار، وكيف امتلكوا شركات للصباغة والمطاعم والمقاهي، والفيلات، والمنازل الفخمة في أرقى أحياء الناظور، وكل هـذا في زمنٍ قياسي لا تخطّى ثلاثة أعوام مما تعدُّون؟.
اللّهم لا حسد... هل يمتلك هؤلاء الشجاعة لإطلاعنا على وصفة من وصفات الاغتناء السريع؟، نريد فقط استوعاب ما إذا كانت "همزة" بالتعبير الدراج العامي، أم "هبة" من عند اللـه، أم توقيعاً من عند الشيطان باع فيها الناظور تحت جنح الليل وسارع إلى اقتسام الغنيمة على أتباعه المُخلصَين، أم هو رزقٌ آتاهم على حين غفلة مما لا يحتسبون؟، أم أنه مال تمّ قبضه تحت الطاولة وفوقها وما ليس تحتها ولا فوقها في داخل الكواليس، برخصة وبدون رخصة بين أظرفة صفقة مشبوهة وصفقة مماثلة أخرى، وبين المشاريع التي تُدشّن ولا تُدشّن...
اللّهم لا حسد... قد نكون من الظالمين ولا نفقه من قواعد التجارة وشطارتها شئياً، بينما هم من أصحاب القدرات الخارقة في استثمار الأموال بالطرق الذكية التي تضخ الملايين كصنبور سيّال لا ينضب؛ ولكن هل يمتلك هؤلاء الجرأة والجسارة التي تجعلهم يجيبون أمام العلن قبل الإنتخابات القادمة، عـن سؤال "من أين لكم هـذا؟"؛ وكيف نمت ثرواتهم وأرصدتهم البنكية السمينة في ظرف وجيز؟؛ فإن فعلوا، ولن يفعلوا، وأثبتوا أن أموالهم كسبوها من عرق جبينهم دون أي استغلال للنفوذ والمراكز وسلطة السياسة وعلاقاتها المتشابكة، لن نتلكأ في الاعتذر لهم، بل سنطلب منهم الصفح، والأكثر منه سنُسلمهم مفاتيح دواليب قصر البلدية والمجالس المنتخبة إلى الأبد... إلى الأبد.