المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. أخنوش و"الركادة" وكولشي باقي أونبان


رمسيس بولعيون يكتب.. أخنوش و"الركادة" وكولشي باقي أونبان
بقلم: رمسيس بولعيون


أثار اِنتباهي مقطع فيديو منتشراً على الموقع الأزرق "فايسبوك"، لأحد الشيوخ وهـو يرقص رقصة الركَّـادة المعروفة لـدى أهـل الشرق، على إيقاع أغنية "دَّاهـا الباطـو وخلاتني أونبـان en panne"، استهلالاً لحفل استقبال الوزير عزيز أخنوش الأمين العام لحزب الحمامة، قبل بداية أشغال المنتدى الجهوي للشباب الأحرار، المنعقد بمدينة الناظور، حول المشاركة السياسية للشباب ورهانات التنمية.

ويبدو أن "الدِّي دجِي" الذي أطلق الأغنية التي حرّكت أكتاف الشيخ، لـم يكن يعي بأنّه أعطى أقوى رسالة سياسة، حتى أخنوش نفسه، قائد حزب التجمع الوطني للأحرار، لـن يقوى على إيصالها لا بالواضح ولا مشفرة، إذ تقول كلمات الأغنية "داهـا الباطو ومشات لالمان وخلاتني أُونبان"..

وبما أن اللقاء شبابيّ صرف، فيمكن إسقاط هذه الكلمات وفحواها على شباب الريف الذي اِختار أغلبه عن حقّ وحقيق ركوب "الباطـو"، رغم أنه ليس آمناً، بغرض الحريك إلى ألمانيا بحثا عن تنمية ذاتية لم تُفلح الأحزاب السياسية في توفير الحد الأدنى من شروط تحقيقها في الوطن الـأم..

ورغم أن "الأمواج عاتية" و"الغربة صعيبة" فإن هؤلاء الشباب لم يأبهوا للتجربة المحفوفة بالمخاطر، لأنهم يئسوا من وعود السّاسة الذين لم يفقهوا أبدا خلاصات دروس الماضي والحاضر، بلغ مبلغه الأقصى، عندما وجد أبناء الشعب أنفسهم في مواجهة مع وحش المستقبل وجها لوجه، في معركة خاسرة مُقدَّماً.

جميلٌ أن يحّل السيّد أخنوش بالناظور، ويسارع حزبه إلى إنزال ثقله السياسي في هذه المدينة، لكن الأجمل منه أن لو أجرى أخنوش جولة بأرجائها، لكي يقف على مدى البؤس البادي على محيا الساكنة، مع أنها تتصدر ترتيب المدن بالمغرب من حيث الودائع البنكية، وكان الأجمل لو زار أخنوش على حين غرّة ميناء الصيد بآيث أنصار، حتى يرصد مدى الخروقات الحاصلة هناك، واستقصى أحوال بعض الصيادين عن كيفية عيشهم لسنوات دون أدنى حقوق.

كما سيكون أجمل لو تحرّى أخنوش كيف يجري اِستنزاف الثروة السمكية على يد ثلة من الأباطرة، عن طريق اِستعمال الشبابيك غير المرخصة، وتجوّل بنفسه بين مسالك بوعرك، لكي يدرك كيف تحوّلت جلّ الأراضي الفلاحية لـ "مناطق خاصة بالفيلات" يقطنها أغنياء ومُتْرَفُو النّاظور..

وإذا لم يقم أخنوش بكل هذه الزيارات التفقدية، واختار بروتوكولات باردة كبُرودة دمّ عجوز إنجليزيٍّ لا يأبه لوجوده أحد، فلِما لم يطرح على الأقل استفساراً واحدا عمّا يعنيه إقامة لقاءٍ في قاعة الحفلات عوض قاعة عمومية؟ حتى يعرف الإجابة الدائمة أنه لا وجود لقاعة عمومية في مدينة إسمها الناظور.

وهكذا، فكلمات الأغنية التي تقول "خلاتني أونبان"، يجب على أخنوش ووزرائه المشاركين في الحكومة، أن يدركوا أن كل شيءٍ في هذه الحاضرة المعطّلة "أونبان"، من صحةٍ وتعليم، واقتصاد وتجارة وثقافة وعدل، وسياحة وتنمية... وهلّم جراً إنْ على كافة الأصعدة و المستويات..

الأنكى أن كل شيءٍ "أمبان" والناظوريون يتنظرون فرجا قد يأتي وفي الغالب الأعّم لن يأتي؛ وربما التغيير المنشود جاء مع أخنوش على هيئة "رقصة ركَادية".. أما نحن ما نزال ها هُنا قاعدين في انتظار أن يأتي من ينفض ولو نزراً قليلا من الغبار على وجه ناظورنا الشّاحب..

وكان لا بدّ لـأحدٍ ما، أن يخبر أخنوش، أن حتى إحدى الجمعيات "بقات أنبان اليوم"، خلال استعدادها للإحتفال برأس السنة الأمازيغية، عندما جرى نقل جميع المعدات الصوتية والخاصة بالإنارة التي يتم غالبا إستعمالها داخل المركب الثقافي، إلى القاعة التي أقام فيه حزبه لقاءَه الضخم.

وحتى لا نفسد على أخنوش فرحة اِحتفاله ونشاطه الذي يبدو أنه "شاط مع رقصة الركادة"، نعتذر على "التقواس"، وكما قال أحد الظرفاء "هناك لازمة ركَادية ترددها مَشْيَخَات الشرق بهستيريا عندما يسخن الطرح وهي "هـاااا لعبْ لعبْ"، وأعتقد أن اللّعب الذي تلعبونه كبير جدا، على شاكلتكم أنتم الكبار.



1.أرسلت من قبل chrif.rrif في 13/01/2019 00:13
hada howa klam lma39ol

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح