
محمد بوتخريط. هولندا
ركضٌ وتدافعٌ بين المارة في أحد الأسواق... سأل الطفل اباه مذعورا ، ما الذي يحدث يا ابي؟. رفع الاب رأسه و تلفّت يمينا و يساراً و لم يجد شيئاً ملفتا للانتباه.. - لا شيء يا بني، لا شيء.اجاب الاب ابنه. صرخ أحد المارة في وجه الاب ، إن أحدا أراد أن يُفجر نفسه ،الم تسمعه يصرخ" الله أكبر..الله اكبر"!!! لم يكن من الامر سوى ان رجلا صرخ "الله أكبر" بعد إشكال صغير مع احد البائعين لاعتراضه على ارتفاع سعر قطعة قماش، لكن صرخته كانت كافية لتهز السوق وتثير الرعب والخوف في صفوف المتسوقين والمارة. سأل الطفل أباه:
- الله كبير يا ابي ، اليس كذلك ؟ لم يستغرب الاب سؤال ابنه :
- نعم الله كبير وأكبر من كل كبير.. - وهل يجيز الله قتل الابرياء.. سأل الطفل ثانية أباه؟ صمت الاب للحظة ، قبل أن يجيب ابنه: - الإسلام يعتبر القتل.. جريمة إنسانية بشعة..يابني. - ولماذ يهتف الارهابي "الله أكبر"؟ اردف الطفل قائلا - هو فقط إصرار منه ومِن مَن يرسلونه على جعل صورة المسلمين أنهم جماعة من القتلة والإرهابيين.! وترديد اسم الله عند القتل.. إساءة لدين الله وللإسلام والمسلمين بل وتدمير لكل القيم الإنسانية.. تأمّل الابن اباه لفترة في صمت .. بدا أن الاب شعر به فاعتدل بهدوء وهو يهرب بعينيه يبحث عن أجوبة شافية لأسئلة خارقة تدور في رأس الطفل ، بدأ يتحرك في توتر و لكن بدون صوت و للحظة توقف الزمن بين حركات الاب المتكرّرة وصمته .. وهو يسمع ابنه يردف قائلا : - "عندما تسمع الله أكبر.. عليك أن تتوقع التفجير والقتل!" تقول معلمتنا في الفصل!
حاول أن يتمالك الاب أعصابه قليلاً أمام محاولات "معلمة" الفصل الاستفزازية التي حملها تساءل الابن..محاولا البحث عن أجوبة تقود ابنه إلى خارج دائرة الحيرة التي رموه فيها . - ان استخدام الارهابي ومن يسخره للتكبير قبل قيامهم بأي عمل ارهابي ما هو إلا محاولة لإستخدام الإسلام بغير حق لشرعنة أعمالهم وأفعالهم غير الإسلامية . وكلامي هذا ليس مرسلًا يابني.. إنما هو جزء من العقيدة الإسلامية.. عَبَّرَ عنه القرآن : " من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".
لم يتوقف الطفل عن الاسئلة، ولم يتوقف تفكير الاب في أنه إذا عجز عن الاجابة على تساؤلاته ، يكون قد فقد قيمته في نظره كمصدر آمن ونظيف للمعلومات· لكن كيف للطفل أن يتوقف عن التساؤل والكثير من أخبار العمليات الإرهابية يُلصِقونها بهذه العبارة "الله أكبر" وخاصة لدى تناول الصحف لها، إذ يتم تبيان الصلة في العناوين والاخبار المتعلقة بها من قبيل " أطلق عليهم النار وهو يردد الله أكبر" .."صاح الله أكبر قبل هجومه على..." ، "دهسهم بسيارته وهو يردد الله أكبر"... حتى أنها أصبحت مادة دسمة لصانعي الفيديوهات القصيرة الساخرة من الأعمال الإرهابية. بل ودخلت اليوم أيضاً في ألعاب الفيديو...فكيف للطفل ان يبلع أسئلته ، والأطفال أقوياء الملاحظة، ويريدون أن يفهموا الإجابة الحقيقة عند طرحهم الأسئلة ولا يقتنعون بالإجابات السطحية.؟
لم يدم الصمت طويلا بدا الطفل وكأنه لم يبلع إجابة الاب المقتضبة. وكأنها وقفت في حلقه. رد بامتعاض :
- لماذا أصبحت كلمة "الله أكبر" إذن تُحدث حالة من الرعب والفوضى، واصبح اليوم بمثابة عرف عند الإرهابيين قول هذه العبارة قبيل تنفيذ اي عمل ارهابي !!؟
أدرك الاب أنّه بحاجة لأنْ يتعلّم فصلاً جديدًا من أبنه الحكيم الّذي يسأل أسئلة كبيرة دون أن يجد لها اجوبة شافية ، فالجواب الحقيقي هو ان يندثر المشهد الّذي كان من إخراج الآخرين..لانه مشهد دخيل في مسرحية مفبركة بإتقان .
فأجاب الاب آخر جوابه :
- نحن نعلم يابني ويعلم الجميع بمن فيهم هؤلاء الارهابيين أننا عندما نردد.. "الله أكبر".. فنحن ننطق بأعظم كلمتين يمكن أن يقولهما الإنسان. هكذا ، جردوا عبارة "الله أكبر" من معناها الحقيقي عند الناس وأخرجوها من إطارها الروحي والديني وصار تردادها في مكان عام يثير الاستغراب ويدعو إلى الخوف. الكلمة التي استخدمها الرسول بأمر من ربه لما نزلت عليه آية "قم فأنذر وربك فكبر" فقام الرسول وقال "الله أكبر" وكبّرت خديجة من بعده...الإسلام الذي عوّدنا على التكبير لنتربى على أن الله أكبر من أي شيء ولا يهاب أحد. وبدل أن يذكّرنا سماعها اليوم بالصلاة بات سماعها يوحي بأن عملاً ارهابياً سيحدث.! من يتجرأ اليوم على وضع عبارة "الله أكبر" على واجهة سيارته أو يكتبها في كراسته أو يلصقها على محفظته... في وقت ترسخت فيه حكاية ""عندما تسمع الله أكبر.. عليك أن تتوقع التفجير و...القتل!"
ركضٌ وتدافعٌ بين المارة في أحد الأسواق... سأل الطفل اباه مذعورا ، ما الذي يحدث يا ابي؟. رفع الاب رأسه و تلفّت يمينا و يساراً و لم يجد شيئاً ملفتا للانتباه.. - لا شيء يا بني، لا شيء.اجاب الاب ابنه. صرخ أحد المارة في وجه الاب ، إن أحدا أراد أن يُفجر نفسه ،الم تسمعه يصرخ" الله أكبر..الله اكبر"!!! لم يكن من الامر سوى ان رجلا صرخ "الله أكبر" بعد إشكال صغير مع احد البائعين لاعتراضه على ارتفاع سعر قطعة قماش، لكن صرخته كانت كافية لتهز السوق وتثير الرعب والخوف في صفوف المتسوقين والمارة. سأل الطفل أباه:
- الله كبير يا ابي ، اليس كذلك ؟ لم يستغرب الاب سؤال ابنه :
- نعم الله كبير وأكبر من كل كبير.. - وهل يجيز الله قتل الابرياء.. سأل الطفل ثانية أباه؟ صمت الاب للحظة ، قبل أن يجيب ابنه: - الإسلام يعتبر القتل.. جريمة إنسانية بشعة..يابني. - ولماذ يهتف الارهابي "الله أكبر"؟ اردف الطفل قائلا - هو فقط إصرار منه ومِن مَن يرسلونه على جعل صورة المسلمين أنهم جماعة من القتلة والإرهابيين.! وترديد اسم الله عند القتل.. إساءة لدين الله وللإسلام والمسلمين بل وتدمير لكل القيم الإنسانية.. تأمّل الابن اباه لفترة في صمت .. بدا أن الاب شعر به فاعتدل بهدوء وهو يهرب بعينيه يبحث عن أجوبة شافية لأسئلة خارقة تدور في رأس الطفل ، بدأ يتحرك في توتر و لكن بدون صوت و للحظة توقف الزمن بين حركات الاب المتكرّرة وصمته .. وهو يسمع ابنه يردف قائلا : - "عندما تسمع الله أكبر.. عليك أن تتوقع التفجير والقتل!" تقول معلمتنا في الفصل!
حاول أن يتمالك الاب أعصابه قليلاً أمام محاولات "معلمة" الفصل الاستفزازية التي حملها تساءل الابن..محاولا البحث عن أجوبة تقود ابنه إلى خارج دائرة الحيرة التي رموه فيها . - ان استخدام الارهابي ومن يسخره للتكبير قبل قيامهم بأي عمل ارهابي ما هو إلا محاولة لإستخدام الإسلام بغير حق لشرعنة أعمالهم وأفعالهم غير الإسلامية . وكلامي هذا ليس مرسلًا يابني.. إنما هو جزء من العقيدة الإسلامية.. عَبَّرَ عنه القرآن : " من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".
لم يتوقف الطفل عن الاسئلة، ولم يتوقف تفكير الاب في أنه إذا عجز عن الاجابة على تساؤلاته ، يكون قد فقد قيمته في نظره كمصدر آمن ونظيف للمعلومات· لكن كيف للطفل أن يتوقف عن التساؤل والكثير من أخبار العمليات الإرهابية يُلصِقونها بهذه العبارة "الله أكبر" وخاصة لدى تناول الصحف لها، إذ يتم تبيان الصلة في العناوين والاخبار المتعلقة بها من قبيل " أطلق عليهم النار وهو يردد الله أكبر" .."صاح الله أكبر قبل هجومه على..." ، "دهسهم بسيارته وهو يردد الله أكبر"... حتى أنها أصبحت مادة دسمة لصانعي الفيديوهات القصيرة الساخرة من الأعمال الإرهابية. بل ودخلت اليوم أيضاً في ألعاب الفيديو...فكيف للطفل ان يبلع أسئلته ، والأطفال أقوياء الملاحظة، ويريدون أن يفهموا الإجابة الحقيقة عند طرحهم الأسئلة ولا يقتنعون بالإجابات السطحية.؟
لم يدم الصمت طويلا بدا الطفل وكأنه لم يبلع إجابة الاب المقتضبة. وكأنها وقفت في حلقه. رد بامتعاض :
- لماذا أصبحت كلمة "الله أكبر" إذن تُحدث حالة من الرعب والفوضى، واصبح اليوم بمثابة عرف عند الإرهابيين قول هذه العبارة قبيل تنفيذ اي عمل ارهابي !!؟
أدرك الاب أنّه بحاجة لأنْ يتعلّم فصلاً جديدًا من أبنه الحكيم الّذي يسأل أسئلة كبيرة دون أن يجد لها اجوبة شافية ، فالجواب الحقيقي هو ان يندثر المشهد الّذي كان من إخراج الآخرين..لانه مشهد دخيل في مسرحية مفبركة بإتقان .
فأجاب الاب آخر جوابه :
- نحن نعلم يابني ويعلم الجميع بمن فيهم هؤلاء الارهابيين أننا عندما نردد.. "الله أكبر".. فنحن ننطق بأعظم كلمتين يمكن أن يقولهما الإنسان. هكذا ، جردوا عبارة "الله أكبر" من معناها الحقيقي عند الناس وأخرجوها من إطارها الروحي والديني وصار تردادها في مكان عام يثير الاستغراب ويدعو إلى الخوف. الكلمة التي استخدمها الرسول بأمر من ربه لما نزلت عليه آية "قم فأنذر وربك فكبر" فقام الرسول وقال "الله أكبر" وكبّرت خديجة من بعده...الإسلام الذي عوّدنا على التكبير لنتربى على أن الله أكبر من أي شيء ولا يهاب أحد. وبدل أن يذكّرنا سماعها اليوم بالصلاة بات سماعها يوحي بأن عملاً ارهابياً سيحدث.! من يتجرأ اليوم على وضع عبارة "الله أكبر" على واجهة سيارته أو يكتبها في كراسته أو يلصقها على محفظته... في وقت ترسخت فيه حكاية ""عندما تسمع الله أكبر.. عليك أن تتوقع التفجير و...القتل!"