NadorCity.Com
 


ثقافة القِراءة بيننا


ثقافة القِراءة بيننا
طارق والقاضي

في إسبانيا يعتاد الكثير من الناس على الإستمتاع بالقراءة في كل مكان، جالسين أم واقفين ، في الحافلات والقطارات وفي أنفاق المترو، تجد الإسبان منهمكين في القراءة مع العلم أنهم حديثي العهد بثقافة القراءة، فالكتاب عندهم خير جليس، غير آبهين بمن حولهم من الغرباء حتى أصبحت القراءة عندهم تقليدا وطقوسا يمارسونها أينما حلوا وارتحلوا.


في الجهة المقابلة لإسبانيا يوجد بلد جار إسمه المغرب، أصبحت القراءة فيه بمثابة العثور على إبرة في كومة من القش، فقلما تجدنا نقرأ في القطار أو الباخرة وقس على ذلك، على طول قطارات المملكة نفترس وجوه بعضنا البعض بعدوانية وعصبية مقيتة، ونقتحم الحميمية الخاصة بالأفراد بفضول زائد عن اللزوم ، قلة هٌمٌ المسافرون الذين يستغلون الرحلة على القطار أو أي وسيلة نقل أخرى ، في قراءة كتاب أو مطالعة رواية أو تصفح جريدة إشتراها من ماله الخاص، فحتى إذا وجدت من يقرأ تجده أجنبيا مع أننا أمة إقرأ، فجلنا نثرثر في مواضيع تافهة وثرثرات زائدة، معظمنا يُحنزز في أجساد الفتيات ويتحين الفرص للانقضاض على الفريسة في خرق سافل للأخلاق العامة وفي منظر أشبه بحيوانات الغابة، فلا نقرأ ولا نترك أحدا يقرأ، في قطاراتنا وحافلاتنا وكل وسائل نقلنا، تحلو الثرثرة والكلام الفارغ والأحاديث الثنائية المملة غالبا ، فيما تختفي عن الأنظار متعة القراءة ولذة التفرغ للكتاب، تاركة المجال للفراغ القاتل وللانتظار المُمل خصوصا إذا كانت الرحلة طويلة جدا، وما أطولها عندنا في وسائل نقلنا.


هذا العام مكثت شهرا كاملا بمدينة برسلونة الاسبانية، رأيت أشياء جميلة ورائعة ستظل عالقة في ذاكرتي إلى الأبد، ومن بين هذه الأشياء التي رأيت، جرائد المترو التي توزع بالمجان.

كثيرون هم الإسبان الذين يمسكون بتلك الجرائد بين أيديهم لتصفحها ومطالعتها ، لكن الكتلان لهم حفاوة خاصة بالقراءة فهم أكثر الإسبان قراءة في الفضاءات العمومية وفي القطارات والبواخر ووسائل النقل الأخرى، وتساءلت حينئذ بحرقة، لماذا تأخرنا وتقدم الإسبان، مع أنهم يشبهوننا في كل شيء؟.


إن ثقافة القراءة في الفضاء العمومي هي جزء من ثقافة الشعوب وجزء من شخصيتها وعلامة بارزة على تحضرها ورقيها، ومقياسا لتقدمها وبروز مكانتها وإرادتهم إلى تغيير عقلياتهم نحو الأفضل. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: (إقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم). سورة العلق. السًلام عليكُم.



1.أرسلت من قبل moàhamed(mimi) في 02/10/2010 13:26
نعم صحيح جزاك الله خيرا

2.أرسلت من قبل KAMAL في 02/10/2010 13:45
Chez nous ,au rif malheureusement, la lecture n'a pas de place . Sûr qu'il ne s'agit pas de faute de moyens matériels.
A mon sens, c'est à cause des evenements historiques qu'a connu la région. La culture fut toujours le dernier sousci. Le colonisateur espagnol est connu pour être sanguinaire et sans merci -Absence total de culture-.
A la veille de l'indépendance l'Etat a marginalisé totalement la région laissant la population dans l'ignorance. Rare sont les familles qui ont eu les moyens et l'idée de pousser leurs enfants à se cultiver.
Cette héritage catastrophique donne aujourd'hui un résultat dramatique .En dépit de tout les moyens, la lecture reste le dernier choix. Les gens peuvent lire et ont les moyens de faire acheter des livres mais ils ne le font pas.

3.أرسلت من قبل HITACH في 02/10/2010 14:46
KALAM MANTIQIY

4.أرسلت من قبل ouhmed في 03/10/2010 00:56
salam o 3alaykom
tiene razon a señor tarik hay mucha deferencia entre españoles o europeos y nosotros el problema que tenemos en nador no tenemos ni un biblioteca ni nada
saludos a tarik y nadocity

5.أرسلت من قبل حسن ترو في 03/10/2010 01:33
في الحقيقة موضوع أكثر من رائع، نشكر السيدطارق والقاضي على مواضيعه القيمة والنبيهة، فحقا القراءة لا نقرا ولاندع احدا يقرا

6.أرسلت من قبل حسن ترو في 03/10/2010 01:34
muchas gracuas Don TARIK. tiene razon.

7.أرسلت من قبل bojamla في 03/10/2010 01:37
القراءة هي المتنفس للشعوب وبها تحيى وبها تصل الى القمم لتحكم العالم والاسلام امرى بالقراءة فايننحنمن القراءة وشكرا للكاتب الرائع طارقوالقاضي

8.أرسلت من قبل حنظلة في 03/10/2010 12:34
لا داعي للاستغراب عزيزي طارق فالامية تنخر الوسط المغربي وهذه الضاهرة ليست حكرا عتى المغرب انما تشمل معظم دول العالم الثالث

9.أرسلت من قبل Rifman في 03/10/2010 16:21
شكرا طارق والقاضي على هذا الموضوع القيم. وسلام

10.أرسلت من قبل ABDESLAM TAMSAMANI في 04/10/2010 09:13
salam tarik,
tahiyati laka a tarik oikollo les amis a nador oil9aimina 3ala nador city.
lokane rire jiti tzorni en france car j'eatais pas loin de barcelona(argels-sud france).
sadi9oka alhayat aljami3iya bi fes.
ABDESLAM N'temsamen

11.أرسلت من قبل mohamed في 05/10/2010 00:23
salamo allahi 3alaikom jami3an , tahiyati el khalissa laka akhi wa sadi9i el 3aziz tari9 el mohataram , ina mawdou3oka 9ayim , wa yastahi9o el wo9oufa 3indaho , inaka bi ha9 la9ad ikhtarta el mawdou3 el monassib fi zaman nassina ana kolo chay_in laho 3ala9 bi el 3ilmi wa el ma3rifa , fa el 9ira_a fi yawmina hada la makana laha , li ana adorof laysat fi salihina li katrati el machakil alati na3ichoha yawmiyan khossosan fima yata3ala9o bi ihtiyajat el insan ,khossossan nahno cho3oub el 3alam numéro 3.hayaka allaho akhi tari9 la9ad assabta wa 3ama9ta el jirah , wa hasratah 3alayna , la9ad ahzanani ma katabtaho , atamana wa arjou mina allahi el 3aziz el hakim an yosliha omorana lima fihi salah el ouma el arabiya wa el islamiya.aminnn

12.أرسلت من قبل dris mallorca في 05/10/2010 15:00
(في إسبانيا يعتاد الكثير من الناس على الإستمتاع بالقراءة في كل مكان)،
يا أخي هم بشر مثلنا لكن في بلد عادل اما نحن فواقعنا مخيف فأنا لا ألوم المغربي على عدم القراءة لإن مجتمعنا يسوده عدم الإستقرار النفسي والإجتماعي والإقتصادي فكيف تنتظر ممن يستيقض في الصباح على صراخ شجارابيه وأمه بسب نفاذ السكرأوالزيت فيخرج إلى لقضاء حاجة من أحد الإدارات وقبل الوصول إليها يركب سيارة أجرة في المقعد أمامه سمين لا يريد أن يتزحزح من مكانه فيتشاجران وعند الوصول إلى المقاطعة لا يصل الموضفون إلا بعد ساعة من التأخير فيسلمونه الورقة لكن يجب ان ينتضر حتى يمضي عليها الرئيس فينتظر حتى منتصف النهار ولا يصل الرئيس وقبل عشر دقائق من إغلاق المصلحة يصل رئيسها ولكن بدل الإمضاء يخبره أنه كان ينقصه عقد الإزدياد موقعا من طرف المقدم ثم الشيخ الذين يجب عليه البحث عنهما في كل المقاهي وعند رجوعه لاهثا لا أحد إلا القطط عليه أن يعيد السيناريو غدا ...وهكذا ألا توتر الأعصاب كل هذه البيرقراطيه وكل ما نعانيه يوميا من سوء المعاملة في كل مكان. كي تعيش في المغرب يجب ان تغير سلوكك من حمل إلى ذئب و إلا لن تستطيع إنها نوع من العدوى المفروضة عليك.
اما في الضفة الأخرى فالشاب يستيقظ باكرا يجد اباه قد خرج للعمل وأمه تهيأ إخوته للمدرسه ،المحطة على بعد أقدام من الباب يخرج ويركب الحافلة مقاعد مريحه وفارهه تذكرة رخيصه كل راكب منهمك في شأنه يصل البلديه يضغط على زر تخرج له آلة رقما بعد دقيقتين تنادي آلة أخرى على الرقم الذي بين يديه يتقدم الى المكتب يطلب من الموظف ما يريد خمس ثوان يسلمه الأوراق دون ان يؤدي ولا درهما مقابل ذلك كما يفعل في إداراتنا فكيف لا يرتاح الفرد ويحس بقدرة على القراءة و الإبداع يجب أن تفهم الأمور في شموليتها فإن يتغير كل شيء سيبقى مجتمعنا دائما أعرج.

13.أرسلت من قبل mohamed de madrid في 07/10/2010 19:45
إلى صاحب التعليق رقم 12
يا أخي. الكاتب تحدث عن ثقافة القراءة ومتعتها، فاسمحني أن أقول لك أنك مخطئ تماما ومائة في المائة، لأنه يا أخي لم يكن الفقر وقلة الحيلة سببا لعدم القراءة، فيبدوا انك لا تقرا التاريخ وتكتفي بالنقد الفارغ فقط
صاحب المقال قصد متعة القراءة. فارجع إلى كتب التاريخ وتاريخ المغرب لترى نماذجا من العلماء والفلاسفة والفقهاء والعامة ماذا أبدعوا وصنعوا وأنتجوا من كتب وعلم حضارة. وكانوا فقراء معدومين يقرؤون على أضواء الشموع والقناديل ولا يجدون ما يأكلون ولا يتذرعون بالظروف الجيدة ولا الحسنة، في سبيل العلم والمعرفة .
أوروبا يا أخي وصلت إلى هذا الخير والنعيم بفعل التضحيات والعلم والقراءة والمثابرة والطموح، فأنتجوا في ظل الفقر والمعانات كتبا نورتهم وفتحت لهم طريق التنوير.
أما أنك تتذرع بالفقر فهذه أعذار واهية، وهي أعذار الفاشلين الغير الطموحين الذين لا حيلة لهم وينتقدون فقط ،أمثالك يا عزيزي. فعليك يا صاحب التعليق 12 أن تقرأ . والسلام

14.أرسلت من قبل hasan kasay في 07/10/2010 19:49
En España se utiliza una gran cantidad de personas disfrutan de la lectura en cada lugar),
يا أخي هم بشر مثلنا لكن في بلد عادل اما نحن فواقعنا مخيف فأنا لا ألوم المغربي على عدم القراءة لإن مجتمعنا يسوده عدم الإستقرار النفسي والإجتماعي والإقتصادي فكيف تنتظر ممن يستيقض في الصباح على صراخ شجارابيه وأمه بسب نفاذ السكرأوالزيت فيخرج إلى لقضاء حاجة من أحد الإدارات وقبل الوصول إليها يركب سيارة أجرة في المقعد أمامه سمين لا يريد أن يتزحزح من مكانه فيتشاجران وعند الوصول إلى المقاطعة لا يصل الموضفون إلا بعد ساعة من التأخير فيسلمونه الورقة لكن يجب ان ينتضر حتى يمضي عليها الرئيس فينتظر حتى منتصف النهار ولا يصل الرئيس وقبل عشر دقائق من إغلاق المصلحة يصل رئيسها ولكن بدل الإمضاء يخبره أنه كان ينقصه عقد الإزدياد موقعا من طرف المقدم ثم الشيخ الذين يجب عليه البحث عنهما في كل المقاهي وعند رجوعه لاهثا لا أحد إلا القطط عليه أن يعيد السيناريو غدا ...وهكذا ألا توتر الأعصاب كل هذه البيرقراطيه وكل ما نعانيه يوميا من سوء المعاملة في كل مكان. Mi hermano, son seres humanos como nosotros, pero en un país justo, pero que Voqena miedo, yo no culpo a los marroquíes que no leen porque nuestra sociedad dominada por la inestabilidad social y emocional y económico, ¿cómo espera que Istiqd de la mañana gritando Cjarabiah y su madre debido a la fuerza Alskrowalzi salir para eliminar la necesidad de los departamentos y antes de llegada- a andar en taxi en el asiento delantero de la grasa no quiere moverse de su lugar Vicajeran A su llegada a la provincia no alcanza Modvon sólo después de horas de retraso papel Veselmonh, pero debe Intdhar va incluso por el presidente debe esperar hasta mediados del día no alcanza el Presidente y diez minutos antes de que el gran interés llega a su presidente, pero en lugar de la firma le dice que le faltaba una de nacimiento firmado por la Parte y el jeque, que debe buscar en todos los cafés, y cuando regresó sin aliento no es un gato sólo tiene que repetir el escenario de mañana ... y así no la tensión de los nervios de todos estos burocráticos y todos los que sufren un día de malos tratos en cada lugar. كي تعيش في المغرب يجب ان تغير سلوكك من حمل إلى ذئب و إلا لن تستطيع إنها نوع من العدوى المفروضة عليك. Vivir en Marruecos debe cambiar su comportamiento desde el embarazo como un lobo y no sólo del tipo de infección se le imponen.
اما في الضفة الأخرى فالشاب يستيقظ باكرا يجد اباه قد خرج للعمل وأمه تهيأ إخوته للمدرسه ،المحطة على بعد أقدام من الباب يخرج ويركب الحافلة مقاعد مريحه وفارهه تذكرة رخيصه كل راكب منهمك في شأنه يصل البلديه يضغط على زر تخرج له آلة رقما بعد دقيقتين تنادي آلة أخرى على الرقم الذي بين يديه يتقدم الى المكتب يطلب من الموظف ما يريد خمس ثوان يسلمه الأوراق دون ان يؤدي ولا درهما مقابل ذلك كما يفعل في إداراتنا فكيف لا يرتاح الفرد ويحس بقدرة على القراءة و الإبداع يجب أن تفهم الأمور في شموليتها فإن يتغير كل شيء سيبقى مجتمعنا دائما أعرج. En Occidente, la otra persona joven se levanta temprano para encontrar a su padre se había ido para el trabajo y su madre prepara a sus hermanos a la escuela, la estación a una distancia de metros de la puerta hacia fuera y montar los asientos del autobús confortable y un billete de lujo se dedica baratos cada pasajero, a su alcance las prensas municipio en el botón de un número del equipo dos minutos después de llamar a otra máquina el número que sus manos se mueven a la oficina le preguntó el empleado lo que quiere cinco segundos para entregar los valores sin causa o monedas a cambio como lo hace en nuestros departamentos, ¿cómo no sólo relaja a la persona y mejorar la capacidad de leer y la creatividad tiene que entender las cosas en la amplitud de la cambia todo seguirá siendo nuestra siempre cojo.

15.أرسلت من قبل BALGIYASS في 08/10/2010 00:02
Salam O3alikom Warahmato Alahi Wabarkatoh

Wah AWmatnag HITACH Almodo3 Aktar Min Rai3 Chokran Li Alakh Boutazbibt

16.أرسلت من قبل حنظلة في 10/10/2010 12:34
خذ الكتاب بقوة
رشيد نيني
عندما قلنا بالأمس إن مشروع دعم القراءة في المغرب يجب أن يحظى بالأولوية، لم يكن ذلك من باب الترف الفكري أو الإعلامي، وإنما لوعينا التام بأن نهضة المغرب وتقدمه الاقتصادي والسياسي يمران حتما عبر مكافحة آفة العزوف عن القراءة.
لقد وصلت مستويات القراءة في المغرب حدودا مرعبة تنذر بكارثة معرفية حقيقية. ورغم تراجع مستويات القراءة سنة بعد أخرى، فإن الدولة لا تتوفر على خطة واضحة لتشجيع القراءة في المدارس والأحياء عبر بث الروح في المكتبات العمومية. كل ما نراه هو تفرجها على احتضار المكتبات الخاصة التي كانت تعيش على عائدات الكتب المدرسية خلال الدخول المدرسي لكي تحافظ على بقائها حية طيلة السنة. فقد أصبحت المدارس الخاصة تنافس المكتبات وتبيع الكتب المدرسية لآباء التلاميذ ضدا على مذكرة وزارية تمنع ذلك. وهكذا، أصبح أصحاب هذه المكتبات يتفرجون، عاجزين، على أرباب المدارس الخصوصية وهم ينتزعون لقمة عيشهم من أفواههم لكي يضيفوها إلى لائحة عائداتهم وأرباحهم التي يجمعونها عن طريق بيع الكتب المدرسية للتلاميذ بالسعر الذين يفرضونه.
والواقع أن تراجع نسبة القراءة في المغرب واحد من أخطر المواضيع التي لا أحد يتحدث عنها للأسف. فالشعب الذي لا يقرأ، شعب غير قادر على الحصول على المعلومة. وعندما يتم حرمان الشعب من المعلومة، فإنه يكون غير قادر على تشكيل رأي عام وموقف. وبالتالي، يبقى في «دار غفلون»، تاركا للسياسيين الانتهازيين المجال فسيحا لكي يمارسوا انتهازيتهم وكذبهم واحتيالهم بدون خوف من المحاسبة. هناك طرق كثيرة لإبقاء الشعب في «دار غفلون»، أخطرها على الإطلاق تشجيع العزوف عن القراءة والاهتمام بدعم الفرجة البصرية والثقافة الشفوية السطحية المشجعة للكسل الفكري والخمول الذهني.
لكنْ، هناك طرق أخرى لا تقل خطورة تحدث عنها الفيلسوف اللساني الأمريكي «ناعوم تشومسكي»، تكاد تطبقها الحكومة عندنا حرفيا لإبقاء الرأي العام بعيدا عن تدبيرها اليومي لشؤون المغاربة.
إحدى هذه الوسائل هي فن خلق المشاكل ثم اقتراح حلول لها فيما بعد. مثال بسيط:
اليوم يكاد الكل يجمع على وجود انفلات أمني في المدن المغربية. الناس يخرجون في مسيرات احتجاجية مطالبين مصالح الأمن بحماية ممتلكاتهم وملاحقة المجرمين وتشديد العقوبات في حقهم. وليس خافيا على الدولة أن أحياء كثيرة في المدن سقطت في قبضة المجرمين وقطاع الطرق وتجار المخدرات وأصحاب السوابق، إلى الحد الذي أصبح معه هؤلاء المنحرفون يختطفون التلميذات القاصرات في وضح النهار من الشوارع ويغتصبون النساء المتزوجات تحت التهديد بالسيوف في المنعطفات.
السؤال الذي يطرحه المغاربة اليوم أمام هذه الهجمة الشرسة للمجرمين والمنحرفين على ممتلكاتهم وأبنائهم ونسائهم هو: ماذا تصنع الإدارة العامة للأمن الوطني لكي تضع خطة أمنية مستعجلة لكبح سعار هؤلاء المجرمين الذين يؤرقون المواطنين ويهددون أمنهم؟ أين هي فرق التدخل السريع التي يسمنون ويدربون أفرادها في أكاديميات الشرطة، والتي يخرجونها فقط عندما يتطلب الأمر إخماد احتجاج شعبي؟
ألم يحن الوقت بعد لإخراج هذه الفرق المدربة وقوية البنية وتزويدها بالأسلحة الأوتوماتيكية الحديثة والكلاب البوليسية المدربة لكي تقوم بجولات في الأحياء الساخنة للمدن التي تنام تحت رحمة السيوف والخناجر؟
إن المواطنين يتساءلون عن سبب غياب الدوريات الأمنية عن أحيائهم التي تسلط عليها المجرمون والمنحرفون من كل نوع، والاكتفاء بشرطي أو اثنين في مخافر قذرة تفتقر إلى أبسط شروط الأمن، ترفرف فوقها راية ممزقة.
أين هي «شرطة القرب» التي رغم تجاوزات بعض أفرادها، افتقد المواطنون حضورها في أحيائهم. فقد كانت سيارات ودراجات هذه الشرطة تصيب المجرمين بالذعر وتذكرهم بوجود شيء اسمه القانون في البلد. اليوم، نرى كيف يتعرض أفراد الشرطة أنفسهم للضرب وسرقة أغراضهم من طرف المجرمين والمنحرفين، دون أن تتدخل الإدارة العامة لصيانة هيبة الأمن.
إن الوضع الأمني المتردي في المملكة أصبح يتطلب ما هو أقوى وأشد من مجرد تدخلات رجال أمن عاديين. إننا نتحدث عن تلك الفرق المدربة على مكافحة الشغب، والتي يسمنون أفرادها في الثكنات. لقد جاء الوقت لكي تخرجهم الإدارة العامة للأمن الوطني من الظل لكي يقوموا بإعادة الأمن إلى الشوارع والأحياء التي وقعت تحت قبضة المجرمين والقتلة والمنحرفين.
فالناس أصبحوا محتاجين إلى الشعور بالأمن قبل أي شيء آخر. وتحقيق هذا المطلب يمر بالضرورة عبر تجسيد الحضور الأمني ماديا في الأماكن العامة. يجب أن يعرف الناس أن وزارة الداخلية تفكر في أمنهم وتتجاوب مع مطالبهم. وتحقيق هذا المطلب يحتاج إلى تغيير جذري لصورة رجل الأمن في المغرب.
فالأمن، كما هو في الدول التي تحرص على حماية هيبة مؤسساتها الأمنية، ليس مرادفا لعناصر متهدلة البطون أو لهياكل عظمية تلبس الزي الأمني. رجل الأمن يجب أن تكون بنيته قوية ولباسه أنيقا ووقفته تفرض احترام القانون والخوف من تجاوزه.
للأسف الشديد، ما نراه في شوارعنا من حضور أمني لا يدعو إلى شيء آخر غير السخرية والتندر. ولذلك، فلكي يسترد الأمن هيبته يجب، أولا، تغيير صورة رجل الأمن المنتشرة في الشارع العام. يجب أن يكون الحضور الأمني مرادفا لاستعراض القوة بدون شطط. يعني أن يشعر المجرمون والمنحرفون بالخوف عندما يسمعون «حس» رجال الأمن وهم يقومون بجولاتهم التفقدية، لا أن يشعروا بالتفوق عليهم ويجرؤوا على رفع سكاكينهم في وجوههم.
الآن سيقول قائل: لماذا لا تريد الإدارة العامة للأمن الوطني نشر وحدات أمنية مدربة في النقط السوداء للمدن المغربية والقيام بجولات ليلية في الأحياء الساخنة، ما دامت تتوفر على الوسائل البشرية للقيام بذلك؟
الجواب نجده عند الفيلسوف «ناعوم تشومسكي» الذي يقول، في شرح أساليب استعمال الطبقات الشعبية من طرف المتحكمين في تدبير شؤونها اليومية، إن هذه الطريقة اسمها «مشكل، رد فعل، حل»، وهي تقوم، أولا، على خلق المشكل وحله فيما بعد استجابة لمطالب شعبية. ويعطي «تشومسكي» أمثلة على ذلك عندما يقول إن خلق البلبلة الأمنية داخل المجال الحضري يمكـّن الماسكين بتدبير الشأن المحلي من الحصول، في نهاية المطاف، على مواطنين يطالبون بالأمن على حساب التضحية بالخدمات العمومية الأخرى.
وما يحدث في فاس اليوم يدعم هذه النظرية. فعوض أن يخرج المواطنون للمطالبة بتحسين الخدمات العمومية التي يدفعون ضرائبها، نرى كيف يخرجون للمطالبة بحماية أرواحهم وممتلكاتهم من بطش المجرمين. وقد سمعنا كيف بدأ السياسيون في فاس يتقاذفون في ما بينهم التهم باستعمال سلطة العصابات لفرض الرعب على أحياء فاس. وهكذا، فإن «الإرهاب النفسي» الذي يعيشه المواطنون في فاس ليس مصدره انفلاتا أمنيا طبيعيا وإنما مصدره انفلات أمني مبرمج لشغل الناس بالخوف والرعب عن مطالبهم الحقيقية.
وعوض أن يطالبوا بالتحقيق في صفقات تفويت أراضي الدولة إلى المحظوظين وشركات المسؤولين المقربين من الوالي والعمدة والدائرين في فلكهم، نراهم يطالبون بمجرد كف أذى المجرمين عنهم وعن أبنائهم.
إن هذه الطريقة الماكرة في استعمال الطبقات الشعبية للالتفاف على مطالبها الحقيقية تخفي أسلوبا آخر في التعامل مع الرأي العام لا يقل خطورة عن سابقه. وهو التعامل مع الشعب كما لو طفلا قاصرا عبر الإعلاء من شأن البلادة والجهل وتحويل البذاءة و«تاحيماريت» إلى مفخرة.
وتكفي مراجعة كل الإنتاجات الكوميدية والدرامية التي يحشو بها التلفزيون برامجه خلال رمضان لكي نفهم أن الغاية الحقيقية من وراء صرف ملايير السنتيمات على هذه الإنتاجات هي تنمية الجهالة وتطوير البلادة والقصور الفكري لدى الطبقات الشعبية.
أما الأفلام السينمائية التي يمولها المركز السينمائي المغربي على عهد نور الدين الصايل، فأغلبها يشجع اللغة السوقية البذيئة المفتقرة إلى الجمالية الشعرية المفروضة في اللغة السينمائية العميقة. وكل ذلك تحت ذريعة تقديم أفلام تعكس الواقع المغربي بدون تزويق، في خلط فظيع بين الأفلام السينمائية المبنية على الخيال والأفلام الوثائقية المبنية على الواقع.
عندما نقرأ نظرية «ناعوم تشومسكي» حول تشجيع الجمهور على «تاحيماريت» نفهم سر الدفاع المستميت لبعضهم عن حركات من قبيل «حمار وبيخير» التي تسعى إلى نشر ثقافة مسالمة تعيش على هامش المجتمع وغير قادرة على التفاعل معه. ومن بين هؤلاء الذين يدعمون مثل هذه الحركات مثقفون يا حسرة، مثل عبد اللطيف اللعبي الذي قضى حياته مدافعا عن المثقف العضوي، فانتهى مدافعا عن المثقف الحماري.
إن الحل الوحيد لاستعادة الرأي العام لسلطته كرأي، هو محاربة الجهل وأوجهه المتعددة في المجتمع. ولعل أبشع وجه لهذا الجهل هو تراجع القراءة. ولهذا فالقراءة هي السلاح الوحيد الذي بفضله يستطيع الرأي العام مواجهة كل من يحاول استعمال جهله وعدم اطلاعه لكي يشغله بمشاكل جانبية عن مشاكله الحقيقية.
خذ الكتاب بقوة. وبعدها ستفهم أن المعرفة هي القوة الحقيقية التي بدونها ستظل أبد الدهر أسير الجهل والتخلف والخوف.

17.أرسلت من قبل soufian في 12/10/2010 18:17
موضوع جد قيم ورائع،القراءة بريئة من الزمان والمكان،المشكل هو اننا اصبحنا قوما ثرثارونمامين والله ارى يوميا هنا في المانيا اناسا يقرؤن في كل مكان وفي زمان علما ان مايقرؤن يفيدهم فقط في دنياهم واما نحن عندنا القرآن والصحيحين وقصص الأنبياء وتصوروا متعة قراءة هذه الكتب،المشكل يا طارق ليس في اسبانيا او المغرب والله انا متأكد لو اننا مثلا ذهب جميع المغاربة الى اسبانيا والإسبان أتوا الى المغرب فإن الحال لن يتغير لأننا يجب اولا ان نغير من سلوكياتنا٠سفيان فرانكفورت

18.أرسلت من قبل dris في 13/10/2010 14:14
الى صاحب التعليق رقم 13 انا افهمك اذ انه لا علاقة للضروف الإقتصادية من فقر وقلة ذات اليد بالقراءة و التحصيل بل ما يترتب عن الفقر من تفكك أسري و مشاكل عائليه وبالتالي عقدا نفسيه فهل يتساوى من يعيش في جو عائلي سليم تسوده السعادة و الحب مع من يعيش في جو العنف و الخوف فأنا لا ألوم الفقر بل ألوم ثقافتنا ثقافة العنف، الإستهزاء، ثقافة الإحتقار ثقافة كل ما هو رديئ نحن شعب نحس بالنقص وهذا ناتج عن تربيتنا الخاطئه إذ تجد الكبير يحتقر الصغير فتنمو مع الطفل عقدة النقص والشعور بتفوق الآخر.
و بصفة عامه إنعدام العدالة إجتماعيه تساوي تخلفا على كل الأصعده فالله لما أنزل القرآن أنزل معه الميزان وسيظل حالنا على ما هو عليه حتى يزول الظلم ويأمن الناس على انفسهم وأولادهم و على مستقبلهم اما أنت يا أخي صاحب التعليق 13 فيبدو انك تعيش في برج عاجي أو أنك لم تذق بعد ما ذاقه وما يذوقه المغاربه من إحباط و يأس وأشد إحباط هو أن يجد الشاب نفسه عالة على أمه المسكينه وأن يحب فتاة ولا يستطيع الزواج منها وأن يموت إبنك بين يديك ولا تستطيع علاجه لا لشيء إلا أنك فقير والسلام عليكم.












المزيد من الأخبار

الناظور

" كأني ذاهب إلى حرب" يحط رحاله بالمعرض المغاربي للكتاب بوجدة

مغاربة وإسبان يفتتحون لقاء الضفتين "الشرق والأندلس" بالناظور

الحكم على أبرشان والمنصوري في مليلية بدفع 4 مليون أورو مع سلبهما الحرية

قلق بمليلية بسبب "هجمات مهاجرين قاصرين" على الأمن

"فريق شباب الريف الناظوري ينهزم أمام الجيش الملكي ويودع كأس العرش"

إحصاء ساكنة الناظور 2024.. عامل الناظور والمدير الجهوي للتخطيط يعقدان لقاء إعداديا

مليلية امتلأت.. إجراء إسباني عاجل لنقل مهاجرين من المدينة المحتلة إلى هذه المناطق