بقلم : بغداد صامبو
نعم، لا داعي للبحث أيها المسؤولون.. فكلنا متورطون في موت إخلاص.. كلنا مسؤولون أمام الله و القانون و أنفُسنا.. نحن متهمون جميعا بإهمال طفلة بريئة و تركها عُرضةً للفقر و الضياع.. نحن متهمون جميعا بعدم مساعدتها رغم عِلمنا بكونها في حالة خطر منذ ولادتها: خطر ظروف الحياة المزرية.
أين كُنّا حين كانت إخلاص تعاني قسوة الجوع؟؟ أين كُنا حين كانت إخلاص تعاني قسوة البرد؟؟ أين كُنا حين كانت إخلاص تعاني قسوة العيش في بيت طيني وسط جبال نائية و وديان جافة قاحلة؟؟
لهذا كله، نحن جميعا مسؤولون عن رحيلها: مسؤولون لأننا لم نُعبّد لها طريقا تسير عليه... مسؤولون لأننا لن نبْنِ بقرب منزلها المتهالك روضا وحضانة... مسؤولون لأننا لم نُهدِها مِعطفا دافئا و عروسا جميلة... مسؤولون لأننا عشِقْنا أنفُسَنا و تركْناها وحيدةً تُصارع عنفَ الزمن..
لقد كانت إخلاص فتاة بريئة تطمح للحياة و الفرح... كانت كلُّ أمانيها أن تلعب و تقفز و تتخفّى وراء الأشجار مُمسكةً في يدها بقطعةِ حلوى و دميةٍ صغيرة.. و كان حرِيّا بِنا أن نكون إلى جانبها.. أن نأخذَ بحالِها.. أن نمنحَها جرعةَ ابتسامةٍ و قطرةَ سعادة... و لكِننا جميعا لم نفعلْ، و لم نُبادِر، و لم نكُن على قدْر الإنسانية.. فهل نحن أبرياء؟؟ هل نحن في معزلٍ عن حكم الإعدام بتهمةِ القتلِ مع سبق الإصرار و الترصد؟؟ أو على الأقل إدانتنا بتهمة الشروع في القتل، و عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر؟؟
لقد ماتت إخلاص أيها الأصدقاء.. و ربما كان خلاصُها في رحيلها نحو عالَم آخر يؤمِن بالحب و الحنان، و يُهديها ما تشتهي مِن دفئ و أمان... عالمٍ ينبُذنا كبشرٍ يهْوى نفسَه حدَّ الجنون و حدَّ الامتناع عن إنقاذ حياة الآخرين.
أكيدٌ أن محكمةَ الدنيا لن تُدينَ قسوَتنا، و لن تُعدِمَ ضميرَنا الفارغ، و لن تسجُن نزواتِنا الخبيثة... و لكنْ، بماذا عَسانا نُجيبُ محكمة الآخرة؟؟.. بماذا عسانا نُجيب قاضي العدل حين يسألنا: أين كنتم قبل اختفاء و موت الطفلةِ إخلاص؟؟....
نعم، لا داعي للبحث أيها المسؤولون.. فكلنا متورطون في موت إخلاص.. كلنا مسؤولون أمام الله و القانون و أنفُسنا.. نحن متهمون جميعا بإهمال طفلة بريئة و تركها عُرضةً للفقر و الضياع.. نحن متهمون جميعا بعدم مساعدتها رغم عِلمنا بكونها في حالة خطر منذ ولادتها: خطر ظروف الحياة المزرية.
أين كُنّا حين كانت إخلاص تعاني قسوة الجوع؟؟ أين كُنا حين كانت إخلاص تعاني قسوة البرد؟؟ أين كُنا حين كانت إخلاص تعاني قسوة العيش في بيت طيني وسط جبال نائية و وديان جافة قاحلة؟؟
لهذا كله، نحن جميعا مسؤولون عن رحيلها: مسؤولون لأننا لم نُعبّد لها طريقا تسير عليه... مسؤولون لأننا لن نبْنِ بقرب منزلها المتهالك روضا وحضانة... مسؤولون لأننا لم نُهدِها مِعطفا دافئا و عروسا جميلة... مسؤولون لأننا عشِقْنا أنفُسَنا و تركْناها وحيدةً تُصارع عنفَ الزمن..
لقد كانت إخلاص فتاة بريئة تطمح للحياة و الفرح... كانت كلُّ أمانيها أن تلعب و تقفز و تتخفّى وراء الأشجار مُمسكةً في يدها بقطعةِ حلوى و دميةٍ صغيرة.. و كان حرِيّا بِنا أن نكون إلى جانبها.. أن نأخذَ بحالِها.. أن نمنحَها جرعةَ ابتسامةٍ و قطرةَ سعادة... و لكِننا جميعا لم نفعلْ، و لم نُبادِر، و لم نكُن على قدْر الإنسانية.. فهل نحن أبرياء؟؟ هل نحن في معزلٍ عن حكم الإعدام بتهمةِ القتلِ مع سبق الإصرار و الترصد؟؟ أو على الأقل إدانتنا بتهمة الشروع في القتل، و عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر؟؟
لقد ماتت إخلاص أيها الأصدقاء.. و ربما كان خلاصُها في رحيلها نحو عالَم آخر يؤمِن بالحب و الحنان، و يُهديها ما تشتهي مِن دفئ و أمان... عالمٍ ينبُذنا كبشرٍ يهْوى نفسَه حدَّ الجنون و حدَّ الامتناع عن إنقاذ حياة الآخرين.
أكيدٌ أن محكمةَ الدنيا لن تُدينَ قسوَتنا، و لن تُعدِمَ ضميرَنا الفارغ، و لن تسجُن نزواتِنا الخبيثة... و لكنْ، بماذا عَسانا نُجيبُ محكمة الآخرة؟؟.. بماذا عسانا نُجيب قاضي العدل حين يسألنا: أين كنتم قبل اختفاء و موت الطفلةِ إخلاص؟؟....