المزيد من الأخبار






بوابة المغرب تغرق في الفوضى.. بني انصار تستقبل الجالية على إيقاع العشوائية


ناظورسيتي: مهدي عزاوي

مع اقتراب موسم الصيف وبدء عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كان من المفروض أن تتحول جماعة بني انصار إلى خلية نحل تعج بالحركية، تخطيطًا وتنفيذًا، لاستقبال آلاف العائدين إلى الوطن عبر بوابة ميناء بني انصار، أحد أهم الممرات الحدودية البحرية بالمغرب. غير أن واقع الحال يرسم صورة قاتمة عن جماعة يبدو أنها خارج السياق تمامًا، غير قادرة على مواكبة الحدث، ولا تملك من الحنكة التدبيرية سوى عناوين الفوضى وسوء التنظيم.

جماعة بدون بوصلة

من يزور بني انصار اليوم لا يحتاج إلى كثير من التمحيص ليدرك أن الجماعة تغرق في عشوائية قاتلة. لا طرق مؤهلة، لا إشارات واضحة، لا فضاءات استقبال، ولا حتى علامات ترحيب بسيطة توحي بأن المدينة تستعد لاحتضان أبنائها العائدين. الجالية التي كانت دائمًا داعمًا أساسيًا للاقتصاد المحلي، تظل اليوم في موقع المتفرج على عبث جماعي في التدبير.


لا وجود لأي استراتيجية تواصلية أو لوجستيكية. لا حملات نظافة، لا تنسيق مع الفاعلين الاقتصاديين، ولا حتى خطة بسيطة لضمان انسيابية المرور في مدينة تُعدّ منفذًا حدوديًا حساسًا. وكأن الجماعة لم تسمع بعد بأن الصيف قادم، وأن أبناءها عائدون.

فوضى شاملة.. لا سلطة محلية ولا حلول بديلة

الفوضى لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تتعداها إلى الأسواق العشوائية التي تغزو الأرصفة، والمقاهي التي تحتل الشوارع، والانقطاعات المتكررة في الماء والكهرباء، والمظاهر العشوائية التي تنفّر كل زائر قبل أن تطأ قدماه تراب المدينة.

لا حضور حقيقي للمجلس الجماعي، ولا إشراف فعلي على الملفات الحساسة. كأن السلطة المفوضة إلى هذه الجماعة لا تتجاوز تسيير الملفات الورقية داخل المكاتب المغلقة. أما الواقع الميداني، فيُدار بمنطق “دبّر راسك”، حيث تغيب المبادرة، وتغيب معها المسؤولية.

أين موارد الجماعة؟ وأين الأولويات؟

لا أحد يعلم كيف تُصرف الميزانية، ولا على ماذا يتم الرهان في وضع الأولويات.

بدل التركيز على تجهيز المدينة لموسم حيوي، تنشغل الجماعة بأمور هامشية وقرارات مرتجلة لا تلامس الجوهر.

أين ميزانية التهيئة؟ أين التفاعل مع المجتمع المدني؟ اين التغيير الذي تم به وعد الناخبين؟ أسئلة بلا أجوبة، تمامًا كما هو حال ملفات الجماعة التي لا تتجاوز الحبر على الورق.

جالية محبطة.. ورسالة واضحة

أبناء الجالية العائدون كل صيف لا ينتظرون معجزات، بل فقط علامات احترام. انتظارهم في الطوابير الطويلة، مواجهتهم لصعوبات العبور، ثم وقوعهم فريسة للفوضى بمجرد دخولهم المدينة، كل ذلك يرسل رسائل سلبية عن وطن لا يُحسن استقبال أبنائه، ولا يُجيد حتى تزيين بواباته الرمزية.

جماعة بني انصار مطالبة بتدارك الموقف، لا ببيانات إنشائية، بل بخطة عاجلة واضحة المعالم. الكرة الآن في ملعب المنتخبين والسلطات المحلية، إما أن يثبتوا جدارتهم، أو أن يتركوا مواقعهم لمن يملك الإرادة والرؤية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح