المزيد من الأخبار






الى عبدالحق النوري ... حين ترسم الدموع لوحة إنسانية جميلة


 الى عبدالحق النوري ... حين ترسم الدموع لوحة إنسانية جميلة
محمد بوتخريط . أمستردام

حين ترسم الدموع لوحة إنسانية جميلة..

إهداء : الى عبدالحق النوري ..
يعجز القلب عن البكاء و يعجز اللسان عن النطق...
تعاطفنا وصلواتنا معك ومع كل المقربين منك في هذه الفترة العصيبة.

صورة لم تبرح شريط ذاكرتي في ذاك المساء ... راودتني فكرة الكتابة عن الصورة كثيرا، وكعادة الكلمات التي لاتأتي حين نريد ، بقيت تلك الصورة تراودني.
اللحظة وانا أتصفح صور المشهد عادت لحظات الحزن التي عشتها امام منزل عبد الحق نوري بكل اللحظات بوزنها وحزنها... تتراءى امامي كسحابة مثقلة بالمطر .

حين سقط لاعب اياكس امستردام الشاب عبد الحق نوري على العشب الأخضر هناك ، وفقد وعيه أثناء مشاركته قبل أيام في مباراة ودية لفريقه الهولندي ، شهدت حالته تعاطفا كبيرا من اللاعبين حول العالم ومن الجماهير.
وحين أعلن نادي أياكس أمستردام الهولندي أن لاعبه عبد الحق تبين أنه يعاني من مرض خطير في الدماغ وأنه يعانى من تلف بالمخ وحالته خطيرة، لم يصدق البعض ذلك الخبر، بقوا مذهولين حتى قرأوا البيان الصادر من النادي ، أما البعض الآخر فلم يصدق ذلك حتى الآن !.
وفور نشر الخبر، تناقل الهولنديون دعوات للاحتشاد أمام منزل عبدالحق من أجل مؤازرة أسرة اللاعب، ولمشاطرتهم أحزانهم وتقديم الدعم.
آلاف من الأشخاص احتشدت أمام المنزل بمشاركة من لاعبي الفريق الذي يلعب له ، معبرين عن دعمهم بعد الإعلان عن معاناته من تلف خطير ودائم في المخ .. جماهير غفيرة حجت من كل صوب وحدب ، هتفت بصوت واحد بِاسم عبد الحق.

من إحدى نوافذ المنزل كان بعض أقارب عبد الحق يلوحون للجماهير تعبيرا عن امتنانهم لهذا الدعم ، رفعوا قمصاناً لعبدالحق وعلقوا على الزجاج صوراً له وهو يلعب كرة القدم في طفولته..
جماهير غفيرة انتقلت إلى منزل اللاعب ورددت الهتافات، " نحن معك ، نحن نحبك يا نوري" قبل أن يخرج شقيقه إلى الجماهير ويشكرهم باكيا بحزن مصحوب بدموع خفية اختلطت بدموع الفرح.. وكأنه لم يعد يميز بين دموع الفرح من الحزن .. مشاعر اندمجت في قلبه ترجمتها عيونه بدموع اختلط فيها الفرح والحزن ، فرح بكل هذه الحشود و حزن كبير في القلب على أخٍ يرقد في مستشفى غير بعيد عن بيته في امستردام .. فهل منكم من اختلط معه دمع الفرح والحزن يوما ؟

هناك شاهدت أطفالا وشباب صغار، سمعت آهاتهم متقطعة، أصدقاء كانوا يلعبون و نوري معا، يداعبون الكرة في أزقة أمستردام ، لعبا معاً لعباً بريئا براءة الزهر، و البراءة كانت هي قواعد اللعبة، كانوا يضحكون تارة، ويبكون تارة أخرى، عرفوا بعضهم فوق اسفلت الازقة والساحات ، كانوا الأمل الذي يتمسك بالفرح، والكرة ..حضروا الى المكان بعد أن اشتكت العيون من طول الحزن. جاؤُوا، وقفت كلماتهم تمسح عرقها بمنديل ملطخ بالذكريات .في عيون الجميع رأيت دموع الفرح قد اختلطت بدموع الحزن، في عين واحدة.

لمحت أم نوري تخبئ دمعها عن الجماهير، تبتسم لهم وتحتضن كلماتهم ومواساتهم لها، تبكي في قلبها المبلل بدموع الحزن.حين وصلت أسرة نوري أمام المنزل وسط ترحيب من الجماهير الهولندية التي حرصت على الالتفاف حول السيارة ، تجمعت حولها ومع توافد الجماهير، كانت مآذن قلوب الامهات ، تصدح بالتكبيرات...
والد نوري، لم يتمالك نفسه أمام المشهد الرائع الحزين، خرج من السيارة يلوح للجماهير بيديه ، وهو المدرك لحالة إبنه، يطلق صراخا هيستيريا رددته آفاق المكان. صراخ يشبه النحيب الذي يلي الوعي بالفجيعة .. ليبكي الجميع وسط هتاف:
"نحن نحب عبد الحق...نحن نحب عبد الحق".

-آخر الصورة..
تضامن رائع لم تشهد له هولندا مثيلاً،عظيم ونبيل يحقق أرقى مستويات العلاقات الإنسانية .
يعجز القلب عن البكاء و يعجز اللسان عن النطق...
تعاطفنا وصلواتنا معك عبدالحق ومع كل المقربين منك في هذه الفترة العصيبة.

- آخر الاخبار ...
إشارة الى أن حالته بدأت تتحسن ،حيث قال أخ عبدالحق الذي زاره مؤخرا في المستشفى أن الحالة الصحية لأخيه بدأت تتحس، لكن ببطء... "حالته الصحية في تحسّن ، ولكن بدون شك، تسير بوتيرة بطيئة للغاية"...









































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح