المزيد من الأخبار






المولد النبوي بالدريوش.. مَظاهِر للزِّينَة والتَعَبُّد وَسَطَ إندثار للعديد من الطقوس والتقاليد


المولد النبوي بالدريوش.. مَظاهِر للزِّينَة والتَعَبُّد وَسَطَ إندثار للعديد من الطقوس والتقاليد
ناظورسيتي | إسماعيل الجراري

يُمثل الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف بالدريوش خاصة والمناطق القريبة منه عامة مناسبة دينية خالدة في نفوس السكان، جرت العادة على تخليدها بمظاهر وطقوس وتقاليد تَرسَّخت في التراث الحضاري للمنطقة وذلك كُلَّ مَا حَلَّ الثاني عشر من ربيع الأول، لأنها ترتبط بِلَيْلَةِ مِيلاد سَيِّد البشرية. فما هي أهم الطقوس والمظاهر الاحتفالية التي تقوم بها بعض الأسر بالدريوش لتخليد ذكرى المولد النبوي الشريف؟

يُعتبر الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف بالدريوش واحدا من المظاهر التي تجسِّدُ حُبَّ المسلم للنبي محمد صلى الله عليه وسلَّم وتعظيم شخصيته في نفوسهم والذي يغطيه الطابع الديني بالدرجة الأولى، يَلِيهِ الطابع الإجتماعي المتمثل في تعزيز الروابط العائلية والأسرية وتَمتِينِ أواصر الأخوة.

مجموعة من الطقوس والمظاهر الاحتفالية تُواكب تَخليد السكان لهذه المناسبة والتي تُبرهِن مدى تَعَلُّقِهِم بِدين الاِسلام المُتَشَعِّبِ بالقِيم السَّمْحَة، فَمنهم من يُواكب خلالها الدروس الدينية ومجالس العلم، ومنهم من يجدها فرصة لتلاوة القرآن الكريم والإكثار من الأذكار وغيرها، لكنَّ أبرزها التَوجُّه الى بيوت الله بمعيَّةِ الأطفال وإحياء الليلة بما يَلِيقُ بها من الذِّكر والخُشُوع.

كثير من الأُسَر بمدينة الدريوش على الخصوص تُشكل مناسبة المولد النبوي الشريف بالنسبة لهم فرصة لتحضير أنواعٍ من الأكلات ذات الدلالة والإرتباط بهذه المناسبة، لكن ونظرا لأن المدينة اليوم تَختلط فيها الثقافات والأعراق والأُسر فَإِنَّه يُصبح من الصَّعْبِ تحديد نوع واحد مُعيَّن تُخَصِّصُهُ كلُّ الأُسر في ليلة هذه المناسبة، فهناك من يُفضِّلُ طبق “الكسكس” بِلَحْمِ الدجاج والبعض يَجعَلُ من طَبَق “لَفْتَاتْ” المَحْشُوِّ بِقِطَعِ اللَّحم والتوابل والبَصَلِ والفلفل وغيرها الطبق الأقرب إلى خاطره أو حتى طبق “الرْفِيسَة” وهناك من يكون طَبَقُهُ لَحْم الدجاج المَطْبُوخ مع مختلف التوابل والبـهارات ويَتِم دعوة أفراد العائلة لمشاركة المائدة.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل إن المناسبة تشكل فرصة للتَزَيُّن والتَسَوُّق بإمتياز، فتجد النساء والفتيات وحتى الرجال يَتَردَّدُون على مختلف المحلات التجارية الخاصة بالتَزَيُّن وكذلك تلك المُختصة بالتوابل والبهارات وحتَّى المأكولات الجاهزة وأيضا الإقْبَالَ على شراء مختلف أصناف الحلويات، كما تعتبر المناسبة أيضا فرصة للأطفال الصغار الذين ترتسم الأفراح والبَسمة على وُجوههم سواء فيما يخصُّ اللَّعب واللَّهو أو حتى لُبْسَ ثِيابٍ جميلة، أما بالنسبة للنساء فَمِنهُنَّ مَن تُزيِّنُ أيَادِيهَا بِنُقوشِ الحنَّاء والإِكْثَارِ من رَائحَة البُخُور والجَاوِي الذي يُعطِّرْنَ بِه البُيُوت.

و تَشهد الأضرحة والزوايا نشاطا متميزا ومكثفا في هذا اليوم تحديدا، حيث يُمكن اعتبار هذا اليوم عيدا للزوايا، كمَا تُرافق هذه الذكرى حَركة تِجارية غير عادية حيث تَكثُر تِجارة لُـعَبِ الأطفال وكذلك تِجارة الحلـويات والعجـائن والفـواكه الجَافَّـة، ومهما كان الحال وإختلفت الأحوال وشكَّلت المناسبة للبعض رواجا تجاريا والذي يعرف مؤخرا نوعا من التراجع، وللبعض الآخر فرصة لِصِلة الرَّحِم، فإن هذه المناسبة تبقى ذات حمولة دينية، يكون المظهر والإهتمام الأول فيها حُبُّ الرسول وإجلال شخصيته صلى الله عليه وسلَّم.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح