المزيد من الأخبار






المكالمة المعتقلة ... دموع برائحة الوداع الأخير.


المكالمة المعتقلة ... دموع برائحة الوداع الأخير.
محمد بوتخريط

لم تقوى لا أن تقبله ولا أن تضمه إلى صدرها.. وقفت الزوجة مندهشة مما سمعت ..دموع على خديها ولكنها في هذه المرة ليست فقط دموع الحزن والألم وإنما دموع برائحة الوداع الأخير.

دموع زوجة تذرف نارا وجمرا سيحرق كل المتآمرين على هذا الوطن .. صرخات أم تتعالى على زوج وهب روحه للشهادة فداء الوطن.

تزدحم الأسئلة في عقولنا وعلى امتداد هذا الوطن الجريح حول هذا العهد الجديد المزعوم الذي يروج له مسؤولي البلد.‏

غزيرة دموع الزوجة اليوم على أطراف هذا السجن العالي وكم هي عزيزة دموعها.. وعال نحيبها هناك وأي القلوب تصبر تحت وطأة عويل الأمهات وهن ينتحبن على فلذات قلوبهن..‏وعلى بكاء زوجة وهي تسمع رسالة وداع من زوج معتقل ، مضرب عن الطعام:

- المكالمة المعتقلة* .

(( اتصلت بك اليوم لنتحدث قليلاً. أتصلت لأقول لك أني أعزك كثيرا..احب اطفالي كثيرا.. انتم اعزُّ الناس وأقربهم إلى قلبي.

أريد أن أخبرك أننا دخلنا في إضراب مفتوح عن الطعام.. فإما الحرية او الشهادة,, لا يمكنني الاتصال بأمي وأبي. أتمنّى أن تسجلي هذه المكالمة لهم ،.

رسالتي هذه أحكيها لك أنت ، بيني وبينك ، فربما لن نرى بعضنا البعض مرّةً أخرى. أريدكِ أن تسامحيني...

أبلغي سلامي الى أبنائي وأبلغي أبناء الريف إن كنت قد أخطأت في حق أي منهم أن يسامحوني ، نحن جميعنا نريد خيرا لهذا الريف.. وأبلغيهم أن يصمدوا ، و أن يستمروا على نهج الأمير مولاي موحند ...

أدعو الجميع للوقوف صفاً واحداً .. شدّوا على أيادي بعضكم البعض للسير الى الأمام . كونوا يدا واحدة.

نحن هنا في السجن لأجلكم وليس لأجلنا.

أحبكم جميعا...

أخبري ابني بأن أباه ضحى من أجله ومن أجل الريف .

هذه رسالة وداع.. انا اليوم هنا ، وغدا لا أعرف أين ،هي لحظات يقف بها شرف الشهادة على ناحية طريقي إليها..

أودعكم بدمعات العيون... أودعكم وأنتم لي عيوني... أودعكم وفي قلبي لهيب..

تحياتي الى الجميع...

أتمنى لكم معركة ناجحة. * ))

*مكالمة هاتفية من السجن ، من معتقل الحراك الشعبي الريفي عبد العالي حود لزوجته.




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح