المزيد من الأخبار






أسفارنن ن أومطا ديوان جديد للشاعر الأمازيغي ميمون الصحراوي بسمة دمعة تلظت من عنف الأسئلة


أسفارنن ن أومطا ديوان جديد للشاعر الأمازيغي ميمون الصحراوي بسمة دمعة تلظت من عنف الأسئلة
محمد بوتخريط - هولندا

صغاراً كنا .. وكبرنا على سماع قصائده في الحب والريف والوفاء للهوية.. وكم أهدى من قصائد لذاك الريف الشامخ.
-هاجس القصيدة .
يعد من أشهر الشعراء الذين انجبتهم ارض الريف وأبرزهم في التسعينات من القرن الماضي ، وكبقية الشعراء الموهوبين سكنه، هاجس الشعر والإبداع منذ صباه و تبلور في ذاته .. إطلع في سن مبكرة على قصائد شعرية عدة .. حاول في سن الثانية عشر اعادة صياغة بعضها، الامر الذي منحه ربما زخما ابداعيا متدفقا للابداع.. فراح يكتب قصائده وينشدها منذ التسعينات .
ﻓﺘﺢ شاعرنا ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﯽ اﳊﻴﺎة ﰲ" ماورو" بقبيلة آيت سعيد إحدى القبائل الريفية الأمازيغية التابعة لإقليم الناظور، وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻴﻬﺎ ولوقت قصير جدا حيث سرعان ما شدت عائلته الرحال الى مدينة الناظور، فيها لعب مع أصدقاء جدد في أزقتها وشوارعها وتلقى تعليمة الابتدائي في مدارسها ،وانتعش من نسيم هواء مارتشيكا، بعد أن تنفس ﺟﻮ ماورو اﻟﻨﻘﻲ .
رحل عن الناظور وآيت سعيد .. ليعانق عالما آخر .. بين أسوار جامعة محمد الأول بوجدة تابع دراسته الجامعية شعبة التاريخ ..
وكما الخطاطيف المهاجرة ، غادر ميمون بعد نيل الاجازة الى هولندا بعد أن بصم مسيرته الجامعية ببحث قيم عن واحد من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية قديما في مواجهة المحتل الروماني ومن أهم قادة نوميديا ..تاكفاريناس.

-شاعر ذات أبعاد عميقة ...
ارتبط ميمون منذ شبابه بالحركة الامازيغية..انخرط في العمل الجمعوي عاش تجارب جمعيات نشيطة وقتها منها تانوكرا وإلماس. بل وكان من بعض مؤسسيها .. كما كان لجمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور(أبريل 1978) نصيبها من التأثير في شاعرنا..بمسيرتها ونهجها كما بأنشطتها التي كانت تشمل مجالات اللغة والثقافة والأدب وفنون المسرح والسينما والتشكيل إلى جانب مجالات أخرى عدة.
في ظل هذا الوضع التزم ميمون الصحراوي بقضايا الريف وكان مصرا على كتابة أشعاره باللغة الامازيغية وكأن حال لسانه كان يعيد مقولة الشاعر الكردي جيكر خون "إذا كتبت بلغة الآخرين فان لغتي ستضمحل إما إذا كتبت بلغتي فان الآخرين سيحاولون قراءة وكتابة لغتي".
برزت قصائده في التسعينات فتغنى بها كبار الفنانين آنذاك، لكن اسمه بقي في الظل.. واصبحت بعض الفرق التي تغنت بقصائده ، مثل مجموعة إيثران وأياون (بوعرفة).. أكثر شهرة منه .. لكن ذاع صيت قصائده وباتت من الأغاني الخالدة في الوجدان الامازيغي الريفي.ومن منا لا يتذكر قصيدة (الناظور) لمجموعة ايثران/الرحموني والتي ظلت إلى ألان تتردد على ألسنتنا..
كبرنا على صدى ترنيماته الشعرية.. أنا وجيلي كان لنا نصيب من قصائده التي كتبها فصدحت لسنوات ولا زالت .. تغنينا بها، و حفظناها عن ظهر قلب..ولا زلنا.. كون قوتها تكمن في عدم خضوعها إلى منطق التقادم ، وانتهاء صلاحية فاعليتها الجمالية،
قصائد تشكل بلاغة حضورها في الزمن حالةً استثنائية ، ذات قدرة غير عادية على الاستمرار. .

- عالم يشبهه..تماما.
قصائد ميمون عالم فني راقي وبسيط..تشبهه تماما ، إنسان حالم ، مفعم بالحب والأمل .. عالم صنعه لنا بكلماته لنعيش نحن فيه، عالم يحمل تحدياتنا واحلامنا بل وخيباتنا وانكساراتنا أيضًا..في محاولات منه ربما لتجاوز واقع رمادي والرغبة في حلم وردي..او ربما لتفادي التعثر في الخطى والسير في اتجاه آفاق قد تكون جديدة..أو قد تحمل جديدا .
قصائد تتناول الحياة اليومية والمعيشة، يتحدث عن حقائق بسيطة في الشؤون الاعتيادية المعاشة في الحياة اليومية. و عن تشبث الإنسان بالحلم وتعلقه بأطياف حكاياه وبالحياة رغم ما فيها من المآسي والويلات.
لتخليد زمن وجود أعماله الشعرية ، وحفظها من التلف التاريخي،اعتمد ميمون الصحراوي اعادة كتابتها ونثرالغبارعن بعضها لتطهيرها من غبار التلف .
هكذا...بعد صمت طويل للشاعر ، عاد ليصدر ديوانه الشعري الجديد الذي أختار له اسم «أسفارنن ن أومطا» ، مشروع قديم ربما تعود بعض قصائده ايضا إلى زمن بعيد ما...
ويعد "أسفارنن ن أومطا " هو الديوان الأول للشاعر ميمون الذي بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة ثم دأب على نشر نصوصه من خلال مشاركته بالعديد من مهرجانات الشعر والملتقيات الأدبية داخل وخارج المغرب وأجريت معه لقاءات إذاعية وتلفزيونية . وحصل على جوائز تقديراً لأعماله .. وما حصوله على جائزة الهجرة للآداب في أمستردام مدينة الفنون والثقافة بهولندا ولعامين متتالين الا اعتراف بقوة إبداعات أعماله الشعرية .. وهو الحدث الذي اجتذب اهتمام وتفاعل الصحافة الهولندية والعديد من المهتمين بالمجال الادبي.

-فتح جراحَ الأقحوانْ لذاكرةِ المكان.
هو ذا ميمون الصحراوي الشاعرالذي طالما أطربتنا كلماته بلغتنا الام التي كان يحاكينا فيها..
هو اليوم يرى ان الوقت حان لفتح جراحَ الأقحوانْ لذاكرةِ المكان..تطل على دمعةٍ مبتسمةِ باحثةٍ عن ذكرى بَسْمة دَمعة تلظت من عنف الأسئلة .
اهي ابتسامة دمعاتنا..أم هي ابتسامة في زمن الدموع ...
أم هي ابتساماتنا المبعثرة التي نرسمها كل حين ، تختبىء وراءها احزاننا وكل آلامنا....ام هي دمعة تتراقص في قلوبنا.
أم أن فقط..خلف بسمة عيوننا الدمع متوارى ... و"بسمة دمعة" شاعرنا ميمون الصحراوي هي مقدّمة لاشياء وأخرى كثيرة .. ستكشف عنها صفحات «أسفارنن ن أومطا» خلال الأيّام المقبلة ؟.




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح