
بدر أعراب
قدر أبناء الريف في هذا البلد اللاَّسعيد أنّهم ما خلقوا إلاّ ليمتطوا قوارب الموت المَاخِرة لعباب أمواج البحار في هجرات جماعية نحو مفازات الجغرافيات البعيدة، وكأنهم مشاريع مهاجرين سيضخّ منهم من نجا بنفسه من الغرق في عرض البحار ولم يكن طعما سائغا للحيتان، العملة الصعبة في أرصدة الوطن! وكأنّ التاريخ لن يجود على فلذات أكباد أهالي هذه الرقعة المغضوب عليها من قِبل التاريخ والطبيعة والسياسة، بما يبرأ نزيف الهجرة السيّال حدّ النزّف!
تلقّينا في ناظورسيتي على مدى الثلاثة أسابيع الماضية، زخماً من المكالمات الهاتفية التي ربطها معنا آباء وأمهات من شتّى الأصقاع بالخارج وداخل أرض الوطن، يحثون بحرقة على وقف نزيف الهجرة الجماعية التي عاد شبحها الذي لا يريد مبارحة مكانه أبداً إلى التخييم من جديد فوق سماء منطقة الريف، يستنجدون بالصحافة لبثّ ندائهم الذي يطلقونه بنبرات ملؤها الشجن والتحسر ومفعمة بمشاعر الغمّ والأسى!
والحقيقة أنّ الأرقام التي وردتنا لدى موقع ناظورسيتي، في ما يتعلق بعدد شباب الناظور الذين غادروا عبر مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء ونظيره بطنجة، قصد التحليق جوّاً صوب تركيا ومنها السفر بحراً إلى ألمانيا عبر الدول المجاورة كاليونان، مخيفة جداً وتبعث على القلق، أخذاً بالإعتبار قياس الأرقام مع عدد الأيام التي حزم فيها هؤلاء حذاءَهم لبدءِ الشروع في رحلة المُخاطرة، وما تزال الأيام المقبلة ستلوح بأرقام أكثر منها فزعاً!
وتُعّد إلى حدّ الآن هجرة 15 ألف من أبناء إقليم الناظور باتجاه تركيا، معظمهم شباب وضمنهم يافعين ونساء وأطفال كما سجّلنا ضمن تقارير صحفية أدرجناها سلفاً، في ظرفٍ وجيز يقّل عن الشهر، مؤشراً على أنّ المنطقة ليست بخير، ليست بخيرٍ قطعاً! وأنّ مشاريع النماء على قلّتها، لم تفلح في تقليص حجم الشرائح العاطلة عن العمل ولا الخفض من نزيف الهجرة المدرار! ما يحيل بالتالي على أنّ السياسة فشلت فشلا ذريعا في إحتواء أبناء هذا الربع الكسيح من الوطن وقد رأينا في هذا الصدد التجليات بوضوح إثر فرار أربعة أبطال من الناظور دفعة واحدة رغم تتويجهم بألقاب عالمية وقارية!
قدر أبناء الريف في هذا البلد اللاَّسعيد أنّهم ما خلقوا إلاّ ليمتطوا قوارب الموت المَاخِرة لعباب أمواج البحار في هجرات جماعية نحو مفازات الجغرافيات البعيدة، وكأنهم مشاريع مهاجرين سيضخّ منهم من نجا بنفسه من الغرق في عرض البحار ولم يكن طعما سائغا للحيتان، العملة الصعبة في أرصدة الوطن! وكأنّ التاريخ لن يجود على فلذات أكباد أهالي هذه الرقعة المغضوب عليها من قِبل التاريخ والطبيعة والسياسة، بما يبرأ نزيف الهجرة السيّال حدّ النزّف!
تلقّينا في ناظورسيتي على مدى الثلاثة أسابيع الماضية، زخماً من المكالمات الهاتفية التي ربطها معنا آباء وأمهات من شتّى الأصقاع بالخارج وداخل أرض الوطن، يحثون بحرقة على وقف نزيف الهجرة الجماعية التي عاد شبحها الذي لا يريد مبارحة مكانه أبداً إلى التخييم من جديد فوق سماء منطقة الريف، يستنجدون بالصحافة لبثّ ندائهم الذي يطلقونه بنبرات ملؤها الشجن والتحسر ومفعمة بمشاعر الغمّ والأسى!
والحقيقة أنّ الأرقام التي وردتنا لدى موقع ناظورسيتي، في ما يتعلق بعدد شباب الناظور الذين غادروا عبر مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء ونظيره بطنجة، قصد التحليق جوّاً صوب تركيا ومنها السفر بحراً إلى ألمانيا عبر الدول المجاورة كاليونان، مخيفة جداً وتبعث على القلق، أخذاً بالإعتبار قياس الأرقام مع عدد الأيام التي حزم فيها هؤلاء حذاءَهم لبدءِ الشروع في رحلة المُخاطرة، وما تزال الأيام المقبلة ستلوح بأرقام أكثر منها فزعاً!
وتُعّد إلى حدّ الآن هجرة 15 ألف من أبناء إقليم الناظور باتجاه تركيا، معظمهم شباب وضمنهم يافعين ونساء وأطفال كما سجّلنا ضمن تقارير صحفية أدرجناها سلفاً، في ظرفٍ وجيز يقّل عن الشهر، مؤشراً على أنّ المنطقة ليست بخير، ليست بخيرٍ قطعاً! وأنّ مشاريع النماء على قلّتها، لم تفلح في تقليص حجم الشرائح العاطلة عن العمل ولا الخفض من نزيف الهجرة المدرار! ما يحيل بالتالي على أنّ السياسة فشلت فشلا ذريعا في إحتواء أبناء هذا الربع الكسيح من الوطن وقد رأينا في هذا الصدد التجليات بوضوح إثر فرار أربعة أبطال من الناظور دفعة واحدة رغم تتويجهم بألقاب عالمية وقارية!