ناظورسيتي: متابعة
رحلت، صباح الأحد 28 دجنبر 2025، واحدة من أبرز أيقونات السينما الفرنسية في القرن العشرين، برجيت باردو، لتسدل الستارة على مسار إنساني وفني حافل بالتناقضات. فبينما سيحتفظ عشاق الفن السابع بصورة بطلة فيلم “الاحتقار” ورمز التحرر في ستينيات القرن الماضي، ستبقى في ذاكرة جزء واسع من الرأي العام، خاصة في بلدان المغرب الكبير، مواقفها السياسية الحادة التي أثارت جدلا مستمرا إلى آخر أيامها.
التحول الجذري في مسار باردو لم يكن وليد لحظة عابرة. فبعد اعتزالها التمثيل في تسعينيات القرن الماضي، اختارت النجمة الفرنسية مسارا مختلفا، طبعته مواقف سياسية متشددة وخطاب صدامي تجاه قضايا الهجرة والإسلام. ووفق ما أوردته جريدة “لوموند”، ارتبط هذا التحول بزواجها من برنار دورمال، أحد الوجوه القريبة من جان-ماري لوبان، في سياق تقارب فكري عميق مع أطروحات اليمين المتطرف، أكثر منه مجرد خيار شخصي عابر.
رحلت، صباح الأحد 28 دجنبر 2025، واحدة من أبرز أيقونات السينما الفرنسية في القرن العشرين، برجيت باردو، لتسدل الستارة على مسار إنساني وفني حافل بالتناقضات. فبينما سيحتفظ عشاق الفن السابع بصورة بطلة فيلم “الاحتقار” ورمز التحرر في ستينيات القرن الماضي، ستبقى في ذاكرة جزء واسع من الرأي العام، خاصة في بلدان المغرب الكبير، مواقفها السياسية الحادة التي أثارت جدلا مستمرا إلى آخر أيامها.
التحول الجذري في مسار باردو لم يكن وليد لحظة عابرة. فبعد اعتزالها التمثيل في تسعينيات القرن الماضي، اختارت النجمة الفرنسية مسارا مختلفا، طبعته مواقف سياسية متشددة وخطاب صدامي تجاه قضايا الهجرة والإسلام. ووفق ما أوردته جريدة “لوموند”، ارتبط هذا التحول بزواجها من برنار دورمال، أحد الوجوه القريبة من جان-ماري لوبان، في سياق تقارب فكري عميق مع أطروحات اليمين المتطرف، أكثر منه مجرد خيار شخصي عابر.
هذا المسار قاد باردو إلى سلسلة من المتابعات القضائية، إذ أدينت خمس مرات بتهم تتعلق بالتحريض على الكراهية العنصرية، بسبب تصريحات وكتابات وُصفت بأنها تمس بمبادئ التعايش داخل المجتمع الفرنسي. وخلال تلك السنوات، لم تتردد في إطلاق مواقف اعتبرها كثيرون تجاوزا للخطوط الحمراء، خاصة حين ربطت الإسلام بتهديدات وجودية للمجتمع الفرنسي، في خطاب غذّى الاستقطاب بدل النقاش الهادئ.
ولم يتوقف هذا الجدل داخل الحدود الفرنسية. ففي أبريل الماضي، عادت باردو لتثير موجة استياء واسعة بعد رسالة مفتوحة وجهتها إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، دعت فيها إلى إقصاء المغرب من تنظيم كأس العالم 2030. واتهمت المملكة، في تلك الرسالة، بتنفيذ عمليات قتل واسعة للكلاب الضالة، في ادعاءات نفتها السلطات المغربية بشكل قاطع. غير أن الممثلة السابقة أصرت على موقفها، متجاهلة البلاغات الرسمية والتوضيحات المقدمة.
سياسيا، ظلت بوصلة باردو تشير بوضوح نحو أقصى اليمين. فرغم انتقاداتها أحيانا لحدة جان-ماري لوبان، لم تُخف إعجابها بابنته مارين لوبان، التي وصفتها بـ“جان دارك القرن الحادي والعشرين”، كما عبّرت عن تقاطعات فكرية مع شخصيات أخرى مثيرة للجدل على الساحة الدولية. ورغم محاولاتها المتفرقة للتواصل مع شخصيات من اليسار، ظل ذلك محصورا في قضايا حماية الحيوان، دون أن يغير من توجهها السياسي العام.
برحيل برجيت باردو، ينطفئ اسم كبير في تاريخ السينما الفرنسية، لكنه يترك وراءه إرثا مركبا، يجمع بين إشعاع فني لا يُنكر، ونهاية مسار طبعتها مواقف إقصائية وقطيعة واضحة مع قيم التعايش. إرث سيظل موضوع نقاش طويل، بين من يفضل تذكر الأسطورة على الشاشة، ومن يرى أن الكلمة والموقف لا يقلان أثرا عن الصورة والتمثيل.
ولم يتوقف هذا الجدل داخل الحدود الفرنسية. ففي أبريل الماضي، عادت باردو لتثير موجة استياء واسعة بعد رسالة مفتوحة وجهتها إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، دعت فيها إلى إقصاء المغرب من تنظيم كأس العالم 2030. واتهمت المملكة، في تلك الرسالة، بتنفيذ عمليات قتل واسعة للكلاب الضالة، في ادعاءات نفتها السلطات المغربية بشكل قاطع. غير أن الممثلة السابقة أصرت على موقفها، متجاهلة البلاغات الرسمية والتوضيحات المقدمة.
سياسيا، ظلت بوصلة باردو تشير بوضوح نحو أقصى اليمين. فرغم انتقاداتها أحيانا لحدة جان-ماري لوبان، لم تُخف إعجابها بابنته مارين لوبان، التي وصفتها بـ“جان دارك القرن الحادي والعشرين”، كما عبّرت عن تقاطعات فكرية مع شخصيات أخرى مثيرة للجدل على الساحة الدولية. ورغم محاولاتها المتفرقة للتواصل مع شخصيات من اليسار، ظل ذلك محصورا في قضايا حماية الحيوان، دون أن يغير من توجهها السياسي العام.
برحيل برجيت باردو، ينطفئ اسم كبير في تاريخ السينما الفرنسية، لكنه يترك وراءه إرثا مركبا، يجمع بين إشعاع فني لا يُنكر، ونهاية مسار طبعتها مواقف إقصائية وقطيعة واضحة مع قيم التعايش. إرث سيظل موضوع نقاش طويل، بين من يفضل تذكر الأسطورة على الشاشة، ومن يرى أن الكلمة والموقف لا يقلان أثرا عن الصورة والتمثيل.

وفاة بريجيت باردو.. القصة الكاملة للممثلة التي حاربت المغرب حتى أنفاسها الأخيرة