
بدر أعراب
السقوط المدوي للرحموني.. أين اختّلت الحسابات? وهل حسم معقل العروي المسألة?
سَقَـطَ مرشح الحركة الشعبية سعيد الرحموني، إبّـان الانتخابات التشريعية الجزئية المُجراة بدائرة الناظور، واِنطرحت عدة تساؤلات وجيهة حول هذا السقوط المدوي، بما أن التساؤل في هذا الصدد، يستمد مشروعية طرحه من منطلق أن الحركي الأول لـ"السنبلة" بالإقليم، لطالما عَمِل على مدى عقود، على توسيع دوائر معاقله التي لم تعد مقتصرة على أحياء وسط المدار الحضري للناظور فحسب، وإنما نجح في بسط نفوذه "الحزبي"، على امتداد مناطق خارج القلاع الكلاسيكية حيث تكتسح "شعبيتـه"؛ فأين اِختّلت حسابات الرحموني تحديداً، التي عـوَّل على نتائجها لكي تُقْعِدَه على الكرسي الشاغر داخل قبّة البرلمان؟ وبصيغة أخرى لعلها أكثر سِداداً، في أيّ معقلٍ بالضبط من معاقله لم يتسنَّ لـ"السنبلة" حصد أصوات الناخبين؟ وللتمادي أكثر، من أدخل "السنبلة" حالة الـ"خمـس سنوات عجاف"..
بالرجـوع إلى بيانات النتائج التي أفرزتها صناديق اقتراع 4 يناير، يكفي تفعيل قراءة سريرية وأولية لجرد أرقامها لـاِستشفاف "مـا كان ينبغي أن يكون" و"مـا هـو كائن"، ما يعني بلغة مغايرة، أنه في الوقت الذي كان من المفترض على سعيد الرحموني اِكتساح معاقـلَ بعينها، لطالما شكلت بالنسبة إليه "مخزونا للأصوات" خوّلت على مرّ سنوات، صَيْرَه رقما صعباً في سياق المعادلة الصعبة للمحطات الاستحقاقية بالمنطقة، جاءت النتيجة عكسية تمامـاً ومخيبة لآمالـه، فـأيّ معقل رجّح الكفة وأسقط القفّة بين يديْ الرحموني الذي كان قريبا من العودة إلى "القبّة" بفارق أقـل من 3000 صوت..
فالقـراءة الأولى لـ"لأرقام" تحيلنا اِضطراداً على "العروي"، التي نجد - بالرجوع إلى تمكن الحركة الشعبية من تربّع كرسيِّها الأول داخل مجلسها الجماعي - أنها تشكل بصورة واضحة "معقلا" للتطاحن بين ندّين متنازعين إثنين خلال السنوات الأخيرة، هما "السنبلة" وَ "الأحرار"، وبالنظر إلى استبعاد حزب " المنصوري" عن محطة جزئيات الناظور، يظـل السؤال قائما يناوش سليل قبيلة آيـث بويحيي "عبد القادر أقوضاض"، فهل الأرقام المعلنة تميط النقاب عن بعضٍ ممّا جرى داخل "الكواليـس" التي يتحكم الأخير في بعض خيوطهـا؟
فحسـب آخر محطة اقتراعية للانتخابات الجماعية بالعروي، نجد أن عبد القادر أقوضاض ضمن لنفسه صعوداً مريحاً في معمعان منافسة شرسة سنة 2015، بـ10 مقاعد أتاحها لنوّابه في لائحة حزب "السنبلة"، بمعدل 2078 صوتاً مثلت نسبة 51 بالمئة من مجموع النسبة المشاركة في أداء الواجب الانتخابي في سائر منطقة العروي، ما مكنه حينئذٍ من اعتلاء كرسي عمادة المجلس..
في حين نجد بالمقابل الرحموني من الحزب ذاته، لم يفلح سوى في حصد ما يزيد عن 500 ونيفٍ من الأصوات، بنسبة 25 بالمائة من مجموع أصوات الناخبين بالبلدة ذاتها، ما يعني كونها نسبة "نصفية" قياساً بـ"51 بالمئة" في حالة "أقوضاض"، فهل الأرقام مرةً أخرى تترجم خذلاناً تلقى طعنات غدرها الرحموني من ذوي القربى أشقائه في الرضاعة من ثدي حزب "السنبلة" بالعروي؟ لا نرمي لـأيّ إجابة جازمة، بـل مجرد تساؤلٍ يزكيه منطق الأرقام، وقاعدة "الأرقام" في عرف قاموس التعاملات التجّارية "لـا تكذب" و "لا تُخطئُ" في العـادة..
بيـد أنّ جملة من التصريحات أدلى بها متتبعون للشأن العام المحلي بالعروي، حاولت من زاوية نظرها، الإجابة حول ما يتعلق بالأسباب الواقفة وراء السقوط المدوي داخل الحيز الترابي لعاصمة قبيلة "آيث بويحيي"، منها إدلاء الناشط محمد بوشنتوف في هذا السياق، بحيث اعتبر أن الخطأ القاتل الذي ارتكبه الرحموني يتخلص في عدم استخلاص "درس العروي" من خصمه اللذوذ سليمان حوليش التي شكلت البلدة قلعة حصينة موصدة الأبواب في وجهه، ولعلّ الاستحقاقات التشريعية لسنة 2016 خير نموذجٍ حيً يذكر..
فيمـا علّـق الناشط المدني ربيع الفضيلي بنهدي، على الخريطة الانتخابية التي ساهمت العروي في تشكيل أبرز معالمها خلال جزئيات الناظور، بالقول "القيادة اللاّمسؤولة أفقدت الناس روح الانتماء"، قبل استرساله في تلميحٍ واضح "أقوضاض ن تيدي، أزيرار ن رفعاير"، في دلالة غنية عن أيّ استفاضة وإسهابٍ في شـرح الواضحـات.
ومـن وجهة نظر مغايرة، ذهب الناشط طارق البوعيادي، في اتجاه أن "أقوضاض" وأنصاره قاموا بحشد الدعم اللازم لمرشح حزب الحركة الشعبية "الرحموني"، بذريعة "توفير حاكم مجلس العروي سبل التنقل واللوجيستيك والتواجد الميداني"، مستطردا "ومع ذلك كانت النتائج كارثية ومخيّبة للآمال والانتظارات"، مرجعاً ذلك إلى طريقة تدبير أقوضاض ونوابه للشأن العام المحلي ما أفقد شعبية السنبلة، وهو أمر متوقع جداً يبرز المتحدث قبل أن يُعلّل "لأنهم لم يستطيعوا خلق الإجماع الممكن، بل ساهموا في التفرقة والتشرذم" يـردف.
السقوط المدوي للرحموني.. أين اختّلت الحسابات? وهل حسم معقل العروي المسألة?
سَقَـطَ مرشح الحركة الشعبية سعيد الرحموني، إبّـان الانتخابات التشريعية الجزئية المُجراة بدائرة الناظور، واِنطرحت عدة تساؤلات وجيهة حول هذا السقوط المدوي، بما أن التساؤل في هذا الصدد، يستمد مشروعية طرحه من منطلق أن الحركي الأول لـ"السنبلة" بالإقليم، لطالما عَمِل على مدى عقود، على توسيع دوائر معاقله التي لم تعد مقتصرة على أحياء وسط المدار الحضري للناظور فحسب، وإنما نجح في بسط نفوذه "الحزبي"، على امتداد مناطق خارج القلاع الكلاسيكية حيث تكتسح "شعبيتـه"؛ فأين اِختّلت حسابات الرحموني تحديداً، التي عـوَّل على نتائجها لكي تُقْعِدَه على الكرسي الشاغر داخل قبّة البرلمان؟ وبصيغة أخرى لعلها أكثر سِداداً، في أيّ معقلٍ بالضبط من معاقله لم يتسنَّ لـ"السنبلة" حصد أصوات الناخبين؟ وللتمادي أكثر، من أدخل "السنبلة" حالة الـ"خمـس سنوات عجاف"..
بالرجـوع إلى بيانات النتائج التي أفرزتها صناديق اقتراع 4 يناير، يكفي تفعيل قراءة سريرية وأولية لجرد أرقامها لـاِستشفاف "مـا كان ينبغي أن يكون" و"مـا هـو كائن"، ما يعني بلغة مغايرة، أنه في الوقت الذي كان من المفترض على سعيد الرحموني اِكتساح معاقـلَ بعينها، لطالما شكلت بالنسبة إليه "مخزونا للأصوات" خوّلت على مرّ سنوات، صَيْرَه رقما صعباً في سياق المعادلة الصعبة للمحطات الاستحقاقية بالمنطقة، جاءت النتيجة عكسية تمامـاً ومخيبة لآمالـه، فـأيّ معقل رجّح الكفة وأسقط القفّة بين يديْ الرحموني الذي كان قريبا من العودة إلى "القبّة" بفارق أقـل من 3000 صوت..
فالقـراءة الأولى لـ"لأرقام" تحيلنا اِضطراداً على "العروي"، التي نجد - بالرجوع إلى تمكن الحركة الشعبية من تربّع كرسيِّها الأول داخل مجلسها الجماعي - أنها تشكل بصورة واضحة "معقلا" للتطاحن بين ندّين متنازعين إثنين خلال السنوات الأخيرة، هما "السنبلة" وَ "الأحرار"، وبالنظر إلى استبعاد حزب " المنصوري" عن محطة جزئيات الناظور، يظـل السؤال قائما يناوش سليل قبيلة آيـث بويحيي "عبد القادر أقوضاض"، فهل الأرقام المعلنة تميط النقاب عن بعضٍ ممّا جرى داخل "الكواليـس" التي يتحكم الأخير في بعض خيوطهـا؟
فحسـب آخر محطة اقتراعية للانتخابات الجماعية بالعروي، نجد أن عبد القادر أقوضاض ضمن لنفسه صعوداً مريحاً في معمعان منافسة شرسة سنة 2015، بـ10 مقاعد أتاحها لنوّابه في لائحة حزب "السنبلة"، بمعدل 2078 صوتاً مثلت نسبة 51 بالمئة من مجموع النسبة المشاركة في أداء الواجب الانتخابي في سائر منطقة العروي، ما مكنه حينئذٍ من اعتلاء كرسي عمادة المجلس..
في حين نجد بالمقابل الرحموني من الحزب ذاته، لم يفلح سوى في حصد ما يزيد عن 500 ونيفٍ من الأصوات، بنسبة 25 بالمائة من مجموع أصوات الناخبين بالبلدة ذاتها، ما يعني كونها نسبة "نصفية" قياساً بـ"51 بالمئة" في حالة "أقوضاض"، فهل الأرقام مرةً أخرى تترجم خذلاناً تلقى طعنات غدرها الرحموني من ذوي القربى أشقائه في الرضاعة من ثدي حزب "السنبلة" بالعروي؟ لا نرمي لـأيّ إجابة جازمة، بـل مجرد تساؤلٍ يزكيه منطق الأرقام، وقاعدة "الأرقام" في عرف قاموس التعاملات التجّارية "لـا تكذب" و "لا تُخطئُ" في العـادة..
بيـد أنّ جملة من التصريحات أدلى بها متتبعون للشأن العام المحلي بالعروي، حاولت من زاوية نظرها، الإجابة حول ما يتعلق بالأسباب الواقفة وراء السقوط المدوي داخل الحيز الترابي لعاصمة قبيلة "آيث بويحيي"، منها إدلاء الناشط محمد بوشنتوف في هذا السياق، بحيث اعتبر أن الخطأ القاتل الذي ارتكبه الرحموني يتخلص في عدم استخلاص "درس العروي" من خصمه اللذوذ سليمان حوليش التي شكلت البلدة قلعة حصينة موصدة الأبواب في وجهه، ولعلّ الاستحقاقات التشريعية لسنة 2016 خير نموذجٍ حيً يذكر..
فيمـا علّـق الناشط المدني ربيع الفضيلي بنهدي، على الخريطة الانتخابية التي ساهمت العروي في تشكيل أبرز معالمها خلال جزئيات الناظور، بالقول "القيادة اللاّمسؤولة أفقدت الناس روح الانتماء"، قبل استرساله في تلميحٍ واضح "أقوضاض ن تيدي، أزيرار ن رفعاير"، في دلالة غنية عن أيّ استفاضة وإسهابٍ في شـرح الواضحـات.
ومـن وجهة نظر مغايرة، ذهب الناشط طارق البوعيادي، في اتجاه أن "أقوضاض" وأنصاره قاموا بحشد الدعم اللازم لمرشح حزب الحركة الشعبية "الرحموني"، بذريعة "توفير حاكم مجلس العروي سبل التنقل واللوجيستيك والتواجد الميداني"، مستطردا "ومع ذلك كانت النتائج كارثية ومخيّبة للآمال والانتظارات"، مرجعاً ذلك إلى طريقة تدبير أقوضاض ونوابه للشأن العام المحلي ما أفقد شعبية السنبلة، وهو أمر متوقع جداً يبرز المتحدث قبل أن يُعلّل "لأنهم لم يستطيعوا خلق الإجماع الممكن، بل ساهموا في التفرقة والتشرذم" يـردف.