المزيد من الأخبار






ناظورسيتي في قلب مركز الرعاية الإجتماعية بإمزرون.. قصص مؤثرة وندوب عميقة في ذاكرة فاقدي السند العائلي‎


ناظورسيتي في قلب مركز الرعاية الإجتماعية بإمزرون.. قصص مؤثرة وندوب عميقة في ذاكرة فاقدي السند العائلي‎
ناظورسيتي: توفيق بوعيشي

لم يكن يتوقع أغلب نزلاء مركز الرعاية الاجتماعية بمدينة إمزورن أن يغادروا يوما منازلهم و عائلتهم أو أن تلفظهم ظروف الحياة يوما ما خارج دفئ أسوار بيوتهم وهم الذين كدوا و عملوا وضحوا بالغالي و النفيس من أجل يكونوا أسرا تحميهم في عجزهم بعدما سخروا شبابهم في رعاية أبناءهم و اخوانهم و حتى بعض من أصدقائهم ..

"ناظورسيتي " زارت رفقة أعضاء جمعية الهدى "المركز الاقليمي للرعاية الاجتماعية" لمعرفة أسباب وجود المسنين و فاقدي السند العائلي و بعض الاشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية و عصبية في المركز ، سألناهم عن أحوالهم، وعن أصدقائهم في السكن بالمركز ، ومعاملة المشرفين، وعن حياتهم في دارهم الجديدة .. وتتالت الأسئلة، هل جميع نزلاء المركز قد تخلى عنهم أسرهم ؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا هم هنا ؟

أثناء مصافحتنا لهم حاولنا أن نستشعر ما بداخلهم، من خلال تأمل تقاسيم وجوههم وتعابيرها وتفاعلهم معنا، رأينا وجوها يعلوها الوجوم، سطرت الهموم والآلام والحزن ملامحها، تعلوها ابتسامة بريئة وكأنها تريد أن توصل رسائل شكر وعرفان، أو حتى لوم وعتاب بطريقتها المختلفة باختلاف حالها، والدمع في مآقي عيونها يكاد أن ينهمر، ورأينا وجوها بدت وكأن الدمع قد نضب.

قصص مختلفة و مشاعر ممتزجة بالحزن و الحسرة فبين من تخلى عنهن او عنهم أبنائهم و بناتهم وألقوا بهم أو بهن خلف أسوار هذا المركز للتخلص من عبء من تحمل كل همومهم خلال رحلة الحياة.. و من فضل التخلص من شقيق مريض نفسيا لإرضاء زوجة لم تتحمل تصرفاته و الاخر تكالبت عليه ظروف الحياة القاسية فظل وحيدا دون معيل قبل أن يجد هذا المركز أرحم له من خلانٍ خذلوه و بين ثنايا هذه القصص هناك قصة تتكرر كل يوم ولا تنتهى أبدا، اسمها عقوق الأبناء للأباء والأمهات.

الحارس العام للمركز الذي أطلعنا على مرافق المؤسسة و كيفية إشتغاله قال لنا أن المركز لم يعد يقتصر على الرعاية الاجتماعية فقط بل تعداه الى الرعايا الطبية رغم إمكانياته المادية البسيطة بالنظر الى أن المركز يستقبل العجزة و المتخلى عنهم و فاقدي السند العائلي من فئات عمرية مختلفة بينهم حتى المصابين بأمراض نفسية و عصبية الذين يستعصي على الاسر و المستشفيات الابقاء عليه داخل المؤسسة أو التكفل بهم...

جولتنا في هذا المركز خرجنا منها بإنطباع واحد هو أن مؤشر خطير لاح في الأفق البعيد، وواقع يكاد أن يلمس ، وطراز جديد من التفكك الاسري بدأ يظهر في مجتمعنا مما يدعو إلى التفكير بجدية أكثر في أسباب هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ الذي ظل التماسك الاجتماعي أبرز سماته..

























































































































































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح