المزيد من الأخبار






مشروع ترحيل مليون فلسطيني نحو ليبيا يثير الهلع.. والسفارة الأميركية ترد


مشروع ترحيل مليون فلسطيني نحو ليبيا يثير الهلع.. والسفارة الأميركية ترد
ناظورسيتي: متابعة

استبقت السفارة الأميركية لدى ليبيا حالة الغليان الشعبي المتصاعد، وسارعت إلى نفي قاطع لوجود أي خطة أميركية تهدف إلى ترحيل فلسطينيي غزة نحو الأراضي الليبية، وذلك رداً على تقرير بثته شبكة NBC News الأميركية.

الخبر، الذي نزل كالصاعقة على الرأي العام الفلسطيني والليبي على حد سواء، تحدث عن خطة سابقة وضعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تقضي بنقل مليون فلسطيني من القطاع المحاصر إلى ليبيا، تحت غطاء "تخفيف الضغط" على إسرائيل، وبالتنسيق مع أطراف ليبية لم تسمّ بالاسم.


لكن السفارة الأميركية في طرابلس قطعت الطريق على هذه التأويلات، وأعلنت بشكل رسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن هذه الادعاءات "لا أساس لها من الصحة" ولا تمت للواقع بأي صلة، مؤكدة أن التقرير "عارٍ تمامًا من المصداقية".

تقرير NBC استند، بحسب الشبكة نفسها، إلى مصدرين مجهولين ومسؤول أميركي سابق، تحدثوا عن "مشاورات ليبية أميركية" مزعومة، دون تقديم أي وثائق أو تسجيلات تدعم هذه المزاعم، ما زاد من الضبابية التي تحيط بالموضوع، ودفع الكثيرين إلى التشكيك في خلفياته وتوقيته.

الرفض الأميركي جاء في وقت يشهد فيه الوضع الإنساني في غزة تصعيدا غير مسبوق، وسط تحذيرات متكررة من إمكانية تنفيذ تهجير قسري بحق المدنيين، بينما تبقى ليبيا، بسبب هشاشتها الأمنية والسياسية، مكانا غير مؤهل لأي ترتيبات إقليمية من هذا النوع.

ورغم أن النفي الأميركي جاء واضحًا وصريحا، إلا أن أثر التقرير لا يزال يخيّم على الأجواء، خصوصا في ظل غياب أي ضمانات دولية حقيقية تحمي الفلسطينيين من سيناريوهات التهجير التي تتكرر كلما اشتدت الأزمات.

خلف هذه الضجة الإعلامية، يطفو سؤال مركزي: لماذا ظهرت هذه التسريبات الآن؟ وهل هناك جهات تحاول إعادة تدوير سيناريو "الوطن البديل" بواجهات جديدة ومسميات مضللة؟

في انتظار إجابات أوضح، يبقى الفلسطينيون، داخل غزة وخارجها، محاصرين بين نيران الاحتلال ومشاريع التهجير، فيما تواصل واشنطن محاولات طمأنة الحلفاء دون تقديم رؤية بديلة عادلة للصراع.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح