
ناظورسيتي:
بعد غياب ملحوظ عن الساحة الإعلامية، يعود الإعلامي والمنتج المغربي محجوب بنسعلي بمشروع جديد يحمل عنوان “القلب مغربي”.
يراهن بنسعلي في هذا العمل على تقديم تجربة إنسانية ووطنية فريدة، تجمع بين العمق والبساطة، وتُبرز وجهًا جديدًا للإعلام المغربي قائمًا على الحوار الصادق والهوية المغربية الجامعة.
ويُعد القلب مغربي أكثر من مجرد حوار، فهو مساحة للبوح الإنساني، حيث يفتح الضيوف قلوبهم للحديث عن ذكرياتهم، وانتمائهم، وتجاربهم التي تشترك في خيط واحد: حب الوطن.
من خلال هذا المشروع، يؤكد محجوب بنسعلي وفاءه لرسالته الإعلامية التي وضع فيها الإنسان والمغرب في قلب اهتمامه، كما فعل في برامجه السابقة وعلى رأسها “فين غادي بيا” على القناة الأولى، الذي عرف نجاحاً كبيراً بتسليطه الضوء على قصص إنسانية وصورة المغاربة الأصيلين في مختلف مناطق المملكة.
*ناظورسيتي.. المدرسة التي خرّجت جيل الريف الإعلامي
في أولى حلقات بودكاست القلب مغربي، حلّ الصحفي المغربي يونس أفطيط ضيفًا على محجوب بنسعلي في لقاء عفوي وصريح، تحدث فيه عن مسيرته الطويلة في الصحافة، وعن علاقته بمدينة الناظور ومنطقة الريف، وعن التجارب الإعلامية التي شكّلت بدايته المهنية.
استعاد أفطيط ذكريات تأسيس موقع ناظورسيتي، مؤكدًا أنه كان “المدرسة الحقيقية التي أنجبت الجيل الأول من الصحفيين الإلكترونيين في المغرب”.
وأوضح أن تجربته مع الموقع تعود إلى سنة 2006، حين كانت الصحافة الإلكترونية في المغرب لا تزال في بداياتها، مشيرًا إلى أنه تعاون مع الفريق المؤسس بشكل تطوعي دون مقابل مادي، في وقت لم تكن فيه فكرة الإعلام الرقمي تحظى بالاهتمام أو الثقة.
وأضاف أن ناظورسيتي كانت اللبنة الأولى للإعلام الإلكتروني في المنطقة، ومنها انطلق العديد من الصحفيين الذين يشغلون اليوم مواقع مهمة في مؤسسات وطنية.
وأكد قائلاً:
“ناظورسيتي خرجت جيلاً جديداً من الصحفيين، ومن لا يعترف بفضلها فهو جاحد. لقد كانت البداية الحقيقية للصحافة الإلكترونية في الريف، ومن رحمها وُلدت مواقع كثيرة غيرت المشهد الإعلامي المغربي.”
*ريف تيفي.. الحلم الذي وُلد في زمن صعب
وفي حديثه عن تجربته مع ريف تيفي، كشف يونس أفطيط لأول مرة عن الأسباب الحقيقية وراء توقف القناة، قائلاً إن المشروع كان “مبادرة شبابية طموحة لخدمة الريف”، لكن الظروف السياسية والمالية لم تسمح له بالاستمرار.
“ريف تيفي لم تكن مشروعاً تجارياً، بل كانت فكرة لمجموعة من الشباب الذين أحبّوا منطقتهم وأرادوا أن يكون للريف منبر إعلامي حر.
كان المستثمرون ينفقون من أموالهم الخاصة أكثر من 12 مليون سنتيم شهريًا، دون دعم أو إشهار، فقط إيمانًا بالفكرة.”
وأشار إلى أن القناة واجهت مشاكل بعد بثها حوارًا مباشراً مع ناصر الزفزافي خلال فترة حراك الريف، حيث تلقت إشعارًا بالتوقّف بسبب عدم توفرها على ترخيص قانوني، قائلاً:
“ذلك الحوار كان نقطة التحول. بعده أُبلغت القناة بضرورة التوقف إلى حين تسوية وضعها القانوني، وهو ما لم يتحقق لاحقًا.”
ورغم ذلك، عبّر أفطيط عن فخره بالمشروع قائلاً:
“ريف تيفي كانت تجربة نزيهة وصادقة، لكنها وُلدت في وقت صعب. كانت تمثل الأمل في أن يكون للريف إعلامه المستقل.”
*الناظور والريف.. حكاية انتماء لا تنتهي
لم يخفِ يونس أفطيط ارتباطه العميق بمدينته الناظور، التي يعتبرها “المنطلق الأول” في مسيرته، مشيرًا إلى أن كل مشاريعه الإعلامية، سواء داخل المغرب أو خارجه، كانت تحمل في روحها شيئًا من الريف.
وقال في هذا السياق:
“أنا ابن الريف، مهما تنقلت أو تغيّر محيطي، يبقى الريف في قلبي. من الناظور بدأت، وفيها تعلمت معنى المسؤولية تجاه الناس.”
كما أشار إلى أن الريف يعيش منذ سنوات تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، لكنه ما زال يملك طاقات بشرية قادرة على الإبداع والتغيير إذا أُتيح لها الفضاء المناسب.
“الريف يحتاج إلى من يؤمن به، لا إلى من يتحدث عنه فقط.
الإعلام الحقيقي ليس في نقل الألم، بل في المساهمة في تغييره.”
*من الهامش إلى الواجهة
واعتبر أفطيط أن تجربته من الناظور إلى العاصمة تمثل انتقالاً من الهامش إلى المركز، قائلاً:
“حين تكون في الهامش ترى الأمور من زاوية المواطن، وحين تنتقل إلى المركز تفهم كيف تُصنع القرارات.
أنا فخور أنني جئت من الهامش، لأنني تعلمت منه الصبر والصدق.”
وأكد أن هدفه اليوم هو “رد الاعتبار للريف إعلاميًا”، وأن مشاريعه المستقبلية ستركّز على تسليط الضوء على المنطقة بشكل متوازن وعميق، بعيدًا عن الصور النمطية التي رافقتها لعقود.
*مواضيع أخرى تناولها البودكاست
لم يقتصر الحوار على تجربة يونس أفطيط في الريف والإعلام، بل تناول أيضًا قضايا وطنية مهمة، من بينها:
• رؤيته للوضع السياسي الراهن وضعف الأحزاب المغربية في تأطير المواطنين،
• موقفه من احتجاجات جيل “زد” ودفاعه عن مطالب الشباب في التعليم والشغل والصحة،
• تقييمه لأداء الحكومة وتواصلها مع المواطنين،
• تجربته الطويلة في موقع كود ودوره في تأسيس بلادنا 24،
• تفاصيل الحادثة التي واجه فيها شرطيًا إسبانيًا شهر السلاح في وجهه سنة 2008 على الحدود،
• إضافة إلى مواقفه من حرية الصحافة، ودور الإعلام في الإصلاح الاجتماعي والسياسي.
*الريف في قلب الإعلامي
ختم يونس أفطيط حديثه برسالة مؤثرة عبّر فيها عن وفائه لمنطقته، قائلاً:
“الريف ليس مجرد مكان، بل إحساس ومسؤولية.
كل ما أنجزته في حياتي المهنية بدأ من هناك، ومن هناك تعلمت أن أكون صوت الناس.”
يُظهر حوار يونس أفطيط في القلب مغربي أن الإعلام بالنسبة له لم يكن مهنة فحسب، بل رسالة انتماء للريف والمغرب.
فمن ناظورسيتي التي كانت الشرارة الأولى، إلى ريف تيفي التي جسّدت الحلم، وصولاً إلى اهتمامه بالقضايا الوطنية الكبرى، يبقى الهدف واحدًا:
أن يكون للإعلام المغربي صوتٌ حرّ يعبر عن الناس، ويمنح الريف مكانته المستحقة في قلب الوطن.
بعد غياب ملحوظ عن الساحة الإعلامية، يعود الإعلامي والمنتج المغربي محجوب بنسعلي بمشروع جديد يحمل عنوان “القلب مغربي”.
يراهن بنسعلي في هذا العمل على تقديم تجربة إنسانية ووطنية فريدة، تجمع بين العمق والبساطة، وتُبرز وجهًا جديدًا للإعلام المغربي قائمًا على الحوار الصادق والهوية المغربية الجامعة.
ويُعد القلب مغربي أكثر من مجرد حوار، فهو مساحة للبوح الإنساني، حيث يفتح الضيوف قلوبهم للحديث عن ذكرياتهم، وانتمائهم، وتجاربهم التي تشترك في خيط واحد: حب الوطن.
من خلال هذا المشروع، يؤكد محجوب بنسعلي وفاءه لرسالته الإعلامية التي وضع فيها الإنسان والمغرب في قلب اهتمامه، كما فعل في برامجه السابقة وعلى رأسها “فين غادي بيا” على القناة الأولى، الذي عرف نجاحاً كبيراً بتسليطه الضوء على قصص إنسانية وصورة المغاربة الأصيلين في مختلف مناطق المملكة.
*ناظورسيتي.. المدرسة التي خرّجت جيل الريف الإعلامي
في أولى حلقات بودكاست القلب مغربي، حلّ الصحفي المغربي يونس أفطيط ضيفًا على محجوب بنسعلي في لقاء عفوي وصريح، تحدث فيه عن مسيرته الطويلة في الصحافة، وعن علاقته بمدينة الناظور ومنطقة الريف، وعن التجارب الإعلامية التي شكّلت بدايته المهنية.
استعاد أفطيط ذكريات تأسيس موقع ناظورسيتي، مؤكدًا أنه كان “المدرسة الحقيقية التي أنجبت الجيل الأول من الصحفيين الإلكترونيين في المغرب”.
وأوضح أن تجربته مع الموقع تعود إلى سنة 2006، حين كانت الصحافة الإلكترونية في المغرب لا تزال في بداياتها، مشيرًا إلى أنه تعاون مع الفريق المؤسس بشكل تطوعي دون مقابل مادي، في وقت لم تكن فيه فكرة الإعلام الرقمي تحظى بالاهتمام أو الثقة.
وأضاف أن ناظورسيتي كانت اللبنة الأولى للإعلام الإلكتروني في المنطقة، ومنها انطلق العديد من الصحفيين الذين يشغلون اليوم مواقع مهمة في مؤسسات وطنية.
وأكد قائلاً:
“ناظورسيتي خرجت جيلاً جديداً من الصحفيين، ومن لا يعترف بفضلها فهو جاحد. لقد كانت البداية الحقيقية للصحافة الإلكترونية في الريف، ومن رحمها وُلدت مواقع كثيرة غيرت المشهد الإعلامي المغربي.”
*ريف تيفي.. الحلم الذي وُلد في زمن صعب
وفي حديثه عن تجربته مع ريف تيفي، كشف يونس أفطيط لأول مرة عن الأسباب الحقيقية وراء توقف القناة، قائلاً إن المشروع كان “مبادرة شبابية طموحة لخدمة الريف”، لكن الظروف السياسية والمالية لم تسمح له بالاستمرار.
“ريف تيفي لم تكن مشروعاً تجارياً، بل كانت فكرة لمجموعة من الشباب الذين أحبّوا منطقتهم وأرادوا أن يكون للريف منبر إعلامي حر.
كان المستثمرون ينفقون من أموالهم الخاصة أكثر من 12 مليون سنتيم شهريًا، دون دعم أو إشهار، فقط إيمانًا بالفكرة.”
وأشار إلى أن القناة واجهت مشاكل بعد بثها حوارًا مباشراً مع ناصر الزفزافي خلال فترة حراك الريف، حيث تلقت إشعارًا بالتوقّف بسبب عدم توفرها على ترخيص قانوني، قائلاً:
“ذلك الحوار كان نقطة التحول. بعده أُبلغت القناة بضرورة التوقف إلى حين تسوية وضعها القانوني، وهو ما لم يتحقق لاحقًا.”
ورغم ذلك، عبّر أفطيط عن فخره بالمشروع قائلاً:
“ريف تيفي كانت تجربة نزيهة وصادقة، لكنها وُلدت في وقت صعب. كانت تمثل الأمل في أن يكون للريف إعلامه المستقل.”
*الناظور والريف.. حكاية انتماء لا تنتهي
لم يخفِ يونس أفطيط ارتباطه العميق بمدينته الناظور، التي يعتبرها “المنطلق الأول” في مسيرته، مشيرًا إلى أن كل مشاريعه الإعلامية، سواء داخل المغرب أو خارجه، كانت تحمل في روحها شيئًا من الريف.
وقال في هذا السياق:
“أنا ابن الريف، مهما تنقلت أو تغيّر محيطي، يبقى الريف في قلبي. من الناظور بدأت، وفيها تعلمت معنى المسؤولية تجاه الناس.”
كما أشار إلى أن الريف يعيش منذ سنوات تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، لكنه ما زال يملك طاقات بشرية قادرة على الإبداع والتغيير إذا أُتيح لها الفضاء المناسب.
“الريف يحتاج إلى من يؤمن به، لا إلى من يتحدث عنه فقط.
الإعلام الحقيقي ليس في نقل الألم، بل في المساهمة في تغييره.”
*من الهامش إلى الواجهة
واعتبر أفطيط أن تجربته من الناظور إلى العاصمة تمثل انتقالاً من الهامش إلى المركز، قائلاً:
“حين تكون في الهامش ترى الأمور من زاوية المواطن، وحين تنتقل إلى المركز تفهم كيف تُصنع القرارات.
أنا فخور أنني جئت من الهامش، لأنني تعلمت منه الصبر والصدق.”
وأكد أن هدفه اليوم هو “رد الاعتبار للريف إعلاميًا”، وأن مشاريعه المستقبلية ستركّز على تسليط الضوء على المنطقة بشكل متوازن وعميق، بعيدًا عن الصور النمطية التي رافقتها لعقود.
*مواضيع أخرى تناولها البودكاست
لم يقتصر الحوار على تجربة يونس أفطيط في الريف والإعلام، بل تناول أيضًا قضايا وطنية مهمة، من بينها:
• رؤيته للوضع السياسي الراهن وضعف الأحزاب المغربية في تأطير المواطنين،
• موقفه من احتجاجات جيل “زد” ودفاعه عن مطالب الشباب في التعليم والشغل والصحة،
• تقييمه لأداء الحكومة وتواصلها مع المواطنين،
• تجربته الطويلة في موقع كود ودوره في تأسيس بلادنا 24،
• تفاصيل الحادثة التي واجه فيها شرطيًا إسبانيًا شهر السلاح في وجهه سنة 2008 على الحدود،
• إضافة إلى مواقفه من حرية الصحافة، ودور الإعلام في الإصلاح الاجتماعي والسياسي.
*الريف في قلب الإعلامي
ختم يونس أفطيط حديثه برسالة مؤثرة عبّر فيها عن وفائه لمنطقته، قائلاً:
“الريف ليس مجرد مكان، بل إحساس ومسؤولية.
كل ما أنجزته في حياتي المهنية بدأ من هناك، ومن هناك تعلمت أن أكون صوت الناس.”
يُظهر حوار يونس أفطيط في القلب مغربي أن الإعلام بالنسبة له لم يكن مهنة فحسب، بل رسالة انتماء للريف والمغرب.
فمن ناظورسيتي التي كانت الشرارة الأولى، إلى ريف تيفي التي جسّدت الحلم، وصولاً إلى اهتمامه بالقضايا الوطنية الكبرى، يبقى الهدف واحدًا:
أن يكون للإعلام المغربي صوتٌ حرّ يعبر عن الناس، ويمنح الريف مكانته المستحقة في قلب الوطن.