المزيد من الأخبار






عندما تسببت هزائم الجيش الاسباني بإقليم الناظور في ثورة كتالونية عارمة


عندما تسببت هزائم الجيش الاسباني بإقليم الناظور في ثورة كتالونية عارمة
ناظورسيتي: وكالات

تدخلت الحكومة المركزية في مدريد يوم الأحد 1 أكتوبر، لمنع الاستفتاء الذي أعلنت عنه الحكومة المحلية في كتالونيا من أجل التصويت على انفصال الإقليم عن إسبانيا، وسقط العديد من الجرحى، حيث قامت الشرطة الاسبانية بممارسات رأى البعض أنها من المفترض أن تغيب في دولة ديمقراطية، مسترجعين بذلك الأحداث التي وقعت سنة 1909 حين تم قمع الكتالونيين الذين خرجوا للاحتجاج على إرسال أبنائهم إلى الريف المغربي للمشاركة في الحرب ضد المقاومة.

من مظاهرات الأسبوع المأساوي في برشلونة سنة 1909
من مظاهرات الأسبوع المأساوي في برشلونة سنة 1909
وأعادت الصور التي بثتها وسائل الإعلام المحلية والدولية لعناصر الشرطة الإسبانية وهم يتدخلون بعنف في حق المتظاهرين الكتالونيين المدافعين عن إجراء استفتاء لتحديد مصير الإقليم يوم الأحد الماضي، (أعادت) إلى الأذهان ما وقع في إقليم كتالونيا مطلع القرن الماضي، حينما خرج السكان المحليون في مظاهرات عارمة ضد قرار الحكومة الاسبانية التي كان يقودها أنطونيو مورا القاضي بتجنيد المزيد من الإسبان وإرسالهم للمشاركة في حرب الريف بالمغرب.

عندما تسببت هزائم الجيش الاسباني بإقليم الناظور في ثورة كتالونية عارمة
حرب الريف والأسبوع المأساوي
بعدما تمكنت القبائل الريفية من هزيمة بوحمارة، استغل الشريف محمد أمزيان وحدة القبائل في منطقة الريف، ودعاهم إلى حمل السلاح في وجه المستعمر الإسباني، وفي 9 يوليوز 1909، هاجم الثوار الريفيون عمال شركة “مناجم الريف” التي كان يستفيد منها الإسبان، وبعد أسبوعين هاجموا مراكز الاسبان المتواجدة بسيدي موسى.

وفي 27 يوليوز التقى الثوار مع القوات الإسبانية في بني نصار قرب مدينة الناظور، وتواجهوا في معركة أطلق عليها بالريفية اسم إغزارن اوشان، أي واد الذئب، وكانت الغلبة في هذه المعركة لثوار الريف بقيادة المجاهد محمد أمزيان، حيث قتل فيها الجنرال بينتوس والمئات من الجنود الإسبان، وهو ما جعلت القوات الإسبانية تستشعر الخطر، وطالبت من الحكومة الاسبانية في مدريد إرسال المزيد من الدعم.

وأصدرت الحكومة الاسبانية التي كان يترأسها أنطونيو ماورا قرارا يقضي بتجنيد المزيد من الإسبان لدعم العمليات العسكرية في منطقة الريف، فتسبب هذا القرار في إشعال سخط المعارضة الشعبية داخل المملكة الإيبيرية، وخصوصا بعد وصول أخبار الهزيمة في معركة وادي الذئب.

وبدأت المظاهرات في مدينة برشلونة في 25 يوليوز وامتدت إلى 2 غشت من سنة 1909، و سمي هذا الأسبوع بالأسبوع المأساوي. وانتقلت عدوى هذه المظاهرة إلى مختلف المدن الكتلانية وحتى خارج الإقليم.

اندلاع شرارة الغضب
يوم التاسع من يوليوز 1909 هاجمت القبائل المغربية الريفية الرافضة للتدخل الإسباني بقيادة محمد أمزيان العمال الإسبان الذين كانوا يعملون في مشروع بناء خط سكة حديد يربط بين مليلية و مناجم بني بويفرور التابعة لشركات إسبانية و فرنسية, فقُتل خلال الهجوم 4 عمال إسبان. شكل هذا التطور الخطير الشرارة التي أشعلت حرب مليلية و استغلته حكومة ماورا لإصدار قرار إرسال ألوية قطلونية, مدريد و جبل طارق, إضافة لوحدات عسكرية أخرى لإخماد الثورة الريفية شمال المغرب و تأمين السيطرة الإسبانية عليه.

تضمن قرار حكومة ماورا أيضا استدعاء جنود الاحتياط, و هو الأمر الذي لم تستصغه الطبقات الشعبية التي وجد قطاع عريض من أبنائها أنفسهم مُخَيرين بين الذهاب للحرب رغم كونهم أرباب أسر و المعيلين الوحيدين لعائلاتهم أو دفع مبالغ مالية ضخمة مقابل إعفائهم.

غداة نشر قرار استدعاء الاحتياط عمَّت الاحتجاجات على الحرب مدن إسبانيا و اتخذت أشكالا متنوعة من المقالات الصحفية و الملتقيات الخطابية إلى المظاهرات الشعبية التي منعت الحكومة أغلبها. شهدت بعض المدن توثرات حادة في محطات القطار أثناء رحيل أفواج المجندين نحو الجبهة خاصة في مدريد, سرقسطة و تطيلة. و أمام الضغط الشعبي و الصحفي قررت الحكومة يوم 23 يوليوز منح دعم يومي قدره 50 سنتيما لأسر و عوائل الاحتياطيين المجندين.

ركب جزء من جنود الاحتياط السفن من ميناء برشلونة يوم 11 يوليوز في أجواء هادئة لم تُسجِل أدنى حوادث. لكن في مساء يم 18 يوليوز, و عند ركوب فيلق Cazadores de Reus التابع للواء القطلوني المختلط اندلعت صدامات لما رمى جنود في البحر ميداليات و تمائم قدمها لهم أغنياء أرستقراطيون برشلونيون حضروا للميناء لتوديعهم, بينما كان الرجال و النساء يصيحون في المرفأ بشعارات "تسقط الحرب!", " فليذهب إليها الاغنياء!", "جميعا أو لا أحد". فاضطرت الشرطة لإطلاق الأعيرة النارية في الهواء و اعتقلت بعض المحتجين.

تصاعدت الاحتجاجات في الأيام التالية مع وصول أنباء عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف المجندين الإسبان في معارك المغرب. و يوم الخميس 22 يوليوز تفاعل نُواب تحالف "التضامن الكتالوني" مع المطالب الشعبية و دعوا الحكومة لعقد اجتماع عاجل في البرلمان لمناقشة مسألة الحرب في المغرب و القوانين التي تُنظم تجنيد القوات.

منع الحاكم المدني لبرشلونة أنخيل أسوريو إي غايردو Angel Ossorio y Gallardo اجتماعا للتحالف النقابي "التضامن العمالي" كان مُفترضا عقده يوم الشبت 24 يوليوز من إجل المصادقة على مقترح خوض إضراب عام. مع ذلك تشكلت لجنة سرية لإدارة إضراب عام في برشلونة مُدته 24 ساعة يوم الإثنين 26 يوليوز, و هو اليوم الذي سيشهد اندلاع أحداث الأسبوع المأساوي في كتالونيا.

قمع وقتلى وجرحى
ووقعت مواجهات دامية بين المحتجين والأمن الاسباني خصوصا في برشلونة، والمدن الكتالونية، وتحولت المظاهرات إلى احتجاجات ضد العسكر ورجال الدين، وأحرقت العديد من الكنائس، والمدارس الدينية، وأقيمت الحواجز والمتاريس، وهوجمت عربات النقل وتوقفت خطوط السكك الحديدية، وأعلن المتظاهرون عن قيام الجمهورية.

لكن وبعدما بدأت الأمور تخرج عن السيطرة فعليا، تدخل الجيش الإسباني، وواجه المتظاهرين بلغة الحديد والنار، وأقيمت المحاكم العسكرية، وتم إعدام خمسة أشخاص، أبرزهم المفكر فرانسيسكو فيرير.

وأمام تصاعد حدة الغضب، اضطر وزير الداخلية الاسباني آنذاك إلى فرض الرقابة على كل الأخبار الآتية من الريف، بل وقطع الاتصالات الهاتفية والتليغراف مع المغرب، وصارت مدينة برشلونة معزولة عن محيطها الخارجي، وأعلنت حالة الطوارئ لتمكين الجيش من التدخل في أية لحظة.

سقوط الحكومة
وتصاعدت الاتهامات في كامل التراب الإسباني بعد ذلك لقيادة الجيش والحكومة، فسقطت حكومة أنطونيو مورا، وعوضت بالحكومة الليبرالية لسيخيسموندو موريت في 21 أكتوبر من سنة 1909، واستقالت هذه الحكومة بدورها في 9 فبراير 1910 لتعوض بحكومة بديلة يقودها خوسي كاناليخاس.

ورغم الهزائم التي تلقتها في الريف والاضطرابات الداخلية،لم ترتده الحكومة الاسبانية، وأرسلت أزيد من 40 ألف جندي تحت قيادة ثلاثة جنرالات لوضع حد للمقاومة الريفية، لكن هذه القوات تلقت هزيمة أخرى في موقع “إجذياون” بقبيلة آيت شيكار، بتاريخ 20 شتنبر 1909، واستمرت بعد ذلك المواجهات بشكل متقطع إلى 14 ماي 1912 حيث استهدفت القوات الإسبانية احتلال عزيب حدو علال أوقدور، وخلالها رصد الجواسيس خروج محمد أمزيان رفقة نحو 700 من المجاهدين، متوجها إلى قبيلة بني سيدال، وتتبعوا خطواته إلى أن نزل بمسجد تاوريرت بكدية حامد للمبيت، وتم إبلاغ القوات الإسبانية التي سارعت إلى محاصرته، واستشهد فجر يوم 15 ماي 1912.

وبعد ذلك طغى ملف حرب الريف على المناقشات السياسية في إسبانيا، وخصص البرلمان جلسات مطولة لمناقشة هذه الحرب في شهر يوليوز من سنة 1910، وبدأت الأصوات تتعالي من وسط زعماء الأحزاب لدعوة الحكومة الاسبانية إلى الانسحاب من شمال المغرب والتخلي عن مشروعها الإمبريالي.



1.أرسلت من قبل hafida bent sami في 11/10/2017 20:41
l immobilier en Espagne est descendu a 60% c est dangereux ce qui se passe ne Espagne

2.أرسلت من قبل Django- في 11/10/2017 20:45 من المحمول
Il faut parler aussi de fusilation de josep companys ex-presidente de la generalitat de catalunya par les espanol dans la meme epoque ,

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح