المزيد من الأخبار






علماء يكتشفون نقطة ضعف في فيروس كورونا قد تقضي عليه


ناظورسيتي -متابعة

يسابق علماء وخبراء في مختلف دول العالم الزّمن لإيجاد اللقاح أو العلاج المناسبين لتوجيه الضربة القاضية لفيروس كورونا. وبانتهاء أي من دراساتهم تُكشَف معلومات حول الفيروس تساعد العلماء في فهمه بكيفية أفضلَ والاقتراب شيئا فشيئا من القضاء عليه.

وتوصّل باحثون في إحدى هذه الدراسات إلى معطيات جديدة عن الطريقة التي يتكاثر بها الفيروس في الخلايا قد تساعد العلماء في إيجاد العلاج المناسب منه. وأظهرت هذه الدّراسة الأمريكية، بحسب موقع "فوكيس" الألماني، أنّ فيروس "كوفيد -19" يجبر الخلايا المصابة على تطوير ما شبّهه فريق العلماء الذي أنجز الدراسة بـ"مجسّات" مثل أجهزة الاستشعار، اسمها العلمي "Filopodia"، حاملة للفيروس قادرة على اختراق قشرة الخلايا المجاورة لها.


ومن جانبه، وضّح موقع وكالة "رويترز" ما يحدُث في الخلية بعد إصابتها بالفيروس. فبعد دخول الفيروس التاجي المستجد إلى خلية يقوم بالرّبط مع إنزيمات تسمى "كيناز"، وهي التي تنظّم عمل الخلية. ويعدّ أنزيم "CK2"، وهو أحد أنزيمات "كيناز" التي يربطها الفيروس والذي يجبره فيروس كورونا على إنتاج مجسّات لنقل الفيروس إلى خلايا أخرى.

وأفاد موقع "فوكيس" نقلا عن نيفان كروغان، أحد المشرفين على الدّراسة من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أنه بهذه الطريقة يُسمح لكورونا بالانتشار بسرعة في جسم المصاب، إذ تسمح هذه المجسّات للفيروس بأن يصيب عددا أكبر من الخلايا في الوقت نفسه.

واستنتج العلماء الذين أنجزوا الدراسة، التي نشرت بدورية "سيل" العلمية، أنّ هناك أدوية لمعالجة السرطان قد تمنع الفيروس التاجي من إجبار إنزيم "CK2" على إنتاج المجسّات التي يخترق بها بقية الخلايا، ما سيمكّن الأطباء من أن يخترقوت نقطةَ قوة فيروس كورونا واستخدامها ضدّه. أما موقع "لايف ساينس" فأفاد بأن هناك ما يناهز 87 عقارا، إما في السوق أو قيد الاختبار، يمكنها السيطرة على هذه الإنزيمات، وخاصة سبعة أدوية لمعالجة السّرطان والالتهابات. وتمكّنت هذه الأدوية، بحسب نتائج تجارب أجراها العلماء على القرود، من منع انتشار الفيروس في خلايا الكليتين.

ومن جانبه، قال ماركو فينوزي، من معهد باستور في باريس، وهو أحد المشرفين على الدّراسة، إنّ استخدام مثبّطات الإنزيمات التي تستهدف إنزيم "CK2" على الخصوص قد تقلّل إنتاج المجسات أو تمنعه، ما يحدّ انتشار الفيروس في الجسم.

ورغم أن هذه النتيجة مبشّرة، حذرت كارول رايس، عالمة الأحياء في جامعة نيويورك، من "فرحة مبكرة". وقالت بحسب ما أورد موقع "زوستر أنتسايغر"، إن هذه التجارب أجريت على القرود وليس على خلايا الجهاز التنفسي للبشر، ما يوجب انتظار نتيجة تجريب هذه الأدوية على الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.

وبدورهم، اكتشف علماء في دراسة ألمانية في جامعتي ميونيخ وأولم، نُشرت في دورية "ساينس" العلمية، معطيات جديدة حول الكيفية التي يتكاثر بها الفيروس داخل الخلايا. ومعروفٌ أن الفيروس يهاجم أجزاء مهمّة من جهاز المناعة، إذ يهاجم، بحسب موقع "زوستر أنتسايغر"، عمل ما يسمى "الريبوسوم"، وهو المسؤول عن تشكيل البروتينات في الخلية.

ويستعيض الفيروس، بحسب المصدر ذاته، عن البروتين الطبيعي لـ"الريبوسوم" بإنتاجه بروتينا خاصا به، يسمى "Nsp1"، يوقف عمل "الريبوسوم" تماما، ما يشلّ، بحسب العلماء، عمل خط دفاعي مهمّ ضد فيروس كورنا.

رغم ذلك، يأمل العلماء أن تتيج لهم هذه المعلومة الجديدة إمكان مكافحة الفيروس، بتطوير جزَيء كيميائي يستطيع مواجهة البروتين الفيروسي "Nsp1". لكن هذه الدراسات ما زالت في مراحلها الأولى وتحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن تعطي نتائج ملموسة تمكّن من القضاء تماما على فيروس كورونا.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح