المزيد من الأخبار






خبراء زلازل وأطباء نفسانيون يلتئمون بإقليم الدريوش في ندوة علمية تسلط الضوء على زلزال الريف والأعراض النفسية المترتبة عنه


خبراء زلازل وأطباء نفسانيون يلتئمون بإقليم الدريوش في ندوة علمية تسلط الضوء على زلزال الريف والأعراض النفسية المترتبة عنه
ناظورسيتي | إسماعيل الجراري

نظمت مندوبية وزارة الصحة بإقليم الدريوش، وذلك بتنسيق مع عمالة الإقليم، اليوم الخميس 24 مارس الجاري صباحا، ندوة علمية حول زلزال الريف والأعراض النفسية التي قد تنجم عنه، وذلك بقاعات الإجتماعات والندوات بمنتزه الريف بتراب جماعة بن الطيب.

وقد أشرف على تأطير الندوة، كل من الدكتور علي أزديموسى خبير في علم الجيولوجيا وعميد كلية سلوان، بالإضافة للدكتور بريوي محمد طبيب نفسي بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، فيما تولى الإشراف على تسيير الندوة ممثل مندوبة وزارة الصحة بالإقليم الدكتور بطاهر عبد السلام.

وفي مداخلته، تناول الدكتور علي أزيد موسى، الظاهرة الزلزالية بالريف، حيث تطرق في بدايتها لتقديم تعريف شامل لها، وأعطى صورا لكيفية حدوثها، مستعرضا الأحداث المرتبطة بها الخاصة بمنطقة الريف، ومن بينها زلزال الحسيمة لسنة 2004، وكذلك الهزات الزلزالية المتباينة التي شهدتها عديد المناطق بإقليم الدريوش، ومن بينها الهزة الإرتدادية الأخيرة وكذا تلك التي سجلت في 25 يناير الماضي.

وأشار الخبير في علم الجيولوجيا، في حديثه، إلى مجموعة من الفوالق النشيطة تكتونيا بمنطقة الريف، ومن بينها فالق “تروكوت” الآتي من اليابسة إلى حوالي 50 كيلومترا من البحر، كما أشار إلى فالق “النكور” الذي قال عنه أنه لم يحرك أية رواسب منذ زمن بعيد جدا، وغير نشيط، بل واعتقد علي أزديموسى أن هذا الفالق يمكن أن يكون ميتا.

وعدَّد علي أزديموسى، مجموعة من المشاكل التي قد تترتب عن الظاهرة الزلزالية، ومنها إنجراف التربة والإنكسارات، كما تحدث ذات الخبير الذي يشغل منصب عميد الكلية المتعددة التخصصات بسلوان، إلى ظاهرة “التسونامي” أو ما يسميه البعض بالطوفان البحري، حيث قال أن هذه الظاهرة تحدث حينما تتجاوز الهزة الدرجات التسعة على سلم ريختر.

علي أزديموسى تابع حديثه ضمن مداخلته بذات الندوة، مشيرا إلى ضرورة الإنتباه إلى مجموعة من الإحتياطات الواجب التقيد بها في حالة حدوث هزة زلزالية، ومنها، التوفر على مجموعة من الوسائل الأولية، وكذا الهروب إلى الأماكن الآمنة، الإبتعاد عن النوافذ وكذا الشرفة وتجنب المصعد، بالإضافة إلى الاستفادة ن المعلومات التي يقدمها الخبراء المختصين في الزلازل، وكذا الإستفادة من برامج التحسيس.

أما الدكتور بريوي محمد فأوضح أن الزلزال بالإضافة إلى الإرتداد الذي يحدثه على مستوى الأرض فهو يحدث أيضا هزات إرتدادية للنفس البشرية، قد ترتب مرضا وتأثيرا نفسيا، مشيرا إلى أن هناك شقًّا في الطب النفسي يُسمىَّ، إضطراب قلق ما بعد الصدمة، وأضاف أن الضغط النفسي قد يفاقم وضع الصدمة التي يتعرض لها الإنسان.

الطبيب النفسي بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، أشار إلى أن الإستجابة الفورية العاطفية للحوادث الصدمية تحدث خلال الساعات والأيام الأولى للصدمة، ويترتب عن ذلك الذهول والإنكار وأحيانا محاولة الإنعزال، كما يمكن أن يترتب عن ذلك إصابات شديدة بالخوف، والقلق المتزايد بالإضافة إلى عدم القدرة على إتخاذ القرارات وعدم الإستقرار العاطفي والمعرفي.

وعدَّد الدكتور بريوي محمد، مجموعة من الأعراض التي تؤشر على الإصابة باضطراب القلق ما بعد الصدمة، ومنها عيش لقطات ارتجاعية، رؤية صور نمطية وأكثر إقتحامية، الإضطرابات في النوم كرؤية الكوابيس، تجنب الخوض في الذكريات، عدم القدرة على تذكر التفاصيل الكاملة للأحداث، عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والإنفعالات، الشعور باليأس، سرعة الإستثار والإنفعال، ممارسة السلوكات العدوانية بالإضافة إلى مواجهة مشاكل في الذاكرة.

وأعطى مجموعة من الأسباب المؤدية لهذا المرض، مشيرا في هذا السياق إلى العوامل الحيوية والجينية، وكذا العوامل المتعلقة بحدوث تغيرات في الكيماويات، بالإضافة إلى نوع التجارب السابقة التي تعرض لها الشخص، وأيضا ما يتعلق بقدرة الشخص على التحمل، وفيما يتعلق بالعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا الإضطراب، أشار الدكتور بريوي محمد، إلى عامل الناتج عن كون الصدمة شديدة أو طويلة الأمد، وكذا عامل كون الشخص مصابا بمرض نفسي، أو عدم وجود من يدعمه نفسيا، بالإضافة إلى وجود أقارب للشخص مصابين بهذا الإضطراب أو الإكتئاب.

وختم الطبيب النفسي بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة مداخلته ضمن الندوة بالتطرق إلى أنواع العلاجات المعتمدة في هذا النوع من الإضطراب والتي عددها في أربعة أنواع هي العلاج الدوائي المتمثل في مضادات القلق وكذا مضادات الإكتئاب، العلاج النفسي وهو العلاج المعرفي السلوكي، العلاج الجماعي وذلك عن طريق جمع عدد من الأشخاص الذين عاشوا نفس الصدمة والنقاش بينهم، وأخيرا العلاج بالتحريض وذلك بمواجهة الشخص المصاب بهذا النوع من الإضطراب لنفس المشكل المسبب للمرض، واعتبر أن أنجع هذه العلاجات هما العلاج الدوائي والنفسي.

حري بالذكر أن أشغال هذه الندوة التي تندرج في إطار سلسلة من الندوات التي أطلقتها المندوبية الإقليمية للصحة وعمالة إقليم الدريوش بعدد من جماعات الإقليم وكذا المؤسسات التعليمية، عرفت حضور عدة فعاليات جمعوية ورؤساء جماعات محلية بالإضافة لفعاليات جمعوية وتربوية ومدراء المؤسسات.













































































تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح