المزيد من الأخبار






تقرير عن دورة التعايش: أسسه ضوابطه مجالاته المنعقدة ببلجيكا


تقرير عن دورة التعايش: أسسه ضوابطه مجالاته المنعقدة ببلجيكا
متابعة

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسيل انعقاد دورة علمية تكوينية لفائدة األئمة والمرشدين والمرشدات، وذلك يوم الثالثاء 25 يونيو 2019 ،نظمها المجلس األوروب للعلماء المغاربة بشراكة مع تجمع مسلم بلجيكا وتعاون مع رابطة األئمة ببلجيكا. الدورة الت حضرها ما يقارب مائة إمام ومرشدة قدموا من مختلف مدن بلجيكا ناقشت موضوع " التعايش: أسسه، ضوابطه، مجاالته". افتتحت الدورة بتالوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة لألستاذ عبد الكريم الكبدان مدير المجلس، أكد فيها على أولوية بحث هذا الموضوع ف هذه الظرفية الدقيقة الت تشهد تصاعدا ملحوظا لدعاوى الكراهية ورفض اآلخر ف أوروبا.

ثم تناول الكلمة رئيس المجلس الأوروب للعلماء المغاربة الأستاذ الطاهر التجكان ، والذي رحب بالحاضرين داعيا إلى تكثيف الحديث عن التعايش ف كل مكان، ومع كل إنسان، مؤكدا على أن المجلس، وعيا منه بأهمية الموضوع، خصص له هذه الدورة العلمية، الت نرجو أن تعمم على جميع البلدان الأوروبية، وأن يكون لمجلسنا دور ريادي، وإسهام عمل ، ف تحقيق هذا التعايش المنشود، والتنظير له، والبحث ف تحدياته وآفاقه وآلياته، ومدارسة أسسه وضوابطه ومجالاته، بمنهج علم ، وأسلوب تحاوري، وبحضور ومشاركة من يعنيهم الأمر وخاصة السادة الأئمة والسيدات المرشدات، المضطلعين بأمانة البيان والبلاغ، والتربية والتأطير.

أما رئيس رابطة الأئمة ببلجيكا فقد أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات الت تعكس مدى حرص الجهات المنظمة على تكوين الأئمة تكوينا يعينهم على تطوير أداء رسالتهم بما يخدم قيم المواطنة والعيش المشترك. تضمن برنامج الدورة محاضرتين رئيستين، الأولى لفضيلة الدكتور سعيد شبار تحت عنوان " قيمة التعايش، الإطار التنظيري الشرع والسياق التنزيل العمل "، والثانية لفضيلة الدكتور مصطفى المرابط تحت عنوان " هل التعايش ممكن ف مجتمعات فائقة التعدد؟ ".
ف المحاضرة الأولى بين الدكتور سعيد شبار أن دراسة مفهوم المفردات القرآنية من خلال مقاصدها المحتملة هو عمل أساس ومركزي ف الحضارة الإسلامية.

فقيم الإنسانية تتحرك بشكل جل وواسع ف القرآن الكريم، على حد تعبيره، لأن هذه القيم ببساطتها مرتبطة بالإنسان. فالمعطى الإنسان ف القرآن الكريم، لا يُؤسس له، بل يبحث عنه ويكتشف من خلال الآيات، مستنتجا أن كمال الدين لا يقصد به كمال التشريع فقط، بل هو كمال للقيم الإنسانية الكبرى كذلك، وإغفالنا لهذا الفهم هو فتح لباب الانغلاق
والتطرف. أما الدكتور مصطفى المرابط فاستهل محاضرته بسؤال استشكال : "هل التعايش ممكن

ف مجتمعات فائقة التعدد؟" مبينا أن التعايش يستدع وجود التعدد والاختلاف حتى يحقق مراده. فالاختلاف قانون ثابت ف الاجتماع الإنسان واعتبره القرآن الكريم آية من آيات الله ف الخلق. إن التعدد أمر جوهري ف الكون والطبيعة، أما تدبير التعدد فهو موكول إلى الإنسان و مسؤول عنه. كما أن تحول المجتمعات إلى جزر معزولة هو خطر عليها يهددها ف وجودها، لذا وجب العمل على تدبير التعدد من خلال البحث عن مد الجسور والمعابر لنجعل للتعايش معنى ثابتا.

ثم انتقل المحاضر إلى الحديث عن مراتب التعدد الت تمد المجتمعات بقوة دافعة متى أحسن تدبيره وتم التوافق على إطار ثقاف للتعايش.

ثم واصل المحاضر حديثه بالقول إن مسلم أوروبا، وخاصة المغاربة منهم، قدموا من مجتمع متعدد، محملين بتجربة رائدة تتميز بثوابت راسخة ف مرجعيتها الدينية، مكنتهم من التمييز بين القيمة وجوهر القيمة والقدرة على إبداع أشكال متنوعة على مستوى
التعبيرات الثقافية للممارسة الدينية. بعد ذلك توزع المشاركون على ثلاث ورشات، لتعميق النقاش حول محاور الدورة، والخروج بتوصيات ونتائج تعزز من جاهزية الأئمة ف مجال التأطير الدين .
















تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح