المزيد من الأخبار






تقرير المجلس الاقتصادي: غياب فرص الشغل يدفع الشباب إلى الهجرة


تقرير المجلس الاقتصادي: غياب فرص الشغل يدفع الشباب إلى الهجرة
ناظورسيتي: متابعة

حذر تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من أن المغرب يقترب من إغلاق نافذته الديمغرافية بحلول عام 2040، ما قد يحرم البلاد من فرصة تاريخية للاستفادة من طاقاتها البشرية الشابة إذا لم تُعتمد سياسات فعالة وشمولية لتمكين هذه الفئة من الإسهام في التنمية.

وأوضح التقرير أن معدل بطالة الشباب بلغ 36.7% سنة 2024، فيما وصلت نسبة من لا يدرسون ولا يعملون ولا يتابعون أي تكوين إلى 25.6%، وهو رقم يعكس حجم الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي الذي تعانيه هذه الفئة.

وفي نفس الصدد، بيّن المجلس أن سبعة من كل عشرة شباب عاطلين يواجهون بطالة طويلة الأمد، بينما لم يسبق لـ73% منهم أن دخلوا سوق الشغل. كما بلغت بطالة حاملي الشهادات العليا داخل الفئة العمرية ما بين 15 و24 سنة نحو 61.2%.

وأشار التقرير إلى أن غياب فرص الشغل المنظمة والبدائل الاقتصادية يدفع العديد من الشباب إلى العمل في القطاع غير المهيكل، أو إلى إطلاق مشاريع مقاولاتية صغيرة غالباً ما تكون اضطرارية وغير قابلة للاستمرار، بسبب صعوبات التمويل والعقار وتعقيد المساطر الإدارية.


وأضاف التقرير أن هذه الوضعية تغذي شعوراً متزايداً بالإحباط، إذ أقر أكثر من نصف الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة بأنهم فكروا في الهجرة بحثاً عن آفاق أفضل.

وحذر التقرير من أن انسداد آفاق الشغل والإدماج لا يقتصر أثره على الاقتصاد فحسب، بل يمتد إلى المشاركة المجتمعية، حيث يدفع الشباب إلى العزوف عن الشأن العام، ويجعل بعضهم عرضة لخطابات التطرف والعدمية، بما يهدد التماسك الاجتماعي والاستقرار المجتمعي.

وفي مواجهة هذه التحديات، دعا المجلس إلى اعتماد استراتيجية وطنية مندمجة في خدمة الشباب، تقوم على تحسين التعليم والتكوين، وتعزيز قدرات الولوج إلى سوق العمل، وتمكين الشباب من فرص ريادة الأعمال في إطار مؤسساتي عادل وفعّال.

كما شدد التقرير على ضرورة دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها رافعة أساسية لتشغيل الشباب، مع تبسيط مساطر التمويل والإجراءات الإدارية، وإحداث هيئة وطنية لتنسيق وتتبع وتقييم البرامج الموجهة للشباب، تضم مختلف القطاعات المعنية، وتعمل على تنزيل السياسات على المستوى الجهوي لتقريبها من حاجيات الشباب في مختلف المجالات الترابية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح