
ناظورسيتي: علي كراجي
نودع غدا الأربعاء سنة2019، ومعها العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، بمآسيها وأحزانها و أفراحها، آملين بأن نستقبل العام الجديد بما ينهي كل مظاهر التشاؤم والنكسات.
على غرار باقي مدن العالم، عرف إقليم الناظور، أحداثا كثيرة، لا بأس بأن نحيي بعضها وعلى وجه الخصوص تلك التي استأثرت بالرأي العام المحلي والوطني وامتدت إلى خارج الوطن لتصبح مادة دسيمة وجدت فيها الصحف ووسائل الإعلام ما تجذب به المزيد من القراء. "ناظورسيتي"، اختارت لكم خمسة أحداث مرت ولم تنتهي، وكانت من بين أبرز القضايا تداولا ولقيت تفاعلا واسعا من طرف شرائح متعددة في المجتمع.
الطفلة اخلاص؛ لغز انتهى بـ 25 سنة سجنا
عاشت المنطقة مع بدايات سنة 2019 التي نودعها، حدثا مأساويا سرعان ما انتقل صداه ليصل إلى أبعد بلدان العالم، بعد اختفاء الطفلة "إخلاص البوجدايني" البالغة من العمر 3 سنوات، قبل أن يتم العثور عليها جثة هامدة في إحدى الغابات المجاورة لمسقط رأسها بجماعة أزلاف.
لغز إخلاص، ولئن شكل واحدا من ضمن أبرز ملفات الإجرام التي عالجتها مصالح الدرك الملكي بالدريوش، ومؤسسة القضاء بالناظور، فقد كان له وقع كبير على شريحة واسعة من المغاربة والمغتربين بديار المهجر، وانتقل التعاطف مع الضحية ليجذب أجانب آخرين في العالم معتبرين الطفلة قضية الجميع و معاقبة الواقفين وراء مقتلها فيه انتصار للإنسانية على الشر الذي دفع بمرتكب جريمة اختطافها وإخفائها في الغابة إلى غاية موتها.
فبالرغم من توالي الأحداث وارتفاع منسوب المآسي، إلا أن قضية "إخلاص البوجدايني" ستشكل واحدة من ضمن أكثر القضايا تداولا خلال سنة 2019، وقد تستمر لتتوغل في ذاكرة المجتمع فتصبح حكاية تتناقلها الألسن وإن كانت محكمة الاستئناف قد عاقبت المتهم الرئيسي في اختطافها بـ25 سنة سجنا نافذة، في انتظار ما تبقى من مراحل التقاضي خلال الفترة الاستئنافية.
نودع غدا الأربعاء سنة2019، ومعها العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، بمآسيها وأحزانها و أفراحها، آملين بأن نستقبل العام الجديد بما ينهي كل مظاهر التشاؤم والنكسات.
على غرار باقي مدن العالم، عرف إقليم الناظور، أحداثا كثيرة، لا بأس بأن نحيي بعضها وعلى وجه الخصوص تلك التي استأثرت بالرأي العام المحلي والوطني وامتدت إلى خارج الوطن لتصبح مادة دسيمة وجدت فيها الصحف ووسائل الإعلام ما تجذب به المزيد من القراء. "ناظورسيتي"، اختارت لكم خمسة أحداث مرت ولم تنتهي، وكانت من بين أبرز القضايا تداولا ولقيت تفاعلا واسعا من طرف شرائح متعددة في المجتمع.
الطفلة اخلاص؛ لغز انتهى بـ 25 سنة سجنا
عاشت المنطقة مع بدايات سنة 2019 التي نودعها، حدثا مأساويا سرعان ما انتقل صداه ليصل إلى أبعد بلدان العالم، بعد اختفاء الطفلة "إخلاص البوجدايني" البالغة من العمر 3 سنوات، قبل أن يتم العثور عليها جثة هامدة في إحدى الغابات المجاورة لمسقط رأسها بجماعة أزلاف.
لغز إخلاص، ولئن شكل واحدا من ضمن أبرز ملفات الإجرام التي عالجتها مصالح الدرك الملكي بالدريوش، ومؤسسة القضاء بالناظور، فقد كان له وقع كبير على شريحة واسعة من المغاربة والمغتربين بديار المهجر، وانتقل التعاطف مع الضحية ليجذب أجانب آخرين في العالم معتبرين الطفلة قضية الجميع و معاقبة الواقفين وراء مقتلها فيه انتصار للإنسانية على الشر الذي دفع بمرتكب جريمة اختطافها وإخفائها في الغابة إلى غاية موتها.
فبالرغم من توالي الأحداث وارتفاع منسوب المآسي، إلا أن قضية "إخلاص البوجدايني" ستشكل واحدة من ضمن أكثر القضايا تداولا خلال سنة 2019، وقد تستمر لتتوغل في ذاكرة المجتمع فتصبح حكاية تتناقلها الألسن وإن كانت محكمة الاستئناف قد عاقبت المتهم الرئيسي في اختطافها بـ25 سنة سجنا نافذة، في انتظار ما تبقى من مراحل التقاضي خلال الفترة الاستئنافية.

الأزبال تعري واقع المدينة
في صيف 2019، عرفت مدينة الناظور أزمة بيئية غير مسبوقة أثرت بشكل خطير على سمعة المنطقة، بعدما تحولت إلى مطرحا ضخم لمختلف أنواع الأزبال والقمامة والنفايات المنزلية، وقد كان لهذه المأساة وقع غير مرغوب فيه في نفوس الساكنة وأبناء المنطقة في المهجر، إضافة إلى شرائح أخرى من المجتمع المغربي والأجنبي خاصة السياح القادمين من بلدان قريبا كإسبانيا.
فالأزبال التي انتشرت في دروب المدينة وأزقتها وشوارعها الرئيسية وساحاتها العمومية، تحولت بشكل سريع إلى قضية رأي عام غزت وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الإلكترونية و الصحف و القنوات التلفزية، لتصبح بذلك من ضمن أكثر الملفات تداولا.
فالبحث عن المدن في محركات البحث ينتهي بصور المناطق الأثرية و التاريخية والهندسة العمرانية المثيرة للانتباه، أما الناظور فقد كان البحث عنه في 2019 يجر متصفح الشبكة إلى مستنقع من الصور النتنة التي دفعت بالكثير من أفراد الجالية إلى التراجع عن فكرة جعله مستقرا لقضاء عطلتهم الصيفية.
أزمة الأزبال بالناظور في السنة التي نودعها، والنقاش حولها لم يتوقف في وسائل الإعلام، بل انتقل إلى مؤسسات الدولة التي عملت هي الأخرى على التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما عجل بإطلاق صفقة جديدة والتعاقد مع شركة في إطار التدبير المفوض ستتولى الإشراف على جمع النفايات والنظافة، ما ستنطلق فيه بداية 2020، على أمل أن تنجح في الاختبار وتعيد للمنطقة رونقها.
في صيف 2019، عرفت مدينة الناظور أزمة بيئية غير مسبوقة أثرت بشكل خطير على سمعة المنطقة، بعدما تحولت إلى مطرحا ضخم لمختلف أنواع الأزبال والقمامة والنفايات المنزلية، وقد كان لهذه المأساة وقع غير مرغوب فيه في نفوس الساكنة وأبناء المنطقة في المهجر، إضافة إلى شرائح أخرى من المجتمع المغربي والأجنبي خاصة السياح القادمين من بلدان قريبا كإسبانيا.
فالأزبال التي انتشرت في دروب المدينة وأزقتها وشوارعها الرئيسية وساحاتها العمومية، تحولت بشكل سريع إلى قضية رأي عام غزت وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الإلكترونية و الصحف و القنوات التلفزية، لتصبح بذلك من ضمن أكثر الملفات تداولا.
فالبحث عن المدن في محركات البحث ينتهي بصور المناطق الأثرية و التاريخية والهندسة العمرانية المثيرة للانتباه، أما الناظور فقد كان البحث عنه في 2019 يجر متصفح الشبكة إلى مستنقع من الصور النتنة التي دفعت بالكثير من أفراد الجالية إلى التراجع عن فكرة جعله مستقرا لقضاء عطلتهم الصيفية.
أزمة الأزبال بالناظور في السنة التي نودعها، والنقاش حولها لم يتوقف في وسائل الإعلام، بل انتقل إلى مؤسسات الدولة التي عملت هي الأخرى على التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما عجل بإطلاق صفقة جديدة والتعاقد مع شركة في إطار التدبير المفوض ستتولى الإشراف على جمع النفايات والنظافة، ما ستنطلق فيه بداية 2020، على أمل أن تنجح في الاختبار وتعيد للمنطقة رونقها.

حوليش لم يقلب الطاولة
سليمان حوليش، الذي سطع في سماء مدينة الناظور منذ آخر انتخابات جماعية وبرلمانية بالمنطقة، بعدما تمكن من اكتساح الاستحقاقات وحشد شعبية واسعة، كانت 2019 بالنسبة له سنة شؤم عليه إثر خفوت نجمه واستسلامه أمام تقرير الافتحاص الذي أنجزته المفتشية المركزية للإدارة الترابية، والذي رصد ارتكاب المذكور لاختلالات واسعة وخروقات جسيمة أنهت ما تبقى من مساره السياسي في المحكمة الإدارية بوجدة التي قضت بعزله من رئاسة المجلس الجماعي وتجريده من العضوية إلى جانب نائبيه علال فارس والحسين أوحلي.
وشكل ملف "سليمان حوليش" ومن معه، قضية رأي عام وطني خلال السنة التي نودعها، لاسيما وأن المتورط في الفساد يعتبر من ضمن أسماء السياسيين الجدد الذين عول عليهم المواطن لإنقاذ مدينة الناظور من الازمات التي تعيشها وآمن بوعوده التي ادعى عبرها قدرته على قلب الطاولة بالجهة وإجبار المركز على تحقيق حلم بناء مستشفى علاج مرضى السرطان.
2019 وإن كانت لحوليش سنة مليئة بالأحزان، فالمواطنون اعتبروها موعدا تاريخيا خلصهم من لوبي تحكم في شؤون الجماعة وفوت عليها فرصة الازدهار وركوب قطار التنمية، آملين بأن يفرز العام الجديد مكتبا جماعيا جديدا قادرت على تحمل المسؤولية، في انتظار ما سيسفر عنه البحث القضائي الذي باشرته محكمة جرائم الاموال بفاس بشأن ملف الرئيس المعزول ومن معه.
سليمان حوليش، الذي سطع في سماء مدينة الناظور منذ آخر انتخابات جماعية وبرلمانية بالمنطقة، بعدما تمكن من اكتساح الاستحقاقات وحشد شعبية واسعة، كانت 2019 بالنسبة له سنة شؤم عليه إثر خفوت نجمه واستسلامه أمام تقرير الافتحاص الذي أنجزته المفتشية المركزية للإدارة الترابية، والذي رصد ارتكاب المذكور لاختلالات واسعة وخروقات جسيمة أنهت ما تبقى من مساره السياسي في المحكمة الإدارية بوجدة التي قضت بعزله من رئاسة المجلس الجماعي وتجريده من العضوية إلى جانب نائبيه علال فارس والحسين أوحلي.
وشكل ملف "سليمان حوليش" ومن معه، قضية رأي عام وطني خلال السنة التي نودعها، لاسيما وأن المتورط في الفساد يعتبر من ضمن أسماء السياسيين الجدد الذين عول عليهم المواطن لإنقاذ مدينة الناظور من الازمات التي تعيشها وآمن بوعوده التي ادعى عبرها قدرته على قلب الطاولة بالجهة وإجبار المركز على تحقيق حلم بناء مستشفى علاج مرضى السرطان.
2019 وإن كانت لحوليش سنة مليئة بالأحزان، فالمواطنون اعتبروها موعدا تاريخيا خلصهم من لوبي تحكم في شؤون الجماعة وفوت عليها فرصة الازدهار وركوب قطار التنمية، آملين بأن يفرز العام الجديد مكتبا جماعيا جديدا قادرت على تحمل المسؤولية، في انتظار ما سيسفر عنه البحث القضائي الذي باشرته محكمة جرائم الاموال بفاس بشأن ملف الرئيس المعزول ومن معه.

إغلاق معبر مليلية وسؤال البحث عن البديل
شكل قرار المركز بإغلاق المعابر الحدودية لمليلية في وجه ممتهني التهريب المعيشي، ومنع هذه الفئة من مواصلة الأنشطة التي داومت عليها لعقود طويلة من الزمان، موقفا أثار الكثير من ردود الفعل بين شرائح المجتمع المحلي في 2019، بين مستحسن ومستنكر اعتبر الأمر تكريسا للمزيد من المعاناة والركود الذي تعيشه المنطقة.
الحد الذي وضعته السلطات المغربية للتهريب المعيشي بباب مليلية، وبالرغم من أن انعكساته الايجابية على الاقتصاد الوطني و قدرته على تشجيع المنتوج المحلي، فإنه سيظل ناقصا ما لم تخرج الدولة ببدائل تمكن مئات الأسر التي كانت توفر قوتها اليومي من هذا النشاط، ما يستدعي الإسراع في إنشاء الوحدات الصناعية التي وعد بها مجلس جهة الشرق المعنيين لإخراجهم من التيه فرض عليهم.
شكل قرار المركز بإغلاق المعابر الحدودية لمليلية في وجه ممتهني التهريب المعيشي، ومنع هذه الفئة من مواصلة الأنشطة التي داومت عليها لعقود طويلة من الزمان، موقفا أثار الكثير من ردود الفعل بين شرائح المجتمع المحلي في 2019، بين مستحسن ومستنكر اعتبر الأمر تكريسا للمزيد من المعاناة والركود الذي تعيشه المنطقة.
الحد الذي وضعته السلطات المغربية للتهريب المعيشي بباب مليلية، وبالرغم من أن انعكساته الايجابية على الاقتصاد الوطني و قدرته على تشجيع المنتوج المحلي، فإنه سيظل ناقصا ما لم تخرج الدولة ببدائل تمكن مئات الأسر التي كانت توفر قوتها اليومي من هذا النشاط، ما يستدعي الإسراع في إنشاء الوحدات الصناعية التي وعد بها مجلس جهة الشرق المعنيين لإخراجهم من التيه فرض عليهم.

مشاريع لم يكتب لها رؤية النور
استبشرت ساكنة الناظور والجماعات التابعة للإقليم، خيرا بالمشاريع التي أعلنتها الحكومة أول السنة التي نودعها، لاسيما المتعلقة منها ببناء مركب رياضي أدرج في ملف الترشح لمونديال 2026، وإنشاء مستشفى إقليمي بسلوان ومركز لعلاج مرضى السرطان، إلا أن رياح الوعود الحكومية كانت تجري بما لا يشتهي لا المواطن، لتنتهي السنة المالية 2019 بدون خروج المولود، ما يجعل تحقيق هذا الحلم أمرا مؤجلا إلى تاريخ لاحق لا يعلمه إلا الله.
وإن كانت المشاريع الثلاثة المذكورة تعتبر من الاوراش الكبرى التي تنتظر ساكنة الناظور رؤيتها امامها والاستفادة من خدماتها يوما ما، فالحكومة لم تبدي إلى حدود اليوم أي رد فعل ايجابي، بل اكتفت بإدراج إنشاء بناية واحدة في ميزانية 2020، ويتعلق الأمر بالمركز الاستشفائي الإقليمي الذي خصصت له في قانون المالية 20 مليار سنتيم.
استبشرت ساكنة الناظور والجماعات التابعة للإقليم، خيرا بالمشاريع التي أعلنتها الحكومة أول السنة التي نودعها، لاسيما المتعلقة منها ببناء مركب رياضي أدرج في ملف الترشح لمونديال 2026، وإنشاء مستشفى إقليمي بسلوان ومركز لعلاج مرضى السرطان، إلا أن رياح الوعود الحكومية كانت تجري بما لا يشتهي لا المواطن، لتنتهي السنة المالية 2019 بدون خروج المولود، ما يجعل تحقيق هذا الحلم أمرا مؤجلا إلى تاريخ لاحق لا يعلمه إلا الله.
وإن كانت المشاريع الثلاثة المذكورة تعتبر من الاوراش الكبرى التي تنتظر ساكنة الناظور رؤيتها امامها والاستفادة من خدماتها يوما ما، فالحكومة لم تبدي إلى حدود اليوم أي رد فعل ايجابي، بل اكتفت بإدراج إنشاء بناية واحدة في ميزانية 2020، ويتعلق الأمر بالمركز الاستشفائي الإقليمي الذي خصصت له في قانون المالية 20 مليار سنتيم.

سنة وداع...
هم كثيرون أولئك الذين ساهموا على مر العقود الماضية في بناء صرح المجتمع بالمنطقة، وودعناهم في 2019 دون أن يتجدد لقاؤنا بهم، منهم من اشتغل في التعليم العالي والطب والعمل السياسي والجمعوي، تاركين خلفهم تاريخا حافلا بالمنجزات لن ينكره سوى حاقد أو جاحد.
الدكتور ميمون الطاهري، أستاذ العلوم السياسية والقانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وواحد من ضمن الجامعيين الذين وضعوا اللبنات الأولى للتعليم العالي بالإقليم، وميمون الحرشاوي نائب عميد المؤسسة المذكورة، كانت 2019 اخر سنة لهما في هذه الحياة، قبل أن ينتقلوا إلى دار البقاء مسلمين مشعل ما بنوه لجيل جديد من الأطر لإتمام عملية البناء.
صديق المرضى دكتور الطب العام بومدين ضرضور، يعتبر هو الآخر من ضمن الأسماء التي ستفتقدها الناظور، بعد أن غادر دار الفناء إلى مثواه الأخير، وقد نزل خبر رحيله كالصاعقة على شريحة واسعة من المواطنين ومعارفه وزملائه، نظرا لما تمتع به طوال حياته ومشواره المهني من خصال حميدة وإنسانية ستظل شاهدة عليه إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
الإعلامي و الفاعل الجمعوي والسياسي، رشيد الحدوشي، ممن ودعناهم أيضا في 2019 إثر تعرضه لجلطة دماغية انهت مساره وهو لم يتجاوز بعد عقده الرابع، تاركا مسارا حافلا في المجال الاجتماعي والاخيري والتطوعي.
رحم الله الجميع، دون أن ننسى شهداء الواجب، و ضحايا الهجرة السرية الذين ودعوا الحياة خلال رحلة بحثهم عن الكرامة بين أمواج البحر و في قوارب الموت، راجين من الله أن يسكن جميع الموتى فسيح جنانه وبأن يكشف عن مصير المختفين ويشفي كل المرضى.... سنة سعيدة وكل عام وانتم بألف خير.
هم كثيرون أولئك الذين ساهموا على مر العقود الماضية في بناء صرح المجتمع بالمنطقة، وودعناهم في 2019 دون أن يتجدد لقاؤنا بهم، منهم من اشتغل في التعليم العالي والطب والعمل السياسي والجمعوي، تاركين خلفهم تاريخا حافلا بالمنجزات لن ينكره سوى حاقد أو جاحد.
الدكتور ميمون الطاهري، أستاذ العلوم السياسية والقانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وواحد من ضمن الجامعيين الذين وضعوا اللبنات الأولى للتعليم العالي بالإقليم، وميمون الحرشاوي نائب عميد المؤسسة المذكورة، كانت 2019 اخر سنة لهما في هذه الحياة، قبل أن ينتقلوا إلى دار البقاء مسلمين مشعل ما بنوه لجيل جديد من الأطر لإتمام عملية البناء.
صديق المرضى دكتور الطب العام بومدين ضرضور، يعتبر هو الآخر من ضمن الأسماء التي ستفتقدها الناظور، بعد أن غادر دار الفناء إلى مثواه الأخير، وقد نزل خبر رحيله كالصاعقة على شريحة واسعة من المواطنين ومعارفه وزملائه، نظرا لما تمتع به طوال حياته ومشواره المهني من خصال حميدة وإنسانية ستظل شاهدة عليه إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
الإعلامي و الفاعل الجمعوي والسياسي، رشيد الحدوشي، ممن ودعناهم أيضا في 2019 إثر تعرضه لجلطة دماغية انهت مساره وهو لم يتجاوز بعد عقده الرابع، تاركا مسارا حافلا في المجال الاجتماعي والاخيري والتطوعي.
رحم الله الجميع، دون أن ننسى شهداء الواجب، و ضحايا الهجرة السرية الذين ودعوا الحياة خلال رحلة بحثهم عن الكرامة بين أمواج البحر و في قوارب الموت، راجين من الله أن يسكن جميع الموتى فسيح جنانه وبأن يكشف عن مصير المختفين ويشفي كل المرضى.... سنة سعيدة وكل عام وانتم بألف خير.