المزيد من الأخبار






القشلة.. تجمع سكني وسط الناظور يحمل قاطنوه جرحا لا يبرأ وينتظرون فرجا لا يأتي


القشلة.. تجمع سكني وسط الناظور يحمل قاطنوه جرحا لا يبرأ وينتظرون فرجا لا يأتي
بدر أعراب | مراد ميموني

سنحاول ضمن الحلقة الأولى من فقرة "دشارينـو" التي سنقتحم عبرها ذات كلّ مرة، حيّاً سكنياً من أحياء مدينة الناظور، للوقوف على جملة مشاكل تتخبط فيها الساكنة، قرع أبواب حيّ القشلة المجاور لحيّ "الريكولاريس" والمتواجد على مرمى خطوات من محطة القطار الرئيسية، باعتباره حيّاً سكنيا يرزح تحت وطأة معاناة قاسية وسط معادلات صعبة للغاية غير قابلة لـ"الحلّ" أو على الأقل هذا عينه ما تحاول السلطات إقناع القاطنين به، رغم كونه أقدم منطقة مأهولة بالسكّان وسط الحاضرة ويعود تاريخ تشييدها إلى عهد الإستعمار الإسباني.

الحي العسكري "القشلة" قبل تحوله إلى تجمع سكني متهالك، يقطنه ما يفوق عن 1400 فرد، بمعدل 380 أسرة، معظمها تنتمي لفئة أبناء المحاربين القدامى، يمتاز عن باقي الأحياء بموقعه الإستراتيجي الرابض عند بداية أحد المنحدرات الجبلية، حيث إنه يطل على بحيرة مارتشيكا، كما أن مدينة الناظور تقع مباشرة على مرأى ساكنته في منظر بانورامي رائع يخلب الألباب، ومع ذلك فإن السكان ضاقوا ذرعاً من نفس المشاكل التي يعانونها مع غياب شبكة الصرف الصحي وعدم توفر مادتيْ الماء والكهرباء سواء داخل المنازل الآيلة للسقوط في أية لحظة، أو الإنارة المفقودة بالشوارع المُتربة والمتحجرة المحيطة بالحيّ العتيق..

عاين موقع ناظورسيتي ظروفا سيئة وصعبة للغاية يعيش في ظلها سكان حيّ القشلة، نتيجة الحالة المزرية التي توجد عليها المنطقة منذ عقود زمنية مديدة بحالها، إلى درجة عافت معها أنفسهم حتى من إعطاء تصاريح للصحافة قصد بثّ همومهم لكي تصل حرفياً وبكل أمانة إلى من يهمهم الأمر، ليس خوفا أو بـداعٍ ما، كيف ذلك وهم أبناء من ذادوا عن الوطن بصدور عارية مُفعمةٍ بروح البسالة، بل الذريعة الوحيدة تتمثل بالضرورة في إيمانهم بأنّ "رسالتهم غير المشفرة" لم تخطئ إطلاقا طريقها نحو المسؤولين، وإنما وصلت كاملةً إلى آخر صرخة حتى بُحّت الحناجر من صَدحِ دويّ الإستغاثة..

بيد أن سحابة الظروف الحالكة التي تُخيّم فوق سماء منطقة "القشلة" المهترئة لن ينقشع سواد غمامها أبداً، وقد أضْنَى من يقبع داخل أسوارها الطينية المهددة بالإنهيار فوق رؤوس أصحابها، اللّجوء قبل ذلك إلى طرق أبواب الصحافة لبث التذمر والامتعاض والاستنكار، لكن شيئا في الواقع لم يتغيّر قطّ، حتى صاروا في نهاية الأمر يستسيغون التعايش على مضض مع "الجرح" الذي يحملونه بدواخلهم ويصرفون النظر عن كلّ شيء يتعلق بمنطقتهم المنكوبة، في إنتظار "فرج" قد يأتي وقد لا يأتي..

ناظورسيتي إقتحمت أسوار أقدم حيّ سكني على أطراف مدينة الناظور، وأعدت لكم الروبورتاج التالي:













تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح