المزيد من الأخبار






"التربية السليمة في ظل إكراهات الواقع" عنوان محاضرة من تنظيم جمعية "مي اينو لرعاية الطفولة " بقاسيطة


"التربية السليمة في ظل إكراهات الواقع" عنوان محاضرة من تنظيم جمعية "مي اينو لرعاية الطفولة " بقاسيطة
من إعداد : محمد المحمدي

نظمت جمعية مي اينو لرعاية الطفولة يومه الأحد 29 نونبر 2015، بقاعة العروض لدار الشباب بقاسيطة ـ جماعة اتسافت ـ محاضرة في موضوع "التربية السليمة في ظل إكراهات الواقع"، ألقاها الأستاذ "محمد بودادن" في حضرة فاعلين جمعويين وأساتذة وتلاميذ و أولياء أمورهم.

وقد ناقشت المحاضرة موضوع التربية باعتباره من المواضيع المعقدة في الوقت الراهن والتي أصبحت تأرق كل الفاعلين في عملية التربية بدأٌ بالدولة والأسرة مرورا مختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعين الرسميين وغير الرسميين ووقوفا عند وسائل التكنولوجية الحديثة، وفق ما جاءت به الورقة التأطيرية للمحاضرة.

وبما أن التربية هي المجموع الوسائل التي ننمي ونكون بها الفرد كمدخلات، وأنها مختلف النتائج التي تفرزها هذه الوسائل كمخرجات؛ ونتيجة لارتباط موضوع التربية بالفرد لكونها استثمار في الموارد البشرية، ما يجعله الرهان الذي تعقد علية الأمم مستقبل حضارتها؛ فإن موضوع التربية من بين المواضيع الإشكالية التي تستنزف جهود المهتمين بحقل التربية، لكونها عملية تخضع للتطور، والتعامل معها ليس بالتعامل مع المواضيع الجامدة والجافة، وفق ما جاء في كلمة محمد المحمدي مسير اللقاء التربوي.

وفي بداية محاضرته، أفاد الأستاذ محمد بودادن "بأن موضوع التربية نوقش في ميادين معرفية وعلمية متعددة، والإشكالية الأساسية التي عالجتها هذه الدراسات هي كيف نربي؟ ولكون آليات التربية لا يتم التوصل إليها إلى بعد القيام بعملية نقدية لأساليب التربية الممارسة، فإن سؤال هل نحن نربي؟ هو الإشكالية التي ستناقشها المحاضرة".
"وبناء على نظرة بسيطة لما يحصل في المجتمع بمختلف مؤسساته من سلوكيات في علاقته بالأفراد، فإن الجواب عن السؤال هو أننا في الغالب لا نربي"، وفق تعبير الأستاذ المحاضر. "ذلك أن الطفل، العنصر الأبرز في عملية التربية، كل ما يتعرض له من تأثير على المستوى النفسي والاجتماعي الصادر من طرف الأسرة في مجمله، تقريبا، ذو أبعاد سلبية على عملية التنشئة".

ولكون الهدف من هذه المحاضرة هو التوصل إلى أسلوب تربوي وفق تصور واضح حول كيفيات تنشئة الفرد تنشئة متكاملة ومتوازنة مع متطلبات العصر، "فإن ما ننصح به الأسرة هو أن تقوم بعملية نقد ذاتية لمجموع السلوكات السلبية، كتجاوز إثارة المشاكل العائلية في حضور الأطفال و لتلك المعاملات التفضيلية فيما بينهم وللدلال الزائد عن الحاجة ولاحتقار شخصية الطفل"، وفق ما جاء في محاضرة الأستاذ. ك"ما أن على المجتمع المدني أن يخضع الأسر لتكوين مستمر تمكنهم من تصحيح أساليب التربية لديها والتي أصبحت متجاوزة" وفق نفس المحاضر.

وبسب ما يعرفه العالم، الذي أصبح اليوم قرية صغيرة بسبب الانفجار التكنولوجي المهول، من تقدم معلوماتي هائل، فإن الحكومات العالمية الآن، في بحث حثيث على إيجاد نظريات تربوية جديدة تتلاءم مع متطلبات التربية للقرن الواحد والعشرين، والدافع لذلك هو ما أفرزته هذه الوسائل التكنولوجية المعاصرة من نتائج سلبية على سلوكيات الأطفال وقدراتهم الذهنية، "وقد أفرزت بعض الدراسات العلمية أن مشاهدة الطفل الذي لم يبلغ سن السابعة للتلفاز يقلل من نسبة التركيز لديه ولوقت رد الفعل، عما أن تعامل الطفل الكبير مع الألعاب الالكترونية يربي فيه النزعة الأنانية بسبب التفرغ المفرط لهذه الألعاب وانعزاله عن محيطه العائلي والاجتماعي، ومختلف هذه الوسائل يتعين على الأسرة التعامل بها مع الطفل بانتظام ونوع من العقلنة".

وقد سرد الأستاذ في آخر محاضرته مجموعة من النماذج التربوية من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام كأعظم مرب في تاريخ البشرية و"التي يجب التقيد بها في تعاملاتنا مع أطفالنا وليس الاقتصار فقط على الاستئناس بها وتذكرها في ما بيننا" وفق توجيه الأستاذ.

وفي إطار المناقشة، اعتبر السيد عبد "الحفيض أوربعين"، وهو أستاذ بإعدادية قاسيطة، أن للتربية ثلاث مستويات؛ المستوى الأول يكمن في الأسرة ولكل ما يتلقاه الطفل داخل محيطه العائلي من قيم ومبادئ، لكون الأسرة تهم كل من الأب والأم فإن مثل هذه التكوينات يجب أن تستهدف الأم إلى جانب الأب، أما المستوى الثاني يتمثل في الشارع الذي أصبح اليوم يشكل خطرا على الأطفال لكونه مؤسسة تربي على الانحراف والانحلال عن القيم، أما المستوى الثالث يتمثل في المدرسة والتي أصبحت اليوم محط انتقادات لاذعة بسبب التراجع الفاجع في التربية والاقتصار على تفوق نسبي عن الوظيفة الأولى في ميدان التعليم.

كما اعتبر السيد الصديق بنمشيش وهو أستاذ باحث في شؤون التربية أن المجتمع اليوم أ صبح بلا حدود، وأن عد الفاعلين التربويين أصبح من شبه المستحيلات، لذلك لا بد من اهتمام بالتربية كموضوع علمي متكامل بين الفاعلين العلميين بالأساس كالفاعل النفسي والاجتماعي والاقتصادي بالتحديد إلى جانب الفاعل الفلسفي الأخلاقي. وأبر بأن انتقال الأسر من العائلة الممتدة إلى الأسرة النووية أدى إلى بروز ظاهرة الفردانية وهو الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل حول هل لنا السيادة على أولادنا؟ باعتبار الفردانية هي حرية الفرد في اتخاذ قراراته في معزل عن الجماعة وباقي الفاعلين المؤثرين.

في حين انتقد السيد رضوان باخرو، وهو فاعل جمعوي، المؤسسات الدينية ولما أفرزته من أفراد متطرفين لا يرضون في الدين إلا بالعنف والقتل بعيدا عن قيم التسامح والتعايش والمساواة والحرية التي انفرد بها المغاربة على مر العصور والأمكنة في إطار التلاقح الفكري والحضاري الإنساني بين الأمازيغ ومختلف الحضارات الإنسانية الأخرى، وهو ما توخت الدولة محاربته بمشروع الإصلاح الديني للمملكة.

أما إلياس البوجدايني؟ وهو طالب باحث بالكلية المتعددة التخصصات الناضور، نبه إلى فئة واسعة من المجتمع وسماها "بالفئة الصامتة " المقصية من اهتمامات المربين والمهتمين بموضوعات التربية ألا وهم الأطفال اللقطاء الذين ليست لهم هوية ولا انتماء أسري إلا إلى مؤسسة الشارع، وتساءل كيف يمكن أن نربي هؤلاء وندمجهم في المجتمع وفي التنمية؟













تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح