المزيد من الأخبار






احتكار جوائز "تحدي القراءة" يفجر غضب الأساتذة والتلاميذ في الجهة الشرقية


احتكار جوائز "تحدي القراءة" يفجر غضب الأساتذة والتلاميذ في الجهة الشرقية
ناظورسيتي: متابعة

اشتعل جدل حاد في صفوف الأطر التربوية بجهة الشرق بعد صدور نتائج إقصائيات النسخة التاسعة من "تحدي القراءة العربي"، حيث عبر عدد من الأساتذة والمعلمين عن صدمتهم مما اعتبروه "تهميشا ممنهجا" لعدد من المديريات الإقليمية لصالح مديرية وجدة، التي حصدت حصة الأسد من المقاعد المؤهلة وطنيا، ما خلف حالة من الإحباط في صفوف التلاميذ وأساتذتهم على حد سواء.

ووفق شهادات متفرقة، فإن لجنة التحكيم الجهوية التي تم تشكيلها في وجدة، أصبحت محط انتقادات متزايدة بسبب ما وصفه الأساتذة بـ"غياب تكافؤ الفرص" و"احتكار مزمن" للنتائج، حيث عادت الغلبة لذات الأسماء من نفس المدينة، ما دفع البعض إلى التساؤل إن كان أساتذة وجدة أكثر كفاءة من زملائهم في باقي المديريات الثمانية.


وتفاقمت حدة النقاش بعد أن تم تأهيل تلميذين من وجدة من بين ثلاثة مرشحين نهائيين على صعيد الجهة، فضلا عن احتلال أربعة تلاميذ من نفس المدينة لمراتب متقدمة ضمن العشرة الأوائل وطنيا، الأمر الذي فسر على أنه يعكس خللا بنيويا في طريقة الانتقاء، يضر بمبدأ الجهوية والعدالة المجالية داخل المنظومة التعليمية.

الأساتذة الغاضبون شددوا على أن هذه المسابقات، بدل أن تزرع ثقافة القراءة لدى عموم المتعلمين، تحولت إلى سباق مرهق للفوز بجوائز مالية إماراتية، يتم خلالها استنزاف طاقات الأستاذ في غياب أي اعتراف مادي أو معنوي. فباستثناء شهادة تقديرية "لا تسمن ولا تغني من جوع"، لا يمنح له شيء، في حين يتم حصر الاهتمام في فئة صغيرة من التلاميذ المشاركين وإهمال باقي الأقسام، وهو ما وصفه بعض المتدخلين بـ"الخلل الديداكتيكي الفظيع".

وطالب مشاركون في النقاش بتوفير مكتبات حقيقية داخل المؤسسات التعليمية، وربط هذه المسابقات بأنشطة صفية دائمة بدل التعامل معها كاستثناء موسمي، داعين في ذات الوقت إلى تحفيز الأساتذة ماديا وتكوينهم أكاديميا في مجزوءات خاصة بالقراءة، بشرط أن يكون التكوين اختياريا لا مفروضا.

وانتهى النقاش بخلاصات قاسية، أبرزها أن "تحدي القراءة العربي" لم يعد محفزا كما كان، بل تحول إلى مصدر خيبة أمل للتلاميذ، خاصة حين تتحول النتائج إلى يانصيب موجه، تقرره لجان جهوية يفتقر عملها إلى الشفافية والمصداقية، وفق تعبير عدد من المتدخلين.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح