المزيد من الأخبار






وشم الذاكرة تستحضر كليشيهات من "بوبلاو" زمن الثمانينيات للناظوري المهجري جمال الغازي


وشم الذاكرة تستحضر كليشيهات من "بوبلاو" زمن الثمانينيات للناظوري المهجري جمال الغازي
ناظورسيتي - بـدر . أ

دأب مؤخراً المدوّن المهجري جمال الغازي، سليل حاضرة الناظور المقيم بالديار الألمانية، في تأريخ ذكرياته الشخصية على شكل سيرة ذاتية، يستحضر في كل حلقة من حلقاتها المنشورة على حسابه الخاص بالموقع الافتراضي "فايسبوك"، بعضاً من فلتات الزّمن الناظوري الجميل وومضاته البرّاقة إبّان فترة سبعينات وثمانينات القرن الماضي، مبيّنا أبرز سمات الوضع الاجتماعي، راسماً ملامح الجوّ السياسي السائد آنذاك، فضلا عن تصوير القيّم التي اتسم بها المجتمع أيامئذٍ، دون أن يغفل استحضار الشخصيات المؤثرة التي جسّدت دوراً مهّما في تأثيث المشهد السياسي والثقافي والعمل المدني خلال تلك الحقبة، سارداً ذلك في حكيٍّ شيّـقٍ وقالب أنيـق اجترحه بعنوان "مـن ذكريات الطفولـة".. في ما يلي أسفله ندرج ما ضاغـه المُدوّن جمال الغازي، ضمن الحلقة الثانية من سيرته..

من ذكريات الطفولـة..

".. إن مرحلة (بوبلاو) كانت بالنسبة لي نقطة انطلاقة في البحث عن مكاني في الوسط الفني، وحاولت أن أشق طريقي رغم العراقيل والحياة الصعبة، وهنا أتحدث عن أواسط السبعينات حينما كان بوبلاو حيّ المحبة والعطاء والتكافل الاجتماعي والجيرة الطيبة النقية، بل أقول كان ليدنا جيرانٌ نحسبهم من الأهل ونتعاون في كل شيء في الفرح والقرح، وهناك تعلمت مفهوم ثويزا عند إريفيين، وأحسست به في هذا الحي الشعبي الذي اعتبره مدرسة تربيت فيه وتعلمت فيه معنى القناعة والبساطة ونكران الذات.

كان حي بوبلاو يتسم بجوّ عائلي فيه روابط إنسانية قوية جمعت عدة قبائل ريفية، وكنا نحن الأطفال أثناء الفراغ والبحث على الترفيه نحاول اختراع آلياته منها : نبحث عن اقدواح وبومبونات ونجعل منهم آلة للإيقاع ونكون مجموعة كأننا عيساوة، فنحاول تقليد العيساوة في حركاتهم وإيقاعهم، فبدأت أتعلم الدّف وأحاول بصوتي تقليد مزمارهم، فكانت تعطينا نشوة أننا فعلا فرقة عيساوة ونمّر في أزقة الحيّ ونقول سيدتي عساوة من جكم بداوة بقدرة مولانا لا يلاها إلا الله لايلاها إلا الله، ثم يقوم أحد منا برفع عصا مربوط في أعلاه بقطعة من ميكا متخيلين أنه رعرام!.. إنها براءة الطفولة نحاول من واقع ينعدم فيه الاعتناء بالطفولة أن نجعل نصيبنا فيه بقدراتنا البسيطة.

إن الاختلاط الأسري والجيراني وحبّ الآخر الذي كان يساعدني في مناسبات الفرح على التعرف عن التراث الغنائي شبذان وآيت بويحيي وآريف، فكل منطقة كانت لها بصمة خاصة في طريقة الغناء الجماعي وطريقة إلقاء إزران، إضافة إلى القالب الموسيقي والنغمي، فكنت دائما أراقب كيفية ضرب الدف وكيفية انتقال من مقام صوتي إلى مقام آخر وبدأت أعرف أن القافية في الشعر الريفي لها أهمية، واحترامها يعطيه جمالية أكثر وجاذبية، ويجب احترامها في الشعر الغنائي.

كنت أسرق البندير من أمي أو دربوكا، واذهب إلى بيت جدتي في الأعلى وأسد باب الغرفة وأبدأ أتعلم إيقاع نريف وإيقاع شبذان أو آيت بويحيي، بل كنت أحاول تقليد إيقاع تويست كما كنا نسميه في تلك الفترة، يعني الإيقاع الاروبي، وكنت في بعض الأحيان أعاقب من أهلي عقابا شديدا بسبب تعلمي الإيقاع بطريقتي الخاصة متكلا على قدراتي، ربما كانوا يظنون أن هذا المجال ليس لصالحي.

ولازلت أتذكر تسجيل قطعة صغيرة غنائية على جهاز مسجلة الكاسيت وكنت أسميها حبيبي الذكريات، إنها مجرد دندنات صوتية وكلام من العربية مبعثر أحاول أخرج منه ماهو في باطني من احساسات وطاقات أفجرها تخرج من أعماقي كمادة خامة تعبر عن صرخاتي المبطنة!

منذ طفولتي كنت مولعاً بالتراث حيث كنت كثير الدندنة حتى في الخلوة، وكنت دائما أحبب دندنات غير مقلدة وأحاول التجديد فيها مع مراعاة الإيقاع "دربا وزوج"، كان الفن هواية أجد فيها شفاء لما في النفس، ولكن مع الأسف الشديد في ذلك الزمان لم نجد من يحتضننا ويوجهنا في تلك الفترة المبكرة الأليمة.

ذات مرة بمناسبة زفاف جار لنا بدأت أتعرف عن قرب عن النمط الغيواني باللهجة الدارجة مع فرقة أهل دربالة التي شاهدتها أول وآخر مرة في بوبلاو بمناسبة العرس فأعجبني كثيرا هذا النمط والتنظيم والتداول في الغناء الجماعي، حيث لاحظت أنه يعطي جمالية أحسن للأغنية.

إلا أنه تأثري بالتراث المحلي وميولاتي اليسارية واستماعي للأغاني الملتزمة التي كانت رائجة في تلك المرحلة، جعلتني أفكر في تأسيس مجموعة "ثرلي" الغنائية في 1979..".


وشم الذاكرة تستحضر كليشيهات من "بوبلاو" زمن الثمانينيات للناظوري المهجري جمال الغازي



1.أرسلت من قبل عبدالمجيد في 27/01/2018 19:10 من المحمول
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا عبد المجيد صديق الطفولة من فرقة ''ثرلي'' 1997

2.أرسلت من قبل Abdelmajid في 27/01/2018 19:17 من المحمول
رقم الهاتف 0661619347

3.أرسلت من قبل جمال في 28/01/2018 19:51 من المحمول
ان شاء الله اخي عبد المجيد بإذن الله ساتصل بك بمجرد أكون في الوطن الحبيب. تحياتي لرواد الأغنية الملتزمة في سنوات الجمر.

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح