المزيد من الأخبار






وديع التنملالي يكتب و يوضح حول لقاء وزير السياحة بزايو


 وديع التنملالي يكتب و يوضح حول لقاء وزير السياحة بزايو
ناظورسيتي: متابعة

توصل موقع ناظورسيتي بمقال موقع بإسم البرلماني عن حزب الحركة الشعبية وديع التنملالي، وهو مقال يوضح فيه تداعيات اللقاء الذي تم عقده خلال شهر مايو الأخير تحت شعار "المؤسسة التشريعية الحصلية والأفاق" حيث أن هذا اللقاء كان سبب ظهور صراع داخلي في الحزب حيث قاطعه جل القيادات المحلية لحزب السنبلة بالإقليم، وقد تطرق وديع في مقاله لعدة نقاط، وقد قال حول تصريح المنسق الجهوي سعيد الرحموني لإحدى المواقع أنه لا يمكن إلا وضعه في خانة محدودية فهم ادبيات العمل الحزبي و قصور في النضج السياسي و اشياء اخرى .

مقال البرلماني وديع التنملالي كما توصلنا به

تنويرا للرأي العام المحلي ودرءا لكل ما من شانه ان يعمل على التشويش على العمل الجاد و الهادف ارتأيت ان اتقدم بمساهمة متواضعة في عدة قضايا و من ضمنها ما راج و ما قيل بعد اللقاء التواصلي الذي عقدته مع ساكنة مدينة زايو و الاقليم خلال شهر مايو الاخير تحت شعار " المؤسسة التشريعية الحصيلة و الأفاق".

ما من شك ان عدة تحولات طرأت في السنوات الاخيرة على المشهد الحزبي المغربي عموما ، بعضها ايجابي و البعض الآخر ساهم في تأزيم الهياكل التنظيمية للمؤسسات الحزبية ، أفقد هذه الاخيرة المصداقية و الشرعية اللازمة بعلاقتها مع المجتمع . لكن الثابت ، هو ان الفعل السياسي إجمالا هو تعبير عن قناعات و الدفاع عن مجموعة من المبادئ و القيم ، التي و للأسف عرفت انتكاسات و تراجعات في عصور الردة الاخلاقية التي نشهدها و نعيشها في حاضرنا خلافا لما نتوق له عبر الرفع من الاداء الحزبي و من الوعي السياسي داخل الاحزاب بالرجوع بالمؤسسات الحزبية الى الحقب المشرقة من التاريخ الحزبي ببلادنا .

حقب اتسمت بالتشبث بالقيم العليا الانسانية رغم اختلاف اهداف و ايديولوجيات الاحزاب في تلك الآونة . حقب اتسمت بالصراع الفكري و بالنضج و التكوين السياسيين و بمستويات عليا و متزنة في الاداء. حقب كان هاجس المكونات الحزبية يتمحور حول الصراع النبيل من اجل تحقيق اهداف تروم اجمالا خدمة الصالح العام بدل التملق لخدمة اهداف شخصية او التقرب من مراكز القرار الحزبي او تلك المرتبطة بأجهزة الدولة .

هذه هي السمات البارزة التي طبعت الحقب المشرقة من تاريخ الاحزاب باختلاف مقارباتها و مذاهبها و اهدافها و هذه هي غايتنا اليوم . إلا انه و للأسف ، و هذا ليس بخاف على احد ، عرفت المؤسسات الحزبية تراجعات و انهيارات في فترات محددة افقدتها قسطا وافرا من بريقها و من اشعاعها بسبب "غزو" مجموعة من الانتفاعيين للحقل السياسي ، و هو الامر الذي ادى الى تمييع مفهوم النضال ، وتمييع مفهوم التمثيلية ، و كان من بين نتائجها المباشرة الاجهاز على الرصيد النضالي و الثقافي و الاخلاقي لكافة الاحزاب بالطبع مع استثناء مجموعة من الشرفاء الذين بقوا ثابتين على قناعتهم و فضلوا العمل في الظل داخل الهياكل الحزبية او الانسحاب لخدمة الصالح العام من خلال تعبيرات جماهيرية اخرى .

ان هذا المدخل له دلالة و مغازيه في اعتقادي لما سأتطرق اليه لاحقا و لمعرفة ما جرى اثناء الاعداد للقاء التواصلي و بعده، بشكل موضوعي مع التحلي بالجرأة المطلوبة و المعهودة في شخصي و الشفافية في وضع الامور في نصابها . و لعل هذا ما يمكن ان لمسه المواطنين خلال اللقاء التواصلي الذي قدمت خلاله جزء من الخطوط العريضة لحصيلة عملي بالمؤسسة التشريعية ، و كذا الوقوف عن اسباب و دواعي بعض التداولات بالشارع بخصوص هذا الموضوع أو غيرها من المواضيع المرتبطة بحزب الحركة الشعبية و بشخصي على وجه التحديد . و اتضاحا للأمور وجبت الاشارة انه من واجبي و حقي كممثل للأمة ان اقدم حصيلة عملي بالمؤسسة التشريعية و ان اساءل عن هذه الحصيلة كانسان و كمؤتمن على ثقة الناخبين و كمناضل حزبي .

و قد كان بإمكاني ان اقوم بهذا العمل بشكل فردي و دون استشارة او الرجوع للهياكل الحزبية سواء القيادية او المحلية لان ليس هناك ما يمنعني اخلاقيا و تنظيميا من ذلك . لكن ثقافتي و تربيتي و احترامي للمؤسسة الحزبية الذي انتمي اليها بجميع هياكلها القيادة و القاعدية ، حتمت علي تنظيم هذا اللقاء باستشارة دائمة مع السيد الامين العام الاخ امحند العنصر و باقي قيادات اعضاء الحزب على مستوى المكتب السياسي الذي كان ممثلا في هذا اللقاء من طرف الناطق الرسمي للحزب السيد لحسن حداد وزير السياحة.

كما عملت على اشعار و استدعاء الاخوة في الهياكل المحلية للتنظيم ، و ذلك من باب الاحترام التنظيمي و الاخلاقي لهؤلاء السادة و السيدات ، و الذي أأسف لعدم حضورهم لهذا اللقاء ، لان حضورهم كان سيكون دعما اضافيا للإشعاع الذي حرصت و مازلت ان أحيط به حزب الحركة الشعبية بالمنطقة اعتبارا للثقة المتزايدة للمواطنين في عملي و خاصة في وضوحي في طرح الامور دون تملق لأية جهة او اخذنا بعين لاعتبار سياسوية او دوافع شخصية . لذا فما تناولته بعضا منابر الاعلامية المحلية و ما تلاها من تصريحات هو بعيد كل البعد على الواقع و الحقائق و يمكن التأكد من ذلك ان اقتضى الحال

ان اللقاء التواصلي كانت غايته الاساس ربط جسور التواصل الدائم مع الساكنة و اعطاء التوضيحات الضرورية من عدة قضايا و خاصة من المغالطات التي سبقت هذه المحطة . لقد حرصت عل تعرية بعضا من الامور في هذه المحطة ، و سوف لن ابخل في الباقي من الايام من تعرية المزيد و من الاستمرار في طريق التغيير الذي اصبح واقعا بالمدينة بفضل التشبث بالمبادئ و القيم التي يتطلبها العمل السياسي النبيل . فالفرق بين الخطأ و الخطيئة واضح . و الفرق بين الانتهاك للحق و للانتهاك الجسيم للحق بين . لذا يمكن اعتبار ان ما اصطلح عليه بالأخطاء هو مجانب للصواب باعتبار ان الاخطاء نوعان.

: 1- الخطأ المتعمد : و هذا الفعل يمكن ان يصل الى حد الجرم في حق الفرد او المجموعة. و هنا وجب اتخاذ ما يلزم بداء بالفضح ووصولا الى اتخاذ ما يجب حتى لا يتكرر هذا الفعل الشنيع
2- الخطأ الغير المتعمد : و هذا الفعل مغفور اخلاقيا و مجتمعيا و تنظيميا ان ثبت ارتكابه فعلا شريطة ان لا تسجل في حق مرتكبيه حالة العود
اما فإذا كان هذان النوعان من الاخطاء لم يرتكبا و الحالة هاته ، فما جاء من تصريح على لسان الاخ المنسق الجهوي لأحد المواقع الالكترونية لا يمكن إلا وضعه في خانة محدودية فهم ادبيات العمل الحزبي و قصور في النضج السياسي و اشياء اخرى .

هذا في حد ذاته امر طبيعي علاقة بما تقدمت به اعلاه في مدخل هذه المساهمة حول التشوهات و الاعطاب التي مازالت تلازم المشهد الحزبي لأسباب لا داعي لتكرار اسبابها و اهدافها . ان الانسان عموما معرض للخطأ ، لان الكمال لله و حده ، لكن الزلة ان يرتكب الانسان الخطيئة في حق الغير لأسباب متعددة .

لذا أمل ان يعمل مستقبلا كل من ساهم بشكل ارادي وواعي او لا ارادي في ما وقع على التحلي بالنضج و بالأخلاق النضالية ، و ان يتم التوجه الى المستقبل بروح وحدوية دون نازع ذاتي او مصلحي فتقويم الممارسة هي الضمانة لتدعيم ركائز الحزب . ان الصراع الدائر اليوم في ارجاء العالم و ما ينتجه النظام العالمي الجديد من افرازات غريبة ليست متمحورا في صراع بين الاشرار و الاخيار ، بل في صراع بين المدافعين عن القيم الانسانية المفتقدة تدريجيا و المناهضين لهذه للقيم و للحقوق الكونية للفرد و الجماعة . ان المؤسسات الحزبية التي لم تعد بينها مسافات و خطوط تماس ايديولوجية واضحة هي ملزمة بنفض غبار كل اشكال الانتهازية و الوصولية و خدمة الذوات داخل فظاءاتها . و لعل ما لمسته من خلال ردود فعل الموطنين بعد اللقاء التواصلي هو مؤشر ايجابي على ان العمل الجاد و الصراحة و تسمية الاشياء بمسمياتها هي الخصال الاساس الذي وجب ان تميز الانسان .

ان اللقاء التواصلي اتاح الفرصة سواء خلال انعقاده او بعده في اماطة اللثام على عدة اشياء و من ضمنها المتاجرة بالعمل السياسي وكذا اماط اللثام عن فظاعات ارتكبت ، و على تواطئات نسجت كانت ضحيتها ساكنة الاقليم برمته . ان المؤسسة الحزبية هي فضاء للتعبير الحر على قناعات و الدفاع عن اهداف . فانتمائي للعائلة الحركية هو من اجل و من باب الدفاع عن مبادئ و توجهات الحزب . فإذا غيبت هذه العناصر، فآناذاك و هذا حق مشروع لي و لغيري يمكنني ان ارسو على اختيارات اخرى تتماشى مع الاهداف و القيم الذي ادافع و سابقى مدافعا عنها بدون ككل . فالإشارة الى هذا الامر ، هو من باب ازالة اي لبس حول ما تطرقت اليه بعض و سائل الاعلام المحلية مؤخرا عن مغادرتي البيت الحركي . إن هذا الامر غير وارد البثة في اللحظة الحالية و في حساباتي المستقبلية . لقد نسجت عدة روايات حول عملية تزيين واجهة المقر من لدن وسائل الاعلام و هذا حقها في اثارة فضول و تساؤلات الساكنة و شرف لي بحيث يؤكد الاهتمام بعملي و توجهاتي اكثر منه بشخصي . ان القادم من الايام سيوضح بجلاء مصداقية الخطاب و الفعل. ان عصور التبجح بالانجازات قد ولت ، لان تحولات كبرى حصلت على المجتمع و على الوعي الجمعي للأفراد . ان قوة الحزب تكمن في قناعة مناضليه و في نضالهم اليومي من اجل المساهمة في تغيير الاوضاع لا في اعادة انتاج الاسوأ . ان السياسة هي مجموعة من العلوم و الممارسات يطمح الانسان دوما الى معرفتها و تكريسها و تكييفها في الواقع بشكل سليم و ملموس و بقناعات و دون مقابل .

حان الوقت لكي نستفيد من دروس التاريخ و ان نكون قدوة لكل اولائك اللذين بصموا بعطاءاتهم و اخلاصهم التاريخ الحزبي ببلدنا.

ان اقليمنا بحاجة الى مقاربات جديدة و دماء متجددة لإعادة الاعتبار للجوهر الحي للعمل السياسي النبيل خدمة لمفهوم التنمية و استرجاعا لثقة المواطنين في منتخبيهم و مؤسساتهم .


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح