المزيد من الأخبار






وجدة تنطلق والناظور تتعثر.. سباق التأهيل الحضري قبل مونديال 2030 يكشف الفوارق


ناظورسيتي: متابعة

بينما تسابق مدينة وجدة الزمن لتأهيل بنيتها التحتية وتحديث شوارعها الرئيسية في إطار استعدادات المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، وعلى رأسها كأس العالم 2030، لا تزال مدينة الناظور تُعاني من بطء واضح وتأخر لافت في تنفيذ مشاريع مماثلة، رغم التوجيهات المركزية والحاجة الملحّة لتأهيل الفضاءات العمومية وتعزيز البنية التحتية.

في وجدة، انطلقت مؤخرًا أشغال تهيئة شارعي "موالي سليمان" و"الضابط بلحسين"، في إطار مشروع تأهيل حضري شامل يندرج ضمن استراتيجية جهوية لتحسين جودة الحياة ومواكبة الدينامية العمرانية والاقتصادية. الأشغال تسير بوتيرة منتظمة، وفي أجواء منظمة هادئة، حيث تمّت عملية هدم بعض المحلات والبنايات المعنية بالتوسعة بتنسيق مع الملاك، ووفق مقاربة تشاركية تراعي المصلحة العامة وتضمن حقوق المتضررين.

هذا الورش، الذي يشرف عليه والي جهة الشرق الخطيب الهبيل، يُعدّ ترجمة عملية لاتفاق تم توقيعه منذ سنة 2013، وتم تفعيله ميدانيًا في الوقت المناسب، مما يعكس إرادة سياسية واضحة وفعالية في تدبير المشاريع العمومية. ويشمل المشروع إعادة تهيئة الأرصفة، وتحديث الإنارة، وتوسيع المساحات الخضراء، وهي عناصر من شأنها تعزيز جاذبية المدينة وتقوية بنيتها التحتية قبيل مواعيد رياضية عالمية.

في المقابل، لا تزال مدينة الناظور تُسجل تأخرًا واضحًا في إنجاز أوراش مماثلة، سواء على مستوى فتح محاور جديدة أو تحديث البنية التحتية الطرقية والإنارة العمومية. العديد من المشاريع إما متعثرة أو تعرف بطءًا شديدًا في التنفيذ، وسط تعقيدات المساطر القانونية وقلة الموارد البشرية، وهي عوامل ساهمت في تعطيل انطلاق عدد من المشاريع. هذا ما دفع جماعة الناظور مؤخرًا إلى توقيع اتفاقية شراكة مع شركة العمران الشرق، بهدف تسريع وتيرة الإنجاز، وضمان تنفيذ الورش الكبرى وفق معايير مهنية واستراتيجية واضحة.

وتطرح هذه المقارنة تساؤلات جدية حول العدالة المجالية في تنفيذ المشاريع التنموية، وجدوى السياسات العمومية في التفاعل مع الفرص الدولية الكبرى التي يمكن أن تُشكل قاطرة للتنمية المحلية. كما تدعو إلى ضرورة تقوية الحكامة الجهوية، وضمان تتبع صارم لوتيرة الإنجاز، بما يُمكّن كافة المدن من الاستفادة من الدينامية الوطنية المرتبطة بمونديال 2030.





تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح